الرئيسية / كرة قدم محلية / هل بطولات غزة فلسطينيّة؟!

هل بطولات غزة فلسطينيّة؟!

كتب/ خالد أبو زاهر – 20/5/2020- كل عام وأنتم بخير.. انقضى شهر رمضان ونترقب عيد الفطر، وما بينهما لم يكن هناك مجال لتوجيه الانتقادات، ولكن على ما يبدو أن اتحاد كرة القدم في الضفة الغربية متعاقد مع عملية “النقد”، فهو لا يُفوّت فرصة أمام وسائل الإعلام التي تعتمد النقد البناء أسلوباً لها، لتحليل بيان أو خبر أو قرار صادر عنه.

قبل عدة أيام أسعدنا اتحاد كرة القدم في الضفة بتحديد يوم 12 من شهر يونيو القادم موعداً رسمياً لاستئناف بطولاته (دوري المحترفين ودوري الاحتراف الجزئي) فقط، دون إشارة إلى أي بطولات أخرى، وكأن الذي يعنيه فقط هاتين البطولتين.

فلم يتضمن بيان الاتحاد الصادر عن اجتماعه الأخير والمنشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أي إشارة إلى الشق الثاني من الوطن والبطولات الخاصة به، وكأن الأمر لا يعني الاتحاد، وكأن ما يُقام في غزة من بطولات دوري بمختلف درجاتها وبطولات الكأس والشواطئ، بطولات دولة أخرى.

إن قضية يعني أو لا يعني الاتحاد، قضية تحتمل الكثير من القول والكثير من الاجتهاد والكثير من التحليل، وكل هذا الكثير لم يأتِ من فراغ، فإنه لمجرد إسقاط غزة من البيان أو الخبر ومن قبلهما إسقاطها من التفكير في إعادة النشاط، أمر مُحزن ومؤسف.

لا أعتقد أن واحداً في الاتحاد لديه القدرة على تبرير ما حدث، والذي كنت سأقفز عنه في ظل جائحة كورونا وما فرضته من انشغال تام لكل شرائح المجتمع الفلسطيني عن كثير من الأولويات، إلا أن قيام البعض في اتحاد الكرة في غزة بالتبرير أو التوضيح، أمر أكثر حُزناً وأسفاً، حيث إن الجميع في غزة يعرف أن غزة مهمشة، ولكن قِلة قليلة لا وزن لها (ملكية أكثر من الملك)، مع أنها تعرف أن الملك غير المتوج لا يُقيم لها وزناً.

ماذا كان سيضر اتحاد كرة القدم لو أنه تحدث بلسان الجماعة وبلسان أنه اتحاد فلسطين لكرة القدم وبالتالي الحديث عن كل البطولات الفلسطينية سواء في غزة أم الضفة الغربية؟ وماذا كان سيفيد الاتحاد قفزه عن غزة واعتبار وكأنها لم تكن، من خلال عدم التطرق إلى ضرورة إنهاء الموسم بإنهاء بطولة الكأس.

إن هذا السلوك مرفوض ومستهجن لا سيما أنه لم يكن السلوك الأول ولا الأوحد، فقد سبق لاتحاد كرة القدم في الضفة الغربية وأن ركز بنسبة تصل إلى 95% من أخباره وبياناته وعلى ما يحدث في الضفة الغربية فقط، فيما كانت نسبة التركيز على بطولات غزة فقط 5%، وهذا يُعطي شعورًا لكل من هو مرتبط بالنشاط في غزة بأنه مُهمل ولا قيمة له.

إنّ القيمة التي يحصل عليها الرياضي والصحفي في غزة لا ينتظرها ولا يتوسّلها ولا يتسوّلها من أيٍّ كان ومن أي جهة لا تُقيم له وزناً، وهذا مُثبت على مدار السنوات الـ12 الماضية منذ عام 2008 وحتى الآن، حيث عمل الاتحاد في الضفة على نزع قيمة البطولات في غزة لا سيما بطولة الدوري، حيث إنّ الاعتراف ببطل الكأس هو الحق المراد به باطلاً.

لقد سبق وأن تم إثبات أن الاتحاد ومقره الضفة حرم اللاعبين في غزة من الانضمام لصفوف المنتخبات الوطنية لوطنهم فلسطين، وكثير من الأمور التي يعلمها كل موظف في مقر اتحاد كرة القدم في الضفة الغربية ومن قبله كل مسؤول.

إن عدم الإتيان على ذكر بطولات غزة في البيان الأخير هو حلقة من حلقات مسلسل التهميش الذي عاشته غزة ولا زالت بقصد وبدون قصد، حيث يتعامل إعلام الاتحاد في الضفة مع بطولاته على أنها بطولة فلسطين، فيما لو تحدث عن بطولة غزة يقول عنها كأس المحافظات الجنوبية.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *