الرئيسية / أخبار النجوم / عادل أبو خساير .. ساحر الملاعب الفلسطينية

عادل أبو خساير .. ساحر الملاعب الفلسطينية

فايز نصّار-31/3/2021- منذ تأسيسه سنة 1981 حاول نادي جماعي رفح إيجاد مكان تحت شمس الكرة في المدينة الجنوبية، التي تفصل قارتي آسيا وأفريقيا، ورغم جهود المخلصين من أبناء هذا النادي الفتي، إلا أنه اكتفى بالمركز الرفحي الثالث وراء العريقين الشباب والخدمات.

وخلال مسيرته في الملاعب قدم الجماعي للكرة الفلسطينية ثلة من نجوم جيل الزمن الجميل الثاني، من بينهم سعيد حمد، وسعيد الشخريت، وعبد الحميد موسى ، ومحمد أبو شرخ ، ومعين الملاحي، ومنهم أيضاً الجوكر عادل أبو خساير، الذي ترك بصمات لا تنسى على ملاعب غزة ورفح .

وبدأت رحلة أبو خساير من أزقة مخيم الشابورة، ليكتشف قدراته المدرب الراحل نايف عبد الهادي، الذي اختاره للعب مع جماعي رفح ، فساهم مع أبناء جيله في ترسيخ أقدام النادي الفتي في الملاعب .

وحقق أبو محمد المزيد من النجاح مع النادي الأهلي الفلسطيني في أيام عزّه ، وشقّ طريقه بين خيرة نجوم القطاع ، ليتم ضمه لصفوف الفدائي في خطواته الأولى ، ولكن حظّ نجمنا العاثر حال دون لعبه طويلاً للمنتخب ، بسبب إشكاليات الوثائق الرسمية ، ليعوض ذلك بالمشاركة مع العميد في بطولة الرمثا العربية .

وشارك ضيفنا في تجربة تدريبية مع صديقه المزين ، فساهما في نشر طريقة اللعب 4/2/3/1 ، بدل الطرق التقليدية التي كانت تنشر في ملاعبا ، ليحقق مع نادي النجاح في  الظفر باللقب الغالي .

ويمتاز نجمنا بقدرته على اللعب في معظم مراكز اللعب ، الآمر الذي يحتاجه المدربون ، ممن استفادوا من قدراته ، فسجل معهم نتائج كثيرة ، أتركه يحيها لكم في هذا اللقاء

– اسمي عادل سلامة سليمان المشوخي “أبو محمد” من مواليد الشابورة برفح يوم 7/11/67 ، واسم الشهرة أبو خساير، وهو لقب أطلق على جدي ، لإفراطه في إكرام  ضيوفه ..ههه ! ، وكنت ألقب بالثعلب ، والمايسترو .

– بدأت ممارسة الكرة في شوارع المخيم الضيقة ، وفي المدارس التابعة للوكالة ، وكانت لعبة البندر محببة لديّ ، وكانت تمارس في مكان ضيق بالمدرسة ، حيث كان الباب هو المرمى ، واللعب بكرة التنس الأرضي .

– ولمّا أصبح عمري 17 سنة طلبني المرحوم نايف عبد الهادي للعب مع نادي جماعي رفح ، الذي كان يلعب في صفوفه اخوتي اسماعيل ، وتوفيق ، وباقي فريق حارتنا ، ممن ظهروا مع فريق التعاون .

– وبحمد الله امتلكت موهبة أهلتني للعب في جميع المراكز – ما عدا حراسة المرمى والأجنحة – وبعد بروزي مع الجماعي انتقلت لأهلي غزة ، فلعبت معه مدة طويلة ، قبل ختام مسيرتي مع خدمات رفح ، الذي فزت معه ببطولة الدوري بكل سهولة ، وشاركت معه في تصفيات البطولة العربية بلبنان ، والأردن ، والعراق ، وحصلت معه على كأس بطولة جمعية الشبان بالخليل ، وبطولة موسى عرفات بغزة .

– وكان مثلي الأعلى في الملاعب المرحوم نايف عبدالهادي ، وهو قدوة لي وللكثيرين غيري ،  كلاعب ، ومدرب في الملعب ، وكإنسان خارج الملاعب ، فيما كان الأسطورة عبد القادر الأبزل النجم الذي طالما تخيلت الوصول على مستواه .

– وخلال مسيرتي تعرفت على كثير من النجوم ، الذين لعبت معهم ، وأكثر من تفاهمت معه في الملعب محمد أبو شرخ في الجماعي ، وزياد الكرد مع أهلي غزة ، واياد الحجار في الخدمات،  فيما كان النجم كفاح حجاج اشرس مدافع واجهته “بيرحمش” !

– وبحمد الله قضيت أجمل أيام حياتي في الملاعب ، وليّ ذكريات لا تنسى مع جماعي رفح، الذي كان يضم مواهب فذة ، من النجوم صغار السنّ ، كسعيد حمد ، وسعيد الشخريت ، وعبد الحميد موسى ، ومحمد أبو شرخ ، ومعين الملاحي ، وبوجود مدربنا الكبير استطعنا خطف الأضواء ، وشكلنا خطراً على كلّ الفرق الكبرى ، وكنا نسير بخطى جنونية نحو التفوق المحلي، ولكن مع اندلاع الانتفاضة ، وتوقف النشاط خمس سنوات كاملة ذهبت أحلامنا ادراج الرياح  .

– وتذخر ذاكرتي الكروية بكثير من المباريات الجميلة ، التي لعبتها في الضفة والقطاع ، ومن أجملها مبارياتي مع الجماعي أمام مركز بلاطة ، حيث فزنا بنتيجة خمسة واحد ، ويومها لم تستكمل المباراة ، لانسحاب الفريق المنافس !

– ولا أنسى مشاركتي مع خدمات رفح في بطولة أريحا الشتوية، حيث لعبنا أجمل المباريات، وصعدنا للنهائي مع الوحدات الأردني في عز مجده، وانتهت المباراة يومها بخسارتنا بركلات الترجيح ، وكنا الأفضل في البطولة حسب آراء النقاد .. ولا أنسى يومها إحرازي لهدف التعادل من كرة ثابته من خارج الصندوق، حيث خادعت الجميع بما فيهم الحارس ناصر الغندور، لأنّ الجميع توقع أن ألعب الكرة عرضية للزاوية البعيدة، ولكني لعبتها في الزاوية القريبة الضيقة، وبكل هدوء سكنت الشباك.

– وأحتفظ بكثير من الذكريات من أيام ملاعب التراب، وافتخر بتألقي في تلك الملاعب، حيث نلت حبّ الناس، ولعبت مع مواهب لا تنسى من نجوم الزمن الجميل.

– من ذكرياتي السيئة في الملاعب ما حصل بعد الانتفاضة الأولى، وعودة النشاط الرياضي، حيث حرمتني الإصابة من المشاركة مع المنتخب في مباراة فرنسا، وأذكر وقتها مشاركتي نادي غزة الرياضي، في بطولة الرمثا العربية.

– ولم يبتسم الحظّ لي مع المنتخب، حيث شاركت في كلّ التجمعات، التي نظمت للمنتخب،  بقيادة أبو السباع، وناجي عجور، وغسان بلعاوي، وريكاردو، ولكنّ عدم امتلاكي للوثيقة المصرية حرمني من السفر عبر معبر رفح ، وتكرر الأمر مرة مع منتخب رفح ، ومرتين مع المنتخب ، عندما كنت في طريقي للمشاركة في مصر والسعودية … وبعد حصولي على جواز فلسطيني ، سافرت مع المنتخب تحت قيادة ريكاردو ، وعسكرنا في المركز الأولمبي بالمعادي ، وكانت هذه آخر مشاركاتي مع المنتخب .

– أعتقد أنّه من أفضل نجوم القطاع عبر التاريخ ناجي عجور ، وغسان بلعاوي ، وأبو السباع ، ومصطفى نجم ، وعبد القادر الأبزل، وخالد أبو كويك، وجمال الحولي، وأمين عبدالعال، واياد ونادر الحجار، وعلي أبو السعيد، وعبد الحميد موسى، وسعيد حمد، وسعيد السباخي، وعبد اللطيف البهداري، وأحمد كشكش، وعماد التتري، والمرحوم  مرسي الفقعاوي، والمرحوم سليمان أبو جزر، وصائب جندية، ومحمد السويركي، وهيثم حجاج  ومحمد الجيش، وزياد الكرد، وأيمن المغاري، ونادر أبو يوسف، وبسام العصار، وكثيرون غيرهم، وأعتذر لكل الاساطير الذين لم اذكرهم .

– وأعتقد انّ أفضل تشكيلة لتفاهم اندية غزة قبل الانتفاضة ، وبأسلوب 4/3/3 ، الذي كنا نلعب به تضم في الحراسة أمين الحتو، وفي الدفاع عادل جابر، وخالد أبو كويك، وحمادة أبو كوش، وعبد الحميد موسي، وفي الوسط محمد المزين أبو حسن، ومحمد أبو شرخ، والشهيد عاهد زقوت، وفي الهجوم خط الهجوم عبد القادر الأبزل، وعلي ابو السعيد ، ومصطفى نجم ، مع الاعتذار للآخرين ممن ستحقون ان يكونوا بين هؤلاء .

– أمّا افضل تشكيلة لمنتخب فلسطين أيامي فأعتقد أنّ جيل عزمي نصار ضم خلاصة اللاعبين الكبار، وهم أعظم فريق مثلنا في الخارج ، وهم محظوظون لتوفر مدرب عظيم ، وملاعب معشبة، ودعم حكومي .

– وبعد اعتزالي اللعب كانت ليّ قصة أخرى مع التدريب، حيث طلب صديقي محمد المزين مني مساعدته في بداية مسيرته التدريبة ، عندما أوكلت له إدارة النادي المهمة، فوافقت على طلبه، لتتوج أول تجربة تدريبة لي بالفوز ببطولة الدوري، وبأرقام قياسية ، منها أقوى خط هجوم ، واقوى خط دفاع، مع هزيمة واحدة فقط طوال الموسم !

– وشهدت تجربتنا أول تغيير في خطط اللعب، حيث لعبنا بأسلوب أربعة، اثنين ، واحد، ثلاثة، بما شكل اختباراً لقدرات اللاعبين .. ورغم اعتراض الكثيرين على الطريقة ، إلا اننا آمنا بها، وحققنا نجاحا مبهرا ، وعلى إثر ذلك أصبحت كلّ الفرق تقريبا تلعب وفق هذه الاستراتيجية،  حسب رؤية مدربيها وقدراتهم .

– وبعد ذلك دربت مع المزين هلال غزة، ثم عملت كمدير فني لجماعي رفح، وخدمات رفح، وخدمات النصيرات، وخدمات جباليا، وخدمات دير البلح، ولكثرة المدربين الجدد وأشياء أخرى فضلت عدم المنافسة على تدريب الأندية.

– أعتز كثيراً بناديي غزة الرياضي، وأهلي غزة، الذين لهما مكانة كبيرة في قلبي، وأعتقد أنّه لو اتحدت كوادر هذين الناديين الكبيرين، سيكون الطريق سهلا للعودة وبقوة للدرجة الممتازة.

– بالنسبة لي سعيد السباخي هو لاعبي المفضل من الجيل الحالي، ومحمد السويركي يمثل نموذجاً وأسطورة على مرّ العصور، وأرى أنّ خالد النبريص، والترابين، والحميدي مواهب تستحق الفرصة، والمساعدة والتوجيه، وعربيا نجمي المفضل محمد أبو تريكة، وشيكابالا، فيما يبقى ليونيل ميسي، ودييغو مارادونا الأفضل دولياً.

– بدون جدال أعتقد أنّ المرحوم نايف عبدالهادي هو أفضل مدرب فلسطيني، فيما المعلم حسن شحاته الأفضل عربيا، وبيب غوارديولا الافضل عالمياً، وتبدو شهادتي مجروحة في الكابتن غسان بلعاوي، وهو أسطورة فلسطينية نقية، وقد كان ممتعاً كلاعب ومدرب، وهو دمث وخلوق خارج الملعب، ومعه ومع ابو السباع كنت أتمتع بالتدريبات.

– كان الكابتن هاني المصدر لاعباً كبيراً ، وقائداً  محنكاً ، وكان يمتاز بالتسديد ، والتمرير القصير والطويل ، وأراه يسير بخطى ثابته للنجاح في عالم التدريب ، وكانت لي فرصة مشاهدة النجم عيسى كنعان مرة واحدة ، وكان كلما لمس الكرة شكل خطورة على الفريق المنافس !

– كان الله في عون اتحاد الكرة، الذي يتحمل الضغوط المفروضة عليه، وأتمنى من الاتحاد الاعتماد أكثر على الكادر الأكاديمي الشاب، والحزم والعدل  في القرارات.

– من أطرف القصص، التي حصلت معي في الملاعب يوم استدعيت للعب في خانيونس، ولما نزلت الملعب، ورآني المدافع قال لي :”هو أنت، الله لا يجيبك” .. ومع بداية اللعب قال لي :” والله أنا بحبك، وما بدي اتسبب في أذيتك، فقلت له :”شو  في ؟  فقال لي :” روح عالجهة الثانية ، وابعد عن منطقتي حتى لا آذيك ، وطبعا غيرت مكاني..ههه”.

-أخيرا أشكرك عزيزي على اتاحة الفرصة لي ، ولنجوم كثر يستحقون الاهتمام، وأنا من متابعيك، وسعيد بطروحاتك، واختياراتك، وأتمنى من الأندية تكريم لاعبيها المعتزلين، وأن لا تتكرر حكايات تهميش لاعبي الزمن الجميل .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *