الرئيسية / كأس غزة 2016-2017 / السباخي .. محبوب الجماهير وعريس كأس غزة

السباخي .. محبوب الجماهير وعريس كأس غزة

السباخي

محبوب الجماهير وعريس كأس غزة

غزة/وائل الحلبي (أمواج الرياضية) 18/5/2017 - عندما تبدأ الحديث عن كرة القدم في غزة واللاعبين البارزين في المستطيل الأخضر فلا شك أن الاسم الأول الذي سيطرح أمام ناظريك هو النجم سعيد السباخي, تعددت المسميات التي أطلقتها عليه الجماهير ووسائل الإعلام ما بين المايسترو والفنان وكان أخرها الإمبراطور لقب قد يراه البعض كبيراً لكنه ليس بكبير على نجم بحجم وقيمة السباخي, استحوذ على قلوب الجماهير وأسرها دون كلل أو ملل حتى وان تغيرت معه المعطيات فإنه يبقى الأسطورة الحية للكرة الرفحية خاصة والغزية على وجه العموم.

لا يعرف الإنكسار

كل من عاش أو لعب إلى جوار سعيد السباخي يعلم ويدرك أنه لا يعرف الإنكسار ولا يتسرب له اليأس مهما تعاظمت صعوبة المهمات, فالكل يعلم أن الطريق إلى منصات التتويج يبدأ من كلماته النابعة من القلب وعطائه المجنون الذي لا يتوقف ولا يتغير.

السباخي لم يخوض في مسيرته الكروية الكثير من التجارب التي لم تنتهي بتحقيق الإنجازات فجميع الأندية التي لعب بها كان له بصمة واضحة فيها وشكل علامة فارقة مع كل منهم, لربما النظر لتجربتيه مع غزة الرياضي الذي لعب في صفوف أربعة مباريات فقط وهلال القدس الذي لم يخوض أي مباراة معه يتعدى حدود الكرة ويكون نحو ما أقدم عليه السباخي عندما قام بإعادة جزء من المبلغ الذي حصل عليه لنادي غزة الرياضي بعد فشل الفريق في بطولة كأس غزة 2012 الموقف الذي أظهر رُقي الأخلاق والهدف الأسمى للاعب بعيداً عن جني المال الذي أصبح الشغل الشاغل للسواد الأعظم من لاعبي الكرة في غزة.

منذ أن بزغ نجمه في صفوف فريق خدمات رفح الأول وتصعيده له قبل أن يتجاوز السابعة عشر من عمره كانت العديد من الرسائل التي تشير إلى أن الكرة الفلسطينية على موعد مع موهبة كروية سيكون لها شأنها وهذا ما عولت عليه الجماهير ليكون أحد أبرز اللاعبين الذين لعبوا في صفوف الفريق على مدار التاريخ وكان سبباً رئيسياً في تحقيق خدمات رفح للقب الدوري الممتاز 2006/2007 والذي استمر لفترة طويلة قبل أن يصل خدمات رفح لنهاية المطاف بمواجهة اتحاد الشجاعية لتحديد البطل بعدما تصدر كلاهما مجموعته, ليفرض الفريق الرفحي كلمته في بطولته المحببة بفضل جهود السباخي وزملائه في ذلك الوقت إياد ونادر الحجار وحسام الكرد وإسلام أبو عريضة وأسامة شعت وعبد اللطيف البهداري وعبد الحميد كلوب وغيرهم الذين كانوا صُناع المجد الثالث للأخضر الرفحي.

محطات تاريخية

في الوقت الذي عاشت فيه الكرة الغزية فترة عصيبة وتوقف نشاطها بفعل العديد من الأحداث أراد السباخي صناعة المجد في الضفة الغربية وانتقل للعب في دوري الدرجة الممتاز مع فريق وادي النيص الذي لم يسبق له أن توج بلقب الدوري وكان باحثاً عن تحقيق انجاز فريد من نوعه, لينجح في التعاقد مع لاعب خدمات رفح الذي قدم واحد من أروع المواسم الكروية له وقاد الفريق لاكتساح الخصوم الأمر الذي جعل كافة المتابعين والمحللين يتحدثون عن تتويج أبناء الواد باللقب في حال استمر السباخي في تقديم العروض القوية, لينجح في تتويج جهود الفريق ويحصد أول لقب للدوري الممتاز مع الفريق الذي أصبحت جماهيره ترتبط بشكل كبير بلاعبها المعشوق, لم يكن لقب الدوري هو الاستثناء في مسيرة اللاعب مع وادي النيص بل أنه ساهم في حصد الفريق للقب الكأس ليحقق وادي النيص ثنائية تاريخية قبل أن يتوج بنفس الموسم بلقب كأس سوبر الضفة الغربية.

الساحر لم يعرف طريقاً للمجد إلا ووصل لها وفي الوقت الذي تردد ما بين اللعب في غزة أو العودة لوادي النيص من جديد استقر على اللعب مع الأخير في موسم 2010/2011 بداية من مرحلة الإياب في دوري المحترفين في نسخته الأولى وكان الفريق بعيداً عن المنافسة في ذلك الوقت إلا أن عودة معشوق الجماهير جعل الفريق يقدم أداءً أفضل من السابق ويحتل المركز الخامس بعدما تراجع للمراكز المتأخرة في بداية المشوار.

العودة المتأخرة لوادي النيص لم تمنع السباخي من قيادة الفريق لحصد لقب يزين فيه الفريق خزائنه وهو لقب كأس الشهيد أبو عمار والتي تقام بشكل سنوي في الضفة الغربية بمشاركة أندية دوري المحترفين والإحتراف الجزئي بتنظيم رسمي من اتحاد كرة القدم, ليقود السباخي فريقه إلى اللقب للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه.

تنقل السباخي خلال الفترة من 2012 إلى 2014 بين الضفة وغزة قبل أن يقرر تكرار صناعة الأمجاد مع فريقه خدمات رفح ويقود الفريق إلى العودة لمنصات التتويج ولكن عبر بوابة كأس غزة عام 2014 والتي شكلت محطة تاريخية في مسيرة اللاعب والأخضر الرفحي الذين زين خزائنه باللقب الثاني للكأس في تاريخه, ليكون السباخي رجل المهمة التي أراد من خلالها استعادة الأخضر الرفحي لهيبته وسطوته في حصد الألقاب.

الاستغاثة وتلبية النداء

كان وادي النيص في أمس الحاجة إلى خدمات السباخي بعد صعود الفريق لدور المجموعات من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وكان القرار النهائي هو تلبية النداء واللعب مع الفريق في البطولة الآسيوية من أجل تشريف اسم فلسطين خاصة وأنها المرة الأولى التي كان يصل فيها فريق فلسطيني لدور المجموعات في البطولة والتي شهدت تقديم الفريق لعروض قوية وكان قريباً من الصعود لدور الـ16 لولا سوء التوفيق الذي عانده وودع المسابقة من دور المجموعات.

وفي الوقت الذي كانت تعيش جماهير خدمات رفح لحظات من الحزن على ضياع لقب الكأس في موسم 2015 بالخسارة أمام الشجاعية بثلاثية نظيفة, كانت عودة النجم المحبوب إلى الفريق بداية تحديث لسجل الأبطال مجدداً بعدما أبدى النوايا وأظهرها مبكراً في رغبته لقيادة الفريق نحو استعادة لقب الدوري الممتاز بعدما غاب عن خزائن النادي في أربعة نسخ متتالية.

ظهر المعدن الأصلي للمايسترو وقاد الأخضر من فوز لأخر برفقة مجموعة مميزة من لاعبي الفريق إلى أن نجحوا في الوصول للمحطة الأخيرة وكانت كلمة الحسم للنجم السباخي الذي منح فريقه نقطة التعادل أمام ملاحقه الصداقة والتي كانت كفيلة بتتويجه بالمجد الرابع في تاريخه.

خطوة مهمة

جماهير الزعيم شباب رفح ارتبطت بعلاقة وطيدة بالسباخي منذ سنوات سابقة قبل أن يفكر اللاعب في الانضمام لصفوف الأزرق الرفحي في ظل الاحترام الكبير الذي يحظى به اللاعب من مختلف الجماهير الغزية خاصة مع المواقف الإنسانية والوطنية التي أبداها في العديد من المناسبات.

كل هذه الأمور جعلت من السباخي أمنية تتمنى أن تراها الجماهير في العديد من الأندية, لكن رغبته الأولى والأخيرة كانت بالإنتقال لصفوف الجار شباب رفح الذي سبق وأن وعد جماهير الزعيم أن يكون أحد لاعبي الفريق, ليتحقق حلم الجماهير بعدما طال انتظار تلك اللحظة.

وليس بالأمر الغريب أن تجد زملائه في الفريق يتغنون بالسباخي كما تتغنى به الجماهير في ظل ما يتمتع به من حب وامتلاك قلوب جميع زملائه في الفريق على الرغم من أنهم سبقوه بسنوات في القلعة الزرقاء لكن لا صوت يعلو فوق صوت آسر القلوب.

لاعبي الأزرق كانوا ولا زالوا يعتبرون أن زميلهم السباخي هو العلامة الفارقة مع الفريق والذي لطالما كان قدوة للكثير منهم قبل أن يلعبوا بجواره في صفوف الفريق.

بطولة الدوري الممتاز كانت حلم راود كل الجماهير الزرقاء في هذا الموسم لكن العديد من الظروف والتعثرات الخارجة عن الإرادة تسببت في ضياع اللقب, إلا أن هذا الأمر لم يكن نهاية الطريق بل أن السباخي ورفاقه أرادوا أن يتكلموا بلغة الألقاب من خلال التتويج بلقب كأس غزة 2017 على حساب الجار اللذوذ خدمات رفح في مواجهة كان نجمها الأبرز سعيد السباخي بعدما ساهم في صناعة الهدف الأول وتمكن من تدوين ثاني الأهداف.

المشهد الأهم والأبرز عقب تسجيل الهدف الثاني والذي قضى فيه على آمال الخدمات في العودة للمباراة هو الوقوف احتراماً ورفضاً للاحتفال بتسجيله للهدف الثاني في شباك فريقه السابق الأمر الذي جعل الجماهير تقف مصقفة له على مواقفه النبيلة.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …