الرئيسية / أخبار النجوم / امبراطور الصافرة الفلسطينية .. عبد الرؤوف السدودي

امبراطور الصافرة الفلسطينية .. عبد الرؤوف السدودي

الخليل/فايز نصّار- 4/8/2020- يعتبر التحكيم من الركائز الاساسية لنجاح المنافسات، في مختلف المجالات، ويعول منظمو المسابقات على دور قضاة الملاعب في نجاح برامجهم .

وعلى العكس قد يلعب التحكيم دوراً سلبياً، عندما لا يُعدّ الحكام جيداً، وعندما لا توفر لهم الضمانات الكافية ، للاطلاع بدورهم كاملاً، بعيداً عن الضغوط .

ولن يستطيع الحكم إرضاء الجميع، ولو حرص على ذلك، لأن القرارات القضائية سترضي فريقاً، وتغضب آخراً، وهذا ما يصعب دور الحكم، الذي يجب أن يكون قاضياً جريئاً، عالماً بالقانون، يعامل الجميع بحيادية تامة .

والحق يقال: إن التحكيم الفلسطيني نجح في ظروف صعبة في الاطلاع بدوره الحضاري، بفضل أجيال من الحكام المميزين، الذين أحسنوا استخدام الصافرة، ووصلوا بالمباريات إلى شواطئ الأمان في ظروف صعبة .

ولا شكّ ان المرشح الدولي عبد الرؤوف السدودي واحد من الحكام المجيدين، الذين شرفوا الصافرة الفلسطينية، من خلال قيادته للمباريات الحساسة ، قبل أن تتوفر شروط الأمن والأمان في الملاعب .

وبالنظر لرباطة جأشه في الملاعب أطلق عليه الإعلامي المخضرم جمال الحلو لقب الإمبراطور، ولكن الانتفاضة الأولى حرمت أبا إيهاب من مواصلة رحلته مع الصافرة ، تماماً كما حرمته تعقيدات العضوية الفلسطينية في الفيفا من حمل الشارة الدولية، فعوض ذلك باعتماده تحت مسمى مرشح دولي .

ولم يهجر السدودي الملاعب بعد اعتزاله، وعمل في مجال الإدارة التحكيمية من مختلف المواقع ، مستفيداً من تطوير قدراته كمحاضر عربي وآسيوي.

وحتى يتعرف الجميع على بعض خفايا سلك التحكيم في فلسطين، التقيت بأبي إيهاب، الذي فتح معي دفاتره التحكيمية ، التي تعتبر رصيداً فلسطينيا هاماً .

– اسمي عبدالرؤوف عبدالله عبداللطيف السدودي “أبو ايهاب” من مواليد غزة يوم 2/10/1949، وكان الصحفي جمال الحلو يطلق عليّ لقب الامبراطور  .

– مثل كل أبناء فلسطين لعبت كرة القدم في الحارات ، وكان لنا فريق اسمه فريق التحرير، ثم لعبت في مدرسة غزة الاعدادية الجديدة، بإشراف الاستاذ يحيي الشريف رحمه الله، وبعدها لعبت لمدرسة فلسطين الثانوية، بإشراف الاستاذ راشد الحلو رحمه الله، لأنتقل بعدها إلي كلية المجتمع برام الله (معهد المعلمين) ، حيث لعبت بإشراف الاستاذين نادي خوري، وفرحان أنيس، قبل اللعب بعد ذلك في صفوف مركز خدمات الشاطئ.

– كانت بدايتي مع التحكيم عندما أصبحت مدرساً للتربية الرياضية في مدارس الأونروا، حيث شاركت في تحكيم البطولات، التي كان ينظمها قسم التربية الرياضية، وهنا اكتشفني الأستاذان يحيي الشريف، ومحمد نصر رحمهما الله، وطلبا مني الانضمام إلي لجنه الحكام المركزية كحكم.

– وبحمد لله شاركت في إدارة مباريات الدرجات الثالثة، والثانية، والأولى، وأدرت حوالي 270 مباراة، أغلبها نهائيات كؤوس، ومباريات حساسة ، وكانت نتائجها تغير الترتيب النهائي على سلم البطولة، كما قدت مباريات المنتخبات بين الضفة وغزة … ولأنّ فلسطين لم تكن في ذلك الوقت منضمة للاتحاد الدولي ، كان هناك مسمى اسمه مرشح دولي ، وقد حصلت عليه .

– ومع انطلاق الانتفاضة الأولى سنة 1987 اعتزلت التحكيم ، وتحولت إلى العمل الإداري، فكلفت بمهمة أمين لسر لجنه الحكام المركزية عامي 1995- 1996 ، ثم رئيسا للجنة الحكام المركزية من 1996 حتى 2006  … وأثناء ذلك حصلت على لقب محاضر عربي وآسيوي معتمد، وتشرفت بالعمل رئيسا للجنة تطوير الحكام، في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، وكنت محللا للحالات التحكيمية في قناة الكتاب، وفضائية الأقصى.

– وخلال مسيرتي التحكيمية الطويلة تشرفت بالعمل مع عدد من الطواقم الجيدة التي أعتز بها، ومنها  1- شحدة أبو تايه ، وصبحي عوض  2- المرحوم فائق الحناوي، وماهر حميدة  3- ياسين بهلول، وعوني أبو لبدة 4- خليل أبو نعمة، وخليل الصايغ  5- معمر بسيسو، وسعيد الحسيني.

– أفضل مباراة قدتها جمعت الأهلي الفلسطيني، والعربي بيت صفافا على ملعب اليرموك، وأفضل النجوم الذين حكمت لهم ناجي عجور، وغسان بلعاوي، وإسماعيل المصري ، وموسى الطوباسي .

– الحمد لله لم يحصل أن تعرضت للاعتداء في الملاعب، والحمد لله أيضاً لم يحدث أن تعرضت لضغوط لتغيير تقرير المباراة .

– أفضل الحكام الفلسطينيين حالياً براء أبو عيشة، وأفضل الحكام العرب حالياً نواف شكر الله، وأفضل حكام العالم حالياً التركي كونتي شاكير، ومن الحكام الذين أتوقع لهم مستقبلا في الملاعب خالد الشيخ خليل ، وهاني مسمح .

– الفرق كبير بين حكام زمان ، وحكام اليوم ، فحكام زمان كانوا يتمتعون بالجرأة والشجاعة ، والثبات في اتخاذ القرار .

–  لست نادماً على عملي في سلك التحكيم ، لأنّ التحكيم  كان هوايتي  منذ الصغر .

– كان الإعلام الرياضي وسيبقى الرافعة الأولى في مساعدة الحكام ، والدفاع عن قضاياهم .

– بالنسبة لي أفضل عشرة حكام فلسطينيين من مختلف الأجيال يحيي الشريف ، وأحمد الناجي ، وعصام مسودة ، وعبدالناصر الشريف ، وعوني أبو لبدة ، وناجي أبو عرمانة ، وإبراهيم غروب ، وزكي بارود ، وبراء أبو عيشة ، وسامح القصاص ، وعبد الرؤوف ابو اسنينة ، وطبعاً بدون ترتيب ..

– من أطرف ما حصل معي في الملاعب عندما فقدت التوقيت في إحدى المباريات، حيث تعطلت الساعة ، فلجأت إلي زميلي المساعد ، الذي كان لحسن الحظ محافظاً على التوقيت .

– في الختام أقول : إنّ قضاة الملاعب سيبقون أساس كرة القدم ، فليحترمهم ويقدرهم  الجميع ، وليمنحوا الفرصة كاملة ، لإثبات شخصيتهم ، دون المساس بسمعتهم، أو شتمهم .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *