الرئيسية / الدوري الممتاز 2017-2018 / النشامى ..من باب البطولة إلى محراب اللقب

النشامى ..من باب البطولة إلى محراب اللقب

نشامى المجد الثاني

من باب البطولة إلى محراب اللقب

طريق رسمه "حبيب" ورفاقه.. وقاده "حنيدق" وجنوده..

كتب/أحمد سلامة (أمواج الرياضية) 23/3/2018 - انتهى الموسم الرياضي 2017-2018 في المحافظات الجنوبية حاملاً معه الكثير من الأفراح.. ومثلها من الأتراح.. وقليل من المفاجآت.. والكثير من الإيجابيات.. والسلبيات التي قتلت روح المنافسة بوجود ظاهرة الشغب والمفرقعات النارية، ناهيك غن بعض الاتهامات التي لاحت في سماء في الدوري بتمرير بعض المباريات تحت الطاولة، وإن كان لا يوجد دليل حول ما يُشاع بخصوص هذه الآفة.. 

أرقام وإحصاءات كثيرة سجلتها الأندية خلال الموسم المنصرم.. وأسباب توجت أندية باللقب وحطمت آمال أندية أخرى..

أكثر هذه الأندية فرحاً، "شباب خان يونس" الذي توج فريقه بلقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه، بفارق سبع سنوات بين اللقب الأول والثاني، لجيل رائع من الشباب، يمكنه المحافظة على هذا الإرث لسنوات قادمة لو تم استثماره بالشكل المناسب..

"أمواج الرياضية تستعرض مشوار فريق شباب خان يونس المتوج باللقب.. وأهم المراحل والنتائج التي حققها مقارنة بالطموح الذي كان يسبق انطلاق الدوري عبر التقرير التالي:

تحرر آت أُكله..

برحيل ثلاثي الفريق المميز محمد بركات، عمر أبو عبيدة، والحارس حسين البطراوي عن الفريق قبل انطلاق الموسم، توقع الجميع أن يعاني الفريق في الدوري، خاصة أن الحديث يدور عن ثلاثة من ألمع نجوم اللعبة في القطاع، وبدأت هذه الملامح تنمز في نفوس البعض في الجولات الأربع الأولى التي شهدت تذبذب واضح في نتائج الفريق، وسرعان ما التئمت جراح النشامى، وبدأ الفريق يتحرك كجسد واحد، مؤمنين أن الفريق لا يقف على لاعب أو اثنين مهما كان حجمه ونجوميته، حتى أن البعض راهن على أن تظهر الشيخوخة على كابتن الفريق حسن حنيدق الذي كان يلعب دور البطولة بوجود بركات وأبو عبيدة، إلا أن حنيدق خرق كل القواعد والقوانين الرياضية بتقديم نفسه بثوب جديد وغير متوقع للاعب تخطى عامه (38)، وقيادته للفريق داخل وخارج الملعب، وصناعته معظم أهداف الفريق في الدوري..حتى انه من الأقوى المرشحين للحصول على لقب أفضل لاعب في الدوري، أو أفضل لتعب وسط على أقل تقدير..

بداية غير مطمئنة..

بداية النشامى في الدوري لم تحمل معها شيئاً من التفاؤل لمحبي ومشجعي الفريق، خاصة في التعادلين أمام الصداقة والهلال في انطلاقة المسابقة، ورغم الفوز على شباب رفح في الجولة الثالثة، إلا أن الخسارة الأولى للفريق أمام خدمات الشاطئ بهدف لهدفين قل�لت  من سقف من التفاؤل، على اعتبار أن فريق الصداقة كان يمضي في انتصاراته ويتصدر الترتيب، ما يعني ان الفريق لم يحقق سوى خمس نقاط في اللقاءات الأربعة الأولى، في حين حقق الصداقة ضعفها، إلا أن هذه الأحداث التي اعتبرها البعض عاصفة على صعيد النتائج، إلا أن العمل بصمت داخل الخلية بقيادة الكابتن محمد أبو حبيب، وجهازه التدريبي، والإيمان بقدرة الفريق على تجاوز هذه المحنة تحقق بسرعة البرق..

نقطة تحول..

التفاف اللاعبين والجهاز الفني ومن خلفهم الجماهير ومجلس الإدارة في الوقت المناسب تحول إلى وقود أشعل شرارة المنافسة على اللقب بقوة، فحقق الفريق خمس انتصارات متتالية، بدأها بالفوز على خدمات رفح بهدف نظيف، وبالنتيجة ذاتها على شباب جباليا، قبل أن يثور في وجه الأهلي ويحقق الفوز بثلاثة أهداف لهدف، وعلى غزة الرياضي بهدفين، لهدف، وهي النتيجة ذاتها التي حققها على جاره اتحاد خان يونس في لقاء الديربي المثير، قبل أن يختتم مرحلة الذهاب بتعادلين أمام القادسية سلبياً وأمام الشجاعية إيجابياً بهدف لهدف، لينهي الفريق مرحلة الذهاب وبحوزته  20 نقطة، جمعهم من ستة انتصارات وأربعة تعادلات، وخسارة وحيدة أمام خدمات الشاطئ في الجولة الرابعة..

لماذا تفوق النشامى..

لم يكن تفوق النشامى في الدوري مجرد ضربة حظ.. بل كانت هناك أسباب وعوامل جم�ة نقلت الفريق نقلة نوعية ليحقق اللقب بعد غياب سبعة أعوام عن آخر لقب دوري حققه الفريق، ولعل أهم هذه الأسباب الإيمان العميق لدى لاعبيه بأنهم أبطال، إضافة إلى إبداع المدير الفني "محمد أبو حبيب" في إبعاد الفريق عن الضغط النفسي والجماهيري، والتعامل مع كل مباراة على أنها نهائي كأس، وثالث هذه الأسباب هو الفوز في المباريات المباشرة على أندية المقدمة، كالصداقة وخدمات رفح، وغزة الرياضي، ناهيك عن امتلاك الفريق للبديل الناجح، والاستقرار الفني، على اعتبار أن الجهاز التدريبي بدأ فترة الإعداد مع الفريق، واستمر معه حتى التتويج إلا أن أهم أسباب هذا التألق امتلاك الفريق لقاعدة جماهيرية ربما تعتبر الأكثر تميزاً على مستوى قطاع غزة..

أرقام وإحصاءات..

المتابع لأرقام وإحصاءات الفريق في الدوري يدرك تماماً أن الفريق استحق اللقب عن جدارة واستحقاق، فخلال 21 مباراة خاضها الفريق، حقق الفوز في 13 منها كأكثر الفِرق فوزاً، وأقلها خسارة، فلم يخسر إلا لقاءين فقط خلال الدوري أمام خدمات الشاطئ ذهاباً، وشباب رفح إياباً، فيما تعادل في 6 مناسبات، كما يُعد الفريق أقوى خط هجوم بتسجيله 34 هدف، وثاني أقوى خط دفاع، حيث ولجت شباكه 17 هدفاً فقط.. ولا زالت هناك مباراة متبقية للفريق في الجولة الأخيرة أمام الشجاعية، يمكن أن تغير من هذه الأرقام، وإن كانت غير مؤثرة بالمطلق على الفريق..

ومن أهم الأرقام التي حققها النشامى هذا الموسم وساهمت في تتويجه باللقب مبكراً، هو التفوق في النتائج المباشرة مع أندية المقدمة، فقد حقق الفريق أربع نقاط من الصداقة بطل الشتاء، ومثلها من خدمات رفح، فيما خطف 6 نقاط من غزة الرياضي بالفوز عليه ذهاباً وإياباً..

ولعل أبرز النتائج التي حققها الفريق في الدوري هي الفوز على الفوز على شباب جباليا ذهاباً وإياباً 1/0، و 3/1، وعلى الاهلي 3/1، و3/0، وعلى غزة الرياضي 2/1 ، و2/0..

نجوم من ذهب..

لعل امتلاك فريق شباب خان يونس للعديد من النجوم ساهم كثيراً في حصول الفريق على اللقب، خاصة أنه يمتلك خطوط شبه كاملة، ففي حراسة المرمى هناك هيثم فتيحة، وهو أقل حراس المرمى تلقياً للأهداف، وأمامه برج المراقبة "إسلام أبو عبيدة" قائد خط الدفاع القوي، وصمام أمان الفريق، وجانبه الثلاثي يوسف عبد المجيد، وعبد الرحمن الحاج، ومحمد سلامة ورفيق عاشور، وفي خط الوسط يوجد الدينامو "حسن حنيدق" عميد لاعبي الدوري، والرئة التي يتنفس منها الفريق، والحديث يطول عن خط الوسط بوجود محمد أبو موسى، خالد القوقا، معتز أبو سل، باسل أبو بطنين، ناهيك عن الخط الهجومي بوجود الثنائي أمجد أبو شقير وحازم شكشك، وباقي لاعبي الفريق الذي اعتلوا صفحات المجد بالتتويج باللقب..

مفارقة..

سبع سنوات كانت كفيلة لتحقيق النشامى لقبين دوري، سُجلا بمداد الذهاب في تاريخ النادي، ففي عام 2011 قاد الفريق المدير الفني الشاب "ناهض الأشقر"، وبعد سبع سنوات كاملة كرر زميله "محمد أبو حبيب" الإنجاز بتتويجه باللقب، وكلاهما من أفضل مَن أنجبتهم الكرة الفلسطينية على الإطلاق إبان التسعينيات، ولعل هذه التجربة لشابين في منتصف الأربعينيات من العمر، بالإضافة لاعتماد النادي على أبنائه في التدرج بين الفئات العمرية، والتخلي عن فكرة شراء اللاعبين بأموال باهظة، ما يعني أن استثمار هذه المعطيات التي قد لا تتوفر في كثير من الأندية قد تجعل الفريق علامة كروية مميزة في السنوات المقبلة..

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …