الرئيسية / أخبار النجوم / السندباد عيسى كنعان .. مواليد منطقة الجزاء

السندباد عيسى كنعان .. مواليد منطقة الجزاء

الخليل/فايز نصّار – 15/5/2020- بقيت كرة القدم في محافظة المهد أسيرة ما يقدمه الأرثوذكسي البجالي من عروض شيقة  وما يأتي من ومضات ساحورية، يقدمها أحيانا أرثوذكسي وثقافي بيت ساحور  فيما اختفت كرة المدينة المقدسة  حتى ظهر الإسلامي  وقدم نفسه فارساً تلحمياً شديد المراس .

ومن جنبات الإسلامي ظهر النجوم  الذين أبدعوا في الملاعب ورفعوا لواء التحدي أمام الفرق المجاورة ، كبيت جالا  والخليل  والقدس  اعتماداً على لاعبين متألقين، من أمثال أحمد حسان  ورائد الهريمي، وموسى كنعان، وإياد حمود .. ولكن لا أحد من هؤلاء وصل إلى ما وصل له الطيب عيسى كنعان .

لم يلعب أبو محمد التلحمي إلا للإسلامي، وبقي معه في السراء والضراء، ولكن ألمعيته في الملاعب أسالت لعاب الفرق الكبرى، وخاصة شباب الخليل، الذي أخذه أكثر من مرة كلاعب تعزيز مميز، في الرحلات الخارجية، إلى فرنسا، والكويت، والاردن، زارعاً في شباك كل فريق التقاه أهدافاً لا تنسى، قبل أن يتحول بسلاسة إلى مجال التدريب  من بوابة واد النيص، الذي ساهم الكنعان في تسلقه الدرجات، منذ كان في الدرجة الثالثة .

شخصياً أعرف عيسى كنعان جيداً، والأمر سهل تسجيل أهم المحطات في مسيرة الرجل التلحمي، الذي أحبه الجميع .

– اسمي عيسى محمد خليل كنعان “أبو محمد” من مواليد بيت لحم يوم 11/10/1963 وكان لقبي في الصغر  الشبل ، وأنا سميته السندباد !

* كأي لاعب بدأت حياتي الرياضية في الحارات والأزقة، وملاعب الساحات الصغيرة، ثم لعبت فترة وجيزة  لنادي السالزيان، ضمن فريق “الزمالك” كما كان يطلق على أحد الفرق هناك، وفي سنّ العاشرة لعبت لناشئين إسلامي بيت لحم، قبل ترفيعي للفريق الثاني، قبل ضمي للفريق الأول، عندما أصبح عمري خمسة عشر عاما … وفي أول مباراة لعبتها لي مع الفريق الأول مع مركز الدهشة أحرزت هدفين، بما لفت أنظار الجميع لمستواي المميز، فنلت إعجاب كلّ من حضر المباراة، ومن يومها أصبحت لاعباً أساسيا مع الفريق الأول حتى اعتزالي .

– وكان دور المدرسة مهم في نضج موهبتي، وخاصة في المرحلة الاعدادية، بجهود معلم التربية الرياضية، الأستاذ جورج أبو سليمة، الذي كان يشركني مع فريق المرحلة الثانوية، رغم كوني في الاعدادية، وبحمد الله فزت وقتها بجائزة أفضل لاعب في هذه البطولة

* المدرب الذي كان له الفضل في بداية مشواري الرياضي أخي فتحي كنعان، الذي كان ينظم لنا بطولات خاصة، ويخضعنا لتدريبات تأسيس اللاعبين، ضمن امكانيات محدودة، قبل سفره إلى الكويت سنة ١٩٧٧، ليأتي دور المدرب الخلوق خليل بطاح، الذي كان مميزا في كلّ شيء، فساهم في صقل مواهبنا، ليتخرج على يديه العديد من لاعبي  محافظة بيت لحم  .

– لم ألعب في حياتي إلا لفريق إسلامي بيت لحم، ولكن لو رجع الزمان، ربما سألعب أيضاً لنادي شباب الخليل.

– تلقيت عروضاً من نادي الوحدات، ونادي الحسين إربد، ولكن الظروف حالت دون اللعب خارج الوطن، لأن الرياضة زمان لم يكن فيها احتراف، ولم يكن معترف بنا لا عربياً ولا دولياً … وشاركت مع  منتخب فلسطين للكرة الخماسية، في البطولة العربية، التي نظمت في العاصمة المصرية القاهرة، وأحرزنا المرتبة الرابعة على مستوى الدول العربية المشاركة ، علماً بأني شاركت وعمري ٣٥ عاما .

– كانت مشاركاتي مع شباب الخليل كثيرة ومميزة، حيث لعبت معهم في فرنسا سنة ١٩٨٤، ويومها أحرزت عدة أهداف، وفي طريق العودة من فرنسا لعبنا مع نادي الوحدات، وفزنا عليه بهدفين مقابل لا شيء، من تسجيل اللاعب عادل الناظر هدف، لأحرز انا الهدف الثاني، وكان حارس مرمى الوحدات في تلك المباراة، العملاق باسم تيم، كما شاركت مع شباب الخليل عام ١٩٨٧ في رحلته إلى الأردن، حيث لعبنا مع الوحدات، وتعادلنا بدون أهداف، وسنة ١٩٨٨ شارت الشباب في رحلته إلى دولة الكويت ، وهناك لعبنا مع نادي كاظمة الرياضي، وخسرنا بهدفين مقابل هدف ، وأحرزت هدف الشرف للشباب، ثم شاركت مع الشباب في رحلته الثانية إلى فرنسا سنة ١٩٩٤، ولعبنا أربع مباريات أحرزت فيها سبعة أهداف….كما كانت لي مشاركات خارجية  أخرى، مع عدد من الأندية الفلسطينية، ومنها نادي جبل المكبر في بطولة الأندية العربية أبطال الدوري، سنة ١٩٩٤ في السعودية ، حيث لعبنا أربع مباريات مع الهلال السعودي، والترجي التونسي، والهلال السوداني، والرفاع البحريني، ومع الأسف خسرنا جميع المباريات ، ورغم ذلك كان لي شرف تسجيل هدف في مرمى الهلال السعودي … ثم شاركت مع أهلي الخليل في رحلته إلى الأردن ، ولعبنا مباراة مع الرمثا الأردني، وخسرنا بهدفين مقابل هدف، وأحرزت هدف الشرف للأهلي .

– لم يكن لي تواجد يستحق الذكر مع المنتخب، حيث لم تتح لي الفرصة للمشاركة مع المنتخب إلا في بعض المباريات، وغير صحيح أني خاطبت السيد الرئيس  للعب مع المنتخب، فمستواي لا يخفى على أحد، ولكن في بعض الأحيان كانت عملية اختيار لاعبي المنتخب تعتد على المحسوبية، وتتم من قبل أناس غير مؤهلين رياضيا .

– حتى الآن لم تنظم لي مباراة اعتزال، وذلك  لظروف خارجة عن الإرادة، منها هبوط النادي الإسلامي إلى مصاف الدرجة الثالثة، ولكن ستكون لي مباراة تكريمية في الوقت القريب .

– مشواري التدريبي كان حافلاً، وحققت بعض الإنجازات مع الفرق التي قمت بتدريبها، وفي مقدمتها واد النيص، الذي عملت معه بين سنتي ١٩٩٦ و ٢٠٠٠، وصعدت معه من دوري الدرجة الثالثة، إلى الدرجة الممتازة، وحققنا الفوز بكأس الضفة سنة٢٠٠٠، بالفوز على شباب ابو ديس في النهائي بركلات الترجيح، كما دربت إسلامي بيت لحم،  وواد رحال، وجورة الشمعة، ومراح رباح، وشباب العبيدية ، والدوحة، ودار صلاح، واتحاد عد، وواد فوكين .

– أهم إنجازاتي كلاعب الفوز بالبطولة الرمضانية سنة 1986، والتي كان ينظمها نادي  بيت صفافا، ويومها أحرزت لقب هداف البطولة، برصيد تسعة أهداف، وساهمت في وصول النادي الإسلامي، إلى المربع الذهبي لكأس الضفة الغربية، وكنت هداف دوري الدرجة الممتازة في الضفة الغربية برصيد ١٧ هدفا عام ١٩٨٧، ولم يستكمل هذا الدوري بسبب اندلاع الانتفاضة، اضافة إلى اختياري كأفضل لاعب في استفتاء مجلة عالم الرياضة، وتتويجي هدافاً لبطولة القدس، التي أقيمت على ملعب المطران ، بمشاركة أندية الجنوب برصيد ١٥ هدفاً، في سبع مباريات .

– أكثر لاعب مثلت معه ثنائي صاحب الرأس الذهبية ، الرائع جمال الصغير.

– ما زال دوري المحترفين لم يصل إلى المستوى المطلوب ، رغم الإمكانيات المتاحة للاعبين، من راحة وتفرغ، وتوفر الملاعب والمدربين والتجهيزات، والامكانيات المادية والراحة النفسية، ولكن للأسف اللاعب المحترف أصبح همه جمع الأموال، ولا يبحث عن تطوير نفسه إلى الأفضل، رغم أنّ هناك طرق كثيرة، يستطيع اللاعب من خلالها تطوير نفسه، وبصراحة رغم قرب  انتهاء الدوري، فلم نشاهد سوى بضع مباريات جيدة .

– لا أعرف الكثير عن الدوري في غزة، لأننا لا نستطيع متابعة دوري غزة في الملاعب، ولكن من خلال المباريات، التي كانت تجري بين فرق الضفة وغزة لتحديد بطل فلسطين، أقول : إنّ المستوى متقارب جدا بين الضفة وغزة .

– أفضل لاعب فلسطيني أحمد ماهر، وأفضل لاعب عربي محمد صلاح ، وأفضل لاعب عالمي كريستيانو رونالدو .

– أفضل مدرب فلسطيني عبد الناصر بركات، وأفضل مدرب عربي مدرب الجزائر جمال بلماضي ، وأفضل مدرب عالمي زين الدين زيدان، رغم قلة خبرته

– من النجوم الذين أتوقع بروزهم لاعب شباب الخليل خيري عابدين  .

– طموحي المستقبلي أن أحصل على شهادة تدريب عليا، بعد حصولي على شهادتي  سي و بي من الاتحاد الآسيوي .

– أقول لأندية المحترفين : اهتموا بالفرق الرديفة ، واعتنوا بلاعبي فرق المراحل السنية، لأنها وقود الأندية، ولن ينفعكم مواصلة الاعتماد على اللاعب الجاهز ، لأن ابن النادي يكون انتمائه أفضل من المحترف بالمال، والمثل يقول :”ما بحك ظهرك إلا ظفرك”.

– أقول لاتحاد الكرة : يجب بذل المزيد من الاهتمام بالجيل الصاعد، لأنهم مستقبل الكرة الفلسطينية، ومن زرع حصد، وأطلب من الاتحاد الاهتمام بمنافسات جميع الدرجات، وإعطاء كلّ ذي  حقه .

– من القصص التي حصلت معي في ملعب اليرموك بغزة، عندما اقيمت مباراة ودية بين نجوم الضفة وغزة، ولدى دخولي أرض الملعب، أحاط بي الكثير من المشجعين، لالتقاط الصور معي، والغريب في الموضوع أنّ كلّ مشجع من الجمهور يريد التقاط صورة معي منفردا، مما آخر انطلاق المباراة لأكثر من ثلث ساعة .

– أخيراً أقول :إنّ الرياضة هي أخلاق أولاً وقبل كلّ شيء، ثم يأتي  الانتماء، وتقديم مستويات في الملعب، ونصيحتي لكلّ لاعب : إذا أردت أن تكون الأفضل، اعمل على  تطوير نفسك بنفسك، ولا تعتمد على عمل المدرب فقط .. وأتمنى للكرة الفلسطينية التقدم والنجاح والازدهار، والوصول إلى كأس آسيا، وكأس العالم،   وشكرا لكم .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *