الرئيسية / أخبار المدربين / ظاهرة إيجابية تُبشر بمرحلة جديدة في كرة القدم الغزية

ظاهرة إيجابية تُبشر بمرحلة جديدة في كرة القدم الغزية

اتحاد كرة القدم اتحاد خانيونس يوسف لولو عقوبات
  • 12 مدرباً مستمرون مع فرقهم
  • ظاهرة إيجابية تُبشر بمرحلة جديدة في كرة القدم الغزية

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 24/6/2023- لطالما كان غياب الاستقرار في الأجهزة الفنية للأندية المحلية على مستوى محافظات غزة، عاملاً أساسياً في تردي مستوى الفرق، لكن يبدو أن تلك الظاهرة السلبية أصبحت جزءا من الماضي حالياً.

وقبل انطلاق الموسم الكروي الجديد 2023-2024، يبدو أن جميع الأندية المشاركة في الدوري الممتاز عاقدة العزم على الاحتفاظ بنفس الأجهزة الفنية التي أنهت معها الموسم الماضي، وهو أمر نادر الحدوث وغير معتاد بالنسبة للمتابعين لواقع كرة القدم في غزة والتغييرات الدائمة فيها.

في السنوات الماضية كانت بداية الموسم تمثل مرحلة جديدة في مسيرة كل فريق من خلال الاتفاق مع مدرب يخلف من سبقه، مع الابقاء على مدربين أو ثلاثة على أبعد تقدير للاستمرار مع فرقهم، إلا أن القاعدة انكسرت في السنوات الأخيرة وأصبحت الأندية أكثر قناعة بأهمية الحفاظ على الاستقرار الفني.

  • شماعة فشل الإدارات

استمر المدربين لسنوات طويلة شمّاعة لتعليق الأخطاء عليهم رغم الظروف الصعبة التي كانوا يعملون فيها بمختلف الأندية، ناهيك عن القرارات العشوائية والسريعة لإدارات الأندية في التعامل مع المدربين بعد فترة قصيرة من توليهم المهمة.

الكثير من المواقف التي عرفتها كرة القدم الغزية عن إقالة أو إنهاء عقد مدرب بعد أيام من تدريبه للفريق، لدرجة أن بعض الفرق تعاقب على تدريبها من ثلاثة إلى أربعة مدربين في موسم واحدة، وقد تكون تجربة نماء في الموسم الماضي دليلاً على ذلك بعدما قاد الفريق ثلاثة مدربين وجميعهم يملكون رؤى مختلفة وتحتاج للوقت الكافي للتطبيق، ليفشل الفريق حصد بطاقة الصعود إلى الدوري الممتاز رغم امتلاكه لمجموعة من أبرز نجوم كرة القدم.

المسؤولون عن الأندية كان المدرب بالنسبة لهم هو الورقة التي يستخدمونها لامتصاص غضب الجمهور والتغاضي عن سلبيات أخرى كانت الادارات في الكثير منها تتحمل المسؤولية الكاملة، لكن عواقب هذه القرارات أصبحت تتكشف مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي واطلاع الجماهير على كل كبيرة وصغيرة تدور في أروقة أنديتهم.

  • الاستقرار أول طريق النجاح

بدا واضحاً تطور رؤية العديد من الأندية وفكر مجالس إداراتها في ملف كرة القدم، خاصة وأن أي مشروع ناجح يحتاج إلى الاختيار الصحيح للمدرب، الذي يقوم بدوره في تحديد احتياجات الفريق من مراكز من أجل توفيرها والعمل على تطويرها.

في السابق كانت القرارات العشوائية والمتسرعة تسيطر بشكل كبير على أفكار المسؤولين عن هذه الأندية، من خلال إجبار المدربين على الاستقالة أو إقالتهم بمجرد خسارة مباراة، لكن التحول الكبير في آليات التعامل مع مدربي الفرق جعل الأمر يصل إلى حد حفاظ جميع المدربين على مسؤولياتهم الفنية، رغم اخفاق بعضهم في تحقيق الهدف المطلوب منه في الموسم الماضي.

بالنظر لفرق الدوري الممتاز بالموسم الماضي فإن جميع المدربين الذين أنهوا الموسم مع فرقهم، سيبدؤون الموسم مع نفس الفرق حتى الزوايدة وخدمات النصيرات الهابطين للدرجة الأولى حافظا على استقرار الجهازين الفنيين لهما، وهو نفس ما انطبق على أهلي غزة وخدمات الشاطئ اللذين صعدا للدوري الممتاز.

الظاهرة الإيجابية التي ستنطلق بها منافسات كرة القدم للموسم الجديد، تعتبر خطوة هامة نحو تطوير كرة القدم من خلال الاستقرار الفني، الذي كان سبباً في تحقيق نجاحات كبيرة على مستوى الفرق والمنتخبات في العديد من البلاد العربية ذات المستوى المتقارب.

