الرئيسية / كرة قدم محلية / فاكهة الملاعب 47

فاكهة الملاعب 47

  • فاكهة الملاعب 47
  • حميمية العلاقة بين الشعبين التوأم لا تهزها نتائج الجلد للمنفوخ
  • والسهرات صباحي في معارك التعزيزات ، التي أثقلت كاهل الأندية

فايز نصّار- 5/6/2023- على بركة الله انتهت يوم الجمعة النسخة الثانية من بطولة القدس والكرامة ، التي نظمت بمشاركة ناديي الفيصلي والوحدات من الأردن ، وجبل المكبر والهلال من فلسطين ، وذلك بتتويج نادي الوحدات باللقب للمرة الثانية ، بعد فوزه في النهائي على نادي جبل المكبر المقدسي ، في أجواء عرس تأخر عن ذكرى معركة الكرامة الخالدة، ولكنه تزامن مع عرس الأردن الكبير بزفاف وليّ العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله .

  • مكاسب مهمة

ولم يقف العارفون طويلاً أمام نتائج البطولة ، التي تأتي تحضيراً للدوري الأردني ، الذي ستتغير مواعيده هذا الموسم ، وبعد ثلاثة أشهر من نهاية الدوري الفلسطيني ، لذلك ركز الجميع على الأجواء الحميمية ، التي حفت لقاء الأخوة من البلدين التوأم ، لولا – تعست لولا – الأحداث العابرة ، التي حصلت قبل نهاية لقاء الفيصلي والوحدات .

والحقّ يقال : إن الوحدات حقق من البطولة الكثير من المكاسب ، أهمها تجريبه لثلة من النجوم الواعدين ، الذين قدموا أنفسهم بشكل جيد ، في انتظار حملهم الراية الخضراء ، بعد رحيل كثير من نجوم الفريق المعروفين ، فيما ظهر الوصيف جبل المكبر بثوب البطل ، وقدم مستوى جيداً ، رغم كونه لم يُحَضِّر للبطولة بشكل كامل، ولكنّ النسر المقدسي أكد للجميع أنّه لن يتوقف عند الفوز بلقبي الدوري والدرع ، وسيقول المزيد من الكلام الكروي في الملعب ، خاصة وأنّه حافظ على مديره الفني الجنرال سمير عيسى ، وعزز الفريق بثلة من النجوم المعروفين ، أبرزهم نجوم الهلال محمد عبيد ، وهاني عبد الله ، والهداف محمد مراعبة ، واللاعب محمد يامين .

  • لغة الحكماء!

وقد لامني – أبيت اللعن – أستاذي النجم هشام تيم ، لعدم كتابتي عن أحداث لقاء الفيصلي والوحدات ، في افتتاح النسخة الثانية من بطولة القدس والكرامة ، وبررتُ له ذلك بكوني لا أكتب عموداً يومياً ، وأتسلى هذه الأيام باسترجاع ما تيسر من الحوادث الكروية ، حيث أعكف منذ أسابيع على عرض شيء من طرائف الزمن الجميل ، وحكايات أيام التراب والبوت الصيني ، وذلك بسبب البيات الربيعي والصيفي لمنافساتنا الكروية، التي سجلت رقماً قياسياً في إنجازها .

والحق – يا أستاذ هشام – إنّ ما حصل في لقاء الأخضر والسماويّ عادي بالنظر لكثرة المناكفات ، التي شهدتها كثير من لقاءات قطبي الكرة الأردنية ، والتي كثيراً ما تحولت إلى خشونة داخل وخارج المستطيل الأخضر ، بسبب الاحتقان الجماهيري ، الذي لم يستطع الحكماء ترشيده، رغم أنً ما يجمع عشاق الناديين أكثر بكثير من نتائج مباريات الجلد المنفوخ ، التي يجب أن تعزز وشائج القربى ، وصلات الرحم بين الحيين، إذا أحسن الخيرون السيطرة على بعض الخارجين عن النصّ في جنباتها .

  • شرارة الحدث

ولأنّ الشمس لا تغطى بغربال ، فإنّه من السهل على كلّ ذي بصيرة تناول ما حدث في ستاد فيصل المقدسيّ ، حيث شاهد الجميع بداية القصة وتداعياتها ، وخلصوا إلى أنّ احتجاج نجوم الفيصلي المخضرمين كان مبالغاً فيه على ” فاول ” احتسبه الحكم في الوقت المحتسب بدل ضائع ، وحزن الخيرون كثيراً لأن حكماء دكة احتياط السماوي لم يحسنوا التصرف ، وبعضهم انخرط في الاحتجاج ، بما ساهم في تصعيد الاحتجاج غير المبرر  ، حتى لو كان الحكم غير موفق .

وقد لمت – كما لام غيري – الكابتن الدمث جمال أبو عابد على عدم المبادرة إلى تدخل حميمي ينهي الاحتجاج ، ولكنّ ما قد لا يعرفه البعض ، أنّ الرجل الرملاويّ الخلوق كان مستفزاً ، بسبب تعرضه لسباب غير رياضي من بعض من كانوا وراء دكة الاحتياط ، وقد علمت أنّ السباب وصل إلى أمور لا يقبلها شهم ، ودليل ذلك ما حصل مع جوهرة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان ، الذي نطح الايطالي ماتيرازي في نهائي كأس العالم بسبب المساس بعرضه… ورغم ذلك كنّا نامل من ابو العابد التحمل كما عودنا في كثير من المواقف المشابهة ، تماماً كما كنا نتوقع من المنظمين حسن التدبير في اختيار مجالس دكة لفريقين !

  • احترام الضيوف

وفي المقابل غير مقبول أن يتدخل الجمهور في الأمر ، وغير مقبول أن يقتحم بعض الخارجين عن النصّ الملعب ، لأنّ المناسبة أهم من أي نتيجة ، ولأنّ احترام الضيوف ، الذين يستضيفون ما يقرب من مليونيّ فلسطيني في أردن النشامى يقتضي حسن الضيافة ، وعدم مضايقتهم ولو بنظرة سلبية .. وكان الأحرى على الجمهور التمتع بمهارات نجوم الفريقين ، والتصفيق للمبدعين ، وعدم التدخل في حوارات اللاعبين مع الحكم حتى لو كانت صاخبة ، والصبر حتى لو تعرض نجم من معجبيهم للأذى ، لأن صاحب الدار يجب أن يتحلى بالحكمة ، ويمتص أيّ تصرف غير متوقع ممن يدوسون بساطه ، وفي الوقت نفسه تعلمنا من أجدادنا أنّ ” الضيف .. ما بيده سيف ” !

  • حساسية اللقاء

وقبل هذا وذاك اعتقد أن منظمي البطولة يتحملون جزءا من المسؤولية ، حيث يبدو أنهم لم يقدروا حساسية لقاءات الفيصلي والوحدات ، والتي تقف الأردن بكل مكوناتها تأهباً أيام مباريات الفريقين ، اللذين يقتسمان الجماهيرية في الشارع الرياضي الأردني ، بما يجعل المنظمين في الأردن يتخذون إجراءات قد تكون قاسية تحسباً لما قد يحصل ، وما ترحيل لقاء الفريقين قبل أشهر إلى أربد منكم ببعيد ، دون أن ننسى اللغط المسيطر عليه ، الذي حصل على هامش لقاء الفريقين في النسخة الأولى من البطولة .

ورغم تفهم الجميع لأهمية وجود الناديين العريقين في البطولة ، إلا أنّ العارفين يدعون إلى توسيع دائرة المشاركة فيها ، وأن لا تبقى المشاركة حكراً على الفيصلي والوحدات ، حتى يتعرف جمهورنا الرياضي على أندية أخرى لها شأن في الملاعب الأردنية ، مثل الرمثا ، والحسين ، ومعان ، والعقبة ، والسلط .. وأكثر من ذلك : لم لو توسع دائرة المشاركة الفلسطينية ، بدعوة بطل الممتازة في القطاع ، ومنتخب النجوم العرب في فلسطين التاريخية ، ونادي بلاستينو التشيلي ، ونادي حيفا الفلسطيني في العراق .. وغيرهم ؟

  • معركة التعزيز

ومع نهاية بطولة القدس والكرامة الثانية تواصل الأندية التحضير للموسم الاحترافي القادم ، حيث نشطت إدارات الأندية في خطب ودّ اللاعبين ، الذين أثروا خبرتهم التعاقدية ، من خلال رحلاتهم المكوكية بين الأندية التي لعبوا لها ، وكثير من هؤلاء تنقل بين ما لا يقل عن خمسة أو ستة أندية ، وقد أخبرني أحدهم أنّه لعب لثلاثة عشر نادياً بالتمام والكمال ، وكان قاب قوسين أو أدنى من اللعب لناديين آخرين ، لولا فشل الاتفاق بعد انخراطه في التدريبات مع الناديين .

ويبدو أن بعض الأندية ، وعلى رأسها العميد شباب الخليل خرجت من هذه المعادلة  بإعلان صريح بأنّ بطل الدوري مرتين قبل الموسم الأخير سيعتمد على مشتلته ، وسيستعيد طيوره المهاجرة ، في تجربة جديدة بعدما انهكت خزينته ، وهذا يشبه ما أقدم عليه الهلال العاصمي في الموسم الماضي ، ولكن ها هو الهلال يفقد عدد من أبناء مدرسته ، ولا يستطيع الحفاظ عليهم .

وفي المقابل يتصاعد التنافس بين غزلان الجنوب ، ونسور الجبل ، ومعهما – ولو بدرجة أقل مركز بلاطة – للتسوق في سوق التعزيز ، ويبدو أنّ جبل المكبر سيواصل البروز في دورينا ، وقد يجد المنافسة من شباب الظاهرية ، الذي استعان بأسماء نوعية ، مع الحفاظ على معظم نجوم الفريق ، وإمكانية استعادة بعض نجومه، ممن غادروا النادي في وقت سابق .

  • تشبيب مدروس

والأكيد أنني شخصياً مع سياسة التشبيب ، التي يعتمد عليها كثير من أنديتنا ، وخاصة ثقافي طولكرم ، ومؤسسة البيرة ، وأهلي الخليل ، ولكنّ هناك من يذهب إلى أنّ هذه السياسة لم تنجب البطولات ، ودفعت الأندية ثمنها بالتنافس في منطقة الهبوط ، أو بالهبوط فعلاّ ، بما يجعل محبي الأندية يضعون أيديهم على قلوبهم ، خوفاً من نتائج مثل هذه المجازفات غير المأمونة النتائج .

وعلى العكس من ذلك يرى العارفون أنّ الالتزام الاستراتيجي بهذه السياسة محمود العواقب ، إذا أحسن الفنيون استغلال قدرات النجوم الواعدين ، من أبناء الأكاديميات، التي تنتشر في كلّ مكان ، ولنا أسوة حسنة بنادي برشلونة ، الذي بدأ سنة 2003 سياسة تشبيبية ، جعلت معظم لاعبيه من أبناء مدرسته ، وأصبح تسعة من هؤلاء العمود الفقري للمنتخب الاسباني ، الذي فاز بكأس العالم ، وبطولة أمم أوروبا مرتين .

ولا أريد أن يخرج عليّ من يرفض المقارنة بيننا وبين الأندية الكبيرة ، لأنّ مباديء كرة القدم واحدة ، وبما أنّ انديتنا – يحفظها الله – قبلت الانخراط في منظومة المحترفين ، يجب عليها العمل بمطاليب الاحتراف غير منقوصة .. وأول شروط التغيير في سياسة النادي ، أن التغييرات الرياضية تغييرات اجتماعية لا تتحقق بين عشية وضحاها ، بما يعني أنّه على المخططين وضع الخطط الاستراتيجية ، التي تعتمد التخطيط السليم ، وفكرة الاعتماد على الواعدين لا تكون بقرار ، وإنما بمخطط واضح ، لا تهزه النتائج الوقتية ، أياً كانت مؤلمة احياناً !

  • بين رفح وبغداد

وشهد الأسبوع الماضي انعقاد الهيئة العامة للزعيم شباب رفح، وسفيرنا في بلاد ما بين النهرين نادي حيفا ، حيث تدارس أعضاء الناديين التقارير المالية والإدارية ، وتناقشوا في الأمور ، التي تساهم في رفعة الناديين ، قبل انتخاب هيئة إدارية جديدة، ستوكل لها مهمة خدمة النادي في المرحلة القادمة ، لأنّ القيادة كما يجب أن يفهم الجميع تكليف ، وليست تشريف .

ولا يهمنا هنا هوية الجنود ، الذين سيحملون المهمة الصعبة في الناديين ، والأهم أنّ ما حدث في رفح وبغداد يجب أن يوقظ الخلايا النائمة في جميع مؤسساتنا الرياضية، التي يجب عليها تصحيح أمورها الإدارية ، من خلال عقد جمعياتها العامة وفق ما تفتضيه القوانين ، لأنّ أعضاء الهيئات العامة يجب أن يطلعوا بدورهم كشركاء في خدمة النادي، من خلال الاجتماعات العادية والطارئة ، وعلى المجلس الاعلى للشباب والرياضة أن ينشط في المراقبة ، ويطبق القوانين على جميع الأندية في هذا المجال !

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *