الرئيسية / أخبار النجوم / اللاعب الفلسطيني الذي أشاد بمهوبته كبار مدربي العرب

اللاعب الفلسطيني الذي أشاد بمهوبته كبار مدربي العرب

الخليل/فايز نصّار– 15/12/2020- قبل خمس وعشرين سنة التقيت شيخ مدربي الرافدين الراحل عمو بابا ، وطلبت منه نصيحة لمدربي فلسطين، فردّ عليّ متعجباً :”سؤالك غريب !”، أنتم الفلسطينيون تعطون النصائح للجميع، أنا لا أنسى أنّ أول من علمني الكرة الفلسطيني جوزيف نصراوي، الذي كان يدرب في العراق في الأربعينات … وتلك لعمري شهادة من رجل ترك أفضل البصمات في الملاعب العربية والدولية، بما يثبت الدور الطليعي، الذي لعبه الفلسطينيون في تطور الرياضة العربية منذ القدم.

تذكرت عمو بابا، الذي كان داعماً لبطولة القدس الدولية، التي كانت تنظم في بغداد، وكان البابا شاهداً على فعالياتها، مشجعاً لنجومها، ومنهم بلبل الوسط جبران كحلة، الذي شهد له عمو بالموهبة والبراعة.

وكنت شاهدت جبران لأول مرة في نهائي كأس المحافظات الشمالية سنة 1997، يوم فازت المؤسسة على الشباب في لقاء جماهيري حافل، حيث كان الجبران أصغر لاعبي الفريقين، وقدم فنونه بين كبار النجوم عبد الناصر بركات، ورامي الرابي، ونزار ابو علي، وصلاح الجعبري، وعمر العويوي، وأحمد النتشة .

وشقّ أبو محمد طريقه بسرعة في الملاعب، ليصبح أحد نجوم منتخبنا الوطني، بعد نجاحه في نيل ثقة الراحلين ريكاردو ونصّار، ودخوله قلوب نجوم المنتخب، وجماهير الكرة على حدّ سواء.

وحصل كحلة مع البيرة على كثير من الإنجازات الكروية، وكان ضمن صفوف الفدائي، الذي حظي ببرونزية العرب سنة 99، إضافة إلى حصوله على كثير من الألقاب الفردية ، لعل أبرزها لقب أفضل لاعب في بطولة القدس بالعراق .

ولا ينسى رئة البيرة فضل كلّ من ساعدوه خلال مسيرته الرياضية، مع إشادة خاصة بالقائد ابو العز، وبالمدربين الشريف وبركات، ضارباً المثل في الوفاء، والاعتراف بالجميل لكلّ من ساهم في تألقه وبروزه، وتلك بداية حكاية الجبران، التي أتركه يروي لكم بعض محطاتها في هذا اللقاء.

– اسمي جبران  سمير جبران كحلة “أبو محمد” من مواليد عمان بالأردن يوم 3/7/1980.

– بدأت لعب كرة القدم في حارات قريتي رمون، وظهرت مواهبتي أكثر من خلال البطولات المدرسية، ثم لعبت وعمري 14 سنة مع فريق نادي رمون في سباعيات سنجل ،حيث تصادف لقاء فريقي رمون مع فريق مؤسسة البيرة، فاختارني السيد عماد العجل للعب مع فريق البيره، وفعلاً تواصلت معه ، وأخذني عمي ابو جبران عنده، وسجلني مع نادي مؤسسة البيرة، الذي قضيت معه أجمل فترات حياتي الرياضية .

 وبسرعة لفت الأنظار، وأصبحت لاعباً في الفريق الأول، وبرزت مركزي في كلاعب وسط هجومي، وشكلت ثنائياً مع الكابتن عبد الناصر بركات، والكابتن رامي البيرة، ليتم اختياري للعب مع  منتخب المدارس، ومنتخبات فلسطين، لأشكل في منتخب الشباب ثنائياً مهند عمر، ولأصبح أصغر لاعب في نهائي الكأس سنة 1997 يوم فزنا على شباب الخليل بركلات الترجيح .

– أكثر مدرب كان له فضل عليّ الكابتن عصام الشريف، والكابتن عبد الناصر بركات ، ولا أنسى دور الكابتن ناصر دحبور مدربي في منتخب المدارس.

– أعتز بلعبي مع مؤسسة شباب البيرة، التي دخلتها وعمري 15 سنة، وقضيت مع فريقها الكروي معظم أيامي في الملاعب، ثم لعبت لأندية الأمعري، ورامون، وسلوان، وهلال أريحا، وسلواد، ولو عاد التاريخ لن ألعب الا لفريق البيرة، الذي يعتبر بيتي الثاني.

– وقد تشرفت خلال مسريتي في البيرة باللعب لأكثر من جيل، ولكن جيل الكأس هو الأفضل بالنسبة لي، حيث كان يضم كلاً من زياد بركات، ونزار أبو علي، وفيصل أبو مسلم، وصلاح قنديل، وسامر الرمحي، وهشام كايد، وعبد الناصر بركات، ونضال خليل، وماهر بركات، ورامي الرابي .

– وأعتز كثيراً بالنجوم الذين لعبت معهم في المنتخب الفلسطيني، وفي مقدمتهم لؤي حسني، وصائب جندية، وهيثم حجاج، وخلدون فهد، ومحمد عوده، وعماد ناصر الدين، وابراهيم مناصره، وزياد الكرد، وجمال الحولي، واسلام أبو عريضة، وعماد أيوب، ومحمد الجيش، واياد الحجار، وعبد الناصر بركات.

– وخلال مسريتي تشرفت باللعب في مواجهة خيرة الأندية، ومنها شباب الخليل، والظاهرية ، وهلال القدس، ومركز وثقافي طولكرم، ولكن مباريات الديربي بين البيرة والأمعري كان لها مذاق خاص، حيث كنا تعيش أسبوعاً كاملاً في التحضير النفسي لهذه المباراة الصعبة، وبصراحه لم أكن اعرف طعم النوم  قبل المباراة، محاولاً التركيز على كلّ التفاصيل، بالنظر للاهتمام الكبير بها، من قبل وسائل الإعلام، والمشجعين .. باختصار كان ديربي رام الله  أكثر من رائع، وكان يمتاز بقوة الأداء، والروح العاليه من قبل الفريقين، مع  إصرار كبير على تحقيق الفوز، وكان مستوى المباريات ممتازاً، بالنظر للنجوم الذين يضمهم الفريقان، من أمثال لاعبي العراق لؤي، وخضر، ومؤيد، وصفوان، ولطفيه، وزكي، ومن البيرة ماهر، وعبد الناصر، ورامي، وزياد بركات، ونزار ابو علي، وفيصل .

– بحمد الله تشرفت باللعب في الملاعب الخضراء، وفي الملاعب الترابية، التي لي فيها  ذكريات لا تنسى، حيث  كنا نلعب في ظروف صعبة جداً، وكنا نعطي كلّ ما عندنا، لأننا كنا نحب اللعبة، ونسعد لفرحة الجماهير، رغم أننا كنا نعاني من الاصابات ، بسبب الأرضيات الصلبة والحجارة .

– وقبل اعتزالي اللعب بدأت قصتي مع التدريب، حيث أحببت هذه المهنة، ومارستها منذ كان عمري ٢٧ سنه، وكان ليّ شرف الصعود بفريق سلواد درجتين، وبعدها  طلبني سعادة اللواء جبريل الرجوب، وقال لي :أريد أن أجعل منك مدرباً كبيراً، وأرسلني في دوره إلى ايطاليا، حيث استفدت منها كثيراً، ثم  دربت فريق بيت لقيا في الاحتراف الجزئي، ولكن بعد ذلك رزقت بثلاثة  توائم، فاختلطت كلّ أموري، ليقتصر الأمر بعد ذلك على مشاركتي في عدة دورات، وحصولي على شهادة المستوى الثاني الآسيوية،  وحالياً أدرب فريق الشرطة، الذي يلعب في الدرجة الثالثة.

– وخلال مسريرتي في الملعب حققت كثيراً من الإنجازات الفردية والجماعية، ومنها لقب أفضل لاعب خط وسط في استفتاء هيئة الإذاعة والتلفزيون في فلسطين، ولقب أفضل لاعب في بطولة القدس الدولية بالعراق، واختياري للمنتخب مع الراحل ريكاردو وعمري  ١٦ سنه، حيث كنت أصغر لاعب في المنتخب في مباراة الأردن وفلسطين، في افتتاح ستاد اريحا، وحصولي مع مؤسسة البيرة على كأس الضفة، وبطولة الدرع، وبطولة أريحا الشتوية.

– لاعبي الفلسطيني المفضل تامر صيام، ولاعبي العربي المفضل الجزائري رياض محرز، ولاعبي العالمي المفضل البرتغالي رونالدو، وقديما أرى انّ أفضل لاعب فلسطيني محمد عودة، وأنّ أفضل لاعب عربي مصطفى حاجي، وأنّ أفضل لاعب عالمي مارادونا.

– بصراحة الإعلام الرياضي أيامنا كان أكثر حيوية ونشاط، وكان الإعلاميون يتعبون أكثر، وبصراحة أكثر الإعلام الرياضي اليوم يعاني من ضعف ملحوظ.

– أعتز بلعبي إلى جانب رامي الرابي، الذي كان لاعباً مجتهداً، وعلى مستوى تكتيكي عالي جداً، وقد شكلت معه  ثنائياً في البيرة، وعشنا أياماً جميله، وكنا نستمتع في اللعب مع بعض، وأتمنى له حياه سعيدة، وأن أشاهده مع الجهاز الفني البيرة، لأنه يملك إمكانيات كبيرة .

– كل التحية والتقدير لفارس البيرة الأول الأستاذ عزام اسماعيل “أبو العز” فهو غني عن التعريف، وقدم الكثير لفريق البيرة، وللرياضة الفلسطينية عامة، ولا أنسى دعمه لي على المستوى الشخصي خلال مسرتي.

– وأعتز كثيراً بكل المدربين الذين عرفتهم، والذين أشادوا بقدراتي، ومنهم الراحل عزمي نصار، الذي كان معجباً بي، مثله مثل الارجنتيني الراحل ريكاردو ، الذي كان يدعمني كثيرا وكل التحية للمدرب  مصطفى عبد الغالي، الذي وصفني بخليفة وليد صلاح الدين، ولا أنسى ثقة مدرب العراق الكبير عمو بابا، الذي  منحني لقب أفضل لاعب في بطولة القدس ، ووصفني باللاعب موهوب، كما لا أنسى إشادة شيخ مدربي مصر  عبدو صالح الوحش، الذي وصفني بالموهبه العرببه ، والشكر موصول  للمدرب العراقي محمد ثامر، الذي قال : إن أرجل جبرانى كحلة تلف بالحرير، والتحية أيضاً لكبير نجومنا مصطفى نجم، الذي وصفني بالنجم الموهوب، ومثله قال نجم مصر الراحل ثابت البطل ، والكابتن البوري، ولكن يبقى كلام ابو الكباتن اسماعيل المصري عني، ودعمه لي أفضل وسام على صدري ، فكل التحية والتقدير لكبير نجومنا ابو السباع.

– ولا بدّ هنا من كلمة شكر لك كابتن فايز ،أشكرك على اتاحة هذه الفرصة ، التي تساهم في نبش الذاكرة الخصبة، وأشكر الكابتن عبد الناصر بركات، الذي دعمني بشكل كبير في التدريب والتشجيع، وكان يقدم لي النصائح، كما أشكر الكابتن عصام الشريف، الذي  منحني فرصه كبيره في بداياتي، وأشكر الجمهور الرياضي، الذي كان يساعدني ويساندني، وأشكر الأستاذ ابو العز على دعمه لي في البيرة، مع الشكر الجزيل لكل جمهور فلسطين، ممن تابعوا مسيرتي في الملاعب .. ولن  أنسى كلّ من حاول الوقوف ضدي، ووضع العقبات أمامي، خلال مسيرتي في الملاعب.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *