الرئيسية / كرة قدم محلية / يسقط التعصب والجهل في كرة القدم

يسقط التعصب والجهل في كرة القدم

بقلم/ سفيان إبراهيم – 7/1/2020- (تسقط كرة القدم) هو عنوان مقال كتبته قبل سنوات، وأعيد تكرار هذا العنوان مرة أخرى، وأعرف أن فوهات البنادق، بل ربما قذائف المدافع قد توجه إلى ما أقول، ولربما يقال فيّ ما لا يخطر على بال بشر. ولكني على أي حال، لا أبتغي مرضاة بعض الناس من مجانين كرة القدم، مفلسي العقول، الذين تشوهت لديهم مفاهيم الرياضة إلى أبعد الحدود، وتصوروا ولو للحظة أن مباراة كرة قدم تشكل شيئا ذات أهمية في حياتنا، بل ربما أمعن آخرون في الاعتقاد أن الفوز في مباراة لكرة القدم طريق مضمون إلى الجنة، وفي سبيل ذلك يهون كل مقدس، تنتهك الأخلاق، تنتهك الأصول، ينتشر الكلام البذيء، تسمع شتائما بالأم والأب والشرف وغيرها، يتعرى بعض التافهين من جزئهم العلوي، وكأنهم في معركة لتحرير القدس، تحدث الاشتباكات ويقع الجرحى ويسلم ربنا في كثير من الأحيان، حتى أكاد أقول أن عناية الله عز وجل، ثم القبضة الأمنية تمنعان جرائمًا قد تقع في كل مباراة تقريبا، فهل هذه رياضة ؟ هل هذه كرة قدم ؟

لقد خبرت كرة القدم منذ وعيت على هذه الدنيا، ولقد مارستها سنين طويلة، ولولا إصابة في الركبة بسببها لكنت أمارسها حتى اللحظة، ولم أعرف ذات يوم هذه المفاهيم العجيبة في كرة القدم، وهذا الانحدار الأخلاقي والسلوكي في ممارسات بعض الجماهير التي تخرج عن كل القيم والأعراف والتقاليد، وكأن هؤلاء يريدون أن يثبتوا أن كرة القدم ليس إلا معركة يفوز فيها الأكثر انحدارا في الأخلاق، في حين أن الرياضة وسيلة لمد أواصر المحبة وروابط الاحترام بين الناس بشكل عام.

يا سادة إن كرة القدم في غزة تكاد لا تذكر على الخريطة، فمن الذي يسمع عن كرة قدم في غزة أصلا؟ أم أننا نصدق أنفسنا ؟ ونظن أننا قاب قوسين أو أدنى مثلا من برشلونة وميسي، أم يظن آخرون أن زيدان يهتم كثيرا بمتابعة الدوري الغزي عله يجد ضالته في صفقة مدوية ؟ إن كرة القدم في غزة برعاية خبط ودبك يا رفاق، ولا داعي لأن نصدق أننا شيء آخر، إن ما نلعبه يحتاج إلى سنين ضوئية ليكون كرة قدم.

مالكم كيف تحكمون؟ وإلى أين تذهبون؟ أما يكفيكم ما نحن فيه من هم وبؤس وضيق، وغياب للأمل؟ ألا ترون مصائر الشباب وما تؤول إليه؟ أينقص ما نحن فيه هذا المستوى ، الذي كاد يذهب بحياة شاب فلسطيني ليس له ذنب إلا أنه حمل راية يمارس فيها هواية أحبها؟.

من لهذا الرجل لو أصابه مكروه ؟ من لأهله وذويه ؟ وبأي منطق سيواجه من ارتكب هذه الجريمة ربه حين يلقاه؟ وما هو مبرره الذي سيقدمه لضميره إن كان لديه ضمير؟

أيها الجاهل، وليس أدل على جهلك من فعلك القميء، فلتعرف أن كرة القدم في محصلة الأمر وخاتمته ليست أكثر من جلدة منفوخة نروح فيها عن أنفسنا، بمداعبتها أو بمتابعتها، وحتى لو أصبحت ذات يوم صناعة كما هو حادث في العالم، فهي أيضا صناعة ترفيه وترويح عن النفس لا أكثر، فقد فازت البرازيل بأكثر عدد من المرات ببطولة كأس العالم، ولكن أمريكا هي من يتسيد العالم، والصين التي لم تفز في واحدة هي غول العالم الاقتصادي، وفنلندا التي لم تفز أيضا هي صاحبة أفضل تعليم في العالم، واسرائيل التي لم تتأهل مرة هي التي تحتل القدس وتهين كرامتنا جميعا بهذا الاحتلال المستمر من عقود ،فأين أنت من كل ذلك أيها الجاهل ؟

وفي الختام إما أن نكون شعبا يضع كرة القدم في موضعها كوسيلة ترفيه وهواية جميلة، أو فلتمض غير مأسوف عليها في ستين داهية .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *