الرئيسية / أخبار النجوم / خالد الهبيل .. المدافع الذي أكلت الانتفاضة موهبته

خالد الهبيل .. المدافع الذي أكلت الانتفاضة موهبته

الخليل/فايز نصّار- 13/3/2021- توسعت دائرة الممارسة الرياضية في قطاع غزة ، بعد تأسيس الجمعية الإسلامية ” الصداقة ”  في مخيم الشاطئ سنة 1976 ، حيث صعد النادي الفتيّ سلم المجد بسرعة ، وصولاً إلى الدرجة الممتازة ، التي فرض نفسه بين أبطالها  .

وقبل انطلاق الانتفاضة المجيدة ضمّ الصداقة كثيراً من النجوم المرموقين ، من بينهم رئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية ، ومحمود زقوت ، ورياض ابو العمرين ، وعبد القادر السلفيتي ، وزكي بارود ، ومصطفى نجم ، إضافة إلى المدافع المعروف خالد الهبيل، الذي فرض نفسه كواحد من أبرز نجوم زمانه .

   وهلت ملامح نجومية الرجل على الساحل الغزي ، ودحرج الكرة يانعاً في أزفة مخيم الشاطيء ، الذي انتقل منه إلى فريق الجمعية الإسلامية ، التي لعب لها فترة هامة من مسيرته ، قبل انتقاله للمساهمة في صناعة أمجاد النادي الأهلي الفلسطيني إلى جانب نخبة نجوم الفريق الاحمر ، وعلى رأسهم الأسطورة أبو رياض .

   وشارك الهبيل مع النادي الأهلي في دورة الاسكندرية الصيفية ، والتي كانت محطة هامة في المشاركات الفلسطينية في البطولات الخارجية ، حيث ضم الأهلي يومها خيرة نجوم القطاع ، الذين أحسنوا تشريف الكرة المحلية.

   ولعب أبو محمد في جميع منتخبات المدراس والجامعات ، التي تشكلت في زمانه ، وأبرزها منتخب الجامعة الإسلامية ، الذي كان يضم كثيراً من النجوم ، كمصطفى نجم ، وزياد الطيف ، وغيرهم .

  ومثل أبناء جيله لم يعمر فتى الشاطيء طويلاً في الملاعب ، لأنّ الانتفاضة الأولى أكلت موهبته ، فتوقف قطاره في الملاعب في سن الثالثة والعشرين ، بعد أيام رائعة ترك خلالها بصمات مؤثرة ، وتضمنت قصصاً وحكايات ، أتركه يرويها لكم في هذا اللقاء .   

– اسمي خالد حسن عبد المعطي الهبيل “أبو محمد” من مواليد 10/10/1964 بمخيم الشاطئ  في مدينة غزة .

– مثل أيّ طفل فلسطيني نشأت ، وترعرعت في أزقة المخيم ، الذي كان يعج بالنجوم المبدعين، من أمثال محمد الريخاوي، وهاني الطناني، واحسان شكشك، ومحمود زقوت، وابراهيم حلاوة، وغيرهم، ومن حارات المخيم وساحاته الشعبية بدأت رحلتي، حي شاركت مع رفاق الصبا   البطولات الشعبية، لتبدأ الرحلة بشكلّ أكثر جدية بعد انضمامي للفريق الثالث في الجمعية الأسلامية  ” الصداقة حاليا”، التي لعبت لها تزامناً مع ظهوري في بطولات المرحلتين الابتدائية ، والاعدادية ، ثم مع فريق مدرسة الكرمل الثانوية .

– وبسرعة انتقلت لفريق الجمعية الثاني ، وحرقت المراحل وصولاً  للفريق الأول ، الذي برزت معه ، وأجدت في صفوفه جميع مراكز الدفاع ، وثبت نفسي بين ثلة النجوم ، الذين كان يعج به فريق الجمعية الإسلامية ، ممن شاركتهم التألق قبل التحاقي بالنادي الأهلي ، الذي برزت في صفوفه حتى اندلاع الانتفاضة الأولى ، فتوقف العطاء ، مثل كثير من أبناء الجيل الذهبي ، الذي نقضت الانتفاضة على نجوميتهم .

– ومنذ صغري تأثرت كثيراً بمدرب الجمعية الخلوق جمال الفار “أبو كامل”، ليأتي بعد ذلك دور الراحل الكبير سعيد الحسيني، الذي أدين له بفضل كبير في النادي الأهلي ، دون نسيان دور الجوهرة ناجي عجور، الذي كان له فضل كبير في تشجيعي ، ومنحني الفرصة للعب والتألق ، مع فريق كان يعج باللاعبين العظماء ، وإلى جانب هؤلاء أستذكر دور مدربي القدير الدكتور سليم بشير ، الذي يعتبر الاب الروحي لمعظم نجوم  القطاع ، ممن لعبوا  ضمن منتخب الجامعة الاسلامية .

– وخلال مسيرتي لم العب إلا لفريق الجمعية الإسلامية  ” الصداقة حالياً “، الذي ترعرعت في جنباته ، واحنفظ من لعبي معه بأفضل الذكريات الطيبة ، لتاتي بقية الحكاية مع الأهلي الفلسطيني ، الذي انتقلت له مع صديق الطفولة  الكابتن مصطفى نجم، فظهرنا مع الفريق المدجج بالنجوم،  والحائز على بطولة الدوري التصنيفي موسم 1982/1983.

– وفي الجمعية تشرفت باللعب مع ثلة من النجوم المعروفين، من ابرزهم  رئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية، ومحمود زقوت، ورياض ابو العمرين، وعبد القادر السلفيتي، وزكي بارود،  ومصطفى نجم،  وماهر وعاطف ابو حسين، ومحمود الهباش، وسفيان الدواوسة، ونبيل حمتو، إضافة إلى اخي الأصغر عصام الهبيل .. فيما تشرفت باللعب في الأهلي مع الاخوة عجور، وحسين الريفي ، وزياد الطيف ، وتوفيق الهندي ، وغيرهم 

– أعتقد أنّ أفضل من شكل معي ثنائياً الكابتن مصطفى نجم ، حيث ترعرعنا سوياً في حارة واحدة ، ثم ظهر التناغم مع الكابتن خالد أبو كويك في الجامعة ، ومع  حبيبي الكابتن حسين الريفي ” ابو خالد – ابويا ” في النادي الأهلي .

– وأفخر بتألقي كمدافع، حيث لعبت في مختلف المراكز الدفاعية وخاصة مكز الظهير الايسر، وأعتز  باللعب مع أو ضدّ كثير من النجوم، أبرزهم الشهيد عاهد زقوث، ورياض ابو العمرين، وعاطف ايو حسين، وأدهم ابو خضره، وماجد هنيه، وماجد الكموني، وجلال الحلاق، وتوفيق الهندي، ومأمون ساق الله، وحسين الحاج ، وغيرهم ممن صالوا وجالوا في ملاعب القطاع .

– أعتقد أنّ أفضل حارس كنت أرتاح للعب أمامه الكابتن أمين الحتو، الذي يعتبر من افضل حراس المرمى في الثمانينات ، إلى جانب  الحارس الطائر ، الكابتن مأمون ساق الله في منتخب الجامعة.

  – مثلي الأعلى  في الملاعب الكابتن ناجي عجور، وخارج الملاعب  صديقي وحبيبي الدكتور كنعان الوحيدي، عميد كلية الصيدلة في جامعة الازهر، وأكثر لاعب كنت أحب الوصول إلى مستواه  الكابتن حسين الريفي، الذي كانت تعجبني فدائيته في الملعب.

– وأحتفظ بذكريات لا تنسى من علاقتي بالزملاء ، وخاصة أبناء عجور ، الذين تميزت علاقتي بهم بالودّ ، والمحبة ، والأخوة ، وقد شاهدت تألق المرحوم جمال ، ثم تشرفت باللعب مع سامي ، وجهاد ، وزاهر ، ومع أسطورتنا الفنان ابو رياض ، الذي  كان له الفضل اختياري اللعب مع الأهلي ، وأذكر تشجيعه لي ، ووقوفه إلى جانبي ، وأحمد الله كوني تشرفت بمشاهدته في الصغر ، وبصراحة لم أكن احلم باللعب إلى جانبه ، وأن يكون مدربي يوماً ، وأتذكر هنا موقفاً لن أنساه من الكابتن ناجي ، عندما كان مدربنا عام 1986 ، وفي مباراة من أفضل مبارياتي على ملعب بيت ساحور ، الذي كان مليئاً بالحصي ، ويومها تألق الفريق بالكامل ، وفزنا 4-1 ، وخرجت من المباراة بكسر في ذراعي ، التي وضعت في الجبس ، فكتب الكابتن ناجي على الجبس : أنت من أفضل مدافعي الضفة والقطاع.

– وأذكر بكلّ سعادة مباريات الديربي الكبير ، التي كانت تجمع الشقيقين  الأهلي والرياضي في الثمانينات ، والتي كان لها طعم خاص ، لدرجة أنّ البعض شبهها بلقاءات الأهلي والزمالك ، لأنّها كانت مباريات نوعية ، تتميز  بالنديّة ، والاثارة ، والتنافس الكبير ، وفي أجوائها تألق كثير من مبدعي القطاع في الزمن الجميل .

– وأذكر بسعادة أيضاً المباريات الرائعة ، التي لعبتها في مواجهة أندية الضفة شباب الخليل ، وجمعية الشبان المسيحية ، والهلال المقدسي ، ومركز بلاطة ، وحطين ، واثوذكسي بيت جالا وبيت ساحور ،  إضافة إلى مبارياتنا مع منتخب الجامعة ، في مواجهة جامعات الضفة ، ساق الله على تلك المباريات ، التي كانت  رائعة ومثيرة ، وتمتلئ بالمشاعر الدافئة ، والانتماء الوطني .

– وعلى الرغم من رداءة الملاعب الترابية ، التي لعبنا عليها ، إلا أنّ تلك الملاعب توثق لجيل من النجوم المميزين ،  من اللاعبين الرائعين ، الذين تمتعوا بالروح الرياضية العالية ، والأخلاق الحميدة ، وممن عشقوا الكرة وفنونها ، كنا نستمتع باللعب رغم الرضوض والجروح ، التي كنا نعاني منها بعد كلّ مباراة .

– وخلال مسيرتي في الملاعب أعجبت بكثير من نجوم الكرة الفلسطينية المبدعين ، من امثال الكباتن حازم وحاتم صلاح ، وماجد البلبيسي، وعارف عوفي، ومحمد الاسمر، وخالد ابو عياش من الضفة، وناجي عجور واخوانه،  ومحمد الريخاوي ، وابو السباع، وزكريا مهدي ،ويوسف البواب، وفريد عثمان ، ورزق خيره، مصطفى نجم ، وعماد التتري، وحسن صلاح ، وفارس ابو شاويش ، وخالد أبو كويك ، والمرحوم مرسي الفقعاوي، وسعيد حمد، ونعيم السويركي ، وعادل ابو خساير،  وأبناء الحجار، وزياد الكرد من غزة ، ولاعبي الأهلي المصري مروان كنفاني، وفؤاد ابو غيده  من الشتات.

– وأعتقد أنّ افضل تشكيلة لنجوم أندية غزة أيامي تضم امين الحتو ، ومأمون ساق الله ، وفايق الحداد ، و حسين الريفي ، وخالد أبو كويك ، وبشير عطا الله ، وماهر أبو حسين ، وصائب جنديه ، وعبد الحميد موسى، ومحمد المزين ، وكمال درابيه ، ونعيم العالول ، والشهيد عاهد زقوت ، ومحمد السويركي ، ومعين الملاحي ، وحسين الحاج ، ورزق خيره ، ومصطفى نجم ، وسعيد حمد ، وغسان البلعاوي ، وسفيان الدوواوسه ، وزياد الطيف ، وفريد الخطيب ، وعلي ابو السعيد ، وغيرهم .

– وأرى أنّ أفضل تشكيلة لنجوم الوطن أيامي تضم  خليل بطاح ، ويوسف البواب ، وعادل جابر ، واسماعيل المصري ، وناجي عجور ، ويوسف حمدان سنو ، وخالد أبو عياش ، والمرحوم ايمن الحنبلي ، وماجد البابيسي ، وعارف عوفي ، وحازم وحاتم صلاح ، وعماد الزعتري ، وخالد كويك ، وحسن الريفي ، وغسان البلعاوي ، ورزق خيره ،  ومصطفى نجم ، وابراهيم نجم .

– أعتز كثيراً بإنجازاتي في الملاعب ، حيث ظهرت كمدافع مع جميع المنتخبات المدرسية والجامعية ، وتألقت في بطولات الجامعات ، كما اختارني المدرب سعيد الحسيني لأمثل منتخب القطاع سنة 1986 ، ومثلت النادي الأهلي في الدورة العربية بالاسكندرية ، ولكن للأسف الشديد انتهت مسيرتي الكروية مع بداية الانتفاضة سنة 1987 ،  وعمري 23 عاما.

– أفضل لاعب فلسطيني بالنسبة لي الأسطورة ناجي عجور، وأفضل لاعب عربي  محمد أبو تريكه ، وأفضل لاعب في العالم  مارادونا، الذي أعتبره نجم كل الأزمان ، وأفضل مدرب  فلسطيني المرحوم سعيد الحسيني، وافضل مدرب عربي المعلم حسن شحاته، وافضل مدرب عالمي الألماني  يورجن كلوب، واللاعب الذي أتوقع له مستقبلاً في الملاعب  كريم الجديلي من الصداقة ، وربحي اشتيوي من غزة الرياضي.

– مع النهوض الرياضي الكبير ، الذي يشهده الوطن شهد قطاع الإعلام الرياضي قفزة نوعية ، شملت وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ، وظهر ذلك جلياً في  البرامج التلفزيونية ، التي تطورت من حيث  العرض الجيد ، والتحليل المنطقي ، ونقل المباريات الفلسطينية مباشرة من خلال تلفزيون فلسطين ، وقناة أمواج الرياضية ، وبصراحة أنا متابع جيد لشخصكم الكريم أخ فايز ، وكذلك لبرنامج الصديق خالد ابو زاهر خط الوسط ، الحائز على الجائزة الذهبية كأفضل برنامج خلال 20 سنة، ورحم  الله الأخ الإعلامي الكبير ابو كامل ، متمنياً توسع دائرة النقد البناء ، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال .

– أفتخر بكوني لعبت إلى جانب النجم حسين الريفي ، الذي كان واحداً من عمالقة جيل الثمانينات ، وظهر كلاعب مميز، وكان  يتمتع بالأخلاق العالية  ، والفكاهة وخفة الدم ، وظهر دوره  كملهم للفريق ، وكان الأخ الروحي للجميع ، ناهيك عن أدائه الفدائي ، وقوته البدينة ، وتميزه بالكرات الرأسية العالية .. ربنا يعطيه الصحة ، والعافية .. أبويا .

– وأعتز كثيراً بلعبي في موجهة نجم نجوم الخليل الكابتن حازم صلاح ، الذي يعتبر من أفضل النجوم ، الذين أنجبتهم فلسطين ، وظهر كلاعب فنان ، وتميز بالرشاقة والهدوء ، والقدرة على صناعة اللعب ، وتقشير الكرات للمهاجمين ، إنّه نجم  يشار إليه بالبنان ، وما زالت صورته راسخة في أذهان جميع الرياضين ، مثله مثل الكابتن ناجي عجور ، وغيرهم من النجوم العظماء ، وقد تعرفت عليه بالصدفة سنة 2015 ، عند زيارتي الأخيرة للخليل .

– وأعتز كثيراً بمعرفتي للمدرب نعيم السويركي ،  صديقي وزميلي في الدورة الصيفية بالأسكندرية سنة 1986  ، فقد كان لاعباً مجتهداً  ، ومثابراً..  وشخصياً أعتبره من أفضل مدربي فلسطين ، وحديثا فاز بجائزة أفضل مدرب خلال  2021 عام.  

– كلّ الاحترام والشكر لاتحاد الكرة ، والعاملين فيه ، الذين عملوا على تطوير الرياضة الفلسطينية ، وبروزها في المحافل الدولية ، وساهموا في  تأهيل طواقم رياضية شابة ، لقياده الرياضة الفسطينية .

– أخيراً ، و بعد تحقق حلمنا بالمشاركة في نهائيات بطولة آسيا للأمم أتمنى مشاهدة منتخبنا الوطني يشارك في نهائيات كأس العالم ، التي كان منتخبنا أول منتخب عربي آسيوي شارك في تصفياتها في الثلاثينات .

– من أطرف القصص ، التي حصلت معي في الملاعب يوم مباراتنا مع نادي حطين على ملعب نابلس البلدي ، حيث  كانت الأجواء ماطرة ،  وأصبح الملعب طينة ، ومسرح للتزلج ، فعمدت إلى خلع حذائي ، ولعبت حافياً  لأكثر من نصف ساعة دون أن يلحظ الحكم ذلك ، ولمّا انتبه الحكم إلى الأمر ، أخرجني ، وطلب مني عدم العودة إلا بعد لبس الحذاء .

– أخيراً أشكرك أخي الفاضل أبو وئام على هذا المجهود المتميز ، الذي يشعر جميع الرياضيين من خلاله بالتكريم ، في زمن غياب الجهات الرسمية لتكريم جيل الرياضيين ، الذين أعطوا ، وتفانوا في خدمة بلدهم ، نحن جميعا مدينون لك بهذا التكريم ، أشكرك أخي العزيز على جهدك في تسليط الأضواء على النجوم القدامى ، وربطك الماضي بالحاضر ، وانعاش الذاكرة الفلسطينية.

????????????

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *