الرئيسية / اتحاد كرة القدم / الانتخابات والتزكية في الاتحادات والأندية (1)

الانتخابات والتزكية في الاتحادات والأندية (1)

كتب/خالد أبو زاهر – 15/9/2020 – كنت أبحث ولا زلت في الأرشيف الخاص بعملي الإعلامي عن مقال كتبته قبل 15 عاماً، تضمن موقفي من انتخابات الأندية والاتحادات الرياضية، وهذا موقف ثابت ولن يتغير لأنه مبدأ، وأنا لم ولن أُغير مبادئي.

بحثت عن المقال بالتزامن مع الإعلان عن تزكية المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم يوم 11 من شهر سبتمبر الجاري، وذلك لطرح موقفي المهني أولاً والرياضي ثانياً، على المتابعين لعملي سواء في صحيفة فلسطين أو في قناة الكوفية أو في موقع “فيس كووورة”.

وقبل طرح الموقف الثابت، لا بُد من التأكيد على أمر مهم وهو أن الانقسام وما أحدثه على الساحة الفلسطينية بكل شرائحها ومنها الشريحة الرياضية، حيث تم فرض حالة جديدة ونظام جديد ليُصبح أمراً واقعاً استوجب التعامل معه حتى في ظل عدم اعتراف أو اقتناع الجميع به.

فمع بدء الانقسام واستمراره حتى اليوم، بات التوافق الرياضي هو القالب الذي يُصَب فيه الحالة الرياضية لينتج جسماً يُنظم العمل الرياضي داخل الأندية والاتحادات، وهو الجسم الوحيد القادر في الوقت والظروف الراهنة على ضمان دوران العجلة الرياضية واستمرار دورانها.

ومع أهمية دوران النشاط الرياضي واستمراره، بات لزاماً علينا جميعاً أن نتعامل مع التوافق الرياضي وإفرازاته إلى حين انهاء الانقسام واستعادة الوضع الطبيعي للساحة الفلسطينية بكل مكوناتها السياسية والرياضية.

ولأن الواقع غير طبيعي فمن المنطق أن نتعامل معه ونُديره ونتقبل نتائجه، ولكن على قاعدة تحسينه وضمان الحصول على مُنتج أفضل وفق الحد الأدنى من المواصفات والمقاييس، لضمان انتظام النشاط الرياضي.

ولعل هناك من رفض ولا زال يرفض هذا الواقع وهذا النظام، وأنا واحد منهم، ولكن الفارق بين رفض ورفض، هو التعامل الإيجابي من أجل استمرار الحياة والنشاط، ولدي مثال حي على هذا الواقع.

يتذكر الجميع مع الأشهر والسنوات الأولى من الانقسام وتجمد النشاط في الأندية والاتحادات، قيام وزارة الشباب والرياضة بتنظيم بطولة القدس الأولى لكرة القدم، والتي دُعيت جميع الأندية للمشاركة فيها.

فقد رفضت غالبية الأندية المشاركة، فاقتصرت على الأندية المُشكلة حديثاً بعد الانقسام، وهو الأمر الذي لم يكن مُجدياً بقناعة طرفي الانقسام، فكان قرار التوصل إلى التوافق الرياضي المعمول به منذ العام 2010 وحتى يومنا هذا، والذي على سطوره سارت الحركة الرياضية وانتظمت البطولات بشكل رائع دفعنا لتوجيه الشكر لكل من ساهم في هذا التوافق.

إن كلمة توافق من الناحية اللغوية والأخلاقية، كلمة طيبة وتطبيقها أطيب، ولكن البعض يعتبر أن التوافق غير ذلك، ووصل الحد في وصفه بأنه “الشر” الذي لا بُد منه، وأنا لست مع هذا الوصف، ولكن إذا ما افترضنا ذلك، فإن هذا التوافق قطع الطريق على كل من حاول إغراق غزة في وحل الانقسام، فتوحد الشعب من بوابة الرياضة، وهذا بحد ذاته يُعتبر أكبر وأجمل إيجابيات حالة الانقسام، وبالتالي علينا جميعاً أن ندعم التوافق الرياضي ونطوره لتنعكس نتائجه بشكل إيجابي على الحالة “الغزية” الاجتماعية والسياسية والرياضية.

وطالما اعتبرناه المخرج من الكوارث، فيجب علينا أن نقبل بالتوافق الرياضي وبكل نتائجه، على قاعدة “لا تنهى عن شيء وتأتي بمثله”، فمثلما نطالب من الجماهير أن تتقبل كل نتائج الرياضة، خسارتها قبل مكسبها، علينا أن نقبل التوافق أولاً ونبدأ في تطويره ثانياً.

ولأن التوافق الرياضي سار على قاعدة التزكية بدلاً من الانتخابات، فبكل تأكيد فإن هناك ما يُبرر ذلك، وهناك أشياء أخرى لا مُبرر لها، وهذا ما سيكون مضمون الجزء الثاني من المقال غداً.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *