الرئيسية / الرياضة الدولية / العالم يعترف بازدواجية معايير مؤسسات الرياضة الدولية

العالم يعترف بازدواجية معايير مؤسسات الرياضة الدولية

  • فرض عقوبات بالجملة على روسيا وغضّ الطرف عن جرائم (إسرائيل)

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 25/3/2022 – قرارات بالجملة وعقوبات قاسية وغير مسبوقة من الاتحادات الرياضية الدولية استهدفت روسيا طوال الأسابيع الماضية، جاءت لتفتح أعين العالم على معاناة شعب آخر يتعرض منذ عقود لأضعاف ما يحدث في أوكرانيا، واعترافاً حقيقياً بازدواجية المعايير الغربية في التعاطي مع القضيتين.

لطالما رفض الفيفا إدانة جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق كرة القدم الفلسطينية، وكذلك فعلت اللجنة الأولمبية الدولية، بل تساوقت المؤسستين مع الجلاد ووقفت في صفه، تاركة الضحية يواجه مصيره، في مواقف مخزية لن ينساها الشعب الفلسطيني.

جاءت أزمة أوكرانيا وما صاحبها من قرارات لتكشف زيف وكذب تلك الاتحادات، وشكلت العقوبات ضد روسيا دليلاً دامغاً لا يقبل الشك بأن مصطلح “فصل الرياضة عن السياسة” الذي لطالما رفعه “الفيفا” ما هو إلا أكذوبة كبيرة، ولم يعد له وجود بمجرد بدء الهجوم على أوكرانيا.

تلك الأكذوبة لم تعد تنطلي على أحد، بل إن بعض الرياضيين الأوروبيين خرجوا عن صمتهم واستهجنوا الكيل بمكيالين في التعاطي مع قضية أوكرانيا، فيما غيرهم الآلاف فضّلوا التزام الصمت خوفاً من تبعات وتداعيات قول كلمة الحق.

  • لاعب أوروبي يفضح ازدواجية الغرب

أحدث اللاعبين الذين تكلموا بوضوح كان اللاعب الإسباني هيكتور بيليرين، الذي انتقد ازدواجية تعامل الغرب مع العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، مقارنة بقضايا سياسية وعسكرية مهمة جداً في مناطق أخرى من العالم وعلى رأسها فلسطين.

وسار بيليرين، لاعب نادي ريال بيتيس، الإسباني، عكس التيار في غمرة موجة عارمة من التعاطف في أوساط كرة القدم العالمية، وما تبعها من عقوبات قاسية على روسيا.

قرار حرمان روسيا من لعب الملحق الأوروبي المؤهل لكأس العالم 2022 في قطر، بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لم يلق قبول بيليرين، الذي أشار في تصريحات له، إلى أن هناك مناطق عديدة في العالم تشهد صراعات دموية، لم تلق نفس الاهتمام.

وقال لاعب برشلونة وأرسنال السابق في تصريحات نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية: “روسيا لن تشارك في كأس العالم بسبب الحرب على أوكرانيا، لكن هذا لم يحصل في أماكن أخرى”.

وتساءل بيليرين: “هل هذا لأنهم قريبون منا (أوكرانيا) ويشبهوننا؟، رأينا حروباً أخرى وخاصة في الشرق الأوسط، لم يهتم أحد بذلك، هل لأن الحرب هذه تؤثر علينا؟، هل لأنها تؤثر على اقتصادنا؟”.

وأوضح: “هناك الكثير من الناس قُتلوا في الحروب ولم يعرهم أحد أي اهتمام، أنا أرى أن ذلك أمر عنصري، لم يتحدث أحد عن الحرب في فلسطين أو اليمن، لقد كان الصمت سيد الموقف، لكن روسيا لن تلعب كأس العالم”.

تأتي تصريحات بيليرين بعد أيام من موقفه، الذي نشره عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.

وكتب بيليرين، المولود في مدينة برشلونة: “يجب علينا أن نكون مدركين ونثقف أنفسنا بشأن النزاعات الأخرى التي تحدث من حولنا، ومقدار الألم الذي تمر به البلدان الأخرى، من انتهاك حقوق الإنسان وفقدان أحبائهم وأمنهم”.

  • موقف شجاع لنجم عربي

ثمن كلمة الحق الكبير في هذا العالم الظالم لم يمنع كذلك نجم عربي كبير من التعبير عن موقفه من قلب العاصمة البريطانية لندن، وهو المصري علي فرج بطل العالم في رياضية الإسكواش، إذا عبّر عن دعمه للقضية الفلسطينية من فوق منصة التتويج بعد فوزه بطولة أوبتاسيا.

واستكر علي فرج الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون على أيدي قوات الاحتلال، داعياً بشكل ضمني لدعم القضية الفلسطينية على غرار الدعم الغربي لأوكرانيا.

وقال فرج: “أعلم أن هذا سيسبب لي المتاعب، لكن بخصوص ما يحدث الآن في أوكرانيا، وهو ما لا يقبله أحد، كنا ممنوعين طوال الوقت من مزج الرياضة بالسياسة، لكنه فجأة أصبح مسموحاً الآن”.

وأضاف: “أما وقد أصبح مسموحاً، فإنني أقول إن ذلك يحدث في فلسطين منذ 74 عاماً، لكن أعتقد لأنه لم يكن مناسباً لرسالة وسائل الإعلام الغربية، لم يكن بإمكاننا الحديث عن فلسطين. الآن وقد أصبح بإمكاننا الحديث عن أوكرانيا فيجب أن نتحدث عن فلسطين أيضاً؛ لذا ضعوا الأمر في اعتباركم”.

كذلك طالب نجم الكرة المصرية السابق محمد أبو تريكة، الاتحاد الدولي لكرة القدم، بفرض عقوبات على دولة الاحتلال، على غرار القرارات التي اتخذها “فيفا” ونظيره الأوروبي “يويفا” ضد روسيا وأنديتها.

وانتقد أبو تريكة تساهل الفيفا مع إسرائيل، واتهم الاتحاد الدولي لكرة القدم بازدواجية المعايير، بقوله “يكيل بمكيالين”.

وعلق أبو تريكة على قرار “فيفا” و”يويفا” في مدونة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وكتب: “قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات لازم يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني”.

وأوضح أبو تريكة: “لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين، ولكنكم تكيلون بمكيالين”، وأشار في تغريدته إلى حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” باللغة العربية.

  • لا للمعايير المزدوجة

وكان قائد منتخب روسيا أرتيم دزيوبا قد هاجم ازدواجية الفيفا، وقال: “أنا ضد الحرب، أي حرب، فهي شيء مخيف، وفي الوقت ذاته أنا ضد التمييز البشري والكراهية، التي تكتسب نوعا من المقياس المدمر كل يوم”.

وأضاف: “لا أفهم لماذا يجب أن يعاني الرياضيون الروس الآن؟ أنا ضد المعايير المزدوجة، لماذا كان يصرخ الجميع بضرورة تحييد الرياضة عن السياسة، لكن عندما تعلق الأمر بروسيا نسوا هذا المبدأ تماماً؟!”.

أما المراسل الرياضي في قنوات “بي إن سبورتس” حسين ياسين فغرد مستنكرا قرار الفيفا “يوما ما كانت إسرائيل تجتاح عاصمة بلدي لبنان وكانوا يلعبون المونديال دون أن يرف لهم جفن لو بكلمة”.

من ناحيته، قال الكاتب والناشط المصري سامح عسكر “في مجازر (إسرائيل) ضد الشعب الفلسطيني لم تعاقب الفيفا دولة الكيان بدعوى أنه خلط السياسة بالرياضة، لكن فور هجوم روسيا على أوكرانيا انتفض الفيفا وأصدر عقوبات على الروس، رغم أن ضحايا قصف إسرائيل لغزة أكبر.. موقف فاضح يدل على عنصرية قادة العالم والفيفا لصالح العرق الأبيض”.

  • فتحي نورين يخرج عن صمته

وفي غمرة القرارات ضد روسيا، أعاد لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين قضيته إلى الواجهة، فاضحاً المؤسسات الرياضية الدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للجودو.

اللاعب الجزائري كان قد عُوقب هو ومدربه عمار بن يخلف بالإيقاف عن ممارسة أي نشاط رياضي لمدة 10 أعوام من طرف الاتحاد الدولي للجودو، وذلك بعد انسحابه من مواجهة لاعب إسرائيلي، في أولمبياد طوكيو الأخيرة.

وقال فتحي نورين إنه يعتزم رفع دعوى لدى محكمة التحكيم الرياضية؛ لأن التهمة التي وُجهت له كانت “خلط السياسة بالرياضة، وكل المنظمات الرياضية اليوم تقوم بنفس الشيء”.

وأضاف اللاعب الجزائري: “المنظمات الرياضية الدولية تكيل بمكيالين في قضية خلط السياسة بالرياضة. عاقبتني أنا ومدربي بسبب انسحابي من مواجهة مصارع إسرائيلي، لكن ذات المنظمات خلطت السياسة بالرياضة عن طريق فرضها عقوبات على الرياضيين الروس، ودعمها الأوكران”.

وتابع: “اليوم نرى تناقض المنظمات والهيئات الرياضية الدولية، إذ حصلت أوكرانيا على أول دعم حرب روسيا عليها عن طريق الرياضة، عندما أقصت “الفيفا” منتخب روسيا من المشاركة في كأس العالم”.

وتابع قائلاً: “أيضاً رئيس الاتحاد الدولي للجودو خلط هو الآخر السياسة بالرياضة من خلال قراره بتعليق الرئاسة الفخرية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاتحاد الدولي للجودو”.

واعتبر أنه “بهذه الخطوة الاتحاد الدولي للجودو يُنافق ويُناقض كلامه بعدما سلط عليّ عقوبة قاسية بتهمة إدخال السياسة في الرياضة إثر مقاطعتي مصارعاً إسرائيلي، لكنه استعمل نفس الطريقة للدفاع عن أوكرانيا”.

شاهد أيضاً

دوري أبطال أوروبا

نتائج وجدول ترتيب مجموعات دوري أبطال أوروبا

باريس/وكالات- 4/10/2023- في ما يلي نتائج وترتيب الفرق ضمن المجموعة الخامسة في دوري ابطال أوروبا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *