الرئيسية / الكتاب والمقالات / مشروع معاقبة (إسرائيل) رياضيًّا

مشروع معاقبة (إسرائيل) رياضيًّا

  • بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 1/3/2022- لم ينتظر الاتحادان الدولي والأوروبي لكرة القدم إضافة إلى اللجنة الأولمبية الدولية أكثر من خمسة أيام على نشوب الأزمة الروسية الأوكرانية، حتى تسابقت جميعها في التلويح بفرض عقوبات، وسرعان ما تحول هذا التلويح إلى اتخاذ قرارات عقابية صارمة ونهائية ورسمية على الرياضة الروسية عامة وكرة القدم خاصة.

فقد توالت وتدحرجت النوايا والأفكار المؤيدة لمعاقبة روسيا رياضيًا على غزوها لأوكرانيا، حتى إن الاتحادين الدولي لكرة القدم لم يُعلنا عقد اجتماع طارئ لدراسة الملف من أجل اتخاذ قرارات عقابية سريعة، إذ جاء إعلان قراراتهم الرسمية باستبعاد الأندية والمنتخبات الروسية من جميع بطولاته الدولية والقارية، كعقوبة رياضية على حدث سياسي وعسكري بامتياز.

وبعيدًا عن الاصطفاف مع أحد طرفي الأزمة الروسية الأوكرانية، فإن هذه العقوبة السريعة باستبعاد روسيا من ملحق تصفيات أوروبا المؤهل لكأس العالم 2022 في قطر، ستكون محط ردود فعل وتحليل متباين على الساحة الدولية، فهناك من يقول إنها عقوبات غير منطقية وله أسبابه، وهناك من يقول إنها عقوبة منطيقة وله أسبابه أيضًا.

أما على الصعيد الفلسطيني، ولكون الشعب الفلسطيني وقع ضحية وفريسة احتلال واستعمار واستيطان صهيوني منذ 74 عامًا وما زال، والتي شهدت قيام العصابات الصهيونية بارتكاب مجازر بحق المواطنين الفلسطينيين في مختلف المُدن والقرى التي هُجِّر سكانها في عام 1948 وفي عام 1956 وفي عام 1967، إلى جانب حروب جيش الاحتلال الصهيوني على غزة أعوام 2008 و2012 و2014 و2021، واستمرار الحصار المفروض على غزة منذ 16 عامًا.

كل هذه المجازر والحروب والحصار والقمع لأهلنا في النقب وفي الشيخ جراح وفي كل مُدن الضفة الغربية المحتلة، لم تُحرك مشاعر الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم ولا اللجنة الأولمبية أيضًا، وكأن الأرض الفلسطينية والدم الفلسطيني رخيص ولا قيمة له، وكأن الشعب الفلسطيني من جنس آخر ليس كالجنس الأوروبي، وكأن أطفال ونساء فلسطين ليسوا كأطفال ونساء العالم.

لقد انكشفت كل هذه المؤسسات الدولية الرياضية وغير الرياضة على حقيقتها، كيف لا وهي التي تكيل بمكيالين، فهل الغزو الروسي لأوكرانيا مُختلف عن احتلال عصابات إرهابية لأراضي دولة عربية وقتل شعبها وتهجير ما تبقى منه على قيد الحياة إلى مختلف أصقاع الأرض؟

سأفاجئكم وأقول إنه مختلف، ولكنه مختلف لصالح فلسطين وقضيتها، فالغزو الروسي لأوكرانيا ربما ينتهي في أي وقت وهو الذي لم يلبث أن بدأ منذ أيام، أما الاحتلال الصهيوني لفلسطين وأرضها وشعبها، فهو مُستمر منذ 74 سنة دون أن يُحرك العالم ساكنًا من أجل تحقيق العدل والإنسانية التي تدعيها هذه الدول المسماة بالعظمى زورًا وبهتانًا، ما يعني أنه ليس هناك إرادة دولية لإنهائه وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه.

ليس هناك من فرصة أثمن ولا أنسب من فرصة استثمار الأزمة الروسية الأوكرانية من أجل تحقيق الكثير من القفزات النوعية سياسيًا ورياضيًا، فكل مكونات هذا الأزمة وكل الأفعال وردود الأفعال تصب في خانة المقارنة بين ردود الفعل بين قضية وقضية.

لقد جاءتنا و”الراعي نايم”، علينا كفلسطينيين أن نحشد طاقاتنا وعلاقاتنا من أجل الحصول على تأييد الاتحادات الأعضاء في كل الاتحادات الرياضية الدولية من كرة القدم والسلة والطائرة وألعاب القوى إلخ، من أجل تطبيق مبدأ تكافؤ الحقوق، بمعاملة الكيان الصهيوني وكل اتحاداته الرياضية على نفس القدر من تعامل العالم مع الاتحادات الرياضية الروسية.

ورُب قائل، وهل تعتقد أن أحدًا في العالم سيلتفت للرياضة في ظل هذه الأزمة الطاحنة التي من الممكن أن تصل إلى مرحلة يُؤكل فيها الأخضر واليابس على الكرة الأرضية؟ وقد يكون مُحقًّا في تصوره فيما لو كان ينظر إلى الأمور بطريقة سطحية.

وأقول لأصحاب هذه الرؤية، علينا أن نفعل ما هو مطلوب منا أولًا، وعلينا أن نضع العالم أمام مسؤولياته، وعلينا أن نُحرج من يخشى الإحراج في مثل هذه المواقف، وعلينا أن نُقدم مشروع معاقبة الكيان الصهيوني رياضيًا لجرائمه بحق الإنسانية والشعب الفلسطيني، أسوة بما فعلته تلك الاتحادات مع روسيا واتحاداتها الوطنية، ومن ثم ننتظر.

شاهد أيضاً

آرسنال مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي

آرسنال يُحقق فوزه الأول على السيتي منذ 2015

لندن -2023/10/8- حقق فريق أرسنال انتصاراً معنوياً كبيراً وهاماً أيضاً على مانشستر سيتي بهدفٍ نظيف …