الفيفا وإغلاق هلال القدس

• بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 25/3/2022- اعتاد الاحتلال الصهيوني بكل أذرعه الأمنية والعسكرية والسياسية تفريغ القدس من محتواها الإسلامي والعربي والفلسطيني، بل وتهويدها تدريجيا بكل الوسائل والطرق غير القانونية وغير الأخلاقية.

وعلى مدار السنوات والعقود الماضية اختلق الاحتلال الصهيوني وبلديته الكثير من الإجراءات الهادفة إلى تفريغ العاصمة من محتواها السكاني والديني والثقافي والرياضي، فنجح تارة بمساعدة أذرعه الخائنة، وأخفق كثيراً بفضل الله أولاً ومن ثم صمود شعبنا الفلسطيني على الأرض الفلسطينية بشكل عام والمقدسية بشكل خاص.

ولا ينسى الشعب الفلسطيني والعالم، السياسات العنصرية التي تستخدمها قوات الاحتلال الصهيوني وآخرها محاولة تفريغ حي الشيخ جراح من سكانه من خلال احتلال بيوته وطرد ساكنيه، وتأمين وجود المستوطنين فيها، حيث وقف الشعب الفلسطيني وما زال في وجه هذه السياسات، ووقفت المقاومة الفلسطينية في غزة في وجهه وأجبرته على التراجع خطوات عن مشروعه الاستعماري الاستيطاني.

لقد دأبت قوات الاحتلال الصهيوني على معاقبة الشعب الفلسطيني في القدس المُحتلة بفرض ضرائب غير منطقية ولا يحق لها فرضها كونها تحتل المدينة وسكانها ولا يحق لها فرض أي سلوك من شأنه تغيير الواقع والطابع الفلسطيني، حيث تلجأ دولة الاحتلال إلى تهديد السكان الفلسطينيين وترهيبهم بدفع الضرائب، لتحقيق أحد هدفين، إما إجبار السكان الفلسطينيين على مغادرة المدينة وإما إخضاعهم لقوانينها الظالمة، وهذا ما لا يُمكن السكوت عنه أكثر من ذلك.

اليوم ونحن نشاهد بطولة القدس والكرامة التي يُنظمها الاتحادان الفلسطيني والأردني، اقتحمت قوات الاحتلال مقر نادي هلال القدس وأبلغت إدارته بدفع مبلغ عشرة ملايين شيكل ضريبة “أرنونا”، مهددة بإغلاق النادي ومصادرة مقره وممتلكاته في حال عدم الدفع.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى علينا نحن الشعب الفلسطيني أن نقف أقوياء في وجه هذا التهديد وهذه العربدة الصهيونية التي تستهدف سلب مزيد من حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في القدس درة التاج الفلسطيني، وعلينا أن نُصعد الأمر ليصل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “ويفا”، لفضح سياسات الاحتلال التي تهدف إلى قتل كل ما هو رياضي على الأرض الفلسطينية، لقناعتها بأن الرياضة رسالة وطنية هادفة.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى علينا أن نضع “فيفا” أما مسؤولياتها مُستثمرين العقوبات التي فرضتها على روسيا من جراء غزوها لأوكرانيا، حيث إن ما قامت به دولة الاحتلال الصهيوني منذ عام 1967 هو غزو واحتلال وقمع ومجازر بحق المدن الفلسطينية.

اليوم وأكثر من أي وقت مضى على الجهات الرسمية الفلسطينية إلى جانب الجهات الرياضية وفي مقدمتها اتحاد كرة القدم، أن تُعد ملفاً خاصاً بهذه القضية وحشد الدعم العربي والدولي للذهاب إلى الاتحاد الدولي متسلحين بالحق الفلسطيني ومقارنته بالحقوق الأخرى، ومتسلحين بنماذج قرارات الفيفا بخصوص قضايا أخرى مشابهة من أجل وضعه عند مسؤولياته وإجباره على معاقبة الاحتلال الصهيوني وإجباره على التراجع عن خطوته السيئة والمرفوضة.