الرئيسية / أخبار النجوم / خلدون عازف ألحان الغزلان

خلدون عازف ألحان الغزلان

الخليل/فايز نصار 2/5/2020- في جنوب الجنوب، عند همزة الوصل بين جبالنا الشامخة، وصحرائنا الخيرة، بنى أبناء الظاهرية قلعة كروية، انطلقت منتصف السبعينات، لتفرض نفسها بسرعة قياسية على سبورة البطولات .. ومن سفوح الظاهرية خرج النجوم الأشاوس، ممن أحسنوا مداعبة الكرة برشاقة الغزلان، لتبصم أسرة كرة القدم الفلسطينية لهم بالعشرة، بعد اللوحات الجميلة التي رسمها ثالوث الرعب، محمد جودة، ونائل، وواكد، ممن سلموا المشعل للسهم الملتهب خلدون فهد، ليواصل عزف اللحن الجنوبي .

* مبكراً فرض ابن الفهد نفسه في فرق المراحل لشباب الظاهرية، وبسرعة أصبح الرقم الصعب في فيقلق الغزلان المرعب، وبسرعة اكثر لفت انتباه القائمين على المنتخبات الوطنية، ليعزف نشيد الخلود ضمن السرب الفدائي، قبل أن يعلق الحمل الكروي مبكراً، باعتزاله بسرعة ، تماماً كما بدا الحكاية بسرعة .

وبسرعة تجاوب الفهد مع مبادرتي، وأخذني في جولة كروية في بستانه،  فاقتطفت لكم هذه المحطات .

* اسمي خلدون فهد علي الوعرة “أبو محمد” من مواليد الظاهرية يوم 15/3/1978م

* مثل أي لاعب بدأت اللعب في  الحواري، وكنت  شديد الاهتمام بكره قدم ، ليبدأ ظهوري في بطولات المدرسة منذ الصف الثالث والرابع الابتدائي، حيث حصلت على جميع البطولات الداخلية في المدرسة … وقتها نلت اهتماماّ خاصاً من الاستاذ محمد النمورة رحمه الله، ومن الأستاذ شعيب، وكلاهما كان يثق في قدراتي وكانوا يشجعونني .

* وفي سن التاسعة التحقت ببراعم النادي الأم غزلان الجنوب، وكان مدربنا الأستاذ محمود عوض، وكنت من أميز اللاعبين ، وقد أبدى المدرب اهتماماً  مضاعفاً بي، وكان يقول لي : أنت لاعب مميز ! ومن البراعم انتقلت للأشبال، بإشراف الكباتن علي شحدة، حيث كانت انطلاقتي الحقيقية، إذ كنت أصغر لاعب في الفريق، ولكن كنت أساسيا في المباريات الودية والرسمية، والحمد لله أبدعت وحصلت على أول بطوله رسميه للنادي، وهي بطوله كأس الضفة للأشبال، وحصلنا على بعض البطولات في المحافظة .

* ولما صار عمري 14 سنة انتقلت للفريق الأول، حيث اكتشفني الأستاذ والمدرب القدير عبدالناصر الشريف – الذي كان مدرب للفريق الأول للنادي – فطلب مني أن أحضر للتدريب مع لاعبين عمالقة، مثل واكد العقبي، ومحمد جوده ، والمرحوم عادل عطا، وزياد وعماد فهد، وباسم الزامل، ومدربي في الأشبال والبراعم محمود عوض،  وعلي شحدة، وصالح حرب، وبسام جوده … وأسماء كثيره، فالتحقت بالفريق الأول ، وحصلت معه على أول بطوله ودية، في اليوبيل الفضي ببيت ساحور .

* في ذلك الوقت كنت في المدرسة وشكلوا منتخب للمدارس، وفعلاً كنت ضمن منتخب الخليل ، وحصلنا على بطولتين للمنتخب المدارس ١٩٩٥/١٩٩٦… ونلت لقب أفضل لاعب وهداف في البطولتين، وفي البطولة الثانية ” كان الأستاذ والمدرب القدير حضرتك أستاذ فايز نصار”، وأذكر  في ذلك الوقت – البطولة الثانية – كنت مع معسكر المنتخب الفلسطيني في قلقيلية، وكنت أحضر للمباريات فقط، ثم أعود إلى المعسكر، والحمد لله حصلنا على هذه البطولة مرتين .

* بعد ذلك سافرنا إلى بريطانيا، مع المنتخب الوطني، وكنت مع الجيل الذهبي، أمثال خضر عبيد، ومحمد عوده، وأحمد عيد، وأيمن صندوقه، واسامه ابو العليا .. وآخرين، عذرا لمن لم اتذكرهم، لكن كلهم كانوا عمالقة، وكنت أنا أصغر لاعب في المنتخب، والحمد لله  أبدعنا ، ويومها تلقيت عروضاً من بعض أندية في بريطانيا، لكنّ بحكم قلة الخبرة في مجال الاحتراف، والحنين والعاطفة للبلد رفضت العرض .

* وسنة 1997 تشكل أول منتخب من غزة والضفة، وكان التجمع في رام الله، لافتتاح ستاد أريحا أمام المنتخب الأردني، بإشراف  المدرب الراحل ريكاردو … وعلى هامش تلك المباراة تلقيت عرضاً من الوحدات الأردني، وفعلًا التحقت بالوحدات، وتعاقدت معه .

* وبعد أربعة أشهر، ولأنّ الدوري في فلسطين  كان مستمرا . ولأنّ ناديّ الأم غزلان الجنوب تأثر بالنتائج ، وكان يعاني من شبح الهبوط، اتصلت بي إدارة النادي، وطلبوا مني التراجع عن الاحتراف، لأن الفريق بحاجة لجهودي، وفعلاً تفهم الوحدات موقفي، وتمّ انهاء العقد ودياً مع الوحدات ، وعدت للضفة لألعب  المباراة المصيرية ضد مؤسسه البيرة، والحمد لله فزنا بنتيجة ٣/١، وأحرزت هدفين، وثبت الفريق في الممتازة… ولي الشرف الكبير أن أشارك في إنقاذ فريقي الأم، الذي له فضل كبير عليّ .

* الفضل في نجاحي  يعود أولًا لعائلتي، لأني من عائله رياضه، حيث اخوتي زياد وعماد ووسام يلعبون للفريق، وتلقيت التشجيع منهم، كما أنني كنت مهتماً بنفسي، وعملت بجد في التمارين، والفضل يعود لأستاذي محمد النمورة، والأستاذ شعيب، والأستاذ محمود عوض، ومدربي في النادي الكابتن علي شحدة، والمدرب الذي الحقني بالفريق الأول عبد الناصر الشريف

* قصتي مع المنتخبات طويله حيث قضيت مع المنتخب ١٣ سنه، معسكرات فيها الحلوة والمرة، لكن حبنا لفلسطين ، واهتمامنا برفع علمنا في المحافل العربية والدولية كان هو هدفنا، وكان حلمنا أن نرى علم فلسطين في كلّ الدول العربية والأجنبية، وقد شاركنا في بطوله كأس آسيا ثلاث مرات، وغرب آسيا مرتين، وتصفيات كأس العالم مره واحده، وكأس العرب مرتين، وكأس التحدي مره واحده حتى سنه ٢٠٠٦ .

* كنت أتفاهم مع المهاجم باسم الزامل ، وعماد فهد في الظاهرية، ومع فادي لافي، ومحمد الجيش في المنتخب .

* أحترم جميع اللاعبين، ولا أشعر بأيّ ضعف تجاه أيّ فريق أو لاعب، وهذا من باب الثقة الإيجابية لديّ .

* اشتركت كلاعب تعزيز – ولي الشرف في ذلك – مع نادي شباب الخليل ، ومع نادي أهلي الخليل، ومع اهلي قلقيلية، ومع هلال القدس، ومع شباب الخليل أمام الوحدات أحرزت هدف الفوز ٢/١ في عمان، أمّا مع أهلي الخليل فسافرنا إلى فرنسا، وهناك أبدعت، وحصلت على عرض من فريق فرنسي، والجواب عند أستاذي عبد الناصر الشريف .. وكنت عسكرت مع أهلي قلقيلية، ولعبت معه مباريات في الأردن، وأحرزت ٤ أهداف امام البقعة واليرموك، أمّا مع هلال القدس فشاركت في بطولة الوحدات العربية، لأعود والعب مباراة هامة مع الظاهرية ضد شباب الخليل على ملعب الحسين، وانتهت بالتعادل ١/١، حيث أحرزت هدفاً من منتصف الملعب، من ضربه حره مباشره .

* مثلي الأعلى الأستاذ واكد العقبي، الذي أكن له كلّ الاحترام، وخارج الملعب خالي عمر الله يطول عمره .

* لا تسلني عن أيام التراب، وما أدراك ما التراب هههه، أيام عصيبة أستاذ فايز، أيام حلوه ومره، أيام تحس فيها بالانتماء الحقيقي،  أيام التضحية والسعادة في ظل التراب، لكن كنت تشوف السعادة على وجوه الجمهور واللاعبين ، ورغم أننا كنا مظلومين ومحرومين ، فقد كنا نتميز بالانتماء للأندية .

* أهم إنجازاتي الحصول على عدة بطولات منها بطوله الأشبال كأس الضفة، وبطوله اليوبيل الفضي، بطوله منتخب المدارس، وبطولة درع الاتحاد سنة ٢٠٠٥ ، وبطوله درع الاتحاد الأردني مع الوحدات ٢٠٠٥، وبطوله الدوري الأردني مع الوحدات، وبطولة كأس الأردن مع الوحدات ، وحصلت على لقب أفضل لاعب في الضفة موسم ١٩٩٧/ ١٩٩٨ وموسم /١٩٩9/٢٠٠٠، كما حصلت في الأردن على لقب أفضل لاعب سنة ٢٠٠١، وحصلت على لقب افضل لاعب محترف ٢٠٠٢ .

* تركت الكره مبكرا بحكم ظروفي العائلية بسبب بعدي عن أولادي وزوجتي ، على خلفية الهوية الفلسطينية ، ولم الشمل الفلسطيني .

* سبب تذبذب  مستوى الظاهرية الاحتراف الداخلي، المبني على مصالح داخليه بحته ، لا يعلمها الا الله ، ثم مسؤولي الرياضة  !

* في رأيي الاحتراف الفلسطيني احتراف مادي بحت، ولا يوجد أي انتماء للفرق، انهم يفهمون الاحتراف غلط، لأنّ الأمور المالية في منطقتنا هلاك للأندية، ولا يوجد أيّ مصدر دخل مستقر للأندية، حتى تكون التغطية مستمرة، لذلك فوضع الرياضة عندنا غير ثابت، وسيؤدي الأمر إلى  خسائر لجميع الأندية

* من تجربتي في المعسكرات، التي خضتها في غزه، واللعب مع لاعبين غزة أرى أنّ مستوى الكرة في غزة أفضل، ولو أنّ ظروف غزة طبيعية سيبدع اللاعبون هناك مثل أيّ منطقة في العالم .. أقول لهم : ربنا يفرج همكم ! فيما يبدو مستوى الضفة حاليًا أفضل ، والسبب استمراريه الدوري ، والفلوس شغاله أستاذي أبو وئام …

* أقول للمرحوم إبراهيم عطا ألف رحمه ونور تنزل على روحك الطاهرة ، الله يرحمك ويحسن اليك ، يا صاحب الرأس الذهبية ، والمدافع الصلب .

* الكره الاماراتية تملك إمكانيات هائلة على مستوى عالمي، ولو توفرت هذه الإمكانيات في بلدنا سيكون لنا شأن ثاني .

* أفضل من لعبت معهم في الظاهرية عماد ووسام فهد، وباسم الزامل، وابو السعيد، وإبراهيم مروان، ويوسف عيسى … أما خارج الظاهرية فهناك محمد السويركي، وزياد الكرد، وفادي لافي، ومؤيد نصرالله، ومحمد الجيش، وصائب جنديه، وايمن صندوقه، وفادي سليم .

* ابرز اللاعبين حاليا من وجهة نظري مصعب البطاط، وأحمد ماهر، وعدي الدباغ، وتامر صيام، وعبد اللطيف البهداري، وأشرف نعمان .

* أفضل لاعب محلي أحمد ماهر، وأفضل لاعب عربي  رأفت علي، وأفضل لاعب عالمي  زيدان .

* أفضل مدرب فلسطيني السعيد أبو الطاهر، وأفضل مدرب عربي عبدالله ابو زمع، وأفضل مدرب عالمي يورغن كلوب .

* من النجوم الذين أتوقع لهم التألق محمود وادي، وعدي الدباغ، ومحمود ابو ورده، ومصعب البطاط، وأحمد ماهر.

* اتمنى لواكد العقبي كلّ التوفيق، لأني أكن له كلّ الاحترام، فقد تعلمت منه أشياء كثيرة ، في الملعب وخارج الملعب، إنه أستاذ بمعنى الكلمة .

* عماد ناصر الدين لاعب مخضرم، ومستواه ممتاز جداً، كان ليّ الشرف اللعب معه في أكثر من مناسبة، إنه لاعب ذكيّ ومهاري، من أفضل لاعبي خط الوسط في فلسطين .

* أحمد ماهر لاعب ذكي، ولديه الكثير .. يعجبني فيه حرارته وانتماءه، لديه طموح كبير، إنه لاعب من طينه الكبار .. الله يوفقوا .

* جمال الحولي صديقي وزميلي في المنتخب، لاعب كبير ومهذب، وأخلاقه عالية جدا،  مهاري من الطراز الرفيع، أتمنى له مزيد من التقدم في حياته العملية في مجال التدريب، مميز في قراءته للمباريات، إلى الأمام ابو فهد !

* عبد الناصر بركات صديقي وزميلي أيام المنتخب، مدرب مثقف، وله بصمه مع المنتخب، أتمنى لك كلّ التوفيق يا صديقي.. إلى الأمام .

* أتمنى من الاتحاد ان يعمل على إنشاء ملاعب وصالات في كل محافظه، وان يكون هناك أكثر من ملعب خماسي معشب ، وانشاء مدارس كره قدم للأجيال القادمة، ودعم الأندية، وزيادة عددها في دوري المحترفين، حتى يكون الدوري فلسطيني قوي ، مع اعتماد الأندية على لاعبين مدارسها، وتقليص عدد المحترفين في الأندية ، والسماح لعدد محدد من الاتحاد ، ويفضل أن يكون ٣ لاعبين فقط .

* أتمنى من الله الودود، لي ولكم وللشعب الفلسطيني، وللاعبين والجمهور المزيد من التقدم والازدهار، وبإذن الله ربنا يحمينا  من هذا الوباء، وربنا يرحم شهداءنا الأبرار، ويفك قيد جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وربنا يغير حالنا إلى الأحسن والأفضل، تحياتي لك أستاذ فايز، ولجميع الأهل في محافظتي الغالية على قلبي خليل الرحمن وشكراً .

* من المواقف الطريفة التي حصلت معي، يوم كنا نلعب مع أشبال شباب الخيل على ملعب الحسين، وكان رقمي 19، وهذا رقمي الذي عرفت به .. يومها الكابتن علي شحدة رتب خطة بأن غير رقمي قبل المباراة ، وأعطى الرقم 19 للاعب ثاني، المهم لبست قميص ثاني برقم 11 … ومن أول ما بدأنا اللعب راقبوا اللاعب رقم 19 ، فأخذت راحتي، انتهت اللعبة 3-صفر  .

* وأخيرًا أشكرك استاذ فايز نصار، واشكر جميع العاملين معك على هذه المقابلة، وهذا يدل أنك إنسان محب ومهتم بالجيل القديم، وأنا أعتز وأفتخر أنك دربتني، وكنت مسؤول عني في المنتخب المدرسي، كلّ الاحترام لشخصك .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *