فايز نصّار – 27/7/2020- لكل نجم من ضيوفي وجه إبداعي آخر ، قد لا يقل أهمية عن إبداعه الكروي في ملاعب كرة القدم ، لأنّ النجم إنسان ، يحاول ممارسة حياته الطبيعية مثل غيره من الناس .
وقد لا يقتصر إبداع اللاعب الثاني على فن رياضي ، ويصل إلى فن من الفنون غير الرياضية ، وربما وصل الأمر إلى التميز في خدمة المجتمع ، كما فعل النجم الفلسطيني الألمعي ناصر مطر .
فناصر مطر هذا يَعتبر أهم إنجازاته بعد ترك الملاعب توجهه إلى مجال الإرشاد النفسي ، والتنمية البشرية ، كمكمل آخر للتدريب ، يساهم في خلق جيل منتم ، قادر على البناء النفسي الاجتماعي ، وحماية ذاته ومجتمعه ، مع تقديم خدمات تدريبية للرياضي في مجال الدعم النفسي ، لتعزيز دوره ، بالنظر لأهميته لكل رياضي .
وفي الملاعب نثر ناصر عبق فنه الجميل في معظم ملاعب الضفة والقطاع ، من خلال لعبه في أريحا ، ونابلس ، ورام الله مع عدة أندية ومنتخبات ، ومن خلال مشاركته في تدريب بعض الفرق التي لعبلا معها.
ووجد مطر لنفسه موطئ قدم في سرب الزعيم الذهبي ، الذي كان يعج بالنجوم ، وخاصة في الخط الامامي ، فتنازل عن مهمة المهاجم الأول للسهم الأسمر عبد القدر ، واطلع بدور المهاجم الرابع ، كهمزة وصل بين كل خطوط الفريق الأزرق .
ونجح الناصر في اثبات نفسه في الفرق التي لعب لها ، بفضل موهبته المميزة في صناعة الأهداف وتسجيلها ، مساهماً في جلب مجموعة من الكؤوس والبطولات لفريق القلعة الجنوبية .
لم أجد صعوبة في الوصول للفنان مطر ، الذي يعمل في رام الله ، وبسلاسة شرح لي شيئاً من حكايته الطولية مع الكرة ، مستذكراً أهم النجوم ، الذين جمعته بهم الملاعب .
– اسمي ناصر يوسف علي أبو مطر “أبو غسان” من مواليد رفح يوم 2/6/1960 ، ولقبي كيفن كيغان
– كانت بدايتي الرياضية في أزقة وشوارع المخيم ، بتشجيع من المرحوم والدي ، ثم في المدارس الابتدائية والاعدادية ، وكلاعب مميز حظيت باهتمام المعلمين ومدراء المدارس ، وخاصة مدير المدرسة الابتدائية ” أ ” حسن السعدواي رحمه الله ، الذي كان يوفر لنا كلّ المستلزمات الرياضية ، ويشجعنا على اللعب ، كما لا أنسى دور الأستاذ عبدالله أبو غالي ، معلم الرياضة في المرحلة الاعدادية ، والاستاذ عبد الوهاب قنديل رحمه الله ، وكلهم رعوا موهبتي ، حيث كنت لاعباً لامعاً في بطولات المدارس الاعدادية .
– وبعد بروز موهبتي شجعني مدرس الرياضة في المدرسة الثانوية ، أحمد أبو الخير على اللعب لنادي شباب رفح ، وقدمني للمدرب الكبير عمر أبو زيد ، الذي بدأت معه اللعب في الفريق الثاني ، تزامناً مع لعبي في المدرسة الثانوية وعمري 15 ، وأذكر أنني لعبت أول مباراة مع الناشئين أمام نادي شباب الخليل ، ولعبت جزءاً من مباراة الفريق الأول كناشئ ، حيث منحني المدرب عمر أبو زيد الثقة ، وكان له الفضل الكبير عليّ ، وعلى الكثير من الزملاء ، لاعبي الفريق الأول الذين أعتز باللعب معهم .
– لعبت لشباب رفح ، ولعبت لنادي هلال أريحا قرابة الثلاث سنوات ، وهذه المرحلة من أفضل أيامي في الملاعب ، وانتقلت لمركز مخيم رقم واحد في نابلس كلاعب ومدرب ، ثم لنادي اتحاد نابلس كلاعب ومدرب أيضاً ، ودربت نادي بلاطة البلد ، وفريق اتحاد الموظفين العرب ، الذي حاز على بطولة كرة القدم لخمس دول ، من أماكن عمل وكالة الغوث عام 2015 .
– إلى ذلك شاركت مع نادي أهلي الخليل في معسكر ، لتعزيز الفريق في رحلة إلى عمان سنة 1984 ، ولكن سلطات الاحتلال منعت سفري ، كما لعبت لفريق دار المعلمين برام الله ، وكنت كابتن فريق جامعة النجاح الوطنية في نابلس ، وكان لي شرف اللعب مع منتخب القطاع ، ومنتخب الضفة في العديد من المباريات .
– وكان تألقي ثمرة لعبي مع نخبة من نجوم الكرة الفلسطينية ، الذين أعتز بهم – وليعذرني من لا أذكر اسمه – ومن أبرز هؤلاء الشهيد أحمد ابو عصفور ، والمرحوم وليد الشاعر ، والمرحوم نايف عبد الهادي ، وأحمد سعيفان ، وحاتم الشخريت ، وعلاء فودة ، ومغناطيس الكرة عبد القادر السيد ، والمعلم والمدرب المخضرم جمعة عطية ، وتوفيق عبد العزيز ، وأبو العسل ، وزكي الملاحي ، وفلاح أبو زهري ، ورياض الضاعر ، وحسن أبو السعيد ، وحسن صلاح ، ومحمد سبيكة ، وعمر صلاح ، وعلي ربيع ،ومحمد الشخريت ، وخالد أبو كويك ، وبسام الأخرس ، وعبد القادر الابزل ، والفريدين عثمان والخطيب ، وداود المدلل ، وعادل جابر ، ووليد مروح ، والعاموي ، ومحمد الأسمر ، وأكرم عثمان ، ونبيل منكو ، وكريم شاهين ، وأيمن الحنبلي ، وبسام نعيم ، وأمجد زامل ، وجمال حرب ، وعدنان مطر ، ونعيم سلامه ، والشهيد مالك واخوه بلال ناصر الدين ، وزياد بركات ، والمرحوم مرسي الفقعاوي ، والمرحوم محمد عيد ، و يوسف فرح ، وخليل البرهم ، وأمين عبد العال ، وخالد أبو عياش.
– أفضل من تفاهمت ، واستمتعت باللعب معهم الكابتن جمعة عطية ، وتوفيق الدرجي ، وحسن صلاح ، وعبد القادر الابزل ، وخليل البرهم وعدنان مطر ، والقرميه نعيم سلامه .
– مثلي الأعلى في الملاعب الكابتن جمعة عطية ، وحسن صلاح ، وخارج الملاعب والدي رحمه الله ، الذي كان يشجعني على الاستمرار في الملاعب .
– أفضل مجموعة لعبت معها في شباب رفح هي التشكيلة ، التي فازت على اتحاد الشجاعية 3 /1 ، ويومها سجلت ثلاثة أهداف ، والتشكيلة التي لعبت مع مركز طولكرم يوم 25/10/1979 ، وفازت 3/1 ، ويومها سجلت هدفين ، ثم التشكيلة التي فازت على العربي بيت صفافا على ملعب المطران 3/1 وسجلت هدفين أيضا ً.
– أفضل تشكيلة من النجوم أيامي تضم محمد سبيكة ، وزكريا مهدي ، وعادل جابر، وسليم الزيناتي ، وبسام الأخرس ، وخالد أبو كويك ، وفريد عثمان ، ونايف عبد الهادي ، ورزق خيرة ، وفارس أبو شاويش ، وعبد القادر الابزل ، وغسان البلعاوي ، وعماد التتري ، والسويركي ، وعبد خشان الأسمر، والمرحوم مرسي الفقعاوي ، وعبد الكريم ابو شماله ، وحسن صلاح ، وناجي عجور ، وناصر مطر .
– كانت فترة الثمانينات فترة ذهبية ، ساهمت في خلق رياضة فلسطينية ، امتدت من الشمال الى الجنوب والقدس ، ووحدت النفس الرياضي في أيام عمالقة الكرة ، أطال الله في أعمارهم ، ورحم من فقدناهم ، وفي تلك الفترة لعبنا مباراتين جميلتين ، بين منتخبي نجوم الضفة وغزة .
– أصعب موقف في حياتي الرياضية عندما أبلغونا بمنعنا من السفر من مع النادي الأهلي إلى عمان ، ولن أنسى الذكريات الجميلة في الخليل ، منها رحلتنا الى المسكوبية ، مع الحارس العملاق عبد خليل ، ومجموعة مميزة من لاعبي الأهلي ، لن أنسى حسن الضيافة ، والمعاملة الأخوية لعبد الناصر الشريف ، وسعيد الجعبري، وجميع الطواقم .
– حتى يصبح الدوري الممتاز في غزة أفضل أقترح أن تكون الرياضة بالمشاركة والحوار ، والانتماء الجماعي وليس الفردي ، وأن تكون قراراتها جماعية ، وأن يتحد الجميع لخدمة مصالح الشعب ، وأن تكون الرياضة فوق كل الاشخاص والاعتبارات.
– بالنسبة لي دوري المحترفين جميل ، وساهم في خلق حراك رياضي ممتع ، ولكنه مرهق مالياً للأندية ، وشخصياً أشجع اللعب الجميل مهما كان ، وأخص فرق شباب وخدمات رفح ، ومركز الامعري .
– نجمي المفضل محليا لاعب خدمات رفح عماد فحجان ، وبالمناسبة هو ابن أختي ، فهو يمتلك مهارات رائعة ، ليصبح نجما عربيا وعالميا ، إذا وجد المتابعة والاهتمام ، ولاعبي المفضل عربياً محمد صلاح ، وعالمياً كريستيانو رونالدو .
– مدربي المفضل محلياً عمر أبو زيد ، وجمعة عطية ، وعلي أبو حمده ، والمرحوم فتحي الزرد ، وأساتذة الرياضة أحمد ابو الخير ، ويعقوب الهور ، وحالياً أرى في المدرب ايهاب أبو جزر ثروة رياضية ، وسيكون له شان في التدريب ، أمّا عربياً ودولياً فمدربي المفضل زين الدين زيدان ، وميشيل وبلاتيني .
– أعتقد أنّ الإعلام الرياضي يتقدم خطوات حرة رائعة للأمام ، ولكنه يحتاج لرعاية وطنية ، بعيدة عن التفرد والهيمنة لأحد .
– عبد القادر الابزل من خيرة اللاعبين ، الذي لعبت معهم ، وقدمته على نفسي ، ليصبح رأس الحربة والهداف ، وأنا صانع الألعاب كمهاجم رابع ، لنكمل بعضنا خدمة لبيت الزعيم .
– كلّ الاحترام لنجم الأهلي السابق نهاد القيسي ، فهو مدافع رائع من طينة الكبار ، وكان يملك قدرات كبيرة .
– أرفع القبعة لجميع اللاعبين والاداريين القدامى والحاليين في خدمات رفح ، وأقول لهم : استمروا فأنتم عنوان للحب والرياضة والعطاء .
– أقول لاتحاد الكرة : اهتموا أكثر بقطاع غزة ، ولاعبي القطاع فهم ثروة منا وفينا ، بهم ومعهم نقوى ، على أمل أن تعود للرياضة قيمتها الانسانية ، والطوعية ، والوحدوية ، كما عشقناها جميعا .
– نعم حصلت معي اكثر من طرفة في الملاعب ، منها عام 1978 في ملعب بيت ساحور ، حين أضعت هدفاً محققاً ، فشتمني أحد الأصدقاء من الجمهور ، فزعلت وخرجت من الملعب ، ويومها جاءني المدرب عمر أبو زيد ، والشخص الذي شتمني ، فشتم نفسه عدة مرات ، وقال لي : بالله عليك ارجع ، أنا كذا …. ، فعدت للمباراة وسجلت هدفين ، وانتهت 3/1 لصالحنا .