الرئيسية / كرة قدم محلية / عبد الله الكرنز .. صقر الملاعب الفلسطينية

عبد الله الكرنز .. صقر الملاعب الفلسطينية

الخليل/فايز نصّار – 27/5/2020- حتى اللحظة ما زال شيخ لاعبي فلسطين، الأستاذ رجب شاهين، متبوعا  بشيخ البريج عبد الله الكرنز ، الذي ولد بعد أبي رائد بأشهر، وما زال الرجلان يحملان روح الشباب، على دفتي هذا الوطن الممزق من الوريد على الوريد.

وكان أبو إيهاب احد فرسان الفدائي القديم، ولعب في دورة الألعاب العربية  في القاهرة منتصف الستينات، وبرز ضمن كتيبة فدائي المدارس قبل النكسة، التي حملته آثارها إلى العاصمة للعب بألوان جمعية الشبان المسيحية.

وأظهر الكرنز فتوّة في كلّ مراكز اللعب، ليصبح جوكر الواي، والرئة التي يتنفس منها تلاميذ ريمون زبانة، ليساهم في تفوق الفريق في كثير من المباريات، قبل عودته الميمونة إلى غزة، في محطة أخرى لعب خلالها مع الكبير غزة الرياضي، وخدمات البريج، حيث طال به الأمد في الملاعب، وعمّر حتى صار عمره 56 عاماً.

ولم يكن سهلاً اللقاء بشيخنا الجليل، لأنه أضاع كنوزه من الصور، ورغم ذلك فتح لنا قلبه ، وتجول بنا في بستان حياته الرياضية العامرة.

اسمي عبد الله علي محمد الكرنز “أبو إيهاب” من مواليد الفالوجة يوم 5/10/1940 .. ولقبي الجوكر.

عندما حصلت النكبة الكبرى، قدمت مع أهلي طفلاً من الفالوجة إلى قطاع غزة، وسكنت مخيم البريج، وفي أزقة هذا المخيم داعبت الكرة .. وأول من لعبت معه الكرة المرحوم محمد البطران، والمرحوم خليل جرادة، الذي كان يضرب الكرة برأسه كأنه يضربها بقدمه، إضافة إلى السيد صبحي أبو زيد، الذي أصبح فيما بعد حارساً .

ولمّا انتقلت إلى مدرسة البريج كان أول من اكتشفني الأستاذ محمود أبو غريب، الممثل الأردني المعروف ، ثم دربني الحكم الدولي السابق أحمد نصر، الذي أصبح لاحقاً رئيساً لاتحاد الكرة الطائرة، لأنضم بعد ذلك إلى خدمات البريج، كمحطة في الطريق نحو جمعية الشبان المسيحية بغزة قبل حرب 1967، ثم نحو جمعية الشبان المسيحية في القدس بعد 1967، حيث لعبت مع الجمعية من سنة 1968 حتى سنة 1975.

بعدها انتقلت للدراسة في الاردن، ولعبت مع نادي مخيم الحسين، وصعدت معه من الدرجة الثالثة للدرجة الأولى، لأعود بعد ذلك إلى القطاع، وألعب لنادي غزة الرياضي، قبل مسك الختام في النادي الأول خدمات البريج، الذي اعتزلت معه سنة 1996، لأصبح ربما أكثر لاعب فلسطيني لعب الكرة، من سنة 1956 حتى سنة 1996، وربما أكون أكبر لاعب شارك في مباريات، حيث كان عمري 56 سنة.

مركزي في اللعب قلب دفاع، ولكني أجدت اللعب في معظم المراكز، حتى أطلق عليّ الصحفي سامي مكاوي لقب الجوكر .

أكثر مدرب له فضل علي مدرب منتخب فلسطين ابراهيم عويضة، ومدرب جمعية الشبان ريمون زبانة.

كانت أهم محطاتي مشاركتي مع منتخب فلسطين في الدورة الرياضية العربية الرابعة  في القاهرة سنة 1965، مع كلّ من أبو السباع، وعلي أبو حمدة – تمراز ، ومحمد أبو فروة من لبنان، ونبيل الشامي، وفؤاد ابو غيدا، ومروان كنفاني من سوريا، وعبد القادر شعيب، الذي كان يلقب بيليه الصغير، ومصعب فرح، وعدنان جعرور، ومحمد كحيل، وفايق الحناوي، وخضر قدادة “بربز” ومحمد غياضة، وإبراهيم المغربي من سوريا، وكان محترفاً في اليونان، وهو غير ابراهيم المغربي النجم الغزي، والمدرب المعروف، ومحمد الشطلي، وغازي شحتو، ومنذر المزيني، وغازي شحتو.

ومن النجوم الذين لعبت معهم في الجمعية بالقدس يوسف البجالي، الذي كان لاعبا رائعا، والحارس المتألق مصطفى العلمي، ويوسف الدلياني، والمرحوم جبريل الدراويش، وحاتم صلاح، وزكريا مهدي، وموسى الطوباسي، وعقيل النشاشيب وإبراهيم نجم ، …وغيرهم  دون أن أنسى سامر بركات، الذي أخذ لاحقاً مكاني في الجمعية .

كان يوماً رائعا عندما عادت الروح إلى ملاعب غزة، بمباراة احتفالية بين نجوم القدس، ونجوم غزة .

من النجوم الذين تفاهمت معهم في اللعب في غزة اسماعيل المصري.

أعتز بكوني أول فلسطيني سجل هدفاً في مرمى الحارس المصري الدولي المعروف عادل هيكل، في مباراة بين منتخبنا والنادي الأهلي سنة 1962.

كنت عضواً في رابطة الأندية في غزة في السبعينات، مع كلّ من الرئيس معمر بسيسو، وإبراهيم أبو سليم، وعيسى ترزي، وحيدر سلامة، ورسمي جابر، ونصر غزال، وآخرون، وكانت الرابطة تشرف على تسيير خمسة ألعاب هي كرة القدم، وكرة السلة، وكرة اليد، والكرة الطائرة، وكرة الطاولة .

أيامنا كانت أجمل المباريات في غزة تجمع الرياضي بجمعية الشبان المسيحية “غزة” وبعد ذلك ظهر شباب رفح، أما في الضفة فكانت مباريات جمعية الشبان بالقدس المهمة مع نادي اتحاد نابلس، قبل عودة شباب الخليل بداية السبعينات، حيث كانت هذه أكثر المباريات جماهيرية، وخاصة مع شباب الخليل، حيث لعبت أكثر من مرة على ملعب الحسين، بجهود خيرة من المرحوم أبو حمدي العويوي.

أمّا على المستوى الدولي فكانت أفضل مبارياتي في دورة اللاجئين الفلسطينيين، التي أقيمت في لبنان قبل حرب 1967، بمشاركة منتخب لاجئي غزة، ومنتخب لاجئي سوريا، ومنتخب لاجئي لبنان، ومنتخب لاجئي العراق، وجرت المباريات على ملعب عين الرمانة ، وكان الختام في ملعب بيروت البلدي.

مثلي الأعلى اللاعب المصري علاء الحامولي، هداف نادي الزمالك في الخمسينات، وأيضا المربي والمدرب ريمون زبانة ، فهو إنسان طيب ، خلوق ،ويعمل بجد وإخلاص .

أفضل لاعبي فلسطين عبر العصور لاعبا الأهلي المصري فؤاد أبو غيدا ، ومروان كنفاني، وأفضل لاعب عربي الأخضر بلومي ، وأفضل لاعب في العالم البرازيلي غارينشيا، الذي كان يغربل اللاعبين، ويقدم الكرة مقشرة لبيليه .

افضل مدرب فلسطيني ريمون زبانة، وأفضل مدرب عربي محمود الجوهري، وأفضل مدرب عالمي البرازيلي زاغالو.

بصراحة أنا بعيد عن الملاعب، لغياب كثير من أسس واركان الإنجاز الرياضي، وخاصة في مجال الأخلاق، وأتمنى أن تعود الروح الرياضية والأخلاق لرياضتنا، حتى أعود أنا وغيري للمدرجات.

أرى أنّ موسى الطوباسي ثعلب الكرة، وهو لاعب ممتاز لعباً وخلقاً.

بالنسبة لي زكريا مهدي لاعب ممتاز جداً، وله تاريخ حافل في الملاعب.

أرى أن حاتم صلاح رائع جداً لعباً وخلقاً، وأهدافه لا تنسى.

أبو السباع هو جنرال في الملعب، أنّه إنسان لا تمل منه لا في الملعب، ولا خارج الملعب.

بالنسبة للمرحوم جبريل الدراويش ” زكش ” لاعب مقاتل ، ولا يحب الخسارة.

من الأحداث الطريفة، التي حصلت معي مرة في دروة اللاجئين في لبنان، كنت أريد ضرب الكرة بشكل مقصي “دبل كيك” فأخطأتها ، وسقطت على الأرض، وإذا بالكرة تصطدم بقدمي وأنا على الأرض ، وتدخل المرمى .. فيما على عكس ذلك في مباراة على ملعب المطران كنا نلعب مع فريق أيبا القبرصي، الذي هو توليفة لمجموعة فرق هناك، وفي تلك المباراة وقعت قرب قائم المرمى، فارتطمت الكرة ببطني ودخلت شباكنا .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *