الرئيسية / كرة قدم محلية / لا تحرجنا وتُحرج نفسك يا اتحاد كرة القدم

لا تحرجنا وتُحرج نفسك يا اتحاد كرة القدم

  • بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 15/2/2022 – أعتقد أن النصيحة في توقيتها تساوي الكثير، وتوفر على الإنسان الكثير من الجهد والمُقابل المادي والمعنوي، وتحميه من الوقوع في مواقف مُحرجة ورُبما مواقف تسبب له حالة من اختلاط الأوراق وبعثرتها، فالنصيحة تأتي من باب المحبة والمصلحة العامة، وليس من باب التقزيم أو التشكيك، وبالتالي يجب الأخذ بها ولا سيما في المواقف الحساسة.

فاليوم من المفترض أن يجتمع اتحاد كرة القدم للاطلاع على تقارير مباريات الجولة الأخيرة لبطولات الدوري بمختلف درجاتها، وبالتالي دراسة محتواها من أجل اتخاذ القرارات المناسبة حسب حجم وتأثير الأحداث وفق التقارير.

وأعتقد أن المشي بجوار المقابر يجلب الكوابيس، ونحن لسنا بحاجة للكوابيس، وبالتالي علينا ألا نسير بجانب المقابر ليلاً حتى لا تفزعنا الكوابيس، والمقابر هناك تتمثل في قيام اتحاد كرة القدم بالتعامل مع قضية المفرقعات وانعكاساتها الأخيرة في الملاعب، بطريقة عاطفية بعيداً عن اللوائح.

أعتقد أن اتحاد كرة القدم بات اليوم أكثر من أي وقت مضى مُطالب بأن يعمل وفق اللوائح والقوانين بعيداً عن العواطف، لأن العاطفة ليس لها مكان في العمل الجماعي متعدد الشُركاء مثل بطولات الدوري التي يتنافس على لقبها الجميع، ويتصارع على البقاء في درجاتها العليا الجميع أيضاً، وبالتالي فإن التعاطف مع طرف يعني إلحاق الضرر بالطرف الآخر، وهنا تغيب النزاهة والشفافية ويتم الدعس على القانون وعلى القيم والمبادئ، وهذا لن يكون في صالح الكرة الفلسطينية أولاً واتحاد كرة القدم ثانياً.

اليوم وفي ظل أزمة المفرقعات التي أصبحت ظاهرة سلبية منتشرة بكل وضوح في ملاعبنا، فإن تطبيق القانون على الجميع دون استثناء ودون تمييز بين حالة وحالة، هو المُنقذ لجميع الأطراف وفي مقدمتها الكرة الفلسطينية التي تتطلب تحقيق مبدأ التكافؤ ومبدأ العدالة.

إن تسجيل سابقة في مثل هذه القضايا سيضر بالمصلحة الكروية الفلسطينية، فاليوم يتم التعاطف مع هذا، وغداً سيُطالب الآخر بنفس التعاطف حجماً ونوعاً، وهنا ستتحول ملاعبنا إلى ساحة غاب، يأكل فيها القوي الضعيف، وتضيع فيها هيبة وتاريخ الرياضة الفلسطينية، ويضيع معها مستقبل الكرة الفلسطينية، مقابل تحقيق مصلحة طرف صغير قياساً مع عظمة المصلحة والكرة الفلسطينية.

إن ما قيل وسيُقال ليس بمنزلة تحريض على طرف لصالح طرف، إنما هي النصيحة والواجب الإعلامي للتحذير من مخاطر التعامل بعاطفة مع قضايا حساسة، فاليوم إذا ما غُض الطرف عن حدث هنا أو هناك، سيأتي حدث سواء أقل منه تأثيراً أو أكبر يجب معه اتخاذ قرار حاسم، حينها سيجد الاتحاد نفسه في مأزق.

إن الثقة التي يأمل الاتحاد امتلاكها وانتظارها من الجماهير والإعلام، هي في الأصل في جيبه وأدراجه ولوائحه، فبإمكانه الاحتفاظ بها من خلال تحقيق مبدأ العدل والتكافؤ والنزاهة، وبإمكانه أن يُفرط بها وبالتالي التفريط في ديمومته واستقراره وثقة الشارع به وبأعضائه.

كل هذا لا يعني التشكيك بنزاهة اتحاد الكرة بقدر ما هي نصيحة لاتحاد بلدي ووطني الذي تمنيت وما زلت أتمنى وسأبقى مدى حياتي أتمنى أن يستمر مُحافظاً على إرث كرة القدم الفلسطينية منذ تأسيسه في عام 1928، ومحاولة لنكون شُركاء في عملية البناء وعملية الحفاظ والحماية لمشروعنا الرياضي القائم منذ قرن.

كما أعتقد أن لجان الاتحاد تلعب دوراً إيجابياً في مساعدة الاتحاد على عدم الوقوع في مواقف مُحرجة وحساسة، فهي التي تطور أداء الأعضاء سواء خلف المكاتب أو من الحُكام حاملي الصافرات، إذ إن توحيد قرارات الحُكام في التعامل مع القضايا الحساسة، يُساعد على تقبل الجميع للقرارات مهما كانت قاسية.

وأعتقد أن قرار طاقم حُكام مباراة أمس في دوري الدرجة الأولى بين خدمات جباليا ونماء في الجولة الحادية عشرة، والتي شهدت حدثاً مُطابقاً لما حدث في مباراة الشاطئ والصداقة، سيُساعد الاتحاد على اتخاذ القرار المناسب.

طبعاً هذا ليس تحريضاً على من تسبب في الخلل، وليس قفزاً عن العدالة، فإن كان لدى النادي وبالتالي اتحاد كرة القدم، دليل مادي ملموس يؤكد عدم صلة النادي بالخلل، حينها من الممكن أن نساعد على نشر الحقيقة، أما إن لم يكن هناك دليل قاطع، فلا مجال للتفكير مرتين قبل اتخاذ القرار المناسب.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *