الرئيسية / كرة قدم محلية / أعتذر عن ثقتي العمياء

أعتذر عن ثقتي العمياء

  • بالعربي الفصيح

كتب / خالد ابو زاهر: 21/2/2022 – لا أتردد لحظة واحدة في الاعتذار عن أي خطأ أرتكبه، فأنا لست معصوماً من الخطأ، فالاعتذار ثقافة وواجب تجاه القراء الذين أضعهم في نفس خانة المصلحة العامة، فهم أكبر من أن أستخف بعقولهم، فاحترامهم واجب.

قبل أسبوع كتبت مُشيداً بخطوة قام بها مجلس إدارة نادي الشاطئ خلال أزمة مباراته أمام الصداقة، واكتشفت يوم أمس أن الخطوة التي أشدت بها لم يكن لها مكان على أرض الواقع، ولهذا اعتذر من الجميع عن هذا الخطأ الذي جاء نتيجة ثقتي بأصدقاء في مجلس إدارة النادي.

فقد ذكرت ما قاله لي عضوي إدارة الشاطئ من أن الشرطة قامت باستدعاء واحتجاز اثنين من مشجعي النادي اللذين قاما بإلقاء المفرقعات النارية على الملعب والتي أصابت الحكم المساعد خالد بدير، وأشدت بهذه الخطوة وأشدت بجرأة وشجاعة إدارة الشاطئ التي لم تكترث بالضغط الذي تعرضت له من عائلتي المتهمين، وذلك نقلاً عن عضوي الإدارة، وقلت أنها إدارة حكيمة وقوية ولا تُفرط بحق النادي ولا تسمح لأحد بالتلاعب بمصيره ومستقبله.

ولكني اكتشفت خلال حديث دار بيني وبين أحد المسؤولين، أن ما ادعاه عضوا إدارة الشاطئ لم يكن صحيحاً، فشعرت بالحرج كوني وقعت ضحية لثقتي العمياء بصديقي في مجلس الإدارة، والذي كنت ولا زلت أكن الاحترام لتاريخها الكبير في النادي، ولكن حجم صدمتي أمام الشخص الذي نفى لي القصة، كان كبيراً، بحيث شعرت بأن ثقة الناس بما أقول وأكتب أهم بكثير من أي شيء في مهنة الصحافة، فقررت الاعتذار العلني عن تقديم معلومة غير صحيحة.

الأمر الآخر، واستكمالاً لما دار من حديث حول أزمة مباراة الشاطئ والصداقة بيني وبين عُضو مجلس إدارة نادي الشاطئ، فقد عاتبني على قيامي بالكتابة في موضوع أزمة المباراة، معتبراً أن الكتابة في هذا الموضوع يضر بنادي الشاطئ.

وذهب عضو الإدارة للتأكيد على أن اتحاد كرة القدم تأثر بمقالي الذي دعوت فيه الاتحاد لتحكيم القانون واللوائح قبل إصدار القرار الخاص بالمباراة تحت عنوان “لا تحرج نفسك وتُحرجنا يا اتحاد كرة القدم”، مشيراً إلى أن ملف المباراة كان موضوعاً على طاولة الاتحاد، وأنه بعد المقال تم إحالة الملف إلى لجنة الانضباط.

ردي كان “إنه شرف لا أدعيه أن يقوم الاتحاد بالاستناد إلى مقابلي لإحالة الملف للجنة الانضباط، وأن الاتحاد لم يكن بحاجة لمقالي لتغيير موقفه، فجاء تأكيد عضو الإدارة أن هذا ما حدث، وطلب مني أن لا أستعدي جماهير الشاطئ، كوني ابن المخيم وابن النادي وأن لي مكانة عند الإدارة وعند الجماهير.

طبعاً وبكل تأكيد أعتز بمحبة الجميع على الساحة الرياضية، ولكني في نفس الوقت لم ولن أسعى لإرضاء غير الله ومن ثم ضميري ومهنيتي، ولن أكسب الناس وأخسر نفسي وشخصيتي ومهنيتي، وهذا المبدأ الذي أسير عليه منذ بداية عملي في مجال الإعلام الرياضي منذ 30 عاماً.

اتفهم أن يقوم رئيس نادي وأعضاء الإدارة بل والجماهير بالدفاع عن ناديها بكل السُبل المشروعة، أما غير المشروع فلن أستوعبها ولن أدعمها مهما كانت الأسباب والنتائج، ولم ولن أُطالب أحداً بالتوقف عن الدفاع عن ناديه، فهذا حقه الذي لا يُنازعه فيه أو عليه أحد.

وأتفهم ان تستخدم إدارات الأندية وجماهيرها كل الأدوات المشروعة للحصول على حق أنديتهم، ولكن على أن لا يكون ذلك على حساب الأندية الأخرى، أو على حساب الإعلام الرياضي، لأن في ذلك استخفاف بحقوق وشخصية الآخرين.

فقد عشت ما عشت من سنين ولم استخف بعقل أحد، وبالتالي لا أسمح أن يتم الاستخفاف بعقلي وفكري، وإن خانتني ثقتي في هذه القضية، فهذا لن يتكرر بإذن الله، لأن الثقة أغلى ما يملك الإنسان، فبدونها لا معني للصداقة ولا للعلاقة مع أيٍ كان.

في النهاية أقول أن الحق لا يُعلى عليه، ولن أكون يوماً ممن يُجامل أحداً حتى لو كان أقرب المُقربين، لأن ثقة الشارع الرياضي والأندية بمهنيتي لا يُمكن أن يتم التفريط بها تحت أي ظرف كان، وبالتالي أدعو اتحاد كرة القدم أن يُحافظ على ثقة الجماهير والأندية به، وأن يُقرر ما تُمليه عليه النزاهة والحياد واللوائح والقوانين، دون اكتراث للعلاقات مع الآخرين، وهنا لا أقوم بالتحريض على أي نادٍ ولا أقوم بمجاملة أي نادٍ، هنا فقط أدعو إلى أن يقف الاتحاد على نفس المسافة من جميع الأندية وجميع الجماهير، وفق القانون واللوائح، فهو لا يُنافسهم على لقب، هو من يُتوج مجهوداتهم بالألقاب، وعليه أن لا يُعَرِّض استقرار وسمعة الاتحاد للخدش، والله على ما أقول شهيد.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *