الرئيسية / أخبار النجوم / الأشقر فريد الخطيب .. ساحر الجنوب

الأشقر فريد الخطيب .. ساحر الجنوب

الخليل/فايز نصّار- 3/6/2020-  نعمة كبرى أن تلعب كرة القدم في رفح ، ونعمة أخرى أن يمنحك الخالق قامة تؤهلك للارتقاء ، والاشتراك في الألعاب الهوائية ، ونعمة ثالثة أن تكون رفحياً ، وتلعب الكرة في رام الله أيام الخير !

تلك لعمري ثلاث نعم تهيأت لجنجي رفح فريد الخطيب، الذي داعب معشوقته على الرمال ، التي تفصل بين القارة الكبرى، وجارتها السمراء، فصُقلت نجوميته في بلاد تتنفس من رئة الجلد المنفوخ، لتأتي النعمة الأهم ، بلعب الفريد إلى جوار العتاولة، مع جيل ضم الابزل, و قشطة , والعايدي, والرنتيسي, وأبو لبدة, وجابر، بما أهله لخطف الأضواء، فارساً للخط الأمامي في الأزرق الرفحي .

ولمّا دارت الأيام على أبي أحمد، اعتزل اللعب دون أن يعتزل مواقع الكرة، وشارك مع رجال الزعيم في صنع المزيد من الأمجاد التليدة، التي علت بعروس الساحل الجنوبية، بين كلّ المدن في الضفة والقطاع، وجعلت الأزرق رمزاً للرفعة والفخار .

لم أجد صعوبة في التواصل مع أبي احمد، لتأتي الصعوبة من زحمة الأحداث التي تداولتها مع صاحب الرأس الذهبية، لنخرج بشيء من محطات تألق الخطيب الرفحي !

– اسمي  فريد محمد ديب الخطيب “أبو أحمد” من مواليد رفح يوم 11/5/1961, ومن ألقابي  “صاحب الرأس الذهبية ” بسبب كثرة الأهداف التي كنت أسجلها برأسي، وأطلقت الجماهير علي لقب “روبش” نسبة الى لاعب ليفربول، وأطلق عليّ لقب الجنجي كوني أشقر .

– كأيّ لاعب كانت بدايتي في الساحات الشعبية ، ثم ظهرت مع زميلي عبد القادر الابزل في دوري المدارس .. بعدها شاهدنا الأستاذ محمد أبو حطب، وأخذنا لمدرب الناشئين الكابتن عبد القادر عيسى أبو العسل – الله يرحمه – تزامنا مع لعبي ضمن فريق مدرسة بئر السبع الثانوية القوي جداً وقتها، والذي ضمّ نخبة من نجوم الأندية، كعبد القادر الابزل, وعصام قشطة, ورجاء العايدي, وخضر الرنتيسي , والحارس عبد الكريم أبو لبدة, وعادل جابر، وقد حصلنا وقتها على بطولة المدارس لمحافظات غزة عام 1980/1981 .

– بعدها لعبت مع الفريق الثاني لشباب رفح، الذي ضم النجوم بسام الأخرس, ووجيه الشاعر، وفريد عثمان، ويوسف جحيش، وطلعت حجاج- الله يرحمه – قبل انضمامي في أول مباراة مع الفريق الأول أمام خدمات دير البلح، ويومها فزنا بنتيجة 4-2، وأثبت نفسي بتسجيل هدفين, لأشارك بعد ذلك في أول مباراة على ملاعب الضفة أمام مركز طولكرم، حيث فزنا بكأس رئيس الغرفة التجارية بطولكرم, وكان من أشهر لاعبي المركز وقتها عارف عوفي، والليبرو محمود عايش .

– المدرب عمر أبو زيد كان له الفضل بعد الله عليّ، فهو الذي منحني الثقة، فكان يبني خطة الهجوم في بعض المباريات عليّ، بالنظر لتفوقي في الكرات الرأسية، من خلال عرضيات النجم حسن صلاح، التي أحولها للسريع الابزل، فينطلق من الخلف وينفرد بالمرمى، وقد سجلنا كثيراً من الأهداف بهذه الطريقة .

– وخلال دراستي في معهد المعلمين برام الله، تدربت مع الكابتن جمعة عطية في هلال أريحا ، ومع العبد الصواف في مؤسسة البيرة، ولعبت مع نادي اسلامي رام الله، وكان من اللاعبين المميزين معي أنور الكردي .

– وكان فريق معهد المعلمين يضم العديد من النجوم، أمثال الحارس زياد بركات، ووائل العدوي من عسكر، وعلي أبو شاويش من الأمعري، وماجد أبو عرب من نابلس، والكابتن حامد عيسى، وجميل الخطيب من شباب رفح، وعلي الحاج عامر من الزيتون ، ومحد القطراوي من النصيرات .

– لم ألعب في حياتي سوى لنادي شباب رفح الرياضي, وكان الزعيم مدججاً بالنجوم عندما بدأت اللعب، ومنهم جمعة عطية , ومحمد أبو سبيكة, وتوفيق عبد العزيز .

– أفضل تشكيلة لعبت فيها لنادي شباب رفح  تضم في حراسة المرمى عبد الكريم أبو شمالة, وفي الدفاع  خالد أبو كويك, وفريد عثمان, وعلى ربيع, وعادل جابر، وفي خط الوسط محمد المزين, وناصر مطر, وحسن صلاح, وفي خط الهجوم عبدالقادر الابزل, وأمين عبدالعال، وكان معنا أيضاً موسى العرجا, ووجيه الشاع, وموسى المغربي, ومحمد الشخريت .

– مثلى الأعلى في الملاعب المرحوم سليمان أبو جزر، والكابتن جمعة عطية .

– لم يكن أيامنا منتخب  لفلسطين، ولكني شاركت في صفوف منتخب القطاع، ولعبنا أمام منتخب الضفة في مباراة خيرية لدور رعاية المسنين، ولعبت مع منتخب المحافظات الجنوبية، وكانت تجربة ممتازة، ولكن لم تكتمل بسب الاحتلال، حيث كانت المنتخبات للمناسبات فقط .

– شكلت ثنائي مع المهاجم عبد القادر الأبزل، وكانت لي شخصية مميزه في لعبي، كوني أجيد التهديف بالرأس .

– عملت بالتدريب فترة قصيرة جدا، مع الكباتن عصام قشطة، وفريد عثمان، وعلى ربيع، ولكن فضلت  العمل الإداري على التدريب .

– لم أكن أجد صعوبة في التعامل مع المدافعين، ولكن بعض المدافعين كانوا يتميزون بالخشونة، ومن الذين كنت أتجنب الاحتكاك بهم الكابتن على صرصور من خدمات خانيونس، والكابتن زياد أبو عودة من الشاطئ، والكابتن عارف عوفي من مركز طولكرم، والعبد طه من النصيرات .

– التنافس بين شباب وخدمات رفح قديم جديد, وكانت الأفضلية دوماً لشباب رفح، فهو الأكثر فوزا في اللقاءات، ولكن خدمات رفح بعد عام 1994، وبوجود أبناء الحجار – إياد ونادر وحازم – نجح في عمل فارق مهم، ليبرز بعد ذلك عدد من نجوم الخدمات كشوقي ابو محسن، ومحمد حسنين بروق، ناهيك عن اعتماد الخدمات على الناشئين، ليشكل فريقا قويا ومنافسا، حصل على دوريين متتالين .

– أفضل نجوم الضفة أيامي، أيمن الحنبلي، ومحمد صبحه،  ومروان الزين, وإياد أو غوش، وباجس حسين, ومحمد الصباح، وماهر العبكة, وخالد أبو عياش بلاطه, وعيسى كنعان، وحاتم وحازم صلاح، وخليل البرهم، وعلي ربيع، وواكد العقبي.

– أما أفضل نجوم قطاع غزة أيامي فعبد القادر الابزل, وعلي أبو السعيد, وعماد التتري, وغسان البلعاوي, وناجي عجور, واسماعيل صرصور, وخضر الرنتيسي, وخالد أبو كويك, وفريد عثمان، وناصر مطر, وعادل جابر، وأمين عبد العال، ومصطفى نجم، وسعيد حمد، وحسين الحاج، ورزق خيرة ، ومن الحراس عبد الكريم ابو شمالة، وأمين الحتو .

– أهم إنجازاتي الحصول مع النادي على بطولة سداسيات قطاع غزة عام 1981، وعلى مركز الوصيف في الدوري التصنيفي عام 1984، وراء النادي الأهلي، ومركز الصيف في أول دوري عام 1985، وراء نادي الشاطئ، وحققت العديد من البطولات الودية، فحصلنا على سباعيات ظافر المصري بنابلس، بمشاركة معظم فرق الضفة، وعلى العديد من الكؤوس في مناسبات وطنية مختلفة، حيث كان لشباب رفح اسم كبير في المحافظات الشمالية .

– عملت في مجلس الادارة عضوا منتخبا، لحوالي 25 عاما، وحصلت مع زملائي على بطولتي دوري، وست بطولات كأس، وخمس بطولات سوبر، إضافة إلى بطولة كأس فلسطين عام 2017، بعد التفوق على أهلي الخليل، ناهيك عن بطولة كأس العالم، التي أقيمت في قطاع غزة، تزامناً مع مونديال جنوب افريقيا، حيث حمل كلّ فريق من غزة اسم منتخب مشارك في المونديال ، ومثل شباب رفح منتخب فرنسا، وشارك في البطولة عدد من الفرنسيين، الذين يعملون في غزة في البطولة، وكان الكأس مصمما من بقايا البيوت، التي دمرها الاحتلال في عدوانه على غزة عام 2008  !

– شاركت النادي  كعضو إدارة في بطولة أبطال الدوري بالسعودية سنة 1994، بعد حصولنا على البطولة التنشيطية، وفي بطولة الاندية العربية في مصر عام 1995 ، بعد حصول النادي على كأس القطاع عام 1995، إضافة إلى السفر إلى الأردن للمشاركة في تصفيات بطولة ART مع الفيصلي واتحاد حلب، حيث تعادلنا مع اتحاد حلب وفاز علينا الفيصلي 2-0، ثم التنقل إلى الأردن  بعد حصولنا على بطولة كأس 2003، حيث لعبنا مباراتين مع نادي الوحدات ، فتعادلنا في الأولى ، وفاز الوحدات في الثانية نتيجة 2-1 .

– انجزنا مع النادي توأمة مع فريق نجمة سيناء المصري، حيث كان شباب رفح يشارك في احتفالات شمال سيناء، بمناسبة تحرير سيناء الذي يصادف 25\4 من كل عام، وكانت مشاركة رفح من خلال لعب مباريات مع فريق نجمة سيناء، ومنتخب شمال سيناء، وساهمت في توقيع اتفاقية توأمة مع نادي تطوان المغربي، الذي قدم لنا مجموعة من الملابس الرياضية، وشاركت  إنجاز اتفاقية رعاية من شركة اوراسكوم تيلكوم المصرية، وسافرت إلى مصر أنا والكابتن عصام قشطة  لتحقيق ذلك .

– تشرفت بالعمل في لجنة المسابقات المركزية  في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لمدة ثماني سنوات، في عهد نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم السيد ابراهيم ابو سليم .

– من وجه نظري سبب تراجع شباب رفح في السنتين الأخيرتين الاعتماد على لاعبي التعزيز، إضافة إلى كثرة تغيير المدربين، دون أن ننسى سياسة الاحلال والابدال، والدفع بعدد من الناشئين مرة واحدة ، دون أن يجهز هؤلاء لمواجهة الضغط الجماهيري، لأنّ شباب رفح يملك قاعدة جماهيرية عريضة، تعشق الفوز باستمرار .. ولكن بعون الله تجاوز شباب رفح الأزمة .

– أرى أنّ الاحتراف كلمة كبيرة، تحتاج إلى مقومات مادية كبيرة  للأندية ، والفكرة ممتازة لو توفرت كل أدوات الاحتراف، من إمكانيات مادية، وكوادر رياضية، ومدربين مؤهلين، وإعلام ينقل الصورة الحقيقية … ولكن يبدو أنّ نقص الامكانيات المالية تسبب في عدم ثبات المستوى الفني للفرق، وشخصياً أعجبت بنادي هلال القدس، ونادي أهلي الخليل ، واليوم بمركز الامعري بقيادة الكابتن ايهاب ابو جزر، الذي يضع نفسه بين  الكبار.

– لاعبي المفضل محلياً الكابتن سليمان أبو جزر الله يرحمه،  وعربيا  اللاعب محمد صلاح، وعالميا ميسي .

– المدرب المفضل محليا الكابتن أيهاب ابو جزر أما المدرب العربي المفضل فهو حسام البدري ، والمدرب العالمي الفضل  جوارديولا .

– أتمنى أن يتحلى الإعلام الرياضي بالجرأة في نقل الكلمة والصورة، لأنها جز من رسالته الإعلامية الأخلاقية، وقول كلمة الحق من صميم عمل الإعلام، الذي هو السلطة الرابعة، وله دور مهم في إبراز مكانة  فلسطين الرياضية بين الدول، وتقدمها بعد تطور نتائج المنتخبات، والمشاركات الخارجية، في مختلف الألعاب الرياضية الفردية والجماعية  .

– أقول لأخي الكابتن المرحوم سليمان ابو جزر الله يرحمه :أنت من أفضل المهاجمين والهدافين، الذين مروا على فلسطين ، لقد كنت مثالاً للإنسان الأمين والخلوق والمؤدب، فارقتنا بسرعة،  وتركت فينا أثر كبير، ولكن قدر الله، لا اعتراض عليه .

– أقول لأخي الكابتن فارس ابو شاويش : لقد كنت لاعبا موهوبا ومميزا، ربنا يعطيك الصحة، وطول العمر.

– أقول للكابتن عبد الله الكرنز : ربنا يعطيك الصحة وطول العمر، فقد  خدمت الرياضة بإخلاص، لاعباً ومدرباً وحكماً .

– أقول لمركز طولكرم : أتمنى أن  يرجع المركز – كما كان سابقا – اسما متألقا في لعبة كرة القدم، على مستوى الوطن، وتعود أيام  القائد عارف عوفي، والكابتن محمود عايش .

– من أطرف المواقف التي حصلت معي، في مباراة الشاطئ في الدوري اشتركت مع المدافع بخشونة واضحة مني، وكان بجانبي زميلي حسن صلاح، فقام الحكم ماهر حميدة برفع الكرت الأحمر بوجه حسن صلاح وطرده، وأنا بقيت في الملعب .

– في الختام أقول إنّ الرياضة أخلاق، وعلى الجماهير الرياضة أن تتمتع بالروح الرياضة العالية، وأن تقبل النتيجة، وتشدّ من أزر فريقها ودعمه ومساندته معنويا، لأنه لا يوجد فريق يكسب على طول.. وكلمة اخرى أوجهها للمسؤولين : يجب أن تكون الانتخابات القادمة لاتحاد كرة القدم مبنية على الشفافية والنزاهة وحرية الرأي، وبعيدة عن المحاصصة السياسية ، لان المحاصصة السياسية تجلب أناس ليس لهم علاقة في كرة القدم، لا بدّ من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب

النهاية كل الشكر والتقدير للأخ والكابتن فايز نصار

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *