الرئيسية / أخبار النجوم / فهد الكرة الفلسطينية يسرد التاريخ

فهد الكرة الفلسطينية يسرد التاريخ

الخليل/فايز نصّار – 18/9/2020- لم يُجمع الفلسطينيون على حبّ فريق خارجي كإجماعهم على حبّ الأخضر الوحداتي، الذي فرض نفسه كأحد قطبي الكرة الأردنية، معتمداً على خيرة أبناء فلسطين المقيمين على الضفة الشرقية للنهر العتيق.

واعتمد الوحدات خلال الأربعين سنة الأخيرة على عدد من نجوم فلسطين المعروفين، من أمثال غسان بلعاوي، وأحمد كشكش، وخلدون فهد، ومراد اسماعيل، وعبد اللطيف البهداري، وفادي لافي، وفهد العتال.

ورغم العلاقة المميزة بين المؤسسات الرياضية في الوطن، والإدارات المتعاقبة لنادي الوحدات، إلا أنّ هذه العلاقة اهتزت أحياناً، ومن ذلك ما حصل عندما لم يقدر القائمون على الفريق الأخضر قيمة تواجد نجوم فلسطين مع الفدائي، فرفضوا التحاق الثلاثي كشكش، والبهداري، والعتال بمنتخب فلسطين المسافر إلى موريتانيا، فاختار الثلاثة التضحية بكلّ شيء كرمال عيون الفدائي .

يومها كان العتال أحد النجوم الثلاثة، وقد انضم للوحدات بعد فترة من التألق غير المسبوق مع شياطين الأردن الحمر، حيث فرض نفسه نجماً عالي الكعب مع الفريقين الكبيرين.

وكانت محطة الفهد الأشقر الأهم مع شباب الخليل، الذي عاش معه أفضل أيامه في الملاعب ، وحصل معه على كثير من البطولات، مرسخاً علاقة غير مسبوقة مع جماهير العميد، التي ستظل تهتف : “روح تعال .. بنحبك يا عتال” .

وتألق جلاد الحراس مع الفدائي في كثير من المواقع، وكتب اسمه بحروف من الذهب بين خيرة هدافي القارة الكبرى ، واضعاً نفسه على رأس الهدافين التاريخيين للمنتخب الوطني.

ويملك ابن قلقيلية إرادة صلبة، جعلته يتحامل على لعنة الرباط الصليبي مرتين، فصبر على احتياجات العلاج في عيادة اسباير القطرية، حتى عاد على الميادين أكثر تألقا.

ولعل من حسن حظي أنني عملت مع أبي تيم في شباب الخليل، وكان رفيق الحجرة في اكاديمية جوزيف بلاتر، خلال دورة المستوى الثاني الآسيوية ، بما جعلني أقف على الكثير من حكاياته، التي أتركه يروي لكم بعض تفاصيلها في هذا اللقاء.

– فهد عدنان فؤاد عتال “أبو تيم” من مواليد حبله في قلقيلية يوم 1/1/ 1985.

– كغيري من اللاعبين برزت مواهبي الأولى في الحارات، ثم تألقت مع الفرق المدرسية، قبل ظهوري كلاعب في إسلامي قلقيلية، الذي لعبت له وللجزيرة والوحدات في الأردن، ثم في شباب الخليل، النادي الذي قضيت فيه أطول فترة من حياتي الرياضية في الملاعب.

– ولمّا التحقت بالجامعة الأردنية احترفت مع نادي الجزيرة، الذي حققت معه نجاحات كثيرة ، مما جعل الإدارة تجدد التعاقد معي  لمده 3 سنوات، رغم  العروض التي تلقيتها من أندية الوحدات، والفيصلي، وشباب الأردن، وغيرها من الأندية الأردنية غير الأردنية، لكن رغبه نادي الجزيرة في الظفر بخدماتي، والراحة التي وجدتها مع هذا النادي  دفعني للتجديد، لأصبح  هداف الجزيرة الأول خلال فترة احترافي هناك، علماً بأنّ العقبة التي كانت تمنع احترافي في الدول العربية ارتباطي بالجامعة الاردنية، تخصص تربية رياضيه، حيث شاركت خلال أربع سنوات مع منتخب الجامعة في عدة بطولات، وحصلنا على المراكز الأولى، إضافة إلى تشكيل منتخب باسم فلسطين في الجامعة، حيث شاركنا في دوري الجاليات العربية ، وحصلنا على المركز الأول 3 مرات .

– بعدها تلقيت العديد من العروض من الأندية الأردنية، فاخترت اللعب  في صفوف الوحدات، لأن اللعب لهذ الفريق يشكل طموحاً لأيّ لاعب، وهناك ظهرت مع زملائي عبد اللطيف البهداري، وأحمد كشكش، وكان موسماً مميزاً، حققنا فيه جميع الألقاب من دوري، ودرع، وكأس الكؤوس، وكأس الاردن، ووصلنا إلى أدوار متقدمة في كأس الاتحاد الآسيوي، كما كان الموسم مميزاً بالنسبة لي، حيث ساهمت مع زملائي في حصد الألقاب .

– ثم كانت محطتي الهامة مع  نادي شباب الخليل ، الذي فضلت عرضه على كثير من عروض أندية الدوري الاردني ، ولعبت له سبع سنوات ، كنت حلالها كابتن الفريق ، وحققت معه العديد من الألقاب ، منها دوري المحترفين ، وكأس فلسطين ، وكأس الكؤوس ، وكأس ابو عمار مرتين ، وشاركت معه في كأس الاتحاد الآسيوي ، وبطوله الأندية العربية .. ومع الأسف تعرضت خلال مسيرتي مع العميد لإصابتين في الرباط الصليبي ، وذلك في الرجل نفسها ، لتكون تلك أصعب مراحل مسيرتي الرياضية .

– هناك الكثير من المدربين الذين لهم الفضل عليّ في مشواري الرياضي ، وأبرزهم وأولهم الكابتن الراحل عزمي نصار ، فهو من استدعاني للمنتخب الأول ، ووثق في قدراتي ، وكنت وقتها أصغر لاعب في المنتخب ، ولعبت مع زملائي من الجيل القديم ، أمثال صائب جنديه ، وفادي لافي ، وزياد الكرد ، وخلدون فهد ، ورمزي صالح ، وعبد الله الصيداوي ، وجمال الحولي ، وتيسير عامر ، وغيرهم … لألعب بعد ذلك مع نجوم آخرين من أبرزهم مراد اسماعيل ، وسامر حجازي ، وهشام الصالحي ، وسعيد السباخي ، ومهند عمر ، وزهير عرفه ، وحماده اشبير ، واسماعيل العمور ، وسليمان العبيد ، ومعالي كوارع ، وروبرتو كاتلون ، ورامي الرابي ، وجبران كحله .

– هناك كثير من اللاعبين ، الذين شكلت معهم ثنائيا ، وتشرفت باللعب إلى جانبهم في المنتخب الوطني والأندية ،  ومنهم فادي لافي ، وزياد الكرد ، ومراد عليان ، وأحمد كشكش ، واياد ابو غرقود ، إضافة إلى أحمد هايل في الجزيرة ، ومحمود شلباية في الوحدات ، وكلهم في المركز الهجومية ، حيث جاورت العديد من اللاعبين الكبار ، الذين لهم تاريخ رياضي مميز ، وأعتز وافتخر بهم جميعا ً ، حيث تعلمت منهم الكثير .

– قبل انضمامي للمنتخب كنت لاعباً في نادي اسلامي قلقيلية ، ويومها استدعيت من قبل الكابتن عزمي نصار ، لتمثيل المنتخب الوطني وعمري   سنة 18 فقط ، وأعتز بكوني الهداف التاريخي للمنتخب الوطني ، الذي شاركت معه في العديد من المنافسات الدولية ، ومنها تصفيات كأس آسيا ، وتصفيات كأس العالم ، والعديد من البطولات

– وكانت بداية انطلاقتي بتحقيق لقب هداف بطوله التحدي الأولى ، برصيد ثمانية أهداف ، وتمّ ترشيحي سنة 2006 بين أفضل عشرة لاعبين ، لنيل لجائزة أفضل لاعب في آسيا ، وهذا إنجاز غير مسبوق لفلسطين ، لأنّه وضع اسم فلسطين على خارطة النجومية في آسيا ، كما أعتز كثيراً بحملي شارة كابتن المنتخب لفترة طويلة.

– في مسيرتي الدولية تدربت مع عدد من المدربين المعروفين، منهم المرحوم عزمي نصار، وتوماس فيسكو ، والكابتن غسان البلعاوي، والكابتن محمد الصباح ، والكابتن عزت حمزه رحمه الله ، وكان معه الكابتن جمال ابو بشاره ، والكابتن مازن الخطيب، وأيضا الكابتن جمال محمود، والكابتن مكرم دبدوب، والكابتن فراس ابو رضوان ، والكابتن موسى بزاز، والكابتن نور الدين ولد علي ، والكابتن عبد الناصر بركات .. وغيرهم ، مع الاسف إن نسيت أحدهم

– وفي الأردن كان لي شرف التدريب مع عيسى الترك ، وعبدالله ابو زمع ، وجمال ابو عابد، وزياد عكوبه ، وهشام عبدالمنعم، ورائد عساف، والمرحوم خالد عوض ، والكرواتي دراجان، والمصري حسين عبداللطيف، والسوري عماد خانكان ، والعراقي ياسين عمال،

– وفي مسيرتي حصلت عدة مرات على لقب أفضل محترف في الدوري الفلسطيني،  وأفضل محترف في الدوري الأردني .

– تشرفت خلال مسيرتي الطويلة باللعب إلى جانب العديد من النجوم، فمع الشباب لعبت مع أشرف نعمان، والبهداري، وكشكش ، وشبير، وابو غرقود، وعاطف ابو بلال، وهيثم ذيب، وحازم المحتسب، وصالح عسليه، ونديم البرغوثي، وموسى ابو جزر، والأخوين خروب، ويوسف الأشهب، والعديد العديد من اللاعبين ، الذين احتاج الى مقابله طويله لذكر أسمائهم جميعاً.

– وفي الشباب تدربت تحت قيادة  العديد من المدربين المعروفين،  منهم الكباتن سمير عيسى، ووليد فطافطه، وهشام الزعبي، وخضر عبيد، وانجي فيشنفسكي، وأيمن صندوقه، ورائد عساف، وجميعهم لهم الاحترام والتقدير،  وكل مدرب منهم له فضل علي، وحققت معه العديد من الانجازات.

– من سوء حظي تعرضت لقطع في الرباط الصليبي، أثناء مباراة لشباب الخليل ومؤسسه البيرة ، وغبت عن الملاعب لمده موسم تقريبا ، خضعت خلالها للعلاج في  اكاديمية اسباير في دولة قطر، ثم عدت للعب ،  وبعد شهرين تعرضت لإصابة ثانيه في الرجل نفسها .. وعندما يتعرض أيّ لاعب لهذه الاصابات ، يدخل في صراع مع نفسه ، إلا أنه كان لدي اصرار كبير ، فأجريت العملية الثانية ، وعدت إلى الملاعب ، رغم أن الأمور كانت صعبه بالنسبة لي ، وبحمد الله تحديت نفسي ، وعدت بعد الاصابة الثانية ، وقدمت كل ما بوسعي ، قبل اتخاذ القرار الصعب سنة  2018 ، حيث اعتزلت اللعب وأنا في ذروة عطائي ، واتجهت نحو التدريب .

– الحمد لله ، في كل مكان ذهبت اليه حققت النجاح ، وتركت بصمه مميزة ، وأفتخر بكل المحطات في مسيرتي الرياضة ، بداية من نادي إسلامي قلقيلية ، ثم نادي الجزيرة الاردني ،  فالوحدات الاردني ، وأخيراً شباب الخليل ، مع ذكريات لا تنسى مع المنتخب الوطني .

– هناك قصة  حب متبادل، بيني وبين جماهير الأندية، التي لعبت معها ، وبالأخص جماهير شباب الخليل ، التي أعتز وأفتخر بها، حيث شعرت بحميمية احتضانهم لي من أول يوم قدمت فيه لشباب الخليل، ونجحت في الحصول على ثقه هذه الجماهير العريقة ، التي لن انساها أبداً ، حيث قدمت لي الكثير ، ودعمتني في جميع المراحل ، وكانت دائما تناديني بجمله (روح تعال .. بنحبك يا عتال) ، وأصبحت أسمع هذه العبارة من الجميع ، حتى في الشارع من جميع الناس ، وخاصه  في الخليل اينما ذهبت .

– بدأت قصتي مع التدريب بحصولي على دوره تدريب c سنة 2014 وعلى   bفي عام 2016 ، وعلى A في 2019 في الأردن ، إضافة إلى  دوره المحاضرين في عام 2020 ، والعديد من الدورات الأخرى ،  والمشاركة في مؤتمرات في ماليزيا ، ومن ضمن المحاضرين الذين لهم الفضل في هذه الدورات ، الكابتن أحمد الحسن ، والكابتن نهاد صوقار ، والكابتن وليد فطافطه ، حيث تعلمت من هؤلاء المحاضرين الكثير ، والشكر للاتحاد الفلسطيني ، لتوفيره هذه الدورات .

– تشرفت بالإشراف على تدريب نادي شباب الخليل في العديد من المحطات ، وخاصة عندما حصلت بعض الاشكاليات في النادي ، وقدت النادي في العديد من المباريات في الدوري .

– بعد اعتزالي توجهت للعمل مع المنتخبات ، فعملت مع الكابتن علي يونس في منتخب الشباب ، ثم مع الطاقم الفني للمنتخب الأول ، بناء على رغبه الكابتن نور الدين ولد علي ، والآن أعمل كمساعد له  ، ومع جميع أفراد الطاقم ، الكابتن مكرم دبدوب ، وحسام يونس ، وعنان وليد ، وعمل معنا  الكابتن سامر الشرباتي .

– وفي مسيرتي الطويلة شاركت مع المنتخب في العديد من البطولات ، أبرزها كأس آسيا في الامارات 2019 ، والتصفيات المزدوجة لكأس أسيا ، وكأس العالم ، وبطولات غرب آسيا ، وحصلت على بطولتين في بنجلادش ، بمشاركة العديد من المنتخبات الآسيوية والإفريقية .

– أعتقد أنّه يجب العمل على تطوير المدربين بالشكل العلمي السليم ، لأنّه من شأن ذلك أن ينعكس على اللاعبين وتطويرهم ، ويجب وضع خطط قصيرة وطويلة ، للنهوض بالرياضة الفلسطينية وتطويرها ، والوصول إلى احتراف حقيقي ، لأن الاحتراف ليس مال فقط ، ويجب أن يكون الأمر متزامناً مع خطط تطويريه ومستقبليه، و يجب أن يشمل الاحتراف جميع أركان اللعبة ، للوصول الى احتراف حقيقي .

– في الختام أتوجه بالشكر والتقدير لسعادة اللواء جبريل الرجوب، على ما قدمه للرياضة الفلسطينية ، من خلال انتظام المسابقات، وإنجاز البنية التحتية ، وتطوير المدربين ، وتوفير الدورات ، والنجاحات التي تحققت، ونأمل بالمزيد من رقي ورفعه الكره الفلسطينية ، محليا ودوليا، مع جزيل الشكر للصحافة الرياضية الفلسطينية ، التي تواكب الحدث، وتساهم بفعالية في هذا النهوض الرياضي الكبير ، وتحية خاصة لك صديقي أبو وئام على هذه المبادرة في احياء التراث الرياضي الفلسطيني العريق.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *