الرئيسية / كرة قدم محلية / مجيد “بُو غَزة” بطل جزائري أصيل

مجيد “بُو غَزة” بطل جزائري أصيل

  • بالعربي الفصيح

كتب / خالد أبو زاهر: 19/12/2021- يا الله.. يا الله.. يا الله، كم أنتِ عظيمة يا فلسطين عندما يُرفع علمك بأيدي العظماء، يا الله.. يا الله.. يا الله، عندما يُرفع علمك ويُنطق اسمك من مواطن قدم بلدُه مليونًا ونصف المليون شهيد حتى يتحرر من نير الاحتلال الفرنسي. من أي طين أنت يا شعب الجزائر العظيم؟ من أي كوكب نظيف أتيتنا لترفع رأسنا وهممنا وتُعزز صمودنا وتقوي عزيمتنا، في وقت نتلقى الطعنة تلو الأخرى من دول هرولت نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، والبعض لم تعد فلسطين ضمن اهتماماته وعلى رأس أولوياته، سواء كان بقصد أو دون قصد قياساً مع الواقع الجديد الذي فرضه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ومن قبل الكثير من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الذين عملوا كل ما في وسعهم لقتل فلسطين ودعم الكيان الصهيوني مادياً وعسكرياً ودبلوماسياً؟

ومع كل سحابة قاتمة تُلبد السماء الفلسطينية، يأتي من يزيحها بقوة لتطلع شمس ساطعة لا يقوى على تغييبها إلا الله، إنها شمس فلسطين التي على ما يبدو لم تغب عن سماء الجزائر، فطبعت على جبين كل جزائري اسم فلسطين، وفي قلبه دم فلسطين.

هذه الجزائر التي بمناسبة وغير مناسبة لا تنفك عن دعم فلسطين فوق الأرض وتحت الأرض، تدعم فلسطين دون خجل، فهي تعرف أنها تدعم شعبًا يُعاني ويلات الاحتلال مثلما عانت الجزائر على مدار 133 سنة من الاحتلال الفرنسي، فيكون الدعم له قيمته وله معانيه.

في المباراة النهائية لبطولة كأس العرب 2021 التي اختتمت في قطر أمس، لم تغب فلسطين عن الملعب، ولا عن سماء الجزائر، فكان التصريح المقتضب الصادر عن الجزائري مجيد بوقرة المدير الفني للمنتخب الجزائري الذي قالها علنًا في مقابلة خاصة بعد صافرة الحكم: “أهدي هذا الفوز لفلسطين ولأهل غزة”.

ما دون ذلك من كلام لا قيمة له عند بوقرة الذي نستطيع أن نسميه “بوغزة” بعدما استذكر فلسطين وهو في لحظة حاسمة في حياته الكروية ومسيرته التدريبية، إذ لا يأتي على بال أحد في مثل هذه اللحظات سوى الفوز والأهل والوطن، ولكن فلسطين كانت الوطن لـ”بوغزة”، فقدمها على كل شيء، والأبرز أنه خصَّ غزة، وكأنه يقول للعالم إن الجزائر التي انتزعت حريتها من الاحتلال الفرنسي انتزعتها بالمُقاومة، وإن غزة هي المُقاومة الفلسطينية، وهذا له مدلولات عظيمة، تزيد من قوة الشعب الفلسطيني عامة وغزة على وجه الخصوص.

فمع كل الهزائم العربية تأبى الجزائر إلا أن تنتصر لفلسطين. عاشت الجزائر، وعاش أبناؤها الغُر الميامين، فماذا فعلنا لك يا جزائر حتى تفعلي من أجلنا كل هذا؟ ما الذي يدفع جزائريًا لحمل علم فلسطين إلى جانب علم بلاده، وربما وحده في لحظات يُفترض ألا يُفكر فيها إلا في وطنه وعلمه وشعبه؟

الجزائر التي نعجز عن التعبير عن حبنا لها تصدمنا كل مرة بتفوقها في التعبير عن حب فلسطين، تفوقًا ما بعده تفوق، وعشقًا ما بعده عشق. ولم تعد كلمة شكراً كافية للتعبير للجزائر عن حبنا، ولم تعد كلمة مبارك تفي بالغرض، فما تفعله الجزائر والجزائريون فاق كل الكلمات والمعاني، فما بيننا وبينها عشق كبير، ويستمر في التعاظم. الجزائر هي قلب فلسطين، وفلسطين هي قلب الجزائر. الجزائر عشق يعجز العاشق عن وصفه. مبروك الفوز يا جزائر، ومبروك الفوز يا فلسطين.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *