قرارات لجنة الاستئناف خط أحمر

بالعربي الفصيح

قرارات لجنة الاستئناف خط أحمر

كتب/ خالد أبو زاهر: 22/4/2018

قناعتي التي لن تتغير مهما حدث، أن القانون لا يجب المساس به، لأن ذلك سيؤدي إلى فوضى عارمة لن تُحمد عقباها، حيث إن الرياضة والفوضى أمران متناقضان لا يلتقيان.

كنت ولا زلت وسأبقى مع الأفكار الإيجابية الهادفة إلى جسر الهوة بين أي طرفين مختلفين لتحقيق الاستقرار والحفاظ على الرياضة، وهذه الحلول محمودة في كثير من القضايا التي نسميها حلولاً وسطاً، ولكن أعتقد أنه لا مجال للحلول الوسط في القانون، حيث إن هناك نصوصاً تعلمنا من خلالها أنه لا اجتهاد مع قانون.

وهنا وبقدر رغبتي في أن تسير الأمور بشكل طبيعي ومنطقي، إلا أنني أرى أنها ستكون سابقة خطيرة إن يتم الالتفاف على قرار لجنة الاستئناف باتحاد كرة القدم، من أجل تحقيق أمر إيجابي، حيث إن الإيجابية الأكبر في هذه الحالة، هي الحفاظ على القانون، ولا يجوز مجاملة نادٍ و"جبر خاطره" على حساب القانون.

إن حديث الأخ والصديق الحبيب خالد كويك رئيس نادي شباب رفح خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بالأمس، تضمن بعض المعلومات الخطيرة التي أحاول جاهداً استيعابها لأنها من الأمور غير المستوعبة ولا مجال لاستيعابها، ولكن تأكيد كويك على وجود وسطاء تدخلوا وأقنعوا اتحاد الكرة بالسماح لمئات من جماهير شباب رفح بحضور المباراة، أمر يدعو للدهشة لا سيما وأنه اقتراح جاء عقب صدور قرار لجنة الاستئناف، وإن حدث ذلك بالفعل ولا أعتقد أنه بالإمكان تطبيقه، فإن ذلك يندرج تحت بند إصلاح الخطأ بخطأ، فشباب رفح غير مظلوم في قضية الجماهير حتى نقوم بمحاولة إرضائه، ولا مجال هنا إلى استجلاب حساسية مفرطة ومبررات غير مقنعة من أجل رفض العقوبة، كالقول إن توقيت العقوبة هو الخطأ، وقد قالها الأخ خالد كويك علناً، بأن توقيت العقوبة خطأ، وهذا اعتراف ضمني بأن هناك مخالفة تستحق العقوبة، وأن الاختلاف على التوقيت وليس على العقوبة نفسها.

أعتقد أن قيام الأخ خالد كويك بإعادة الأمل لجماهير النادي بحضور المباراة غداً أمام الصداقة، يُعد في حد ذاته صدمة جديدة، لأن هذا لا يتعدى (إبر) تخدير أو (بنج) لجماهير نادي شباب رفح العريقة التي انتظرت وتنتظر المباراة في الدور قبل النهائي والمباراة النهائية على أحر من الجمر، ولكنها مع الأسف الشديد ستتعرض لصدمة جديدة تتمثل في أنه لن يُسمح لها بحضور المباراة لأن قرارات لجنة الاستئناف تُعد قرارات نافذة ومُلزمة لاتحاد كرة القدم قبل الأندية ولا مجال لتغييرها لأي سبب كان، وبالتالي ما صدر عنها من تثبيت للعقوبة المفروضة من لجنة الانضباط بناء على التقارير، يُعد قراراً نهائياً لا رجعة عنه ولا يحتمل التغليظ أو التخفيف.

وإن محاولات أهل الخير والكوادر التخفيف من الأزمة الآن، ستكون لها عواقبها لاحقاً، وستكون عملية كسر قرار لجنة الاستئناف بمثابة قتل للقانون وللاتحاد وللنظام وللاستقرار، وسيكون اليوم بمثابة تصريح واضح وصريح للجماهير أن تفعل ما تشاء، على قاعدة أن هناك عقلاء يقومون بإصلاح الكسر، دون معرفة أن هذا الكسر سيكون مرة واحدة وإلى الأبد، ولن نجد بعد اليوم مكاناً للقانون.

أتمنى أن يعي الجميع وفي مقدمتهم جماهير شباب رفح، أنه ليس هناك أغلى من القانون وتعزيزه والحفاظ عليه، والمباراة القادمة هي مجرد مباراة ستمر وسيأتي بعدها مباريات وبطولات وألقاب، وأعتقد أنه إن كان هناك محاولة لتخفيف وطأة الأزمة، أن تُقام المباراة بدون جماهير نهائياً وهو ظلم للصداقة، إلا أن هذا أمر سيُساعد على عدم حدوث تجاوزات لاختراقات من بعض الجماهير التي ستحاول دخول الملعب .. والله من وراء القصد.