الرئيسية / كرة قدم محلية / الانتخابات والتزكية في الاتحادات والأندية 2

الانتخابات والتزكية في الاتحادات والأندية 2

كتب/خالد أبو زاهر: 16/9/2020 – في الجزء الأول من المقال، تحدثت عن الظروف التي جعلت التوافق الرياضي أمراً يجب التعامل معه، أما فيما يتعلق بطريقة وآلية تطويره والتعاطي مع مخرجاته، فإن هذا أمر مهم جداً من أجل أن نُحقق من خلاله المصلحة العامة وليس المصلحة الخاصة أو الحزبية.

كغيري من الناس أو غالبيتهم، فإن صندوق الاقتراع هو الطريق المؤدي إلى تكريس الديمقراطية ومنح الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات حقها في التعبير عن رأيها وعن موقفها وعن نواياها السليمة لخدمة المجتمع والرياضية.

قبل الانقسام كانت الأندية أو معظمها تخضع لسلطة الجمعيات العمومية التي كانت تنتخب من تريده حتى لو كان الاختيار في غير محله، ولكنها في النهاية عواطف تحولت إلى صوت، وهو ما انطبق على جميع الاتحادات.

المهم في الأمر أن قائمة المرشحين في السابق (أيام الانتخابات) كانت تتجاوز ضعف المقاعد المخصصة لمجالس إدارات الأندية والاتحادات، وهو حق لكل كادر أن يترشح لخوض الانتخابات، حتى وإن لم يكن بالمستوى المطلوب شخصياً وتاريخياً وغيره، ولكنه مارس حقه في الترشح حسب الصول والنظم والقوانين واللوائح.

وأكبر دليل على ذلك، النادي الأهلي الفلسطيني الذي ترأسه في السابق اللواء موسى عرفات، الذي لا يختلف اثنان على شخصيته القوية ومكانته العسكرية والحزبية، ومع ذلك خضع للانتخابات وواجه منافسين أقوياء.

ووصلت الديمقراطية وحسابتها وتحالفاتها إلى حد حصول اللواء موسى عرفات في الانتخابات الأخيرة التي جرت في النادي الأهلي في تسعينيات القرن الماضي، على المرتبة الأخيرة، وأتذكر جيداً أن (أبو منهل) لم يستقو على المرشحين ولم يستخدم أي أسلوب من الأساليب الملتوية من أجل إبعادهم عن الانتخابات، لأنه كان يلتزم القانون نصاً وروحاً.

تخيلوا أن هذا الرجل القوي رغم أنه خدم النادي وجعله منارة كبيرة، وجعل كل من دخل النادي يُعبر عن انبهاره بمرافقه الأفضل من بعض أندية عربية، وأتذكر هنا إعجاب وانبهار وفد نادي الوحدات الأردني بالنادي الأهلي ومقره ومرافقه، وذلك عندما زار غزة في العام 2000 لخوض مباراة مع الأهلي في ذكرى استشهاد الشهيد الراحل خليل الوزير أبو جهاد، وأقام في فندق النادي.

مثال آخر على الديمقراطية وعلى أن الصوت أمانة وأن صاحب الصوت دائماً ما يكون أقوى من المرُشح، فإن اللواء أحمد العفيفي الذي أعاد تأسيس اتحاد كرة القدم بعد تأسيس السلطة الوطنية، لم يحصل في الدورتين الانتخابيتين اللتين خاضهما مع مرشحين آخرين، على أعلى الصوات، فحصل مرة على المركز الثاني ومرة أخرى على المركز الثالث.

وعلى الرغم من أن اللواء العفيفي كان يشغل منصب مدير المخابرات العامة في غزة، إلا أنه تعامل مع القاعدة ومع المرشحين باحترام ولم يمنع أحداً من الترشح ولم يقم بعمل (تربيطات) من أجل إنجاح هذا المرشح وإسقاط ذاك، ولم يُعاقب فائزاً ليس من قائمته، ولم يفرض قراره على الأعضاء، وكان يتعامل مع الفائزين من خارج قائمته بكل حب واحترام.

وهناك أمثلة كثيرة في اتحادات وأندية أخرى، ومنها نادي غزة الرياضي الذي كان يرأسه الراحل الحاج رشاد الشوا (عمدة غزة)، حيث لم يمنع أحداً من الترشح خارج قائمته التي كان يختارها بعناية، وكان يتقبل كل عضو فائز من خارج قائمته وكان يتعامل معه على أنه جزء من النادي.

سأختم الجزء الثاني وقبل الأخير من المقال للتمهيد للجزء الثالث والأخير الذي سيُخصص للحديث عن ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة ومن الأفكار التي تهدف إلى تطوير العمل من أجل ضمان تحقيق أفضل النتائج، لأن الانتخابات لا تأتي بالأفضل دائماً.

يُتبع

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *