الرئيسية / الرياضة الدولية / أزمة أوكرانيا تكشف عن الوجه العنصري للفيفا

أزمة أوكرانيا تكشف عن الوجه العنصري للفيفا

  • الفيفا ظلم فلسطين وكافأ الاحتلال الصهيوني
  • عاقب روسيا بعد 5 أيام وتغاضى 74 عاماً عن الدم الفلسطيني

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 2/3/2022- كشفت الأزمة الروسية الأوكرانية الأخيرة عن الوجه الحقيقي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الذي ذهب بعيداً في عقوباته على روسيا بسبب “غزو” أوكرانيا، تماماً كما فعلت معظم الاتحادات الدولية والوطنية في أوروبا.

لطالما رفع “فيفا” وكل الاتحادات المنضوية تحت مظلته، شعار عدم إقحام السياسة في الرياضة، فارضاً عقوباته على كل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية، رغم أن عمر الاحتلال الإسرائيلي يزيد عن 70 عاماً، في وقت انهالت العقوبات على روسيا في غضون 5 أيام فقط من هجومها على أوكرانيا.

ازدواجية المعايير تلك أثارت غضباً وسخطاً واسعاً في العالم العربي، وسط مُطالبات للفيفا بالتوقف عن سياسة الكل بمكيالين، ومحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي لا يختلف ما تقوم به عن تصرف روسيا، بل إنها ترتكب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وتسرق أراضيه منذ عقود.

بدلاً من ذلك تحولت دولة الاحتلال إلى الطفل المدلل للفيفا واليويفا، وسط دعم كبير من الدول الاستعمارية على وجه الخصوص، فبريطانيا وفرنسا وألمانيا التي تقود رأس الحربة ضد روسيا اليوم ودفاعاً عن أوكرانيا، هي الدول التي تحتضن “الكيان” الذي وضعت أساسه قبل عام 1948 ولم تتوقف عن دعمه حتى الآن.

  • حرام على أبو تريكة!

بالتزامن مع “حفل” التضامن مع أوكرانيا في مختلف ملاعب العالم، وتحوُّل ما كان محرماً إلى مباح بل ومطلوب، استذكرت الجماهير العربية حادثة النجم المصري السابق محمد أبو تريكة، عندما أعلن تضامنه، مع فلسطين عام 2008، تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقتها ارتدى أبو تريكة، قميصاً كُتب عليه شعار “تضامنا مع غزة”، وذلك خلال المباراة التي جمعت منتخب بلاده مصر مع منتخب السودان في كأس أمم إفريقيا، إذ أظهر قميصه بعد تسجيل أحد الأهداف.

دفع أبو تريكة الثمن وتعرض لعقوبة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، الذي وجه تحذيراً للنجم المصري بزعم خرق لوائح الاتحاد القاضية بمنع رفع أي شعار سياسي أو ديني خلال المباريات.

الغريب أن عشرات اللاعبين يقومون حالياً بنفس مبادرة أبو تريكة. الاختلاف الوحيد هو اسم “أوكرانيا” بدلاً من “غزة”، لكن لا عقوبات ولا تحذيرات، بل إن اللاعب الذي لا يتضامن مع أوكرانيا داخل الملعب يصبح متهماً ومنبوذاً

بعد كل هذه الأحداث التي صاحبت حرب روسيا على أوكرانيا، وجّه أبو تريكة، وهو الآن أحد محللي قناة “بي إن سبورت”، رسالة قوية للفيفا عبر حسابه في “تويتر” قائلا: “قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة فى كافة البطولات يجب أن يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني، لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء فى فلسطين منذ سنين ولكنكم تكيلون بمكيالين..”.

في المقابل، تسائل المعلق الجزائري حفيظ دراجي قائلاً: “الغزو،، التحرير،، و التطبيع..  إذا كان الاجتياح الروسي لأوكرانيا هو غزو”، فلماذا نعتبر “غزو” القوات الأمريكية لعديد الدول “تحريرا”، ونعتبر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية دفاعاً عن النفس ومكافحة للإرهاب؟

وأضاف: “ألم يكن الرئيس الأوكراني من أشد المؤيدين لإسرائيل بالأمس القريب؟ لماذا لم نسمع لها صوتاً اليوم؟ وهل سترفع أصبعها للدفاع عن حلفائها ومن طبعوا معها اذا تعرضوا  للخطر؟ طبعا لا.. ولن تنفعهم”.

  • القذارة سياسة

أما المعلق العُماني خليل البلوشي فكتب: “يا لها من سياسة قدْرة لعالم غير سوي ويكيل بمكيالين، في الوقت الذي كان الاحتلال يرتكب المجازر بحق أهلنا في فلسطين وتُقصف البيوت فوق رؤوس ساكينها، كانوا يقولون لنا: لا تخلطوا السياسة بالرياضة، لكنّ بان رْيفكم وحقيقتكم المعروفة للجميع ولكن الآن فوق الطاولة وليس تحتها، تباً لكم”.

وكتب حساب “مقاطعة” عبر تويتر: “رفض فتحي نورين مواجهة لاعب إسرائيلي، فتلقى عقوبة بالإيقاف لمدة 10 سنوات دفعته للاعتزال، وحينما أعلنت 4 دول أوروبية مقاطعتها أي مباريات مع المنتخب الروسي رد الفيفا بحظر مشاركة روسيا في البطولات، التضامن الأعوج هو أن تكون المقاطعة جريمة أمام إسرائيل وموقفا إنسانيا أمام غيرها”.

  • موقف شجاع

من جهة أخرى، سجل اللاعب التركي إيكوت دمير، موقفاً ملفتاً حين رفض ارتداء قميص يحمل شعار “لا للحرب” أسوة برفاقه خلال أحد مباريات الدوري المحلي.

كان دمير هو اللاعب الوحيد الذي رفض ارتداء قميص يحمل “لا للحرب” بين فريقه أرزروم سبور وأنكاراغوكو في دوري الدرجة الثانية التركي، ليشعل بذلك جدلاً واسعاً في البلاد على مواقع التواصل.

وقال دمير قائد فريقه خلال حديث إلى وسائل إعلام تركية: إنّ الآلاف من الناس يموتون يومياً في الشرق الأوسط، وأولئك الذين يتجاهلون ذلك يقفون الآن خلف الحملات التضامنية حين يتعلق الأمر بأوروبا.

وأضاف: “لم أشعر بالرغبة في ارتداء القميص لأنه لم يصنع لتلك الدول. لن أشعر أنني بحالة جيدة إذا ارتديته”.

  • من التغاضي إلى المشاركة

ولعل أكثر ما يثير استفزاز وغضب الشعب الفلسطيني هو عدم اكتفاء “الفيفا” بسياسة غض الطرف عن الجرائم الإسرائيلية، بل وتحوّله إلى مشارك، والشواهد في هذا الإطار كثيرة.

فقد شارك إنفانتينو قبل عامين في ورشة المنامة” بالبحرين، المخصصة لـ”الشق الاقتصادي من صفقة القرن”، ليؤكد بذلك بما لا يدع مجالاً للشك أن “الفيفا” يسير وفق توجيهات من أطراف وقوى سياسية عالمية تدعم دولة الاحتلال، ولم يعد مجرد مؤسسة رياضية.

وذهب إنفانتينو أبعد من ذلك، حينما طرح، خلال لقاء جمعه برئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، فكرة استضافة دولة الاحتلال، ودول في المنطقة، بضمنها الإمارات، مباريات كأس العالم في مونديال 2030، كما شارك في حفل أقيم على أنقاض مقبرة “مأمن الله” الإسلامية في القدس المحتلة.

وفوجئ الجميع بمشاركة إنفانتينو في حفل “تهويدي أقيم في (“متحف التسامح”)، المقام فوق مقبرة مأمن الله الإسلامية، بالقدس المحتلة، وجاء ذلك فيما تعرّضت المقبرة اليوسفيّة في القدس، لأعمال تجريف من قِبل سلطات الاحتلال.

موقف آخر أظهر الوجه الحقيقي للفيفا، حينما شكّل لجنة ساكسويل قبل سنوات، والتي قدّم تقريرها بشأن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية، لكن ذلك التقرير اختفى ولم ينفذ الاتحاد الدولي أي من توصياته، بينما استمرت الجرائم الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية تحت سمع وبصر إنفانتينو ومؤسسته.

شاهد أيضاً

شهيد استشهاد أحمد عبيد غزة الرياضي كرة الطائرة غزة

استشهاد لاعب نادي غزة الرياضي

اللجنة الاعلامية/نيللي المصري -2023/10/7- استشهد لاعب نادي غزة الرياضي لكرة الطائرة احمد عبيد اليوم خلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *