الرئيسية / أخبار النجوم / علي أبو حسنين: شتمنى فأصبح وزيراً

علي أبو حسنين: شتمنى فأصبح وزيراً

فايز نصّار – 5/11/2020- لم تكن كلّ أمور الرياضة وردية في الزمن الجميل، الذي شهد نجاح أبناء فلسطين في الابقاء على الحالة الرياضية، وتنظيم ما تيسر من منافسات في ظروف صعبة جداً، أقلها أنّ البطولات كانت تقام دون أيّ وجود لرجال الأمن، مما جعل بعض المنظمين يلجؤون لحماية أنفسهم، معتمدين طرقاً مشروعة، وأخرى غير مشروعة.

   ويعترف ضيفي علي أبو حسنين أنّه أرغم على وضع مسدس تحت جوربه، لحماية نفسه خلال المباريات الأكثر صعوبة ، فيما كان شريكه في الطاقم التحكيمي يحمل الموس الكباس، مقراً بأنّ الأمر كان غلطة عمره، ومعتذراً عن هذا السلوك غير القانوني.

   وكان أبو حسنين بدأ حكايته الرياضية من شواطئ غزة، ودخل الأنشطة من بوابة الحركة الكشفية، التي اعتقد أشبال فلسطين يومها أنّها خير رافد لجيش التحرير المأمول ، وخير لسان للتفاعل مع مختلف قضايا المجتمع المدني.

   ولعب أبو السعيد عدة رياضات، ولكنّه كان أكثر براعة في الكرة الحمراء، فبرز كلاعب كرة سلة، قبل أن يتخصص في تحكيم هذه اللعبة الصعبة، بما جعله يتألق كحكم محلي ودولي ، ويساهم في تسيير اللعبة ردحاً طويلاً من الزمن .

   ولم يلعب الحاج علي في حياته لغير خدمات الشاطئ ، الذي تولى فيه العديد من المهام الإدارية والرياضية ، من أهمها رئاسته للفريق خلال عدة دورات .

   وخلال مسيرته الرياضية الطويلة كان سليل بيت جرجا شاهداً على كثير من القصص الرياضية الطريفة ، التي تمثل جزءاً من حراكه الرياضة والكشفي ، وأتركه يروي لكم بعضاً من فصول قصته في هذا اللقاء .

– اسمي علي سعيد حسن ابو حسنين “أبو السعيد” من مواليد قرية بيت جرجا يوم 19/3/1943، مؤسس ورئيس منتدى (رواد خبراء) الحركة الرياضية الفلسطينية.

– بدأت حياتي الرياضية مبكراً، منذ كنت شبلاً في الكشافة البحرية، التابعة لمركز خدمات نادي الشاطئ، وكان للقائد الكشفي الأستاذ مسعود الجاجة، ورئيس الكشافة في قطاع غزه، القائد عبد الرؤوف الشوا من نادي غزة الرياضي الأثر الطيب، في تطوير معلوماتي عن الكشافة وأهدافها .. ومن الكشافة انتقلت إلى الرياضة، ولعبت كرة القدم كحارس مرمى للأشبال في النادي، إضافة إلى ظهوري في رياضات كرة الطاولة، وكرة السلة ، وكرة اليد، والملاكمة،  وألعاب القوى.

– وكانت بداية قصتي مع الرياضة ربانية، حيث شجعني والداي – رحمهما الله – على ممارسة الرياضة، دون أن أنسى دور مدير مدرسة غزة الاعدادية الجديدة، الحكم المرحوم يحيى الشريف، وكان تركيزي أكثر على لعبة كرة السلة، من البداية  حتى الآن.

– وخلال مسيرتي في الملاعب لم ألعب إلا مع مركز خدمات نادي الشاطئ فقط، فأنا من مؤسسي هذا النادي، وما زلت أداوم فيه، وأواظب على أنشطته، وقد تقلدت فيه العديد من المناصب الرياضة، منها عضو مجلس إدارة، وأمين صندوق، ومشرف رياضي، إضافة إلى رئاستي للنادي عدة دورات.

– ومن النادي انطلقت للمشاركة في الفعل الرياضي الفلسطيني، وتقلدت العديد من المناصب في الاتحادات، والمؤسسات الرياضية، والكشافة، ومنها عضوية اتحاد كرة سلة، ورئاسته لثلاث دورات في قطاع غزه، وتولي مهمة نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة، وعضوية الاتحاد العربي لكرة السلة، إضافة إلى عضويتي في اللجنة الفنية لرابطة الأندية الرياضية لقطاع غزة، ناهيك عن دوري في إعادة تأسيس حركة الكشافة البحرية بنادي الشاطئ، والتي لها الآن فعاليات متعددة.

– وبدأت قصتي مع الكشافة منذ سنة 1953 حين تمّ تأسيس فرقة الكشافة في نادي الشاطئ، فانتميت للفرقة مبكراً، من مبدأ أنًها عمل اجتماعي، ووطني، يشكل رديفاً للجندي الفلسطيني، ويساهم في تعميم فكرة الجهاد للعودة لفلسطين، فتعلمنا الصبر، والاعتماد على النفس في المواقف المختلفة، ومصداقية العمل، وجميع مبادئ الكشافة.

– أحمد الله أنني لم أرزق بأبناء، وأعتبر عملي في الرياضة خدمة لكلّ الأجيال، التي ساهمت في تربيتها في النادي، والاتحاد، وأعتقد أنّ أفضل رياضي تفاعل مع جهودي، وساعدني في ذلك زوجتي الحجه  فاطمة، المدرسة في وكالة الغوث الدولية لمدة ٤٠ عاماً، حيث كانت تعتبر الرياضيين أبنائها، وأحمد الله أن جميع الأجيال ما زالت تعتبرني الأب الروحي لهم، نظير ما قدمت لهم من مبادئ ، وانتماء، ووطنية، ورياضية ، وأرى أنً كثيراً الرياضين تفاعلوا معي، ولا أستطيع حصرهم، ولكن لا بدّ هنا من ذكر الحكم الدولي لكرة السلة حسين حمدان، والحكم الدولي لكرة السلة سائد حميد، والحكم نعمان رزق، الذين كان لي الفضل في وصولهم إلى ما وصلوا إليه .

– ولا أستطيع حصر من أعتبرهم مثلي الأعلى داخل الملاعب، أمّا  خارج الملاعب فهناك الحطم الدولي يوسف الحشوة – شفاه الله – وابراهيم البربري، وكإداري ريمون زبانه، والبدرساوي، ووليد أيوب، والنائب يحي شاميه ، وجورج رشماوي – رحمه الله – .. وكثيرون .

– وخلال مسيرتي كان لي نشاط كبير في جمع التبرعات لصالح خدمات الشاطئ، وغيره من المؤسسات الرياضية، وذلك انطلاقاً من علاقتي مع الجهات الرسمية، والأهلية، حيث استطعت خلال رئاستي للنادي، والاتحاد، والمنتديين توفير كل ما يلزم من مستلزمات، ومصاريف إدارية من وزارة الشباب، والمجلس الأعلى، ومن شركتي جوال، واوريدو، ومن حركتي فتح وحماس، ومن السيد محمد دحلان، ومن أصحاب رؤوس الأموال، إضافة إلى أقاربي في الخارج، ومن جيبي الخاص.

– أرى أنّ أفضل من خدم الرياضة قديما الحاج رشاد الشوا، والحاج مطلق، ووكالة الغوث، ومنظمة التحرير ، وحاليا  اللواء جبريل الرجوب، واسماعيل هنيه، وابنه عبدالسلام هنيه ، مع حفظ الألقاب لمن ذكرتهم .

– من أجل تعزيز دور الأندية أرى أنّه يجب أن تكون إداراتها منتخبة، لا أن تكون نتيجة محاصصة بين الفصيلين الأكبر – فتح وحماس – لأنّ جميع الرياضيين، والإداريين من أبناء الشعب الفلسطيني، ولا يجب أن تفرض إدارات الأندية من المتنفذين، وبنظري الإدارة الناجحة، والتي تعمل بشكل جماعي ينعكس أداؤها على الأعضاء والمجتمع، والأهم أنّ الأندية لا يجب أن تقصر اهتمامها على لعبه واحده، بل يجب توزيع اهتمامها على كلّ الألعاب الجماعية، والفردية، دون إغفال دورها الثقافي، والاجتماعي، ويجب على الأندية أن تتفاعل مع برامج المجتمع حتى تصبح أندية مجتمعية، لا أندية فردية، أو حزبية .

– من وجهة نظري أفضل طريقه لتثبيت مصادر الدعم للنادي الاعتماد على اشتراكات الأعضاء، ودعم الوزارة سنويا، بميزانيه رسميه، لا كمنحه من فخامة الرئيس، مع ضرورة الاجتهاد مع البنوك، والشركات، وأبناء المجتمع الميسورين، وأن يكون مبنى النادي به محلات ، وصالات ، وملاعب بيتية ، تساهم في الدخل. 

– لم أساهم خلال مسيرتي في استقطاب لاعبين من خارج محيط النادي، كوني من المؤمنين بفلسفة عدم جلب لاعبين، أو مدربين من خارج النادي ، بل الاعتماد على الفئات العمرية، ومدرسة الكره، والمخيمات الصيفية، لاكتشاف مواهب رياضية تحمل اسم النادي.

– وخلال مسيرتي تشرفت بالمشاركة بالعديد من الوفود الرياضية ، التي مثلت فلسطين في مصر، وقطر، وشاركت مع اتحاد السلة في البطولات العربية في مصر ودبي، ناهيك عن اللقاءات المحلية مع المحافظات الشمالية ، كما شاركت شخصيا في لقاءات مع رياضيين في دولة الكويت.

– من أجل مزيد من الحضور الجماهيري في الملاعب أقول: إنّ الجماهير الفلسطينية تعشق الملاعب، ويجب أن يتحسن التنظيم لاستيعاب المزيد من عشاق اللعبة، مع الحذر من ظاهرة التعصب، التي تشكل أبرز آفات الرياضة، ومع ذلك أرى أن الحضور الجماهيري في مباريات المحافظات الجنوبية كبير، ولا يعيق هذا الحضور إلا  جائحة كورونا .

– بصراحة أعتقد أن إعلامنا الرياضي ينقسم إلى أربعة أنواع، الأول  منافق  بامتياز، وهذه الفئه ليست من الإعلاميين، والنوع الثاني حزبي فاشل بامتياز، ويمثل ضررا على الإعلام الرياضي، ونسبة هؤلاء كبيرة بسبب النكبة الثانية، المتمثلة في الانقسام، أمّا النوع الثالث فيشمل مجموعة من الإعلاميين، ممن يستغلون كلمة إعلامي لأمور خاصه، فيما النوع الرابع يشمل إعلاميين ترفع لهم القبعة، لانتمائهم الفلسطيني الحقيقي، وهم عدد لا بأس به، ومعروفون لمجتمعنا، ومع ذلك التمس الخير في إعلامنا، مع ملاحظه أنّه من العيب مدح المسؤول، وانت تعرف أنّه ليس كفؤاً، ويكون مدحك له لأسباب عائلية ، أو نادوية , أو تنظيمية ، او مناطقية .

 

– كثيرة هي المواقف الطريفة التي مرت بي خلال مسيرتي الرياضية الطويلة ، ومنها عندما كنت حكم سلة ، حيث كان هناك فريقان يهيمنان على اللعبة، وكان النهائي غالباً يجمع بين هذين الفريقين، وبالنظر لشدة تعصب جماهير الفرقين كنت ألبس جوارب كرة قدم، وأربطها بمغيطه، وأضع المسدس في الجرابين، وهذا طبعاً خطأ مني، لكن النفس أماره بالسوء، وكان زميلي يضع الموس الكباس في جوربه، وفي احدى المباريات وقع المسدس من رجلي، فانبطحت فوقه، وأخفيته بلباقة تحت البلوزة … وأعترف هنا بتصرفي الخاطئ، وأعتذر، لكن تعصب الجمهورين اللامحدود كان السبب … مره أخرى أعتذر !

– أمّا الحادثة الثانية فحصلت عندما كنت في معهد سبلين بلبنان سنة 1965، حيث اتفقت إدارة المعهد مع شركة koc بالكويت، لعمل لقاء رياضي ، وكنت حارس للمرمى، فسدد أحد لاعبي الفريق المنافس الكره بعد خط ال 18، فارتميت على اليمين، لتلمس الكرة رجل الدفاع ، وتتحول إلى الجهة الاخرى ، ولمّا دخلت الكرة الشباك كان هناك طفلين صغار بجانب المرمى ، فقام أحدهما بشتيمة والدي، فقلت له : “ليش يا شاطر بتسب أبوي ” ؟ فعاد وشتمني ، فقلت له : ” ليش يا ولد، فكرته كويتي “؟  فأجابني:” ليش تخليها تخش علينا جول ” ؟ فقلت له ما اسمك ؟ فأعطاني اسمه ، وأنا أعرف والده شخصيه اعتباريه من عندنا من غزه ، فسألته : أين تسكن ؟ فأشار بأصبعه إلى بيتهم بجانب الملعب … وبعد عشرات السنين أصبح هذا الطفل الفلسطيني، الذي شتمني – وأحببت طفولته – وزيراً محترماً ، وقبل سنتين قابلته،  وقلت له: أنت شتمتني، وتداولت معه القصة، التي لا يعرفها، فأحمر وجهه ..المهم الآن هو أكتر شخصيه أحبها وأحترمها ، وهو ابن عائله كريمة، رياضي أبا عن جد.

– وطبعاً هناك قصص كثيره في حياتي الرياضية، والإدارية ، ولكن في النهاية أقول لشبابنا الفلسطيني الرياضيين : كونوا وحدويين، وانبذوا الانقسام اللعين !

 

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *