فيس كووورة الأخبار الرياضية أول باول
بالعربي الفصيح
لماذا التعادل كان مهمًّا؟
كتب/ خالد أبو زاهر: 7/1/2019
بعد تعادل منتخبنا الوطني أمام شقيقه السوري في المجموعة الثانية لكأس أمم آسيا 2019، وقبل أن أتحدث عن ردود فعل الشارع الرياضي وعامة الرياضيين الذين يتناول البعض منهم الأمور بشكل سطحي، سأتحدث عن رد فعلي أنا شخصيًا، لكوني متخصصًا في العمل الإعلامي الرياضي ولاعبًا سابقًا.
ولأن الفوز هو الخيار الأول لأي شخص أو فريق أو منتخب أو اتحاد عندما يشترك في بطولة إقليمية أو قارية أو دولية، فإن الخيار الثاني هو التعادل، وبالتأكيد فإن الخسارة لم ولن تكون خيارًا لأحد، إلا للمنهزمين والمنبطحين من أصحاب ثقافة الهزيمة.
بعد معرفة مجموعتنا والتأكد من أنها أقوى وأصعب مجموعة، فإن تصنيف المنتخبات حسب الاتحاد الآسيوي وضع فلسطين في التصنيف الثالث بعد سوريا وأستراليا، فيما وضع الأردن في التصنيف الرابع أي أقل من تصنيف منتخبنا الوطني، وهذا يعني أن أستراليا وسوريا هو المرشحان الأقوى للحصول على بطاقتي التأهل المباشر لدور الـ16 في البطولة، فيما ستكون البطاقة الثالثة بين منتخبي فلسطين والأردن، وهذا هو الواقع.
إن التعادل مع سوريا يُعدّ في ظل التصنيف وفي ظل الواقع، نتيجة طيبة ومقبولة، وعليه فإن القبول بالتعادل أمام سوريا والاحتفال به أو المبالغة في الاحتفال به ليس أمرًا سلبيًا، لأن التعادل أنقذنا منن خسارة حتمية ستكون فاتحة شؤم، وطالما لم تتحقق الخسارة فإن أي نتيجة أخرى ستكون جيدة.
ولهذا لا تندهشوا من مبالغتنا بالتعادل مع سوريا التي لم نفُز عليها سوى مرة واحدة في مباراة ودية جرت في دمشق في عام 2004.
كما ولا يمكن أن نعتمد سياسة القبول بالحد الأدنى إلا في حالات من الصعب أو المستحيل تحقيق الحد الأقصى، المهم ألّا نرضى بالخسارة ولا نساعد أحد في فرضها علينا، لأنه في عالم كرة القدم تمنح فرق، فرق أخرى فرصة الفوز عليها من خلال التهاون والاستسلام للخسارة من جهة، أو من خلال ارتكاب الأخطاء من جهة ثانية، وهو ما يجب تفاديه في مباراتنا المهمة أمام المنتخب الأسترالي.
إن عدم الخسارة أمام أستراليا يجب أن يكون هدفًا نسعى لتحقيقه بالدرجة الأولى، لأنه في هذه الحالة سنحافظ على حظوظنا في التأهل لدور الـ16 وسننتظر الجولة الثالثة الأخيرة أمام الأردن لتعزيز حقنا في التأهل بدلًا من أن نذهب إلى المباراة بنقطة واحدة وقد لا نستفيد من التعادل مع الأردن إن تحقق لأننا لن نكون من بين أفضل (ثوالث) بنقطتين، ولكننا قد نحقق ذلك بثلاث نقاط من ثلاثة تعادلات.