في بعض الأحيان يكون تغيير المدرب أمرا ضرورياً لإحداث تطور على صعيد النتائج، إلا أن هذا الأمر لا يلغي أن الاختيار الصحيح والاستقرار الفني وتوفير الأجواء المناسبة له فاعلية أكبر، خاصة وأن كرة القدم في عهدها الحديث أصبحت تحتاج لفترة من أجل تطبيق خطط المدرب وأفكاره التدريبية لجني الثمار في نهاية المطاف.

  • الجميع باق في مقعده

جميع فرق الدوري الممتاز اتخذت قرارات صائبة من حيث تجديد الثقة بمدربيها ومساعيها لتوفير كل المتطلبات التي يحتاجها المدرب في الموسم الجديد، والبداية تمثلت في الحفاظ على حالة الاستقرار بعكس المواسم الماضية التي كانت دائماً ما تعج بأخبار تعيين مدربين جدد.

البداية مع البطل، خدمات رفح، إذ حافظ على مدربه إسلام أبو عريضة للموسم الثالث بعد تتويجه بلقب الدوري، وهو نفس الأمر انطبق على جاره الشباب بتجديد الثقة بخالد كويك الذي قاد الفريق في الموسمين الماضيين، والشجاعية الذي جدد ارتباطه مع هيثم حجاج للموسم الرابع، وشباب جباليا الذي اختار الابقاء على مدربه عماد الغرباوي بعدما قاد الفريق في نهاية الموسم الماضي.

اتحاد خانيونس هو الآخر استمر ارتباطه بمدربه رأفت خليفة، وهو نفس الأمر بالنسبة للصداقة الذي يقوده محمود عواد، والهلال بقيادة سامي سالم بالإضافة للمدرب نعيم السويركي مع غزة الرياضي، وإحميدان بربخ الذي يتولى تدريب شباب خانيونس وتوفيق الهندي ونادر النجار مع الزوايدة وخدمات النصيرات، وجميعهم استلموا مهامهم مع الفرق خلال الموسم الماضي وليس من بدايته.

الاستثناء الوحيد والفريد من نوعه في الدوري الغزي يتمثل بالمدرب الشاب محمد العيماوي الذي يواصل مشواره مع اتحاد بيت حانون للموسم السابع على التوالي، فبعدما قاد الفريق للتأهل من الدرجة الثانية للأولى وثم إلى الممتازة والاحتفاظ ببقاء الفريق فيها لخمسة مواسم متتالية، أثبت أن الاستقرار الفني كان يلعب الدور الأهم في مسيرة الحوانين رغم أن الفريق استقطب العديد من اللاعبين على مدار السنوات الماضية.

وذلك لعب المدرب الدور الأهم في صناعة التوليفة التي جعلت الفريق يحافظ على مقعده في الدرجة الممتازة خمسة مواسم متتالية وهي عادة نادرة أيضاً، خاصة وأن جميع الفرق التي صعدت للمرة الأولى كانت تعود بعد موسم أو اثنين للدرجة الأولى.

أهلي غزة والشاطئ بعد صعودهما إلى الدوري الممتاز قررا تجديد التعاقد مع المدربين حماد شبير وعماد هاشم، وهذا ما يعكس رؤية الناديين في تحقيق نتائج تساعدهما في الابتعاد عن مناطق الخطر في الترتيب بالموسم الجديد.

  • خطوة في الاتجاه الصحيح

على الرغم أن ظاهرة تغيير المدربين لن تتوقف ومن المتوقع أن يشهد الموسم المقبل عدة استقالات أو إقالات على صعيد الأجهزة الفنية، إلا أن الدخول في حقبة جديدة من خلال تجديد جميع الأندية لثقتهم بالمدربين، تعتبر خطوة هامة في المرحلة الجديدة التي قد تغير من واقع الرياضة وتصنع الفارق الأكبر في تطور كرة القدم على وجه الخصوص.

الأمر يحتاج لعمل جماعي من أجل البناء على هذه الخطوة وتعزيزها من خلال التعاون المشترك ما بين مجلس ادارة النادي والمدرب واللاعبين، وتفادي العودة للخلف من خلال اتخاذ قرارات عاجلة دون دراسة خاصة إذا كان الأمر يرتبط ببناء فريق للمستقبل مع الحفاظ على مكانة هذا الفريق.

ولا شك أن الجماهير سيكون لها دور كبير في هذه المرحلة أيضاً من خلال تفادي صب الغضب على المدربين حال عدم تحقيقهم للنتائج المطلوبة، ومنحهم الفرصة الكافية لتطبيق أفكارهم وإبعاد الفريق عن الضغوط التي تتسبب في منع تطور أي فريق.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *