الرئيسية / أخبار النجوم / القناص والساحر البجالي ّ.. نقولا زرينه

القناص والساحر البجالي ّ.. نقولا زرينه

الخليل/فايز نصار- 7/5/2020- أتى على أرثوذكسي بيت جالا حين من الدهر فقد هيبته ، وانزاح  عن مسرح الأضواء، فأصبح العربي أثراً بعد عين، ولم  نعد نسمع بإبداعات سلامة المفدي، وجورج زرينة، وعمر موسى، وكارلوس برهم، ورزق الشاعر، ولا بنجم بنصف مهارة القناص نقولا زرينة .

“إنّه لاعب فنان من الطراز الأول، يجيد المراوغة في مساحة صغيره جدا، يعرف متى يصوب على المرمى، ويحرز الأهداف، ذو أخلاق عالية جدا ، يحب زملاءه، ويحترم الجميع .. متواضع جدا ، ولولا ما حدث له من كسر في رجله،  لنال سمعه أكبر، وربما على مستوى عالمي”.

بهذه الكلمات اختصر الشبح خليل بطاح حكاية صاحب القدم الصاروخية نقولا زرينة، الذي يعتبر واحداً من خيرة من لعب الكرة على الملاعب الجرداء، وساهم مع الكتيبة الأرثدوكسية في نقش اسم الفريق العربي،  بين كبار الكرة الفلسطينية.

بدماثة أبناء بيت جالا تجاوب نيقولا مع مبادرتي، وأخذني في جولة كروية، قلّب خلالها بعض صفحات الزمن البجالي الجميل.

اسمي نقولا حنا نقولا زرينه “ابو حنا” من مواليد بيت جالا يوم 7//5/1958 من ألقابي ” الرجل الذهبية ” و” القناص”  و”صاحب التسديدات الطائرة ”

بدأت حياتي الرياضية كشبل في نادي أهلي دير اللاتين، وظهرت مواهبي في المدرسة، بسبب ممارستي للكرة في سنٍّ مبكره وساعدت المدرسة في صقل موهبتي، عن طريق الأستاذ الفاضل المرحوم أمين زيت، ثم انتقلت للعب مع الفريق الأول للأرثوذكسي العربي ببيت جالا، دون المرور عبر الفريق الثاني، رغم أنّ عمري كان 15 سنه  فقط، وبعد فتره لا تتجاوز الثلاث سنوات، حصلت على لقب أفضل لاعب في الضفة الغربية .

أنا من عائلة رياضية ، ولعبت مع اخوتي باسم وسهيل، الذين كانا ضمن صفوف فريق بيت جالا الأول .

الفضل في بروزي يعود للمدرِّبين أمين زيت، وجورج القسيس رحمهما الله .

لم ألعب سوى مع فريق بيت جالا، رغم العروض التي تلقيتها من بعض الأندية في فلسطين والأردن، حيث عُرضَ عليّ اللعب مع فريقي الوحدات والفيصلي في الأردن، وأيضا تلقّيت عروضا من فريق كولون الألماني، عندما ذهبت للدراسة هناك .

أتأسف كثيراً لما حصل لفريق بيت جالا، الذي كان يمتاز برشاقة العروض وجمالها، وكان يقدم الكرة الجميلة الممتعة، انا حزين  لمّا حصل لهذا النادي العريق، وأنتَ أدرى أخ فايز بمشاكل الانتفاضة  والتحزبات، وهذا بدوره كان له أثر سلبي كبير .

أعتز كثيراً بكوني لعبت مع نجوم أحببتهم، وأفتخر أنهم لعبوا بجانبي، من أمثال المرحوم جورج زرينه، ووائل زيت، ورزق الشاعر، وكارلوس برهم  .

وقّفت اللعب سنة 82، لكن مباراة الاعتزال مع فريق الجمعية كانت سنة 87.

مثلي الأعلى في الملاعب النجم الخلوق عارف عوفي ، وخارج الملاعب الأستاذ المرحوم أمين زيت .

كان فريق بيت جالا أسرة واحدة، وكلّ واحد يعرف دوره ومركزه، ولم تكن هناك أيّ منافسه بين اللاعبين، إلا لمّا فيه مصلحة الفريق، لأنّ كلُّ واحد كان يعرف مكانته ومهمته، في جوّ المحبة والاخوة … أما خارج بيت جالا، فكانت هناك منافسات مع لاعبين كبار، من أمثال حاتم صلاح، وموسى الطوباسي، وناجي عجور، وغسان البلعاوي .. وغيرهم من النجوم …اعذروني ان نسيت احدا منهم !

عزيزي فايز لعبت مع العمالقة، من أمثال حاتم صلاح، وموسى الطوباسي، وعمر موسى، وعارف عوفي، وابراهيم نجم، ورجب شاهين، وكنت أصغر منهم بعشر سنوات تقريباً .

في السبعينات والثمانينات كانت تربطنا علاقات رياضية رائعة  مع فرق غزة، وكانت المنافسة قوية، وشريفه، وإيجابيه بين جميع الفرق في شقي الوطن.

أعذرني،  مع الأسف لا أتابع الدوريات المحلية والعربية حالياً، أمّا عالميا فلا شك بأن النجم الكبير ليونيل ميسي لا يزال النجم المفضل بالنسبة لي .

ألف تحيه لإعلامنا الرياضي المكافح والمثابر، والذي يتابع ويناقش ويحاور في جميع المجالات الرياضية، والدليل حضرتك سيد فايز، وكلّ الشكر ايضا للإعلامي الكبير إياد الريِّس من غزه، كما وأشكر جهودك يا في الوطن الغالي.

الأستاذ عمر موسى خير من لعب كرة القدم ودرّبها، وكان ليّ الشرف باللعب الى جانبه، وبالمناسبة أقول له :لا تحرمنا من تواجدك دائما في الحركة الرياضية، لأن اسمك لا يزال ساطعاً وكبيراً.

الكابتن نديم بنوره من خيرة نجوم الوطن، كان لاعباً في بيت ساحور، ولعب معنا فتره قصيره، لكني أفتخر وأعتز بلعبه في صفوف فريقنا بيت جالا، وأقول له : أين أيامك يا نجم الزمن الزميل، نريدك اليوم، وغداً، وكلّ يوم .

يا سلام … سلامه المفدي من عمالقة الكرة، وأظن أنه لعب في صفوف نادي شباب الخليل .

اللاعب يوسف البجالي، سطع نجمه أيام حارس المرمى مصطفى العلمي، ولعب مع حاتم صلاح، وموسى الطوباسي في الجمعية، كان لاعبا مرموقا في منطقة الدفاع.

خليل بطاح حارس ممتاز، يجيد حراسة المرمى بكل فن وتألُّق، وهو من أحسن الحراس في فلسطين، ربما لأنّه يتقن رياضة الجمباز، بما ساعده في الإرقاء العالي، والسيطرة على الكره بكل ثقه .. يجيد التعامل مع الكرات العرضية، وصاحب أخلاق عالية، أحبه كلّ من عرفه انساناً ولاعباً، انه يحب الجميع ، مخلص في انتمائه لأي فريق يلعب ضمن صفوفه .. وقد كانت لي معه تدريبات استثنائية ، حيث كنا ننفرد بالتمرينات وحدنا، أنا أسدد وهو يتصدى، وكنت أصوِّب عليه من كلّ الاتجاهات، وهو بالمقابل يدافع عن مرماه بجدارة كبيرة.

المرحومان امين زيت وجورج القسيس من أعمدة الرياضة المحلية، والسيد جورج غطاس حفظه الله رجل معطاء ومثابر، له كل الفضل في سير ونجاح الرياضة في بلدنا.

بصراحة اللاعب زمان كان كتلة انتماء ووفاء.. أما لاعب اليوم فمختلف جداً – أعذروني- حسب معرفتي القليلة، ربما الأوضاع السائدة لها تأثيرات سلبية، وأيضا هناك الأمور المادية، مع احترامي للجميع، متمنياً للجميع التوفيق في صنع رياضة راقية.

كانت مبارياتنا مع شباب الخليل من أجمل الذكريات في الملاعب، بما يضم الفريقان من كفاءات، ومهارات، وأخلاق تمكِّنهم من أداء مباراة ممتازة المستوى، حيث أن كلا الفريقين كانا يضمُّان في صفوفهما باقة من أروع اللاعبين فنَّا وأخلاقا .

اخيرا.. وليس آخرا أمنياتي القلبية النجاح والتوفيق لفرقنا الفلسطينية، علَّنا نفتخر بإنجازاتها المستقبلية، التي تعود بالفخر على كلّ مواطن ينتمي لهذا الوطن !

اصابتي أخي العزيز ليست كسر، بل عمليه الغضروف في الرجل اليمنى، رغم أني لاعب يجيد التصويب في كلا الرجلين، لكن اليسرى كانت هي المميزة !

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *