من عتمة الزنزانة إلى نجومية الهدافين والمدربين

الخليل/فايز نصّار- 28/4/2020- قاتل الله الاحتلال، لأنّ ساديّته عطّلت مراكب منافساتنا الكروية ردحاً من الزمن، ولأن زنازينه غُلِّقت على عدد من النجوم الذين أكلت عتمة الزنزانة مواهبهم، كما حصل مع الرهوان الرفحي سليمان أبو جزر، والحارس النابلسي الرائع سامح كنعان، على عكس الأمعراوي أيمن صندوقة، الذي طوى بسرعة سنوات الزنزانة، وتعالى على إصابته برصاصة محتل غريب، ليعود بسرعة رافعاً راية التحدي، وفارضاً نفسه كواحد من أفضل هدافي فلسطين، مستفيداً من الأجواء الرياضية، التي خلقتها العائلة الرياضية، التي خرّجت ناهض وحسن وأمجد ومؤمن ومحمد، ورافعاً سقف طموحه اللامحدود في مجال التدريب، بقيادة منتخبنا الأولمبي إلى مشارف القمة الآسيوية .

من زمان عرفت أبو الرائد، ومن جديد التقيت به، لأفتح معه صفحات من مجده الكروي في ملاعبنا .

– بداية أريد القول : نحن نتعب ونجتهد كأفراد، نخفق ونحقق الإنجازات أيضا،  لكن عند تحقيق الإنجاز هناك دائما شركاء لنا، ويجب علينا أن لا ننساهم، ولكن يبقى التوفيق من الله أولا … دون أن ننسى دعاء الوالدين، والأهل والأصدقاء … شركائي في الإنجاز هم من لعبوا معي، ولهم الفضل عليّ، والفضل أيضاً لكل من دربني، وكلّ من عمل معي في الجهاز التدريبي، والتحية لكلّ من لعب تحت اشرافي ،  فلولا هؤلاء لا أستطيع عمل أيّ شيء .

– اسمي أيمن رجب خليل صندوقة ” أبو رائد ” رام الله يوم 2/7 1973.

– مثل معظم اللاعبين كانت بدايتي  في الحواري والمدرسة ، ثم انتقلت لمركز شباب الامعري ، مع فريق البراعم، ثم مع فريق الشباب، وصولاً إلى الفريق الأول … ولمّا انطلقت الانتفاضة الأولى سنة 1987 تعرضت لإصابة في صدري، أثناء المشاركة في فعاليات الانتفاضة سنة 1989 .. وتمّ اعتقالي والحكم علي لمدة أربع سنوات ونصف،  حيث خرجت من السجن آخر سنة 1993 .

– وبسرعة عدت إلى لعب الكرة مع مركز شباب الامعري، وشاركت زملائي في بطولة الكأس العام 1994-1995، وحصلت على هداف البطولة في العام ٩٦ /٩٧ يوم حصلنا على بطولة أول دوري ممتاز، في ظل السلطة الوطنية، وحصلت أيضا على هداف الدوري ، وشاركنا في البطولة العربية لأبطال الدوري في تونس.

– أنا من عائلة رياضية، وكلّ اخوتي لاعبون، فأخي ناهض لعب للبيرة، والجمعية بالقدس، وللأمعري، وحسن  لعب للأمعري، وشباب الخليل، وأمجد لعب للأمعري، وشباب الخليل، ومؤمن لعب للأمعري، وسلون، والبيرة، والخضر، فيما لعب آخر العنقود محمد مع البيرة والأمعري، ناهيك عن ظهور أولاد أخي حسن محمد وعبود وعمر في عدة أندية … أمّا  أنا  فلعبت للأمعري ، وشباب الخليل، وهلال أريحا.

– وكنت تلقيت عرض احتراف من الوحدات عام 1996، بعد مباراة منتخبنا أمام منتخب الأردن في افتتاح استاد اريحا.

– حصلت على شهادة التدريب الآسيوية  A  منذ سنة 2014 ، والآن أنا  ملتحق بدورة ال pro … ويسعدني أن أشكر جميع من دربوني، ممن لهم فضل عليّ بعد الله، لكنّ الكابتن جمعة عطية أكثر مدرب منحني الثقة، وأشركني مع الفريق الأول وأنا صغير، وذلك قبل اعتقالي، ومن هنا أتوجه بالتحية والتقدير له، وأتمنى أن يتم تكريم هذا المدرب، وباقي المدربين الذي خدموا الرياضة.

– أعتز بعلاقتي بتوأمي الكابتن أسامه أبو عليا، فهو أخي ورفيق دربي، وشريكي في اللعب والتدريب … إنّه صديقي منذ 25 سنة، لعبنا معا، وانتقلنا للتدريب معا في المنتخبات والأندية .. هو توأم روحي !

– أتوجه التحية والقدير للخبراء والمحاضرين، الذي خدموا الرياضة الفلسطينية، وساهوا في تخريج مئات المدربين، وأخص هنا الكابتن وليد فطافطة، والكابتن نهاد صوقار، والكابتن احمد فستق، والكابتن زياد عكوبة، والكابتن طارق البناي، والكابتن محمد حمودة، لهم جميعاً كلّ الاحترام والتقدير، مني ومن جميع الزملاء، ومهما قدمنا لهم من شكر، فلن نستطيع إعطائهم حقهم، لأنّ لهم الفضل علينا، بعد ربّ العالمين.

– شاركت مع منتخب فلسطين عام 1996 في أول مشاركة في معسكر في انجلترا، وكنت أحد المشاركين في مباراة افتتاح ستاد اريحا أمام المنتخب الأردني، كما شاركت في تصفيات كأس العرب بلبنان، وبطولة غرب آسيا بالأردن، وبقيت مع المنتخب حتى انطلاقة الانتفاضة الثانية عام 2000 … وبالنسبة للأندية شاركت مع فريق القدس في بطولة أبطال الدوري الآسيوية، وتأهلنا إلى دور ال ١٦ من البطولة ، مع المدرب محمد الصباح، ويومها سجلت هدفين في مرمى الأهلي اليمني، وخرجنا من البطولة أمام الكويت الكويتي، وسجلت هدفين في مباراتي الذهاب والإياب .

– كان الانسجام والتفاهم واضح مع أخوتي داخل الملعب، بحكم التفاهم بيننا مع اللاعبين في الأندية  التي لعبنا له ، مثل سامر زكي، وخليل القطري، وعماد ناصر الدين، ووليد عبد الرحمن ، وزكريا عاصي، ونائل منصور .

– حصلت مع مركز شباب الامعري على بطولة الدوري، وحصلت على لقب الهداف مع شباب الخليل في بطولة الدرع ، وفي دورة أريحا الشتوية سنة 2000 … كما حصلت مع هلال أريحا، على بطولة أريحا الشتوية ، وشاركت معه في التأهل إلى بطولة المحترفين.

– اعتزلت اللعب عام 2010 ، ولم تنظم لي مباراة اعتزال .

– رحلتي التدريبة مع الأندية طويلة ، وحفلت بالإنجازات الكثيرة ، منها الصعود مع نادي بيتللو من الدرجة الثالثة، إلى الاحتراف الجزئي، أيّ ثلاث درجات خلال ثلاثة مواسم .. وصعدت مع نادي سلواد من الدرجة الثالثة، إلى الدرجة الثانية … ونلت مع نادي أهلي الخليل بطولة الكأس، وبطولة كأس الدولة بين المحافظات الشمالية والجنوبية، وكأس السوبر، وتأهلت مع الأهلي إلى كأس الاتحاد الآسيوي … وكنت المدير الفني لنادي شباب الخليل في ملحق كأس الاتحاد الآسيوي، وفي ملحق بطولة  أبطال الأندية العربية.

– أمّا مع المنتخبات الوطنية، فتأهلنا إلى نهائيات آسيا مع المنتخب الأولمبي، وتأهلنا إلى ربع النهائي مع المنتخب الأولمبي في الصين، ونلنا وصافة بطولة فيتنام  للمنتخبات الأولمبية ، وتأهلنا لدور ال ١٦ من دورة الألعاب الآسيوية في إندونيسيا .

– بصراحة بلاطة يستحق بطولة الدوري، لأنّه  قدم موسماً طيباً ..  فيما الأمعري قدم مستوى ونتائج في  الدور الثاني ، أفضل بكثير من الدور الأول.

– سبب تراجع شباب الخليل عدم الاستقرار الإداري والمالي، وعدم ثبات الجهاز الفني واللاعبين.

– الفارق في الامكانيات في الوقت الحالي كبير بين الدوري في المحافظات الشمالية والجنوبية  .

–  طموحاتي غير محدودة …وأسأل الله التوفيق .

– شكرا لكلّ الإعلاميين الرياضيين على ما يقدموا من مجهودات لخدمة الرياضة الفلسطينية .

–  أتقدم بشكر خاص لسيادة اللواء أبو رامي، على الدعم المتواصل للمدرب الفلسطيني، وعلى كلّ ما يقدم لتطوير الرياضة الفلسطينية ، والشكر موصول  لكلّ المخلصين  العاملين بمنظومة الاتحاد .

–  أعتقد جملة “هدف غير شرعي” قالها أحد المعلقين، بعد مباراة شباب الخليل والفيصلي الأردني، في نهائي دورة اريحا الشتوية سنة 1999، وأنت كنت المعلق، وأنا سجلت الهدف !

– أطرف قصة مرت معي قصة الهدف نفسها، وأنت تعلمها اكتر مني ههههه ، ومختصر الحكاية أنني حصلت على انذار غير مستحق في مباراة نصف النهائي أمام الجزيرة ، وبعد المباراة قدم شباب الخليل التماساً للجنة المنظمة فألغي الانذار ، ويوم المباراة تأخر انطلاقها ، لأنّ الفيصلي تحفظ على وجودي ، ولكن اللجنة اصرت على اشتراكي ، وشاء الله ان أسجل هدف الفوز  !!

– أذكر يومها قلت : وإذا سارت الأمور كما أشتهي وتشتهون سادتي الجمهور، فإن وليد أبو حميد سيأتي بالكرة من شباكه بعد قليل … وبعد دقيقتين فقط، لعبت رمية تماس لوليد عبد الرحمن، فمررها لأيمن صندوقة، الذي انفرد بالهدف، وخادع حارس الفيصلي).