الرئيسية / أخبار النجوم / ناصر سليم .. النسر الذي حلق في عمّان وبغداد

ناصر سليم .. النسر الذي حلق في عمّان وبغداد

الخليل/فايز نصّار- 27/3/2021- تحسنت أوضاع كرة القدم في بلادنا كثيراً بعد قيام السلطة الوطنية منتصف التسعينات، وخاصة مع عودة كثير من كوادرنا الرياضية، ممن شاركوا في تثبيت الحالة الرياضية، التي أصابها الجمود منذ اندلاع الانتفاضة الأولى.

   وعاد من الساحة العراقية عدد من مدربي كرة القدم المجيدين، وفي مقدمتهم سعد توفيق، وأحمد الحسن، وعصام بشير، ومحمود رفعت، وناصر سليم، الذي تجول بين عدد من الأندية، محققاً الكثير من النجاحات.

  وولد أبو العم من أسرة تألقت في الملاعب البغدادية ، وبرز كنجم لا يشقّ له غبار بين اخوته النجوم منير ، ومؤيد ، ومحمود .. وفي مسقط رأسه بعاصمة الرشيد تنفس المستديرة ، قبل الدخول إلى قلعة الفلسطينيين في بلاد الرافدين نادي حيفا ، الذي لعب له فترة مهمة من حياته الرياضية، تضاف إلى مشاركاته مع عدد من الأندية العراقية المعروفة ، أبرزها الزوراء .

    وكانت محطة سليل حيفا الأهم في بلاد النشامى ، حيث ساقته صدف المقادير إلى جبل النصر ، فتعرف الكابتن المعروف فواز ابراهيم على قدراته ، ليلعب في الدوري الأردني سبع سنوات .

  وتألق الناصر في الدوري ، الذي كان يشهد إبداعات نجومنا غسان بلعاوي ، ومحمد الصباح ، وسامر بركات ، وسيمون خير ، ونجح معهم في تحقيق نتائج غير مسبوقة ، وكانوا يجدون التشجيع من محبي الكرة الفلسطينية ، وخاصة الراحل الكبير سليم حمدان .

  وتألق أبو سليم مع المنتخب الوطني ، وكان له شرف حمل شارة الكابتن في كثير من المباريات ، وخاصة في بطولة الانتفاضة ، التي استضافتها تونس سنة 1989 ، وفي الجولة الأوربية ، التي كانت تهدف إلى شرح معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني للعالم .

  ويحتفظ النجم ناصر سليم في دفتر أيامه الرياضية بكثير من أسرار وأخبار الكرة الفلسطينية ، التي سجلها بتألق في ملاعب الوطن والشتات ، وأتركه يحكي لكم بعض فصول قصته في الملاعب ، من خلال هذا اللقاء.

-اسمي ناصر سليم علي ” أبو سليم ” من مواليد يوم 27 /4 / 1963 بالعاصمة العراقية بغداد ، ولقبي أبو العم !

– مثل أيّ لاعب في العالم بدأت لعب الكرة في الحارة ، ومع الفرق الشعبية ، ثم ظهرت مع الفرق المدرسية ، حيث حصلنا على دوري المدارس أكثر من مرة ، لأدخل بعدها النادي الذي أعتز به ، حيث لعبت  في صفوف نادي حيفا الفلسطيني ، الذي يمثل أبناء الجالية الفلسطينية في العراقية ، والذي كان وقتها ضمن دوري الدرجة الثالثة .

– وبعد لعبي لثلاث سنوات مع نادي حيفا ، التحقت بنادي النصر الأردني، الذي كان يلعب في بطولة الدرجة الممتازة ، وقد لعبت الصدفة دوراً في انتقالي للنصر ، فخلال زيارتي للأهل في عمان سنة1981 مررت صدفة بملعب يتدرب فيه مجموعة من اللاعبين، وعرفت أنهم لاعبو نادي النصر، في منطقة جبل النصر التي كنت أقيم فيها .. وأذكر أنّه كان معي ابن اختي، فسالته : من هؤلاء ؟  فردّ عليّ : هؤلاء يا خالي نادي النصر، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى ، وفوراً قررت النزول إلى الملعب، فجاءني مدرب الفريق الكابتن فواز إبراهيم – الذي كان من أفضل المدافعين في الأردن –  وقال لي : تفضل، فقلت له :  أنا ألعب في العراق ، وأنا في زيارة للأردن ، وبحاجه للمحافظة على لياقتي ، فهل تسمح لي بالتدريب معكم ، فردّ بسرعة :  أهلا وسهلا بك كابتن ، وبعدما عرفته بنفسي ، قال لي :  هل معك ملابس رياضية ؟ فقلت له : للأسف لا ! ..  فذهب إلى سيارته ، وأحضر لي بذلة رياضية ، وحذاء لعب أديداس أصابع ، لونه اصفر وأسود ، وأذكر أنّه بعد بدء التدريب قال لي : هل بإمكانك إحماء الفريق ؟ فقلت له : نعم .. جاهز ، فقال للاعبين : اليوم سنلعب مباراة تحدي ، لأنّ هناك ضيف ، فوقف جميع اللاعبين ، وتعرفت عليهم ، ولمّا بدأنا اللعب أعطيت كلّ ما عندي ، بما أبهر جميع اللاعبين بمستواي ، وبعد التدريب لاحظت وجود سيارات كثيرة قرب الملعب ، والجميع يتحدث عني ، فقررت الرجوع إلى بيت أختي فوراً ، لكن الكابتن فواز إبراهيم قال لي : إلى أين انت ذاهب ؟ فقلت له : إلى البيت .. فسارع إلى دعوتي على إلى مقر النادي القريب من الملعب ، ولمّا ذهبت إلى مقر النادي إذا بمجموعة من الشخصيات ، عرفت أنّهم أعضاء إدارة النادي .. وبدون مقدمات قال لي رئيس النادي : ” بالعربي ، بدنا إياك تلعب معنا كابتن ، لأنّ اللاعبين ، والمدرب ، والجمهور معجبون بلعبك ” ،  فقلت له : إن شاء الله ! .. وبعدها مكثت في عمان يومين ، ثم غادرت إلى بغداد ، لأنّ هناك دوري ينتظرني .. بعد اسبوع حضر إلى بغداد الكابتن صالح العبداللات ، فذهبت معه إلى عمان للعب مع نادي النصر ، حيث كان يسمح لكل ناد بتقييد لاعبين اثنين غير أردنيين ، ويومها لعبت للنصر مع  الكابتن حمدي من مصر الشقيقة .

– ومكثت مع النصر من سنة 1981 حتى سنة 1987 ، وفي السنة الأولى صعدنا للدرجة الممتازة ، وشاركت مع النصر خمس سنوات  في الدوري ، حتى تم شطبي من قيود الاتحاد الأردني ، على خلفية عدم حملي للجنسية الأردنية ، وذلك بعد توقف الاستعانة بالمحترفين الاجانب .

– مثلي الأعلى في الملعب وخارج الملعب والدي رحمه الله ، واسكنه فسيح جناته ، وأكثر لاعب كنت احب الوصول إلى مستواه كابتن ومدرب العراق عدنان درجال ” أبو حيدر ” .

– وكان مركزي في اللعب قلب دفاع متأخر ” ليبرو ” ، وأكثر من مدرب كان له الفضل في تألقي ، ومن أكثرهم المرحوم عادل أبو قطيش ، والمرحوم محمد القاسم  ، والدكتور قصي رفعت ، والكابتن فواز ابراهيم .

– وخلال مسيرتي في الملاعب لعبت لنادي حيفا ، ونادي الصناعة ، ونادي الزوراء لفتره بسيطة بسبب انشغالي مع المنتخب ، ثم مع نادي النصر الأردني ، ومع مركز عسكر ، الذي لعبت فتره بسيطة .

– أفضل من شكل معي ثنائياً في الملاعب الكابتن ناصر مصباح ، والكابتن فواز إبراهيم ، الذي كان لاعباً ، ومدرباً لنادي النصر .

– وخلال مسيرتي أشرفت على تدريب فريق شباب النصر في عمان ، ونادي صالحية العابد ، الذي كان يضم النجم هيثم شبول ، وبعد عودتي للوطن أشرفت على تدريب أندية مركز عسكر ، وهلال اريحا ، وشباب اريحا ، ومركز عقبة الجبر ، وجنين ، وشباب الخليل ، ومؤسسة البيرة ، ونادي بلدنا ، ومخيم عين السلطان.

– أعتقد أنّ افضل نجوم الكرة الفلسطينية من أبناء  جيلي لاعب الزمالك مصطفى نجم ، ولاعب الوحدات غسان بلعاوي ،ولاعب حيفا سعد توفيق ، ونجم الوحدات عصام محمود ، ولاعبي نادي عمّان سامر بركات ، ومحمد الصباح…وهناك نجوم كثر غير هؤلاء .

– اللاعب المفضل محليا وعربيا بالنسبة لي مؤيد سليم ، وعالميا ليونيل ميسي ، ويعجبني لعب فادي سليم ، وجبران كحلة ، كما يعجبني لعب أمجد حلمي ، وصفوان راجح ، وعزيز خضر ، ولؤي حسني ، وأفضل نجم عربي في التاريخ التونسي طارق ذياب ، وبعده السعودي يوسف الثنيان ، وأفضل للعب في العالم الاسباني اكزافي ، والايطالي  بيرلو .

– أعتز كثيراً بالأيام التي قضيتها مع النادي الامّ ، نادي حيفا ، حيث تذخر مخيلتي بشريط من الذكريات ، في منافسات الدوري ، وفي المعسكرات التدريبية ، ومع المنتخبات والمعسكرات ، حيث رافقت اخوة أعزاء ، أتمنى لهم كلّ الخير والتوفيق .

– وأذكر جيداً المباريات الكبرى ، التي كنت أخوضها مع النصر في مواجهة قطبي الكرة الأردنية الفيصلي والوحدات .. لقد كانت مباريات ممتعة ، بوجود الجماهير لغفيرة ، والنجوم الذين يذخر بهم الفريقان ، بما يحتم عليك أن تؤدي كلّ ما عندك ، وثبت نفسك أمام النجوم والجماهير  ، ساق الله على تلك المباريات ، التي تشكل أفضل ما في مذكرتي الرياضية ، لن أنسى أدائي الجيد أمام  العملاقين الفيصلي والوحدات !

– وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب تشرفت بارتداء زيّ منتخبنا الوطني في كثير من المناسبات ، وكانت البداية سنة 1981 ، حيث شاركنا في بطولة نظمها الاتحاد الفلسطيني في العاصمة السورية دمشق ، وكان الهدف منها تشكيل منتخب من فلسطيني الشتات ، وشارك فيها لاعبون  من سوريا ، والعراق ، والكويت ، ولبنان ، ومصر ، وعلى اثر تلك البطولة التجميعية  تمّ اختيار مجموعة من اللاعبين المبدعين ، وبحمد الله كنت واحداً منهم ، ثم كانت لنا عدة مشاركات في أوروبا ، كان الهدف الرئيسي منها رفع اسم فلسطين ، واثبات وجودنا ، وأعتز بكوني حملت شارة الكابتن أمام نجم نجوم تونس طارق ذياب في بطولة الانتفاضة سنة 1989 .

– أعتقد أنّ أفضل تشكيلة للمنتخب الفلسطيني في الشتات تضم النجوم الحارس وائل عوض امير ، والحارس احمد ذيب ، وإبراهيم سعدية من الكويت ، والذي انتقل إلى الأردن بعد ذلك ، وهناك نجم الزمالك مصطفى نجم ، وسامي أبو الحصين ، ووليد لولو ، ، وأحمد عواد  ، وعمران عبد القادر ، وسعدي أبو رومي ، وحمودي أبو لبن ، ومحمود يحي ، وأشرف زملط ، وعادل عثمان ، ومحمود سليم ، ومنير سليم  ، وصلاح محمود ، وابراهيم نعيم ، وجمعه أبو غدير …وهناك العديد من النجوم اسف من الاعبين لم اتذكرهم .

– بصراحة يحتاج الدوري الفلسطيني للمحترفين إلى خبير كروي مختص ، يشرف على النهوض بالكرة الفلسطينية ، ويكون هو المسؤول عن كل المنتخبات ، أمّا الدوري فأرى أن هناك ظلم واقع على اللاعبين الشباب لعدم اعطائهم الفرصة !

– أعتقد أنّ الإعلام الرياضي تحسن كثيراً في السنوات الأخيرة ، ولكن ما زال البعض يعملون حسب الواسطة ، والمصلحة الشخصية ، وصلة القربى !

– أفتخر كثيراُ بإنجازاتي في الملاعب ، ومن أهمها تمثيل المنتخب مدة عشر سنوات ، وصعودي مع نادي جنين للدوري الممتاز ، وتدريب أندية عريقة مثل شباب الخليل ، ومؤسسة البيرة ، وهلال اريحا ، ومركز عسكر.

– أعتز كثيراً بأخي الكابتن مؤيد سليم، الذي برز مع أندية حيفا، والامعري، والفيصلي، متمنيا من الله ان يحفظه، ويسعده في حياته، وأتمنى التوفيق للمدرب سعد توفيق، الذي أعتبره أخاً وصديقاً، وكان خلال مسيرته الرياضية لاعباً فذاً، ومدرباً ناجحاً يستحق الاحترام، والتقدير موصول للدكتور قصي رفعت، الذي كانت له أيادي بيضاء في مسيرة نادي حيفا، والكرة الفلسطينية بشكل عام، فكل الاحترام والتقدير للكابتن لمعلمنا الدكتور قصي .

– وكانت مسيرتي في الملاعب حافلة بالمكاره والسرور ، وأفضلها تعرفي على كثير من القادة الرياضيين وغير الرياضيين ، ومنهم المرحوم الملك حسين بن طلال ، الذي تشرفت بمصافحته وزوجته الملكة نور عند افتتاح ملعب نادي النصر ، وفخامة الرئيس الراحل ياسر عرفات ، يوم استقباله لوفد من الرياضيين الفلسطينيين العائدين من العراق .

– ومن أغرب ما حصل معي في الملاعب خوضي لمعسكر إعدادي مع نادي الزوراء، الذي كان يضم خيرة نجوم العراق ، وكان يدربه الجوهرة فلاح حسن، وفي مباراة مع نادي ساو باولو البرازيلي في بطولة صدام الدولية، شعرت بالظلم لأنّ المدرب لم يشركني ، فغادرت الزوراء ، ولمّا حاول  مسؤولو النادي اقناعي بالعودة رفضت !

– وهناك قصة أخرى حصلت عندما استدعي منتخبنا للعب في برشلونة بإشراف المدرب التونسي عمي علي ، ويومها لعبنا مباراتين ، احداها مع اسبانيول برشلونة ، وكان منتخبنا يضم بعض اللاعبين التونسيين ، ويومها لعبت في الدفاع مع النجم الكبير خالد بن يحيى ، وبعد المباراة جاء إداريو اسبانيول ، وطلبوا التعاقد معي للعب في الدوري الاسباني ، ولكن الظروف يومها لم تسر كما أريد .

– أخيراً اتوجه بالتحية لكلَ الرياضيين الفلسطينيين ، ممن عرفتهم في ملاعب الوطن والشتات، آملاً أن يحفظهم الله برعايته ، ويبعد عنهم كلّ مكروه، على أمل أن يضع الاتحاد الفلسطيني المناسب في المكان المناسب، وكلّ الشكر لك كابتن فايز نصار على هذا اللقاء ، الذي يمثل مساحة للتواصل مع الأحباب !

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *