الرئيسية / رياضة محلية متنوعة / فتيات من غزة يحلقن بكرة الطائرة

فتيات من غزة يحلقن بكرة الطائرة

فتيات من غزة يحلقن بكرة الطائرة

غزة/نيللي المصري (فيس كووورة) 19/4/2017 - ممارسة الرياضة حلم تطوق اليه فتيات قطاع غزة، فهن يبحثن عن فرصة يتشبثن بها لممارسة هواية جميلة حرمن منها، بسبب النظرة النمطية لها، وتفضيل رياضة الذكور على رياضة الاناث من قبل الأندية والجهات المعنية، الا قلة وربما في نادي او ناديين يسمح للفتاة ان تمارس الرياضة في اروقتها،

مشروع برنامج "فلسطين نحو المستقبل" الممول من قبل مؤسسة التعاون الألماني (giz) والذي يهتم بالدعم النفسي للفتيات فئة(12-17) عاما من خلال الرياضة في بعض اندية قطاع غزة، وتحديدا في لعبة كرة الطائرة، والذي تنفذه الاكاديمية الرياضية بغزة شكل نظرة امل لهن نحو مستقبل مزهر بالإنجازات الرياضية.

الامل في بكرة

يديها الناعمة والصغيرة وهي تقذف الكرة نحو الشباك خلال التدريب في ملعب نادي الكرامة بغزة تحمل في راحتيها الامل في بكرة،

ففاطمة سحويل12 عاما احبت اللعبة منذ ان شاركت فريقا للكرة الطائرة خلال مخيم صيفي للمدارس، الامر الذي جعلها تواصل ممارستها للعبة من خلال الاكاديمية الفلسطينية،

"نفسي أكون بطلة" بهذه الجملة علقت سحويل امالها العميقة نحو النجومية، لا تستبعد ان تكون في يوم من الأيام احدى نجمات اللعبة،

تقول:" سعيدة لأنني وجدت مجالا لممارسة اللعبة من خلال الاكاديمية وبعد الدوام المدرسي، اهتم بدراستي قبل الذهاب الى التدريب"،

وتحرم الفتاة في قطاع غزة من ممارسة الرياضة بالشكل المطلوب، وان وجد فإنها بعض الأنشطة الخجولة وليست منتشرة على مستوى قطاع غزة كما كان في القرن الماضي.

نحو التصحيح

بكلمات واثقة ينم عن وعي وإدراك بأنه ليس هناك فرقا بين الرجل والمرأة تقول اللاعبة رولا أبو العيش (15) عاما:" مجتمعنا لديه معتقدات خاطئة تجاه المرأة، رغم انها تستطيع ان تعمل اكثر ربما اكثر من الرجل، نريد ان نواصل في الرياضة ونكون شيئا مهما".

اللاعبة أبو العيش تدعو زميلاتها وصديقاتها الى التمسك بحق ممارسة الرياضة، تقول:" نستطيع ان نفعل وننجح، اذا اتفقنا على ذلك سنكون في المقدمة".

تحليق مع الاحلام

ففي فضاء ملعب كرة الطائرة بنادي الكرامة الرياضي شمال قطاع غزة تطير الكرة وتطير احلامهن نحو الهدف المنشود، صيحات تشجيع وهتافات تبعث على الانطلاق والانسجام في اللعبة أكثر حال هؤلاء اللاعبات.

 اللاعبة ذكرى الأسود 15 عام تخشى من توقف مشروع اللعبة، وتأمل بالاستمرار، فحسب قولها ان التعلق باللعبة ومن ثم توقفها لأمر اضطراري شعور مؤلم وصعب،

تقول:" عند ممارستي اللعبة اشعر بفرح كبير نركض ونقفز ونتقاذف الكرة فيما بيننا بتنافس رائع، لا ينقصنا سوى الاستمرار، فأسرتي ليس لديها أي مانع من ممارسة اللعبة او الرياضة بشكل عام، نريد ان ينظروا الينا بنظرة اهتمام أكثر، نحن موجودات في الميدان".

وغالبا يحرص أصحاب المبادرات والمشاريع الرياضة الممولة الخاصة بالمرأة ان تكون امرأة مدربة او مشرفة على النشاط الرياضي النسوي تحسباَ لأي عائق أو رفض من المجتمع بوجود رجل يدرب الفتيات، علما بأن هناك اندية بغزة لديها فرق نسوية ومدربها رجل ومستمرة في ذلك، وان كان فيها إيجابية باتجاه إعطاء الفرصة للمرأة ان تكون مشرف ومدربة الا ان ما هو على الواقع لن يكون انصافا للمراة ولكن مجبرا حتى لا يتم إيقاف مبادرته ومشروعه،

الدعم النفسي من خلال الرياضة

المدربة هناء شحادة (25) عام خريجة كلية تربية رياضية والمشرفة على تدريب فريق الفتيات لكرة الطائرة ضمن المشروع الألماني والتي تنفذه الاكاديمية الفلسطينية الرياضية بغزة، تتحدث عن تجربتها :"مجتمعنا محافظ ولايزال يفرض قيودا على الفتاة خاصة ذهابها الى النادي، رغم تشجيع بعض الأهالي لبناتهن، ورغم ذلك التقينا بالأولياء الأمور أكثر من مرة وتحدثنا اليهم عن ماهية المشروع وهدفه، الامر الذي لمسنا قبول كبير سيشجع الكثيرات من الفتيات على الانتساب للألعاب الرياضية لو اتيح لهن المجال لذلك"،

توضح :"نحاول تعزيز المهارات الفنية للاعبات، فاللاعبات ما زلن صغيرات وليس لديهن أدني فكرة عن اللعبة، لكن المس تطور في ادائهن وهذا يحتاج الى وقت وجهد حتى نخرج بفريق فتيات بلعبة كرة الطائرة الى النور".

لم يكن اللعب وحده كاف لدمج الفتيات في الرياضة، تقول:" نحاول تقديم الدعم النفسي من خلال اللعب وتهيئة الفتيات لعالم الرياضة، خاصة ان الفتيات بفترة المراهقة وبحاجة الى دعم نفسي وتشجيع.

وعبرت المدربة شحادة عن املها بان يستمر هذا المشروع من اجل الفتيات اللواتي بنين احلامهن عليه.

الاجندة الرياضية

وتسعى الاكاديمية الرياضية الفلسطينية ان تعزز دور المرأة الرياضي من خلال برامجها وانشطتها المتعددة، وسبق لهم اعداد مدربات في كرة القدم، واعداد مدربات للكرة الطائرة وانشطة كثير،

يقول اياد أبو ظاهر رئيس الاكاديمية الرياضية:" ان مشروع برنامج فلسطين نحو المستقبل يتم تطبيقه في اربع اندية لأول مرة في قطاع غزة (نادي بيت حانون، شباب خانيونس، خدمات خانيونس، الكرامة) وهو يهتم بالذكور وعددهم 280 بكرة القدم، اما الاناث فعددهن 120 لاعبة في كرة الطائرة فقط، ويستهدف المشرع الفئة العمرية من 12-17 عام.

ويوضح ان الهدف الأساسي من هذا المشروع هو الدعم النفسي من خلال الرياضية، فالأطفال يمارسون الرياضة و المدربة تتابعهم بجلسات قبل وبعد التدريب الرياضي تحت اشراف مركز غزة للصحة النفسية كمنفذ شريك للمشروع لتطوير المدربين في الجانب النفسي،

 ويشير أبو ظاهر الى ان مميزات هذا المشروع انه خارج اطار المدرسة ولأول مرة يكون في اندية بالقطاع بعد الدوام المدرسي.

وعن الصعوبات يقول :"نحن امام تحدي لننقل التجربة في اندية مجتمع محافظ، لكننا لمسنا تجاوبا كبيرا من قبل الأهالي، فطلبوا انضمام الفتيات.

وردا على سؤال حول التوجه لتعزيز الرياضة النسوية من قبل المبادرات أو المؤسسات اذا توفر مشروع اجنبي مدعوم ماليا، قال :" قلة المرافق الرياضية والملاعب والصالات والاكتظاظ بالملاعب ساهمت بعدم تشجيع الرياضة النسوية، ناهيك عن ثقافة أعضاء مجالس إدارات الأندية التي تحدد الفكر الثقافي نحو ذلك.

شاهد أيضاً

الصداقة يحسم موقعة الكرامة والعميد يتخطى حاجز بيت حانون

في دوري المحترفين والدوري الممتاز لكرة الطائرة غزة/ مؤمن الكحلوت (صحيفة فلسطين) 9/8/2023- واصل نادي …