الرئيسية / المنتخب الوطني / استخلاص العِبَر 5 : اتحاد الكرة والخطأ المُركب

استخلاص العِبَر 5 : اتحاد الكرة والخطأ المُركب

بالعربي الفصيح

استخلاص العِبَر 5

اتحاد الكرة والخطأ المُركب

كتب/ خالد أبو زاهر: 23/1/2019

من غير المقبول أن يتم توجيه كامل اللوم إلى الجزائري نور الدين ولد علي، على خروج المنتخب الوطني من دور المجموعات لبطولة كأس آسيا 2019، فهو لا يتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الخروج، كما أن الخروج من دور المجموعات لا يُعدُّ كارثة كروية؛ لأن الواقع والمستوى والفوارق مع بقية المنتخبات المرشحة لاجتياز هذا الدور.

المسؤول الأول والأخير عن كل ما يتعلق بمشاركتنا في البطولة سواء الأمور الإيجابية أو السلبية هو اتحاد كرة القدم، لكونه هو من وضع المنتخب والجماهير في هذه الخانة، فقد ارتكب سلسلة من الأخطاء المركبة التي لم يكن التخلص من أحدها أمرًا يعني التخلص من كل الأخطاء.

الخطأ بدأ بالتعاقد مع البوليفي خوليو سيزار، وتم تصحيح الخطأ بخطأ آخر، وهو إقالته بعد أول مباراة، نتيجة الضغط الذي مورس على الاتحاد من خلال الحملة الشرسة على المدرب والاتحاد التي شنها البعض لصالح إعادة الكابتن عبد الناصر بركات، ومن ثم ارتكاب خطأ بعدم إعادة عبد الناصر بركات، وزادت رقعة الخطأ بإسناد المهمة للجزائري الرائع نور الدين ولد علي المتخصص في اللياقة البدنية.

ولقد كان قرار تكليف نور الدين ولد علي غير واضح المعالم، فلم يعلن رسميًّا عن أنه من سيقود المنتخب في بطولة كأس آسيا، ومن ثم وضعه في صورة مهمته.

قد يُزعج هذا الحديث الكابتن نور الدين ولد علي، ولكنها الحقيقة التي لا يشوبها أي شائبة، فقد تم تحميله فوق طاقته، ويُحسب له قبول المهمة والتحدي، وكيف لا يقبل هذا التكليف الكبير وهو لم يطلبه ولم يُفكر فيه أصلاً انطلاقاً من معرفته بطبيعة تخصصه.

لقد جاءت الفرصة على طبق من ذهب للكابتن نور الدين ولد علي الذي يستحق الاحترام والتقدير والمكافأة، فكيف يرفض هذا التكليف وهو الذي أضاف إلى سيرته الذاتية قيادة منتخب وطني لدولة غير دولته وهو المدرب غير المعروف على الساحة الجزائرية، ولكنه أثبت نفسه في فلسطين وأكد حبه وانتمائه لها.

كان من المفترض أن يتم إسناد الكابتن نور الدين ولد علي في كل الحالات وبغض النظر عما إذا كان قرار تعيينه مديراً فنياً منطقياً أو العكس، لأنه أصبح يتولى المهمة بقرار من الاتحاد الذي على ما يبدو أنه كابر وتعالى على المطالبات الشعبية بإعادة عبد الناصر بركات الذي تحقق في عهده كل ما لم يتحقق في عهد سابقيه سواء من نتائج إيجابية أو القفزة النوعية على سلم تصنيف الفيفا.

إن كان من ضرورة لتوجيه اللوم، فالأجدر والأنفع أن نوجه اليوم لاتحاد كرة القدم على سلسلة الأخطاء المركَّبة التي ارتكبها ووقع فيها، وليس لمن وافق على تكليف، فلو كان أي شخص مكانه ما كان ليرفض فرصة ذهبية للظهور عالمياً.

تحية للجزائري نور الدين ولد علي وللتونسي مكرم دبدوب ولكل أعضاء الجهاز الفني والإداري، لقد أبليتم بلاً حسناً ولم يكن بمقدوركم تحقيق أكثر مما تحقق، لأن ذلك مرتبط بحجم واسم المدير الفني، ويكفينا فخراً أن نور الدين ولد علي كان المدرب العربي الوحيد في البطولة.

تابعونا غداً في الحلقة الأخيرة

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …