الرئيسية / كرة قدم محلية / البَوَر .. بشير عطا الله من بحارة الثمانينات

البَوَر .. بشير عطا الله من بحارة الثمانينات

الخليل/ فايز نصّار- 29/12/2020- كان موسم كرة القدم 1993/1994 من أصعب المواسم في تاريخ كرة القدم الجزائرية، حيث كان يكفي كبير الدوري “شبيبة القبائل” التعادل في لقائه الأخير مع اتحاد البليدة ليضمن اللقب، ولكن الشبيبة خسرت، لتتساوى أندية اتحاد الشاوية، وجيل برج منايل، وشبيبة القبائل في النقاط، فاحتُكِم للقاءات الفرق الثلاثة مع بعضها، ليتوج بلقب البطولة اتحاد الشاوية، الذي كان يقوده المدرب الفلسطيني منصور الحاج سعيد .

يشبه ذلك ما حصل في بطولة الدوري بقطاع غزة سنة 1984، حين بقي التنافس على لقب الدوري حتى آخر صافرة بين أندية خدمات الشاطئ وغزة الرياضي وشباب رفح ، فابتسم اللقب للخدمات بعد تعادل منافسيه سلبياً، وفوزه على اتحاد الشجاعية بهدفين نظيفين.

  يومها كان البحارة يضمون في صفوفهم ستة من أبناء عائلة عطا الله، ومنهم الكابتن بشير، الذي روى لي كيف أخفى ابن عمه سمير خبر وفاة عميد العائلة، ليحافظ أبناء عطا الله على تركيزهم في المباراة الهامة، التي فازوا بها أمام الرياضي العريق .

  وكان للإعلامي المخضرم جمال الحلو دور في اكتشاف موهبة ابن الشاطئ، فظهر بشير في صفوف مدرسة فلسطين، التي كانت تتنافس مع مدرسة يافا في تفريخ النجوم ، ليضمه ملهمه المدرب ابو المعزة إلى الشاطئ، الذي لم يبرحه حتى يومنا هذا.

   ويذكر أبو محمد بالخير رفاقه من جيل الثمانينات، الذين قدموا للكرة الغزية فريقاً شاطئياً منافساً، وجد لنفسه موطيء قدم بين كبار القطاع، الرياضي، والأهلي، وشباب رفح.

   ولم يبرح عطا الله الملاعب بعد اعتزاله، فشق طريقه مدرباً، وإدارياً ما زال يتفانى في خدمة فريقه الأمّ، ويساهم في تطور الكرة في قطاع العز والفخار.

  من أزقة المخيم الباسل ولدت موهبة البشير الغزيّ، وفي جنبات ملعب اليرموك تألق عطا الله، ليصبح واحداً من أبرز نجوم فلسطين، الذين تركوا بصماتهم المؤثرة، التي يروي لنا بعض فصولها في هذا اللقاء.

-اسمي بشير عوض عطا الله موسى “أبو محمد” من مواليد مخيم الشاطئ يوم4/3/1961، ولقبي “بور”.

– كأي لاعب بدأت اللعب في الساحات الشعبية ، ثم انتقلت لألعب مع فريق مدرسة صلاح الدين الاعدادية، وعند وصولي المرحلة الثانوية شاهدني الرياضي الكبير  جمال الحلو “أبو كاظم” فضمني لفريق مدرسة فلسطين الثانوية منذ الصف الأول الثانوي، لألعب بجانب نجوم مرحلة التوجيهي، ومنهم النجمين الخلوقين غسان البلعاوي، رزق خيرة، وصخرة الدفاع، الملقب بأبي السباع الصغير كمال صقر، وشكلنا فريقاً لمدرسة فلسطين الثانوية كان من أقوى الفرق، وكانت أقوى المباريات – يومها – بين فريق مدرسة فلسطين الثانوية، وفريق مدرسة يافا الثانوية، الذي كان يضم كبار نجوم الشجاعية نعيم السويركي، وزياد الطيف، وكانت مباريات المدرستين مناسبة لمدربي غزة، الذين شاهدوا احدى هذه المباريات، فلفتُّ نظر المدرب القدير نمر أبو المعزة، فخطفني من أرض الملعب، وضمني فوراً لنادي الشاطئ، الذي بدأت اللعب معه أساسياً، منذ انضمامي له، إضافة إلى كوني كابتن الفريق الثاني.

– وقد عرفني الجمهور الرياضي في الملاعب كقلب دفاع  ، وأحيانا كليبرو ، وأفضل من شكل معي ثنائياً حسني أبو عودة ، وزياد أبو عودة ، وربحي سمور .

– مثلي الأعلى في حياتي  سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ومثلي الأعلى في الملاعب النجم  ناجي عجور، وأكثر مدرب كان له فضل عليّ نمر أبو المعزة من الشاطئ، والمرحوم سعيد الحسيني مع منتخب غزة ، فيما اللاعب الذي كنت معجبا بأدائه الكابتن سليم الزيناتي .

– من أفضل ذكرياتي مع الشاطئ لعبي مباراة نهائي دوري القطاع سنة 1984 أمام اتحاد الشجاعية، حيث سُبقت تلك المباراة بأحداث كثيرة، وتفاهم ناديا غزة الرياضي، وشباب رفح على مساندة الشجاعية، كوننا لو هزمنا، أو تعادلنا في هذه المباراة سيذهب لقب الدوري لأحدهما .. ويومها نظمت رابطة الأندية مباراة الشاطئ مع الشجاعية ، ومباراة الرياضي مع شباب رفح في وقت واحد ، ولكن قدّر أن تحصل ظروف أجلت مباراة الشاطئ ، فذهبنا الى ملعب رفح لمتابعة لقاء الرياضي وشباب رفح ، على اعتبار أنّ الفائز في تلك المباراة سينال لقب الدوري ، وفي حال تعادلهما تبقى لنا فرصة الفوز على الشجاعية ، والظفر بالدوري ، والحمد لله انتهت المباراة بالتعادل ، فكان لا بدّ علينا الفوز على الشجاعية ، وتم ذلك حيث فزنا عليهم بنتيجة (2-0) ، رغم انتهاء الشوط الأول (0/0) ، وبحمد الله حصلنا على بطولة الدوري في هذا الموسم ، الذي توجناه بحصولنا على لقب بطولة الكأس .

– من وجهة نظري أفضل النجوم الذي لعبوا أيامي ماهر حميدة، وسليم الزيناتي، وزكريا مهدي، وخالد كويك، وعادل جابر، ونعيم العالول، وحازم صلاح، وماجد البلبيسي، وعماد التتري، وناجي عجور، وغسان البلعاوي، ورزق خيرة، واسماعيل مطر، وجمال عياد، وسمير عطاالله، وحسني أبو عودة، وهاني الطناني.

– وأرى أنّ أفضل تشكيلة للمعسكرات في وقتي تضم عرفات حمد ، وبشير عطاالله ، وزياد أبو عودة، ومحمود أبو جورج، والمرحوم مرسي الفقعاوي، ونعيم العالول، وخضر الرنتيسي، وسمير عطاالله، وحسني أبو عودة، وعماد التتري، وبسام العصار، وفارس أبو شاويش ، واسماعيل صرصور، ورأفت أبو السعيد، وهاني الطناني.

– وأعتقد أنّ أفضل تشكيلة لنجوم منتخب قطاع غزة أيامي تضم  ماهر حميدة، والطني، وزكريا مهدي، وسليم الزيناتي، وحسين الريفي، وخالد كويك، وناجي عجور، وعماد التتري، وعبد القادر الأبزل، وغسان البلعاوي، ورزق خيرة، ونعيم العالول، وسمير عطاالله ، ورفعت الريفي، وزياد الطيف.

– أعتقد أن جيل الثمانينات هو أفضل جيل مرَّ على خدمات  الشاطئ، لأنه جيل الانتماء، والعطاء ، والحب دون مقابل، جيل الوفاء، والاخلاص، ولو عاد بي الزمن لن ألعب الا للشاطئ، لأنني ترعرعت وتربيت على الحب والوفاء لأبناء المخيم الماجد.

– كانت مباريات الشاطئ مع الرياضي والأهلي تمثل ديربي جماهيري، فكانت المدرجات تمتلئ عن بكرة أبيها، ولم تكن تجد فيها أي مكان، وكانت جميع وسائل النقل تتجه صوب ملعب اليرموك، وكنت تشعر أن البلد يخضع لمنع التجول، اللهم مسيرات الجماهير من وإلى ملعب اليرموك ، وعند نهاية المباراة ينطلق الجمهور في زفات جماهيرية  من أرض الملعب الى باب النادي الفائز، مع أهازيج وهتافات رائعة.

– ساق الله على أيام اللعب على ملاعب التراب، التي تعيدنا إلى ذكريات الانتماء ، والحب ، والصداقة ، والاخلاص مع الجيل الذهبي، إنها أيام لا تنسى شهدت أجمل المباريات ، بين خيرة النجوم .

– بعد اعتزالي اللعب مباشرة اتجهت إلى التدريب مع المدرب أنور الغلاييني، الذي شكلت معه ثنائياّ متفاهماً جداً، وخضت التدريب لعدة سنوات متفاوتة، من سنة 1996 حتى سنة  2017، حيث عملت على فترات متقطعة مع كثير من المدربين في بداية فرصتهم التدريبية، ومنهم الكابتن محمد أبو زيد ، والكابتن حمادة شبير.

– وخلال مسيرتي في الملاعب حققت الكثير من الإنجازات، أهمها لقب بطولة الدوري سنة  1984، وبطولة الكأس سنة  1985 كلاعب، إضافة إلى الحصول على لقب بطولة دورة العريش، أمام فريق نجمة سينا المصري كمدرب، والحصول على لقب وصيف كأس القطاع سنة 2013 .

– أتوجه بالتحية لاتحاد كرة القدم ، متمنياً أن تكون المهنية ، والكفاءة ، والخبرة الرياضية عنوان اختيار عضو الاتحاد ، وليس الانتماء التنظيمي ، لأنّ الرياضة ليست محاصصة بين فلان وعلان .

– اللاعب المفضل بالنسبة لي ناجي عجور محلياً، ومحمود الخطيب عربياً، ومارادونا دولياً، والمدرب المفضل محلياً غسان البلعاوي، وعربياً حسن شحاتة، ودولياً غوارديولا .

– أعتقد أنّ الإعلام الرياضي تقدم كثيراً ، وأصبح يغطي أخبار الرياضيين بصورة جيدة، ويضطلع على أمور ومجريات الأحداث بصورة دقيقة، ويوصل الأخبار للجماهير بصورة مميزة ، متمنياً مزيداً من التقدم والنجاح لإعلامنا.

– أعتز بصداقتي مع اخي الكابتن عماد التتري “أبو الرائد”، فالصداقة بيننا متأصلة منذ الصغر، وما زالت مستمرة حتى وقتنا هذا، ويغلفها الحب، والتقدير، والاحترام، وأتمنى له مزيداً من التوفيق، حيث كان نجماً كلاعب، وهو الآن نجم من خلال لجنة المسابقات .

– أتوجه بالتحية والتقدير للكابتن حمادة شبير، وأقول له : أنت مدرب ناجح ، تسير بخطى جيدة وواثقة، وأنا فخور بك ، وأعتز بأنه كان لي دور في  اكتشفاك كلاعب مميز، و كمدرب بعد اعتزالك، حيث ضممتك لتعمل معي ضمن الجهاز التدريبي، ودائما كنت أهمس في أذنك  أنك سوف تكون مدرباً ناجحاً ، كما همست في أذنك سابقا بأنك سوف تكون لاعباً مميزاً، أتمنى لك التوفيق.

– من أطرف ذكرياتي في الملاعب، ما حصل يوم مباراة بين الشاطئ وغزة الرياضي، حين كان ستة لاعبين من عائلة عطا الله يمثلون الشاطئ، ويوم المباراة توفي جدي كبير آل عطا الله، ولم يعلم بالخبر الا ابن عمي اللاعب سمير عطا الله، فقام بإخفاء الجثة في غرفة، وأغلق عليها، ولم يعلم بالأمر أحد، الا بعد انتهاء المباراة، وهذا ما حصل، فلعبنا المباراة، وفزنا على غزة الرياضي بهدف للكابتن هاني الطناني، وبعدها أبلغنا اللاعب سمير عطا الله بوفاة جدي، فتوجهت جماهير الشاطئ عن بكرة أبيها لتشييع الجنازة  .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *