الرئيسية / اتحاد كرة القدم / “زلة لسان” الرجوب والفيفا

“زلة لسان” الرجوب والفيفا

بالعربي الفصيح

"زلة لسان" الرجوب والفيفا

كتب/خالد أبو زاهر: 13/9/2018

إن ما قاله اللواء جبريل الرجوب في تصريحه الصحفي عشية المباراة المُلغاة بين منتخب دولة الاحتلال الإسرائيلي والأرجنتين قبل عدة أشهر، كان أقل�َ ما يُقال على مفترق طُرق خطير متعلق بعاصمة دولتنا الفلسطينية القدس.

كما وأن ما تضمنه التصريح الصحفي المتلفز للواء الرجوب من دعوة لحرق صور وقميص النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، كان خروجاً عن الشعور نتيجة الإحساس بالظلم والقهر، وأعتقد أن ما يُقال عند الغضب والقهر والظلم يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار، ويجب أن يُراعى شعور المتحدث ومعرفة مدى الألم الذي أوجعه ودفعه باتجاه الصراخ.

وأعتقد أنه كان من الأجدر  بالاتحاد الدولي لكرة القدم الذي تباطأ ولا يزال في كل ما يتعلق بالممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة والرياضيين الفلسطينيين، كان الأجدر به أن يُغمض عينيه عن تصريحات اللواء الرجوب مثلما يُغمض عينيه وأُذنيه عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.

كان بإمكان (الفيفا) أن يعتبر ما قاله اللواء الرجوب عبارة عن "زلة لسان" أو "نرفزة" وغضب تجاه نجم كبير وقضية حساسة، وأن يعتبر ما قاله أيضاً مهما جداً تجاه قوات الاحتلال التي تحتل الأرض والإنسان الفلسطيني وتصادر أرضه وتُقيم عليها المستوطنات وأنديتها التي تلعب بشكل غير شرعي في الدوري المحلي.

من المفترض والمنطق ألا يُعاقب (الفيفا) اللواء الرجوب على تصريحاته، فهناك جرائم قتل تحدث ويتم تصنيفها على أنها حدثت عن غير قصد وتحت تأثير القهر والظلم، فاللواء الرجوب لم يكن يعني حرفياً حرق القميص والصور بالمعنى اللفظي بقدر ما كان تعبيراً عن السخط الفلسطيني من مساهمة نجم كبير بحجم ميسي في إيذاء الشعب الفلسطيني، وحتى وإن كان يقصد القول، فإن صور رؤساء وزعماء دول يتم حرقها أمام عدسات التلفاز ولا يقوم أحد  بمحاسبتهم ولا بمحاكمتهم، فهذا نوع من أنواع التعبير عن الغضب دون مساس بأرواح الناس.

إن الشعب الفلسطيني شعب مظلوم ومقهور ومسلوب الحقوق والأرض والحرية من قوات وعصابات احتلت دولته وتربعت عليها وطردت أهلها وشردتهم في أصقاع الأرض، ولو كنت مكان الرجوب لقلت ما قاله وأكثر، ولو كنت مكانه لقلت ما قاله بطريقة أخرى لا تضعني موضع المتهم بالتحريض، ولكنني لا ألومه وأشد على يده، فالموضوع لم يكن مجرد موضوع مباراة، فقد كان أكبر من ذلك بكثير، فقد كان يمس أخطر ملف من ملفات قضيتنا الفلسطينية وهي قضية القدس.

والجميع يعرف أن قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) سواء كانت منطقية أو العكس، وسواء كانت عادلة أو العكس، فإنها قرارات نافذة وغير قابلة للتأجيل أو التسويف، وتكاد تكون القرارات الوحيدة من بين قرارات كثير من الهيئات الدولية بمختلف مشاربها على مستوى العالم التي تُنفذ فوراً دون ركن على الرفوف أو رمي في الأدراج كما حدث ويحدث في قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإدانة الاحتلال الإسرائيلي والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني.

اليوم وعقب قرار الفيفا الظالم لفلسطين والمنحاز لدولة الاحتلال، وقبل معرفة نتيجة ورد الفيفا على الاستئناف المُقدم من فلسطين، أتوجه بالنصيحة لكل الأشخاص أو الأندية أو الهيئات الرياضية التي تخضع لقوانين وأنظمة (فيفا) أو اللجنة الأولمبية الدولية، أن تتريث كثيراً في إعلان موقفها تجاه هذا القرار وتُعبر عنه بما لا يضعها موضع المعترض والمخالف للقوانين، فنحن لسنا بحاجة لمزيد من العقوبات.

وأخص بهذه النصيحة رئيس وأعضاء الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ولجانه، ورؤساء وأعضاء إدارات الأندية الكروية في فلسطين لا سيما أندية دوري المحترفين، حيث إن تصريحاتهم وتعليقاتهم على قرار (فيفا) بإيقاف الرجوب، ستنعكس بالسلب عليه وعلى الاتحاد وعلى الأندية.

إن كل ما يتم نشره أو بثه من تصريحات وتعليقات المسؤولين الرياضيين الفلسطينيين حول قرار الإيقاف المُنحاز لدولة الاحتلال، يتم متابعته وحفظه من قبل مختصين في دولة الاحتلال والفيفا أيضاً، وبالتالي فإن من شأن أي تعليق أو تصريح خارج عن اللباقة والدبلوماسية الرياضية، أن يُلحق بنا ضرراً كبيراً في المستقبل.

وأخشى ما أخشاه أن تكون عقوبة الإيقاف التي طالت اللواء الرجوب، الأولى ولا تكون الأخيرة، وأخشى أن تكون بداية أو تحضيرا لقرارات أخرى أكثر ظلماً لفلسطين وانحيازاً لدولة الاحتلال.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …