الرئيسية / كرة قدم محلية / الطرد الأكبر والأعظم في التاريخ

الطرد الأكبر والأعظم في التاريخ

  • بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 15/9/2022- في مثل هذا اليوم من عام 1974، شهدت قارة آسيا عامة وكرة القدم الآسيوية على وجه الخصوص، أجرأ وأعظم قرار عربي يتم اتخاذه على الصعيدين السياسي والرياضي، وهو ما لم يكن متاحاً قبل ذلك التاريخ.

وتمثل القرار العربي الأجرأ في طرد “الكيان الصهيوني” من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد سلسلة من الخطوات التي استغرقت عدة سنوات حتى تسلح العرب بكل مقومات إنجاح الفكرة وتمكنوا من كنس دولة الاحتلال من هذا الاتحاد القاري الكبير.

ولم يكن ليتحقق ذلك لولا القوة العربية والإسلامية داخل الاتحاد الآسيوي بقيادة الكويتي أحمد السعدون رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الذي طرح وتبنى فكرة طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي الذي كان من مؤسسي الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عام 1954، بعدما سرق تاريخ تأسيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عام 1928، وذلك قبل 20 عاماً من سرقة الأرض الفلسطينية عام 1948.

وكان “الكيان الصهيوني” بسط نفوذه على الكرة الآسيوية واحتل المركز الثاني مرتين في بطولة كأس أمم آسيا عامي 1956 و1960 قبل أن يفوز باللقب عام 1964 عندما استضاف البطولة على الأرض الفلسطينية المُحتلة، وهو ما مهد الطريق لمشاركة منتخب الكيان في كأس العالم عام 1970 لأول وآخر مرة في تاريخها، كما سيطرت أندية “الكيان الصهيوني” على مسابقات الأندية الآسيوية، من خلال الفوز بألقاب أكبر بطولة آسيوية مرتين، حيث فاز فريق (هبوعيل تل أبيب) بدوري أبطال آسيا عام 1967 و(مكابي تل أبيب) عام 1969.

وفي نهاية عام 1969 بدأت فرق أندية ومنتخبات الدول العربية في المشاركة في المسابقات الآسيوية، ولكن على قاعدة عدم مواجهة أي منتخب أو نادٍ إسرائيلي، وطبق العرب هذا القرار برفض فريق الهومنتمنت اللبناني مواجهة فريق (هبوعيل تل أبيب) في دوري أبطال آسيا عام 1970، ومن ثم رفض فريق الشرطة العراقي مواجهة فريق (مكابي تل أبيب) في مجموعات دوري أبطال آسيا عام 1971 ومن ثم رفض مواجهته في نهائي البطولة ذاتها، حيث اختار التمسك بالموقف العربي عن الفوز باللقب.

وكان العرب يرفضون تنظيم أي بطولة قارية رفضاً لمشاركة دولة “الكيان الصهيوني” فيها، إلى جانب أن العرب تخلوا عن الألقاب مقابل مواجهة أي فريق أو منتخب صهيوني، وهذا ما شكل عائقاً أمام الدول العربية للفوز بالألقاب من جهة أو تنظيم البطولات الكُبرى من جهة أخرى.

وفي هذه المعادلة الصعبة، عرض أحمد السعدون رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم فكرة طرد إسرائيل من الاتحاد الآسيوي مرة واحدة وإلى الأبد، ونجح السعدون على مدار سنوات قليلة من انضمام الكويت للاتحاد الآسيوي، في إقناع العديد من الدول للانضمام من أجل الحصول على أغلبية مع الدول الإسلامية للتصويت لصالح القرار.

ونجح السعدون في رفع عدد الدول العربية في الاتحاد الآسيوي إلى (9) دول عام 1974، وقام بعمل تحالف مع عدد من الدول الإسلامية التي كان لها موقف قوي، أدنى إلى نجاح التصويت على مشروع قرار طرد “الكيان الصهيوني” من الاتحاد الآسيوي.

ومنذ يوم 14 من شهر سبتمبر عام 1974، لم تقم للكرة الصهيونية قائمة، فلم تتأهل إلى نهائيات كأس العالم منذ عام 1970 وحتى يومنا هذا، ولم تتأهل إلى نهائيات كأس أمم أوروبا نهائياً بعد أن انضمت للاتحاد الأوروبي عام 1992، ولم تتخط حاجز دور المجموعات في بطولة دوري أبطال أوروبا أو أي بطولة أندية أوروبية.

لقد كان من المفترض أن يتم العمل على طرد “الكيان الصهيوني من الاتحاد الدولي لكرة القدم وبالتالي من جميع الاتحادات الدولية لمختلف الألعاب، إلى جانب الطرد من اللجنة الأولمبية الدولية، من خلال تكرار ما قام به الكويتي أحمد السعدون، مثلما فعل اللواء أحمد العفيفي عندما استعاد عضوية فلسطين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن الفريق جبريل الرجوب ذهب إلى كونغرس الفيفا عام 2016 دون تنسيق ودون تخطيط رافعاً “الكارت الأحمر في وجه الاتحاد الإسرائيلي، وهو ما رفضه رئيس وأعضاء الفيفا، وقفزوا عن اقتراح بعمل تصويت إلى تشكيل لجنة تحقيق في الممارسات الإسرائيلية على الرياضية الفلسطينية برئاسة الجنوب إفريقي طوكيو سكسويل، ومنذ ذلك الحين لم يحدث شيء.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *