الرئيسية / الكتاب والمقالات / رسالة للحافظين ومش فاهمين

رسالة للحافظين ومش فاهمين

بالعربي الفصيح

رسالة للحافظين ومش فاهمين

كتب /خالد أبو زاهر:13/12/2021 – في الوقت الذي يفشل فيه المتسبب في الخلل والعابث بالرياضة والمستخدم لها لتحقيق أهداف شخصية ولخدمة أجندات ومشاريع لا تخدم المصلحة الفلسطينية، في الدفاع عن نفسه في وجه الانتقادات الموجهة له لسوء إدارته للمنظومة الرياضية الفلسطينية على مدار 13 عاماً من توليه مقاليد الحُكم فيها، يتبرع البعض للدفاع عنه على أساس قاعدتين.

القاعدة الأولى وهي الانتماء الحزبي وتولي مهام “محامي الشيطان”، والقاعدة الثانية “ليس حباً في معاوية ولكن كرهاً في علي”، وهناك فئة لا تستند إلى القاعدة الأولى ولا الثانية، بقدر السطحية التي يتعاملون فيها في الحياة والمتمثلة في عدم معرفتهم بالحقيقة أو أنهم يستمعون لطرف دون الآخر ويتبنون موقفه.

أصحاب القاعدتين الأولى والثانية، أنصح الجميع وأنا في مقدمتهم بعدم السعي لمحاولة إقناعهم بالحقيقة لأن هذه المحاولة بمثابة “معركة خاسرة”، وأنا لا أخوض معارك خاسرة، على قاعدة عدم الوصول إلى قاعدة الجدل العقيم، واقتناعاً بمقولة “لا تُجادل أحمقاً فيختلط على الناس من الأحمق في الطرفين”.

فأنا في عملي لا أستخدم ولا أستند إلى الحب ولا الكراهية في نقدي، بل أعتمد المهنية التي هي الأساس في نجاح أي إعلامي، ولا أعتقد أنني أذهب بقدمي إلى الفشل.

وكون خروج المنتخب الوطني من كأس العرب والذي كشف عورة سياسة وثقافة المتحكم والمُمسك بتلابيب الرياضة الفلسطينية، هو موضوع الساعة وكل ساعة، بسبب ثبوت الخداع في قيادته للرياضة على مدار سنوات طويلة أهدر خلالها كل فرص التطوير للرياضة الفلسطينية، فإن البعض من أصحاب القواعد الثلاثة التي بدأت بها مقالي، يختزلون دفاعهم عن الباطل في مقارنة حقبة ما بعد العام 2008 التي تولى فيها الفريق الرجوب مقاليد الحكم الرياضي، وما قبل ذلك من حقبة كان فيها اللواء أحمد العفيفي رئيساً لاتحاد كرة القدم فقط، من حيث يعتبرون أن الرياضة الفلسطينية انطلقت في عهد الرجوب، وتناسوا البدايات الصعبة للرياضة الفلسطينية المعاصرة ومراحل وضع قواعد تطويرها للوصول إلى مرحلة المنافسة.

  • أولاً: كل المدافعين عن الرجوب ينتهجون نهجه الذي يُنكر فيه أي عمله قبله وأي مسؤول تولى المهمة بعد تشكيل السلطة الفلسطينية وأي تقدم تحقق في تلك الفترة، وهذا بحذ ذاته إنكار للمعروف وهو الأسلوب الذي يستخدمه المتسلطون والمتنفذون فقط، كون من أبرز صفاتهم نسب كل شيء لهم.

فعلى مدار 14 عاماً سابقة من الأعوام التي رسخ فيه كل الكادر الرياضي قواعد ومداميك الرياضة الفلسطينية، والتي جاء الرجوب للبناء عليها، يتحدثون عن البنيان وينسون أنه لولا القواعد لما استطاع أحد وضع حجر واحد فوق سطح الأرض.

  • ثانياً: تناسى محامو الرجوب أن العهد الذي سبقه لم يحظ بدعم مالي أو سياسي رسمي وغير رسمي سوى الدعم المُقدم من الاتحاد الدولي كل (4) سنوات بقيمة مليون دولار، وبعض الدعم المُقدم من بعض رجال الأعمال الفلسطينيين في الشتات ولفترة محددة كون أن البعض لم يرق له هذا الدعم، مقابل مبلغ (6) مليون دولار يحصل عليها الاتحاد الحالي الآن من “الفيفا” كل أربع سنوات.
  • ثالثاً: لم يأخذ المدافعون عن الرجوب بعين الاعتبار أن ما قبل ولايته في العام 2008، لم يكن هناك ملاعب ولا مدربين مؤهلين ولا كوادر مؤهلة ولا إمكانات ومع ذلك تم تحقيق القليل من التقدم قياساً مع الواقع والظروف والبدايات الصعبة.
  • رابعاً: لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أن اتحاد كرة القدم قبل ولاية الرجوب نجح في استعادة العضوية في الفيفا ونظم البطولات بشكل مستقر باستثناء فترة انتفاضة الأقصى التي توقف فيها النشاط الرياضي.
  • خامساً: لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أنه قبل ولاية الرجوب نجح الاتحاد في التعاقد مع مدربين عرب وأجانب للتأسيس للمستقبل، ودفعوا رواتبهم من (اللحم الحي) في وقت يُقدر الفائض المالي في ميزانية الاتحاد الحالي عند الدور من 2016 إلى 2020 بقيمة مليون ونصف المليون دولار، في وقت لم يحصل حكام كرة القدم في غزة على مستحقاتهم المالية، ولم يتم دفع إيجار مقر اللجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية في غزة، ما وصل الأمر إلى المحاكم والقضاء.
  • سادساً: لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أنه ما قبل ولاية الرجوب كان هناك عدل في اختيار لاعبي المنتخبات الوطنية من الداخل والضفة والقدس والشتات دون استثناء للاعبي منطقة مثلما فعل الرجوب، ناهيك عن حقوق منح الأندية في غزة والضفة لحقوقها في التمثيل الخارجي.
  • سابعاً: لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أن الاتحاد ما قبل الرجوب وفي ظل انعدام الإمكانات نحج في تشكيل منتخب نجح في تحقيق المركر الثالث في الدورة العربية في الأردن عام 1999، ونجح فريق خدمات رفح في تحقيق المركز الثالث في البطولة العربية الثانية عشرة للأندية في القاهرة عام 1996.
  • ثامناً: لم يتم الأخذ بعين الاعتبار أن ما قبل ولاية الرجوب كان هناك بناء لمقر اتحاد كرة القدم ومقر للجنة الأولمبية اللذين تم قصفهما من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي في عدوان عام 2008، في وقت اعتبر البعض أن بناء مقر للجنة الأولمبية في رام الله بمثابة عرس وطني وإنجاز كبير.

كل هذا ويتم الدفاع عن الفشل الذريع في تحقيق أي إنجاز يُذكر في عهد الفريق الرجوب، على المستويات العربية والقارية والدولية والأولمبية سوى الفوز بلقب بطولة كأس التحدي عام 2014 أي بعد 6 سنوات من توليه الحكم الرياضي، في وقت يكتب فيه بعض الإعلاميين عن إنجازات طالت عنان السماء في عهد الرجوب.

في الختام، فإن المقارنة بين العهدين السابق والحالي مقارنة ظالمة بحق من أسسوا وتم نسيانهم في وقت يتم فيه تكريم من عملوا تحت سلطة الرجوب دون إنجاز يُذكر، في تأكيد على سوء الإدارة الرياضية وسوء النوايا.

شاهد أيضاً

آرسنال مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي

آرسنال يُحقق فوزه الأول على السيتي منذ 2015

لندن -2023/10/8- حقق فريق أرسنال انتصاراً معنوياً كبيراً وهاماً أيضاً على مانشستر سيتي بهدفٍ نظيف …