الرئيسية / الإعلام / في ذكرى رحيل الإعلامي عبد الكريم الدالي

في ذكرى رحيل الإعلامي عبد الكريم الدالي

أوراق رياضية فلسطينية "2"

ذكرى رحيل قامة إعلامية رياضية فذة

المرحوم عبد الكريم الدالي  ... سطر حروف التاريخ وشكل ركنا بمنظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني

كتب/أسامة فلفل

مرت تسعة سنوات كلمح البصر على رحيل أحد رواد الحركة الإعلامية الرياضية الفلسطينية وأحد أهم أركان لعبة تنس الطاولة وعضو مجلس إدارة نادي التفاح الرياضي والناطق الإعلامي المرحوم الحاج عبد الكريم الدالي "أبو أحمد" الذي قدم الكثير من أجل رفعة وتطور المنظومة الرياضية والإعلامية الفلسطينية، رحل بِصمت تاركا وراءه إرثا إعلاميا رياضيا شامخا خالدا وسيرة طيبة من الحب والوفاء والإخلاص والانتماء.

فكلما حلت هذه المناسبة نستذكر ما قدمه الراحل الكبير من أعمال جليلة وما بذله من تضحيات وسط صعوبات البدايات عندما كانت الحركة الإعلامية الرياضية تكتب بالدم وتسطر تاريخ متوهج خلال المحطات الغابرة إبان سنوات الاحتلال ،حيث كان الإعلاميون يلاحقون ويطاردون في ذلك الزمان ومع ذلك تحمّل الفقيد الراحل جميع تلك التبعات وواصل المسير والعمل بجد وثبات لإيمانه الراسخ بأهمية دوره الوطني والرياضي والإعلامي.

ظل ورغم شظف العيش, الصادق الأمين الثابت على المبادئ الملتزم بالأصول وأدبيات المهنة المحافظ على الأصول والثوابت الوطنية والرياضية والمتمرس في عمله رغم تعقيدات الحياة الصعبة وتداعياتها.

كان فارسا مهابا ورجل لا يعرف إلا طريق العطاء الخالص للوطن والرياضة الفلسطينية، فامتشق قلمه في ظروف استثنائية وصال وجال في كل محافظات الوطن ليرصد حالة الحراك الرياضي والثورة الرياضية التي أراد الاحتلال إخمادها للنيل من عضد الحركة الرياضية وضرب مفاصل الصمود عند الشباب الرياضي في الانتفاضة المجيدة.

لم يقف أبا أحمد رحمه الله عند حدود ناديه الأم نادي التفاح الرياضي بل شارك في تأسيس وإدارة منظومة الإعلام الرياضي الفلسطيني ضاربا بذلك أروع أمثلة المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية اتجاه المنظومة, تلك المسؤولية التي نفتقدها في هذه المحطة والتي تسمو فوق كل انتماء لنادٍ أو محافظة بل إن الفقيد الراحل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قام برعاية العديد من البطولات والصواعق التنشيطية للعبة تنس الطاولة على نفقته الخاصة واستضافة فرق قدامى الرياضيين بالضفة الفلسطينية حين عمل بالمحافظات الشمالية في مركز قيادة البنك الإسلامي الفلسطيني  وكانت له المساهمة في تغطية نفقات سفر بعثات تنس الطاولة في العديد من المشاركات الخارجية لتمثيل الوطن والرياضة الفلسطينية، وساهم في نشاط اللجنة الرياضية لمدينة غزة والشمال المسيرة للنشاط الرياضي خلال الانتفاضة الكبرى عام 1987م، وكانت له بصمة في تعزيز و تأسيس اللجان الوطنية للنشاط الرياضي بعد قدوم السلطة الوطنية، كذلك شغل منصب عضو اللجنة الإعلامية بالاتحاد العربي لتنس الطاولة، ومنسق لجنة الشباب و الرياضة بدائرة العمل الجماهيري، وشغل منصب عضو مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني للدراجات.

تلقي العديد من الدورات التخصصية بمجال الإعلام الرياضي على المستوي الوطني والعربي، وكان مجتهد في هذا الاتجاه ويسعي باستمرار لتطوير نفسه وصقل قدراته لملامسة التطور والتقدم والتميز والإبداع لخدمة وطنه ومنظومته الرياضية والإعلامية

إن مواقفه الخالدة وحكمته وحسن إدارته للأزمات وعطاءه الكبير وصدق انتماءه تعكس شخص وهوية هذا الرجل الذي عاش ورحل وقلبه معلق بالوطن والرياضة الفلسطينية.

اليوم وفي ذكرى الرحيل المؤلم وأنا أقلّب صفحات مسيرته الخالدة وتضحيات أنظر لواقعنا الإعلامي الرياضي الحالي بصورته العامة فأستشعر بصدق حاجتنا في هذه المرحلة من تاريخ حركتنا الإعلامية الرياضية الفلسطينية إلى نموذج رياضي وطني إعلامي وفي كعبد الكريم الدالي.

اليوم روح عبد الكريم الدالي الغالية في ذكرى وفاته تحمل النور المسطّر على سويداء قلوبنا وترسل باقات الورود المعطرة بمسك العنبر للذين حفروا في دروب التحدي بيارق الانتصار وعمدوا على ترسيخ وتجسيد الوحدة الجامعة الكاملة للحركة الرياضية والإعلامية في الوطن المكلوم.

إن الأحرف تعجز عن انتقاء المفردات التي تليق بالفقيد الراحل على ما قدمه للوطن والحركة الرياضية والإعلامية، فقد بذل المال والوقت وعلى حساب صحته لأجل أن تبقى الحركة الرياضية والإعلامية في موقع الصدارة.

لقد كان أبا أحمد رحمه الله- يحمل نبض الحركة الرياضية والإعلامية وروحه في كل خطوة يخطوها ولا يُخفي حبه الغامر المغموس في شرايين الدم.

كان رحمه الله على الدوام نبع للعطاء وجسرا للوحدة وحين كانت تلوح الاختلافات في الأفق يسعى دوما لتقريب وجهات النظر وبذل جهده في سبيل التوافق وحل المشكلات وكان النجاح والتوفيق حليفه.

إن رحيل الحاج عبد الكريم الدالي عن المشهد الإعلامي الرياضي لا يمكن أن تلغيه من الذاكرة بعض لحظات أو بعض شهور وسنوات ، لأن ما غرسه من قيم ومبادئ وأصالة وكرم وجود وعطاء وتضحية صامتة سيبقى مخزون في عضلة قلب الحركة الرياضية والإعلامية وهذا الغرس سيبقى حيا لن يموت.

كثير الكلام الذي يجب أن يقال في حق الفقيد الراحل أبا أحمد ، لكن عندما تتجمد الحروف والكلمات ويعجز العقل عن التفكير فلا يمكن أن أختزل الرجل في بعض كلمات أو بعض جمل أو بعض صفحات فمسيرته الخالدة ستبقى عنوانا وإشعاعا رياضيا وإعلاميا يجسد لنا الحلم الكبير.


شاهد أيضاً

اتحاد الإعلام الرياضي يحتفى بالإعلاميين والمؤسسات الصحفية

غزة/ مؤمن الكحلوت (صحيفة فلسطين) 4/7/2022- كرم اتحاد الإعلام الرياضي أمس، الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، في …