فيس كووورة الأخبار الرياضية أول باول
كيف انضم واحدًا من أفضل المواهب الشابة في العالم لبرشلونة في صغره؟ وكيف حول شقيقه والمنسق العام لإشبيلية مصيره؟
كل شيء في برشلونة يدعو للتشاؤم والكل يشعر بالاحباط والمشاكل تتراكم في النادي الكتالوني منذ سنوات حتى في وجود أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي.
ما حدث خلال الأشهر الماضية داخل جدران النادي الكتالوني من مشاكل إدارية ورياضية لم يتكرر ربما في أي فريق آخر في ذلك الهامش الضيق من الوقت من قبل.
كل شيء سلبي ومحبط هناك إلا ذلك الشعاع من الضوء القادم من آخر النفق الذي يحمله موهبة مدرسة لاماسيا الشابة أنسو فاتي.
صحيفة “موندو ديبورتيفو” نشرت اليوم تفاصيل جديدة عن انضمام اللاعب لصفوف برشلونة منذ أن كان طفلًا وكيف كاد مستقبله أن يتحول ليرتدي قميص ريال مدريد؟!
في عام 2008 وبعد سنوات من الفقر المدقع في غينيا بيساو قررت عائلة فاتي الهجرة لإسبانيا، وبالفعل حدث ذلك وعمر الطفل وقتها لم يتجاوز الثماني سنوات.
استقرت الأسرة في مدينة هيريرا وعمل والده في بلدية إشبيلية وأصبحت زياراته لهم قليلة بسبب محاولاته المستمرة في إيجاد القوت اليومي لهم.
كل تلك الظروف جاءت مثالية بالنسبة لبرشلونة بالرغم من صعوبتها على الأسرة، فساعدت لاحقًا في حسم صفقة انضمام اللاعب الشاب لأكاديمية النادي.
سطع نجم فاتي وقررت أسرته أن تلحقه بشقيقه الأكبر برايما في إحدى أكاديميات كرة القدم، بالتحديد في أحد الفرق المحلية الذي يدعى سي دي إف هيريرا، وبعدها بسنوات ذهب لصفوف شباب إشبيلية، وسرعان ما بدأ الجميع في الحديث عنه.
في عام 2009 كان مدير أنسو فاتي في مدرسة شباب هيريرا لكرة القدم يعمل في برشلونة وفي نفس السنة قام بتسجيل أول فيديو له وهو يلعب ومنحه للنادي الكتالوني.
لكن فاتي انضم لإشبيلية في 2010 بعدما كان النادي الأندلسي أسرع في التحرك من أجل ضم موهبته لمدرسة شبابه.
سريعًا ذاع صيت اللاعب وبدأ الجميع في الحديث عنه ووصلت له العروض من ريال بيتيس وسرقسطة وريال مدريد.
ألبرت بوتش المدير الرياضي للفئات السنية في ذلك الوقت ببرشلونة تحرك فورًا فلم يكن يريد أن يخسر اللاعب من جديد بعدما خسره برشلونة قبل حوالي ستة أشهر فقط.
“وقعوا معه في إشبيلية وبعد حوالي ستة أشهر وصلت لي التقارير حول ما يقدمه، فذهبت فورًا لمشاهدته وأحببت ما رأت عيني في ذلك الوقت”، كانت تلك كلمات بوتش التي نقلتها الصحيفة على لسانه.
وأضاف: “أرادوه في ريال مدريد وأنا تحركت فورًا للحديث مع عائلته وناديه، حتى تحدثت مع عمدة المدينة من أجل والده، ومع المدرسة التي كان يدرس فيها، وقمت بزيارتين أو ثلاثة لمنزله لأقنع والده بمشروعنا في برشلونة من أجله.
وأكمل: “في ريال مدريد قدموا لهم أموالًا أكثر، لكنني وضعت مشروعًا كاملًا لفاتي أمامهم، وطريقة من أجل تطوير مستوياته”.
بوتش لم يكن الوحيد الذي لعب دورًا هامًا في انتقال فاتي لبرشلونة، فقد كانت توصية أنطونيو فالديفيزو المنسق العام لشباب إشبيلية في ذلك الوقت حاسمة في قرار أسرة اللاعب.
ففي نهاية التقرير الذي قام بتسليمهم اياه كتب أنه يوصي بشدة أن ينضم اللاعب الشاب لصفوف برشلونة، مؤكدًا على أن ذلك هو العرض الأفضل بالنسبة لمستقبله.
وجود شقيق فاتي برايما في أكاديمية برشلونة قبلها سهل من وصول الطفل الغيني، فقررت الأسرة أن وجود نجم برشلونة الحالي رفقة شقيقه الأكبر أفضل له، بالأخص في ظل الصعوبات المادية التي كانت تعانيها الأسرة في الانتقالات والسفر وما إلى ذلك من مصاريف.
كل تلك الزيارات تمت تحت أعين فاتي نفسه، الطفل الذي لم يفهم ما الذي يحدث في ذلك الوقت، مستعجبًا كل تلك الزيارات لمنزل أسرته الهاديء في المعتاد.
عقد إشبيلية الأمور برفض رحيل اللاعب عقب أشهر قليلة من انضمامه لشبابه، فتوجه والده للاتحاد الأندلسي لكرة القدم للحصول على خطاب يسمح برحيله عن الفريق.
في البداية لم يتمكن برشلونة من ضم اللاعب بشكل نهائي فكان يزور مدرسة لاماسيا كل فترة حتى يبدأ في التأقلم على الأجواء هناك حتى يتم كل شيء بشكل رسمي.
وبعد ذلك انضم بشكل مستمر لمدرسة الفريق الكتالوني الشهيرة التي أخرجت أعظم أجيال كرة القدم في النادي، وما تلى هذا هو عبارة عن تاريخ.
