الرئيسية / كرة قدم محلية / عين الفيفا “عُورة”

عين الفيفا “عُورة”

كتب/خالد أبو زاهر: 26/2/2022- سبحان الله، الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لا يسمح بأي تدخل سياسي في اللعبة الشعبية الأولى في العالم، يلتف على القوانين والمبادئ ويُخالف ما يدعو له من خلال تدخله في عُمق السياسة العالمية ويُدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

طبعاً ليس لي أن أتدخل في السياسة وأن أُعلن موقفاً من هذا الحدث العالمي كوني أمتهن الصحافة الرياضية، على الرغم من حقي في التعبير عن رأيي في كل القضايا لا سيما التي تخص وطني، ولكن هناك لا يُمكن أن ألتمس العذر لمن يفرض عقوبات على الاتحادات الوطنية التي تُدار بتَحَكُم سياسي أو عسكري مباشر أو غير مباشر، فالمؤسسات الدولية تُدار بقيم ومبادئ يُفترض أن لا يتم تجاوزها او القفز عنها، فما بالكم بمن يدوس عليها بقدميه.

غريبة وعجيبة ومُريبة هي مواقف الاتحاد الدولي الكرة القدم، فلم تمر سوى ساعات قليلة على بدء التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا، حتى يقوم بالتنديد بموقف روسيا، واعتبار ما يقوم به مخالف للأعراف والقوانين الدولية.

إن الازدواجية في التعامل مع القضايا هي سمة المؤسسات الدولية المُسيطر عليها من (حكومة العالم)، فهي تعتبر أي طرف غير مُوالي للإمبريالية العالمية والهيمنة الأمريكية الغربية على العالم بمثابة خارج عن القانون ويتوجب التصدي له وفرض عقوبات عليه.

أما إن كان المُتجاوز والمُخالف لكل القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، هو الكيان الصهيوني، فلا يصل الأمر في الـ”فيفا” حتى للإدانة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فكل ما قام به الكيان الصهيوني من اعتداءات على البشر والحجر والأرض والحقوق على مدار 74 سنة، لم يُحرك ساكناً في الفيفا ولم تحظَ فلسطين حتى ولو بشجب أو استنكار لأي اعتداء.

فالمرة الوحيدة التي تقدمت به فلسطين في “كونغريس الفيفا” عام 2016، بمشروع طرد (إسرائيل) من الاتحاد الدولي، تم القفز عن حقوق الشعب الفلسطيني وتم خداع القائم على المشروع وأرضوه بتشكيل لجنة تقصي لا أكثر.

فقد جاءت لجنة تقصي الحقائق وزارت غزة والضفة وقدمت تقريرها الذي تم وضعه في أدراج الفيفا دون مراجعة فلسطينية، وكأس الأمر قد تم توضيحه للقائم على مشروع (الكارت الأحمر)، ولم يُعد يتحدث في مثل هذه القضايا المتعلقة بحقوق الرياضيين الفلسطينيين في اجتماعات الفيفا.

فلسطين التي سُلب تاريخها الرياضي عامة والكروي بشكل خاص، عندما اعتمد “فيفا” تاريخ إنشاء الاتحاد (الإسرائيلي) لكرة القدم في العام 1928، وهو تاريخ تأسيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.

فهل يُعقل هذا الاستخفاف الدولي بالقضية الفلسطينية، ويعتمد ويستبدل تاريخ تأسيس اتحاد الكيان الغاصب بتاريخ تأسيس الاتحاد الفلسطيني، لولا أن هذه المؤسسة لديها تعليمات بعدم المساس بدولة الاحتلال.

ألم يرَ جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وكل رؤساء الاتحاد الدولي لكرة القدم الذين سبقوه منذ تأسيسه في العام 1904، أن دولة فلسطين تم الاعتداء عليها واغتصاب واحتلال أرضها احتلالاً كاملاً من العصابات الصهيونية ؟.

ألن يرَ إنفانتينو ومن سبقه في رئاسة الاتحاد الدولي أن فلسطين وشعبها وأرضها تتعرض لاعتداءات يومية على أرض وشعب فلسطين دون أن يُندد ولو مرة واحدة بهذا الاحتلال وهذه الاعتداءات؟.

ألم يرَ إنفانتينو ومن سبقه من رؤساء للفيفا، أن أندية إسرائيلية مُقامة على أراضٍ فلسطينية تم احتلالها في العام 1948 مُخالفاً للقانون الدولي ؟.

ألم يرَ إنفانتينو أن إعلانه موقفاً سياسياً يُخالف الأعراف والقوانين الدولية وهو الذي يمنع التدخل السياسي في كرة القدم؟.

ألم يرَ إنفانتينو أن مشاركته في مؤتمر البحرين الاقتصادي الذي هو جزء من صفقة القرن الخبيثة، بأنه تدخل في السياسة ؟.

هناك الكثير من الدلائل والمؤشرات، تؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الكيان الصهيوني يُعامل مُعاملة لا يتم معاملتها لأي دولة عضو لا في الفيفا ولا في الأمم المتحدة ولا في أي مؤسسة دولية، من حيث وضعه فوق القانون وإطلاق يده للعبث في أي مكان في العالم.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *