الدوري خط أحمر .. أعطونا فكرة غير التعليق

الدوري خط أحمر .. أعطونا فكرة غير التعليق

كتب/فتحي أبو يوسف: 14/10/2018 - تابعت كغيري في الوسط الرياضي الخبر الخاص بتعليق بطولة الدوري العام في المحافظات الجنوبية " غزة " ... ولم تعجبني كثيرا ردة الفعل الاعلامية القليلة الباهتة الخجولة المختصرة على القرار !! لأن هذا القرار استراتيجي في تأثيره على النشاط الرياضي بشكل عام وليس على كرة القدم فحسب ويجب أن يكون هناك نقاشاً عميقاً ومطولاً لوضع الحلول والبدائل والاتفاق على اليات واجراءات ما بعد القرار !! لأن الموقف ليس سهلاً ولا يوجد طرف لديه الحق المطلق في مبرراته !! فإدارات الأندية لها مبرراتها وأصبحت الأن على حق في مطالبتها بالمساهمة في تغطية جزء من نفقات لعبة الكرة في أنديتها لأن مساهمة الرعاية ومنحة السيد الرئيس تغطي لمعظم الأندية في المحافظات الجنوبية حولي ثلث النفقات وفي بعض الأندية تزيد النسبة قليلاً وتم الالتزام من ادارات الأندية بذلك رغم اعتراضهم على عدالة التوزيع في السنوات السابقة واعتمدوا سياستهم المالية على هذه الموارد الثابتة والبحث عن جهات أخرى أو نشاطات تغطي ما تبقى من نفقات والخروج بعجز مالي سنوي متوارث كالعادة ... وعلى رغم من انه ليس هناك مجالا للعتاب الا انني وغيري حذرنا مراراً وتكرارا من الوصول الي هذا الموقف الذي كان لا بد منه طالما لم نغير سياستنا العامة في التعامل مع واقعنا الكروي ولا مجال أيضا لتحميل المسئولية لطرف دون آخر فالجميع شركاء في السراء والضراء ...

ثم على الجانب الاخر وله مبرراته لأن رعاية البطولات موضوع سوقي استثماري قراره مستقل ولا دخل لأحد في اسبابه أو خلفياته " واللي عنده راعي يقول !! " وموضوع منحة السيد الرئيس القرار يتعلق بالسيد الرئيس نفسه ويتم تنفيذه بشكل رسمي من خلال المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي يقوم  بتوزيعها على الأندية حسب السياسة العامة المعلنة .

ومن هنا تظهر الحيرة بين الجميع في عدم الاصطفاف الى جانب دون الاخر لان المبررات علي حق والمنظومة الكروية هي المظلومة بين الجميع وتدفع الثمن يوميا  ونحن نتساءل فيما بيننا في حوار الطرشان المعهود ... لماذا تتراجع كرتنا الغزية كما يحلو لنا أن نسميها محلياً  ؟؟ ولماذا وصلنا الى مثل هذا القرار ؟؟ وما هي الحلول والبدائل المتاحة ؟؟ طبعاً لا جواب !!!!

الجواب الحقيقي والواقعي أن بطولة الدوري العام خط أحمر علي الجميع عدم تجاوزه باي حال من الأحوال والتفكير دائما يجب ان يكون نحو الحفاظ على ديمومة واستمرارية البطولات الرسمية التي ينظمها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم لأن منظومة الاتحاد في غزة بين قوسين تعاني أكثر من معاناة الأندية لكنها تتجرع الألم وتتحمل معاناة قلة الحيلة وضيق اليد والديون المتراكمة واستحقاقات اللجان العاملة وشتائم الجماهير وهجمات الاعلاميين والاداريين التي تمس احيانا بالكرامة من أجل الحفاظ على استمرارية النشاطات والبطولات في قطاع غزة .

وتفصيلياً لو حاولنا ان نناقش ايجابيات وسلبيات قرار التعليق لوجدنا أن سلبياته تفوق إيجابياته عشرات المرات وبالتالي من المفترض ان تكون هناك اجراءات اخرى أهمها التركيز علي صرف منحة السيد الرئيس ونحن نعلم ايضا ما يعانيه السيد الرئيس من مضايقات وضغوط سياسية ومالية والتواصل مع جميع الجهات المؤثرة التي يمكن ان تساعد في صرف هذه المنحة بأسرع وقت ممكن خاصة وأن الجميع يعلم حقيقة الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وعلي الجانب الاخر يتم البحث عن رعاية خاصة لبطولة الدوري من خلال شركاء جدد سواء محلياً أو عربياً وخلال هذا الوقت نعمل على استمرارية البطولة حتى نهاية الدور الأول التي لم يتبقى لها سوى شهر ونصف فقط ثم لدينا شهرين خلال الاستراحة الشتوية بين الدورين يمكن خلالهما السعي بجدية ومسئولية نحو الاتفاق غلي مبادئ واجراءات و اليات  تحقق اهدافنا الرياضية والوطنية والحفاظ علي منظومتنا الكروية الشاملة وانتظام البطولات والمسابقات للعبة الشعبية الاولي علي مستوى العالم ومستوى الوطن .

والله ولي التوفيق