الرئيسية / أخبار النجوم / فؤاد تمراز .. سفير فوق العادة للرياضة الفلسطينية في النرويج

فؤاد تمراز .. سفير فوق العادة للرياضة الفلسطينية في النرويج

فايز نصّار – 30/10/2020- ضاقت الدنيا بشبابنا في أتون الانتفاضة الأولى، عندما أغلقت الملاعب ، وتوقفت الأنشطة الرياضية، التي كانت تمثل المتنفس الوحيد للمعذبين في ليل الاحتلال الطويل.

   ونجحت بعض المؤسسات الشعبية في اختراق الكابوس الاحتلالي ، من خلال ثقوب حفرها القابضون على الجمر، وأمنت مشاركات خارجية ، ساهمت في إعادة التوازن المعنوي لشبابنا المحرومين.

   وشكلت النرويج أبرز المحطات، التي استقبلت شباب فلسطين في تلك الفترة ، حيث كان لجهود المغترب الفلسطيني فؤاد تمراز، الدور المؤثر في مشاركات الفرق، والمنتخبات الفلسطينية في بطولة النرويج ، والتي بدأت سنة 1990 ، بمشاركة فريق غزيّ، أنفق أبو ياسر عليه من حرّ ماله ، ليتوسع الأمر بعد ذلك شاملاً فرق الضفة الغربية ، والشتات .

    وساهمت بطولة النرويج الدولية في بروز كثير من نجوم منتخباتنا ، وزودت بالخبرة عدداً كبيراً من حكامنا ومدربينا ، بما يحسب في ميزان سليل اسدود فؤاد أبو حمدة .

ولم تكن لضيفنا مآثر تذكر في مجال الرياضة الفلسطينية ، اللهم مساهمته في تدريبات ابن أخيه النجم علي أبو حمدة ، الذي يشار إليه بالبنان كواحد من المع نجوم الكرة الفلسطينية في الستينات .

  وسنّ أبو ياسر سنة حميدة بتأمين مشاركة الرياضيين الفلسطينيين في بطولة النرويج ، بما فتح الباب على مصاريعه لمشاركات أخرى ، في بطولات معروفة ، في كثير من بلدان القارة العجوز .

   ولا يحب سفيرنا في أوسلو الحديث عن إنجازاته ، مفضلاً تسليط الأضواء على النجوم ، ولكن الحاحي الشديد أنطق الرجل ، الذي روى لنا قصة فلسطين مع بطولة النرويج من بابها إلى محرابها في هذا اللقاء .

-اسمي فؤاد حسن محمد تمراز “أبو ياسر”  الملقب بأبو حمدة ، من مواليد معسكر دير البلح بقطاع غزة  يوم 9/2/١٩٥٢، وعائلتي هاجرت من مدينة اسدود التاريخية ، ما يسمى  ميناء اشدود حالياً ، ومن صغري أنتمي لحركة فتح .

– أنا مقيم في النرويج منذ سنة ١٩٧٤ ، وقد تقاعدت من العمل منذ عامين ، حيث كنت أعمل في قطاع الإدارة الفندقية ، ومتخصص في إدارة المؤتمرات.

–  لا يوجد لي تاريخ رياضي يستحق الذكر ، اللهم لعبي كرة القدم وغيرها من الرياضات مع رفاقي  في المدرسة ، وفي شوارع وأزقة المخيم.

–  أنا العم الأصغر لنجم فلسطين في الستينات علي أبو حمدة تمراز ” أبو أيمن ” المتواجد حالياً بالكويت ، ومنه تعرفت على الرياضة منذ الصغر ، حيث كان يستخدمني لإحضار الكرات الطائشة من شباك غرفته على بحر دير البلح في عام ٦١ و٦٢ ، وكان يستخدم بعض الشباب ليتدرب عليهم في الملاكمة ، إضافة إلى رفعه للأثقال ، ولعبه لتنس الطاولة .

– ورغم ذلك لم يكن لي دور رياضي يذكر ، ولم أكن فاعلا في الرياضة الفلسطينية، ولم تكن الرياضة في مقدمة اهتمامي ، حتى تاريخ اغترابي في النرويج ، حيث بدأ اهتمامي بكرة القدم الفلسطينية ، لدوافع وأهداف سياسيه ، أكثر منها رياضيه.

– وجاءت البداية من خلال التنسيق لمشاركة فلسطينية ، في بطولة كأس النرويج الدولية للشباب في رياضة كرة القدم منذ عام ١٩٩٠، وكان التنسيق مع قيادة الانتفاضة الأولى ، من خلال المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي، وبمباركه من المرحوم الزعيم الخالد أبو عمار.

– وكانت المشاركة الفلسطينية الأولى على حسابي الشخصي، ثم بدأت التنسيق مع لجان التضامن الفلسطيني النرويجي، واتحاد عام النقابات النرويجية، مستغلاً  قوة علاقاتي بهم، ودوري الفاعل هناك، وتدريجياً توسعت الفكرة وشملت وزارة الخارجية النرويجية، وإدارة البطولة للشباب، بما مكننا من الاستمرار في المشاركة لمده ثلاثين عاماً دون انقطاع، ما عدا سنة ٢٠٢٠ بسبب الكورونا.

– وكانت مشاركة فلسطين خلال الـ٢٦ عام الأولى بإدارتي شخصياً، وبمساعدة شخص من الاتحاد العام للنقابات النرويجية، وبعد وفاته شاركني في الإدارة ثلاثة أشخاص من الاتحاد نفسه، ومنذ ٢٠١٦ تسلم الإدارة ابني سامر، مع الاشخاص الثلاثة الآخرين.

– وشملت المشاركات الفلسطينية فرقاً ومنتخبات من عموم الوطن، ومن مخيمات الشتات، فشاركت فرق من القدس، وأريحا، وبيت لحم، والخليل، وجنين، وطولكرم، وقلقيلية، ورام الله، ونابلس، وغزه، ورفح، ودير البلح، ومنتخبات شمال ووسط وجنوب القطاع، ومنتخبات الضفة، وقطاع غزه، كما شاركت فرق من الشتات الفلسطيني في لبنان، من الجنوب، والشمال، وأطلق اسم صبرا وشتيلا على كلّ فرق الشتات اللبناني، وكانت هذه الفرق تقوم بدور إحياء التراث الفلسطيني ، المتمثل في الدبكة والموسيقى الفلسطينية، في كل الأماكن النرويجية ، والملاعب والمسارح الفنية .

– وبدأت مشاركة الشتات الفلسطيني سنة ١٩٩٩ ، فيما بدأت مشاركة الضفة سنة ١٩٩٤ ، وقد اشركنا فرق كره قدم نسائية فلسطينية ، في العديد من الدورات ، بدءاً  من سنة  ١٩٩٧.

– ووصل عدد الفرق التي شاركت من كلّ أنحاء فلسطين – بما في ذلك الشتات ، والكره النسوية – ٨٧ فريقا ، حصلوا على العديد من البطولات ، وفازوا في كثير من النهائيات ، ناهيك عن مشاركة العديد من الفرق بإدارة مؤسسه خطوات ، التي ساهمنا في مشاركتها ، بالحصول على بعض التمويل من إدارة البطولة ، وليس من إدارة هذه الفرق .

– ولا بدّ هنا من ذكر ثلاثة أشخاص ، قاموا بأدوار ايجابه، وجهود وطنيه كرويه إدارية منقطعة النظير، وبدون أيّ مقابل مادي أو تميز معنوي، وهم الأخ معن القطب من القدس، والأخ موسى أحمد موسى من الشتات، والاخ جمال النتيل من غزه، ولا أنسى هنا دور رئيس اتحاد الكرة السابق أحمد العفيفي، والأخ بدر مكي، من داعمي مشاركاتنا، ناهيك عن عدد كبير من الجنود المجهولين، ومنهم عبد الكريم تمراز، والأخوين مرعي، وحسن الحسن في الدور الفني التراثي والترفيهي.

– وحتى لا أنسى أي شخص بالنسبة للتميز في الأداء الكروي في البطولة النرويجية، فإنني أفتخر بالقول : بأنّ معظم نجوم كرة القدم الفلسطينية، الذين شاركوا في البطولة  منذ عام ١٩٩٠ وحتى الآن كانوا قد شاركوا في بطولة النرويج، وأكثرهم تميزاً زياد الكرد، ونادر الحجار، ومحمد حسنين، ومحمود البيطار من نجوم المشاركات الأولى، واسامة الصباح، وحمادة مراعبة لاحقاً .

– ومن أطرف ما حصل معي في مجال الرياضة قصة  الخجول هيثم حجاج، التي حصلت سنة 2012 مع هيثم حجاج، إذ بعد نهاية بطوله كأس النرويج للناشئين سنة، عاد الفريق من أوسلو إلى غزة، عبر اسطنبول، والقاهرة، التي حصل فيها ما لم يتوقعه أيّ إنسان، حيث سمح لجميع أعضاء الفريق بالخروج من مطار القاهرة، والعودة إلى غزة عبر معبر رفح إلا المدرب هيثم بسبب سنه، فأعيد إلى اسطنبول، التي بقي فيها لوحده، دون أن يكون معه لا فلوس، ولا تذكرة عوده للنرويج، أو لمصر .. ولمّا اتصل بي، وأخبرني بالموضوع، بدأت اتصالاتي مع إدارة بطولة كأس النرويج، والأمن النرويجي، واتحاد كرة القدم الفلسطيني، وأرسلت له تذكره للعودة إلى اوسلو، حيث نجحت في الحصول له على تأشيرة مفتوحه لدخول النرويج على كفالتي، انتظاراً لعودته إلى غزه بعد انتهاء تلك المشكلة، وأذكر أننا أيامها  كنا في نهاية شهر رمضان، فأقام عندي وحده في الطابق الأرضي من البيت، وعند الافطار كان يبدو وكأنه غير مبسوط، لأننا كنا نفطر جماعياً مع عائلتي، فصرت أقدم الافطار له وحده في الطابق الذي يسكنه، فلاحظت أنه صار يتناول الإفطار بشكل جيد، وانفكت عقدة الخجل التي لازمته… وبعد أيام أنهينا مشكلة دخول القاهرة، والترحيل الى المعبر، فاشتريت له تذكره جديده، وأوصلته إلى المطار، ومنذ ذلك اليوم لم أشاهده، أو أسمع منه أيّ شيء.

– وفي الختام أتوجه بالتحية لكل من شارك في بطولة النرويج، أو دعم المشاركة الفلسطينية فيها، راجياً المعذرة ممن كان له دور، ولم أذكره بدون قصد، مع تحياتي لك أخي فايز، راجياً أن يوفقك الله في توثيق تاريخ الرياضة الفلسطينية.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *