الرئيسية / كرة قدم محلية / راسم يونس .. زيتونة الرياضة الفلسطينية

راسم يونس .. زيتونة الرياضة الفلسطينية

الخليل/فايز نصّار- 18/5/2020- رحم الله الرياضي النابلسي الراحل راسم يونس، الذي نال تكريما رياضيا لائقا، حين أشاد به الرياضيون على مختلف مآربهم، حتى أن الذين اختلفوا معه كانوا في طليعة الصاعدين على منصة تأبينه العفوية.

ولا يختلف اثنان في أن الساحة الرياضية الفلسطينية افتقدت في أبي إسلام جهبذا رياضيا لأنه كان ينفرد بميزة المشاركة بالفعل الرياضي الفلسطيني في حقبة حساسة جداً  ميزتها الانتقالية السلسة  بين المرحلة الاحتلالية  التي كان راسم أحد فرسانها، والمؤثرين في توجهاتها الخلاقة  وبين مرحلة قيام السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن حين تولى الحقيبة الأهم في وزارة الدفاع عن الوطن لأن ملف الأنشطة الرياضية من أصعب الملفات على طاولة الوزارة .

وكان المختلفون مع المرحوم يأخذون عليه انّه “له في كلّ عرس قرص” ولكن ذلك لا ينقص من مكانة الرجل، الذي كان عاملا في كلّ ورشة، وحاضرا في كلّ مناسبة، لأنه يعلم قيمة الوقت، ويعرف أنّ الرياضة ليست برجاً عاجياً يحاصر الباحثين عن التألق في المكاتب الفارهة، أو الساعين الى المجد من بوابة ربطات العنق .

وقد أثار النابلسي الجدل عندما كان لاعبا، تماما كما أثار الجدل حكماً، ومدرباً، وإدارياً، وقائداً في مجال العمل الشبابي، ولم يتوقف الجدل حوله عندما امتطى صهوة المدارج الجامعية، أو عندما أصبح مديراً عاماً في الوزارة الأكثر تأثيراً في القضايا الاجتماعية، أو عندما ركب موجة السلطة الرياضية الرابعة ، وزاحمنا في مهنة المتاعب .

في الطريق الوعرة كان  الراحل الكبير يمضي من جبال النار، إلى رام الله الثوار، ولم تكن الحواجز الاحتلالية توقف مسيرته، حتى أنّ حادثاً مروري كاد يودي بحياته، قبل رحيله بثماني سنوات على طريق الآلام شمالي الضفة، وقد أوردت الخبر يومها في رسالة لإذاعة لندن، فعلق مقدم البرنامج أفتيم قريطم على الخبر، بكونه عرف راسم يونس منذ أشهر، حيث استضافه على مأدبة، كانت متبوعة بالكنافة النابلسية.

رحل الدكتور راسم قبل 15 سنة  وترك لنا إرثاً رياضياً كامل الأوصاف  ونترك لتوأمه الرياضي  شقيقه الحاج حسني أن يستعرض معنا محطات من سيرة الراحل الكبير .

ولد المرحوم الدكتور راسم محمد سليمان يونس “أبو إسلام” في الفريديس جنوب حيفا يوم 20/3/1947 .

منذ نعومة أظافره تلقى المرحوم راسم يونس تعلميه  في مدارس نابلس، ثم  أكمل دراسته الجامعية في القاهرة، حيث حصل على بكالوريوس التربية الرياضية من جامعة حلوان، ودبلوم عالي في الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية، وماجستير في التربية الرياضية، من جامعة أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، ودكتوراة في التربية الرياضية، من جامعة القديس يوسف في بيروت .

وبدأ المرحوم راسم يونس حياته المهنية في حقل التدريس حيث عمل مدرسا في مدينة مادبا بالأردن، لينتقل بعد ذلك للعمل في وكالة الغوث الدولية في مدينة نابلس، ثم للتدريس في معهد المعلمين، التابع لوكالة الغوث الدولية في مدينة رام الله، ليختتم الراحل عمله في الحقل الأكاديمي سنة 1994، بعد رحلة استمرت لما  يقارب الخمسة عشر عاماً ، في قسم التربية الرياضية ، بجامعة النجاح الوطنية ، إضافة على شغله منصب رئيس القسم أثناء فترة عمله.

وأثناء عمله في جامعة النجاح الوطنية، شارك الراحل مع مجموعة من رفاقه المهتمين بالرياضة، في تأسيس رابطة الأندية الرياضية ، وشغل منصب منسق النشاطات الرياضية فيها، من عام 1980 وحتى حلها في العام 1994، في أعقاب إنشاء وزارة الشباب والرياضة الفلسطينية.

وبعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 1994، عمل الراحل مع أول وزير للرياضة، الدكتور عزمي الشعيبي على تشكيل وزارة الشباب والرياضة، حيث شغل منصب مدير عام الشؤون الرياضية، ثم مستشاراً لرسم السياسات والتخطيط، كما شغل منصب نائب رئيس الأولمبياد الفلسطيني الخاص حتى وفاته.

برز الراحل راسم يونس في لعبة كرة القدم، ولعب مع منتخب مدارس محافظة نابلس، وقاده للفوز ببطولة المنتخبات المدرسية للمملكة الأردنية الهاشمية للعام 1965، ومثل الراحل فلسطين في لعبة كرة السلة في بطولات بكلّ من بلغاريا، والدورة الافريقية، ودورة الإسكندرية لسنوات 68 و69 و70 و71، كما مثل أبو إسلام الأردن دولياً في  لعبة كرة السلة، مع رفيق دربه رزق المصري، في  كلّ من أرمينيا، وجورجيا، وموسكو سنوات 70 و71.

لعب الدكتور راسم لمركز شباب بلاطة، وكان لاعباً مميزاً في فريقي كرة السلة، وكرة القدم، كما عمل إداريا في المركز، وتدرج في عدة مناصب، منها رئيس لجنة، ورئيس هيئة إدارية، ومراقب للمركز بين عامي 1961 و 1979.

وعمل الراحل مدرباً لمنتخب مراكز الشباب، و في النادي الفيصلي بين عامي 1969 و1975. وخلال هذه الفترة برز كلاعب مميز في لعبة كرة السلة ، ضمن فريق النادي الأرثوذكسي في عمان .

حاز الراحل على لقب أحسن لاعب كرة قدم ، في دورة الوافدين ، التي نظمت بالقاهرة عام 1969، وحصل على لقب أفضل لاعب كرة قدم لمنطقة نابلس عام 1971، وثاني أفضل لاعب كرة سلة في منطقة نابلس في العام نفسه .

وكان الراحل راسم يونس حكم درجة حكم درجة أولى في كرة القدم، ومحاضراً دولياً في قانون كرة القدم، وحصل على لقب محاضر دولي آسيوي، وعين مراقباً لمباريات المجموعة الثالثة ، لبطولة الناشئين للمجموعة الآسيوية في قطر، ونال استحسان وشكر الاتحاد الآسيوي على حسن إدارته للمجموعة.

تميز الراحل أبو إسلام بانخراطه في النشاطات الاجتماعية، إلى جانب نشاطه الرياضي، فكان عضواً بارزاً في المؤسسات والجمعيات الخيرية، وكان عضواً في لجة الإشراف، ولجنة الاحتفالات لمهرجان الأول من أيار، الذي ينظمه اتحاد نقابات عمال فلسطين منذ نشأتها ، ثم مقرراً للجنة التنسيق لمحافظة نابلس .

للراحل راسم يونس العديد من المؤلفات الرياضية، وغير الرياضية من أهمها الحركة الرياضية في الضفة الغربية من سنة 1967 و1987، القانون والحكم “الجزء الأول” والقانون والحكم في  قانون كرة اليد، والمهارات الأساسية للألعاب الجماعية، والتمرينات للجميع، ومجمل القوانين الرياضية، والعنف الرياضي، ومدخل الثقافة الرياضية لكليات المجتمع، والعمل والعامل في الإسلام، وعرف عن الراحل الكبير بأنه صاحب قلم جريء، حيث تناول العديد من القضايا الرياضية، والسياسية، والفكرية بالنقد والتحليل، وقام بنشرها في الصحف المحلية، وكان آخرها مقال من سلسة مقالته “حديث وموقف ” نشر في صحيفة القدس، بتاريخ وفاته .

توفي الرياضي الكبير أبو إسلام  يوم الاثنين 30/10/2006، لدى تناوله طعام الإفطار، ليوم نافلة من أيام الستة من شهر شوال.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *