• بالعربي الفصيح

كتب/خالد أبو زاهر: 15/12/2021 – مع كل مشاركة خارجية لمنتخباتنا الوطنية يتجدد الألم والأمل، يتجدد ألم الخسائر الثقيلة ويتجدد الأمل في تدارك الأمور وتصحيح الأخطاء واستخلاص العبر والتحضير لمستقبل أفضل شكلًا ومضمونًا.

هذا ما يحدث مع المنتخبات الوطنية ومع اتحادات كرة القدم في العالم، ولكن هذا ما لم ولن يحدث في وطننا فلسطين، في ظل هذه العقلية وهذا السلوك المتفرد، حيث يستمر الألم ولن يتحقق الأمل والطموح بمستقبل زاهر إذا ما بقيت هذه العقلية المنغلقة والفكر والسلوك المتطرف مع أبناء المنظومة الرياضية.

رئيس اتحاد كرة القدم الفريق جبريل الرجوب له ما له وعليه ما عليه، ولكن ما عليه فاق كل تصور، ومن بين ما عليه على سبيل المثال لا الحصر، استقالته من رئيس اللجنة أولمبية واتحاد الكرة تنفيذًا لشروط الترشح لخوض انتخابات المجلس التشريعي، ولمُجرد الإعلان عن إلغاء الانتخابات، عاد لمناصبه دون إجراء انتخابات جديدة، أو على الأقل دون تفويض من الجمعية العمومية التي اعتاد الاستخفاف بعقول الأعضاء فيها.

هذا المشهد ذكرني بمشهد من مسرحية (العيال كبرت) للفنان المصري الراحل سعيد صالح عندما رد على سؤال والده الفنان الراحل حسن مصطفى: “مين اللي كان معاك؟”، فرد عليه سعيد صالح: “أنا اللي كان معايا، طلعت الفصل ودرستني، ومفهمتش حاجة برضو، فقمت مهزئني، فكبرت في دماغي، إزاي واحد زيي يهزئني، ألم مني على ألم مني، إتلميت على بعضي وخدتني على مكتب الناظر، ورحت واخدني نفسي أسبوع رفض، وقاعدلكم في البيت”.

وعلى الرغم من أنه بالإمكان استخدام سلاح قوي لتحقيق المراد، والمتمثل في الوصول إلى دهاليز الاتحاد الدولي لكرة القدم وإثبات حالة الاستقالة التي تقدم بها الفريق الرجوب، وإثبات حالة عودته بدون قرار من الجمعية العمومية، حينها سيكون للاتحاد الدولي قرار برفض عودته إلى منصبه، حينها سيتهمنا البعض بأننا لجأنا إلى جهات خارجية وربما استعنا بأجندات خارجية لضرب مصلحة الكرة الفلسطينية، وما أسهلها من اتهامات بالعمالة لدولة الاحتلال، فهي اتهامات جاهزة لضرب المعارضين التي ينتهجها دائمًا أصحاب هذا الفكر وهذا السلوك وهذه الشخصية المليئة بالتناقضات.

للأسف الشديد أن الرجوب هو الآمر الناهي، وهو الحاكم والجلاد، فمع كل إخفاق يدعو لتشكيل لجنة تقييم، ومن لجنة إلى لجنة لم يظهر أي تقرير لتلك اللجان ولم يتم استخلاص للعبر، وتمر الأيام والأشهر والسنين ويتكرر الفشل ويتم تشكيل لجنة تقييم جديدة، والنتيجة هي ذر الرماد في العيون على قاعدة معرفته أننا شعب مُصاب بالزهايمر.

وأستذكر هنا قرار الفريق الرجوب بتشكيل لجنة للتحقيق معه بعد إخفاق (الكارت الأحمر) في كونغريس الفيفا عام 2015، حيث أن الاستخفاف بعقول البشر وصل إلى حد أن يُشكل المتهم لجنة للتحقيق معه، والأدهى من ذلك أن تقوم اللجنة بتبرئة المتهم وإدانة موظف صغير في الاتحاد لا علاقة له بالموضوع أصلًا.

وتجربتنا مع فترة حُكم الفريق للرياضة الفلسطينية منذ عام 2008 أي قرابة 14 سنة “سوداء”، تؤكد بأننا مُصابون ليس بالزهايمر فقط، بل وبالعجز عن تصحيح المسار، مع التأكيد بأن الزهايمر والعجز ليسا السبب الرئيس في الفشل في التصحيح، لأن السبب الرئيس يتمثل في أن القائم مقام الرياضة الفلسطينية ذو عقلية دكتاتورية سلطوية يتمتع بنفوذ قوي لا يقوى أصحاب الصلاحية في الجمعيات العمومية للاتحاد واللجنة الأولمبية على إزاحته لأن الأمر مرتبط بارتباط البعض منهم بالقواعد الحزبية التي يُسيطر عليها الفريق.

وبالرغم من أنني أجد أنه من الصعب على نفسي أن أقول لا يمكن إزاحته عن منصبه إلا بإرادة إلهية، لأن هذا القول قد يُفسره البعض بأن الإعلام لا يمتلك القدرة على التأثير في الواقع وهذا أمر مؤلم، ولكنني أقولها لأن هذا الواقع المرير صنعه كيان الفريق صاحب التأثير الأقوى على الساحة.

ولكن في المقابل، أنا على قناعة بأن الشخصية والكرامة والواجب الوطني، أسلحة قوية وفاعلة لإزاحته بين عشية وضحاها في اجتماع واحد بصوت واحد من القاعدة الإعلامية والرياضية، فيد واحدة لا تُصفق.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *