فيس كووورة الأخبار الرياضية أول باول
الخليل/فايز نصار- 17/5/2020- قبل سنة ساقتني المقادير إلى غزة ، على رأس وفد نادي شباب الخليل ، للقاء السوبر الصغير بين الشباب وخانيونس ، ويومها أصرّ ” القَرابة ” صائب جندية على اصطحابنا إلى قمة المنطار ، التي سجلت أروع بطولات شعبنا في مقاومة الاحتلال، ومن هناك أراني أبو طلال سلاسل جبال الخليل ، الأقرب إلى كثبان غزة الساحلية .
– وفي جنبات هذا المنطار العتيق داعب المحبوب هيثم حجاج الكرة ، وفي حارات الشجاعية الباسلة تبلورت موهبته ، حتى وقف على موهبته شيخ الرياضيين أبو السباع ، الذي رفّعه بسرعة إلى الفريق الأول ، قبل أن يساهم الراحل عزمي نصّار في نضج أسلوبه ، وتحوله إلى ظهير عصري ، رفع كلّ فلسطين أكثر من درجة في تلك الليلة العمّانية ، ليتحول بعد اعتزاله إلى التدريب ، محققاً المجد على الجبهتين .
– بصراحة كان هيثم يتريث في أمر هذا الحديث ، لأنّ هناك قامات كروية أخرى يجب أن تسبقه ، ولكن إلحاح أبي وئام أوقع الحجاج في الفخ ، فاقتطفنا لكم شئياً من بستان الفتي الشجاعيّ .
اسمي هيثم حامد مرضي حجاج ” أبو باسل ” من مواليد غزة يوم 18/2/1975 ولقبي ” عريس المنتخب”
مثل أي لاعب كانت بدايتي في الساحات الشعبية والمدارس ، وبسرعة انتقلت إلى الفريق الثاني في اتحاد الشجاعية ، ثم الفريق الأول .. والكابتن اسماعيل المصري ” أبو السباع ” هو من اكتشفني ، ورفعني للفريق الأول ، ومنحني الثقة في المباريات.
لعبت لأندية اتحاد الشجاعية ، والصداقة ، وغزة الرياضي .
– المدرب الذي له فضل عليّ في المنتخب الراحل عزمي نصّار ، والمدرب أبو السباع له فضل كبير علي بعد الله ، في تألقي مع اتحاد الشجاعية .
كانت بدايتي مع المنتخب باستدعائي للقاء فلسطين والأردن في افتتاح ستاد أريحا ، ثم شاركت في دورة الألعاب العربية التاسعة بالأردن ، وفي تصفيات كأس آسيا بقطر ، وفي بطولة غرب آسيا بالأردن والكويت ، وفي تصفيات كاس العالم بهونغ كونغ وقطر ، وفي بطولة اليمن الودية ، وشاركت مع منتخب الأقصى في بطولة الأندية العربية أبطال الكأس ، وبطولة الصداقة الدولية ، وفي مباراة نجوم العرب بالقاهرة .
أفضل من لعب معي في المنتخب أبناء الشجاعية صائب جندية ، ومحمد وابراهيم السويركي ، وماجد مرارة ، وحسين اسليم .
بعد اعتزالي عملت في التدريب ، ودربت اتحاد الشجاعية ، ومنتخب ناشئي غزة ، في بطولة النرويج الدولية .
أهم إنجازاتي الحصول على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب العربية بالأردن ، وأعتز بكوني صاحب الهدف الحاسم أمام منتخب قطر ، والذي أهلنا للدور الثاني ، كما حصلت مع الشجاعية على بطولة الكأس ، وكأس السوبر في المحافظات الجنوبية سنة 1999 ، وكمدرب حصلت مع اتحاد الشجاعية على الثلاثية التاريخية موسم 2015/2016 .
أهم مواصفات الظهير الأيسر العصري السرعة ، وبذل الجهد الوافر ، والحيوية ، والتقدم باستمرار للإسناد الهجومي ، والمشاركة في بناء الهجمات من الخلف ، وعكس الكرات العرضية المتقنة ، لصناعة فرص التسجيل قرب المرمى .
تلقيت عرضاً احترافياً من نادي مزارع دينا في مصر ، بعد لعبنا مباراة معهم ، فأعجب مدربهم أحمد رفعت بي ، ولكن مع الأسف أيامها لم تكن لدينا ثقافة الاحتراف ، علماً بأنّ مزارع دينا كان ترتيبه العاشر أيامها .
أعتقد أنّ أهم أسباب هبوط غزة الرياضي والأهلي كون المشاكل الإدارية وصلت إلى اللاعبين ، وأصبحت ذريعة بالنسبة لهم ، وبالنسبة للرياضي كان أداؤه في الإياب أفضل بكثير من أدائه في الذهاب ، وكان من الممكن يتجاوز المرحلة ، ولكن كان القطار قد فاته .
أهم أسباب تذبذب مستوى شباب رفح عملية الاحلال والتجديد لمعظم لاعبي الفريق ، فتراجع مستوى الفريق ، لأنّ اللاعبين الواعدين تنقصهم خبرة اللعب أمام جماهير شباب رفح العريضة ، ويبدو أنّ شباب رفح نجح في تجاوز محنة الموسم الماضي ، بالتفاف الكوادر واللاعبين القدامى ، حول الجهاز الفني والادارة ، وبدعم موفق من الجماهير ، فوصل الفريق إلى برّ الأمان . .
الدوري في قطاع غزة ضعيف ، لعدم توفر الامكانيات ، وعدم المشاركة في معسكرات خارجية ، وقلة الاحتكاك مع الفرق في الخارج ، والأهم نقص الامكانيات المادية ، وأرى أن هناك افضلية طفيفة للدوري في الضفة .
من اللاعبين الذين أتوقع لهم التألق مستقبلاً عمر العرعير من الشجاعية ، وبدر موسى من خدمات رفح ، وخالد النبريص من اتحاد خانيونس .
أفضل لاعب محلي بالنسبة لي علاء عطية ، وأفضل لاعب عربي محمد صلاح ، وأفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو .
افضل مدرب محلي بالنسبة لي نعيم السويركي ، وأفضل مدرب عربي العراقي عدنان حمد ، وأفضل مدرب في العالم زين الدين زيدان.
لا أنسى مباراة منتخبنا مع منتخب ليبيا في دورة الألعاب العربية ، فبينما كان المنتخب الليبي متقدماً ، راح الجمهور الليبي يهتف هتافات غير رياضية منها ” احنا مش ليبيين ..احنا اولاد المختار ” و”زيد العطا زيد …يا ولد العقيد”، فردّ عليهم الجمهور الفلسطيني والأردني بهتاف ” من شان خاطر ابو حسين ..احنا شعب مش شعبين”، وبعد هدف جندية التاريخية ، خرج الجمهور الليبي عن النصّ ، ورمى الملعب بكل ما وصلت إليه يداه ، وشارك اللاعبون في محاولة الاعتداء علينا في نفق الاستاد ، ولكن ما طلع بأيدهم .
ولا أنسى مشهد دخول فريق الشجاعية لمدينة الخليل، يوم لقاء كأس فلسطين مع الأهلي، حيث استقبلتنا الجماهير بكرنفال لا يوصف، وهتفوا لنا هتافات حماسية، أشعرتنا بأننا أبطال فاتحين، ويومها لعبنا المباراة أمام جماهير غفيرة، كان معظمهم يهتف للشجاعية ، والله يعلم أن المشهد جعل أبداننا تقشعر، لأننا شعرنا وكأننا نلعب في الشجاعية ، وقلنا “: يا ريت تكون مبارياتنا دائماً في الخليل !
– قبل مباراة لمنتخبنا مع هونغ كونغ كنا نسخن، وفي الختام لعبنا كرات عرضية، وإذا زياد الكرد يضرب كرة عرضية برأسي من الخلف، فوقعت على وجهي، وأغمي عليّ، فنزل المعالج، والحكم ينتظر بدء المباراة، فطلبت من الجهاز أن ألعب المباراة، وخلال العشر دقائق الأولى لم أكن طبيعياً، ومرر لي صائب كرة لبناء هجمة، فمرت من أمامي، وبعدها صحيت، وأصبحت أطلب من زملائي الكرة .
من أطرف ما حصل معي في الملاعب يوم كنا متقدمين على ماليزيا بهدفين لصفر في تصفيات كأس العالم، لنحصل على ضربة جزاء، فتنازع اللاعبون على من ينفذها، وكنت انا والكابتن صائب جندية نقف في منتصف الملعب، فقلت للكابتن صائب : كابتن روح حلّ المشكلة، أو سددها أنت، فذهب إلى منطقة الجزاء ، وقال للاعبين : أنا سأنفذها ، وفعلاً نفذها بين يدي حارس المرمى، ولمّا عاد قال لي : عجبك هيك ! ويومها خسرنا المباراة 4/3 .
أتمنى من الله عز وجل أن يبعد عن الأمتين العربية والاسلامية هذا الوباء، وأن تعود الحياة أفضل مما كانت عليه، وأن يزول الاحتلال، ونستعيد كلّ حقوفنا .
