الرئيسية / أخبار النجوم / النمر الذي تألق في القدس والوحدات

النمر الذي تألق في القدس والوحدات

الخليل/فايز نصار- 4/4/2021 – لا يخفى على ذي بصيرة حبّ معظم الفلسطينيين لنادي الوحدات، الذي يجد فيه الخيرون صورة مشرقة لتألق رجال مخيمات الشتات، ممن وجدوا لأنفسهم مكاناً تحت شمس الكرة الأردنية، وأسمعوا القاصي والداني دقات أقدام مبدعينا في الملاعب.

  وكان الوحدات، وما زال حلماً لكثير من نجومنا المبدعين، ممن يرون أنّ الوحدات يساهم في رفع أسهمهم في اجواء اللعبة الأكثر شعبية، لذلك أنضم كثير من نجوم الكرة في الضفة والقطاع لصفوف الأخضر الأردني، الذي لعب له كلّ من غسان بلعاوي، وعبد الحميد أبو فردة، وخليل رمضان، وخضر عبيد، وخلدون الفهد، وفهد العتال، وعبد اللطيف البهداري، وأحمد كشكش، وأحمد ماهر، دون نسيان الحارس الفذّ زاهر النمري، الذي سبق غيره للعب في الوحدات منذ نهاية السبعينات.

  وكان أبو بكر المقدسي داعب الكرة طفلاً في رحاب بيت المقدس، وظهرت مواهبه الكروية في حارات العاصمة القديمة ، قبل انضمامه لنادي بيت حنينا، في الطريق إلى الواي، النادي الذي تفتحت فيه مواهبه ، ونضجت فيه تجربته، إلى جانب الحارسين محمد نزال ، ومحمد صندوقة .

   وخاض النمري تجربة ثرية مع نادي الوحدات، مستفيداً من الحارس المتألق باسم تيم ، ومن المدرب اليوغسلافي الكبير فويا، قبل عودته على الوطن ليظهر مع أندية القدس سلوان، والأبناء، والهلال، وجبل المكبر.

  ومِثل أبناء جيله لم تكن لزاهر فرصة الظهور مع المنتخب الفلسطيني، اللهم بعض المباريات، التي لعبها في بريطانيا منتصف التسعينات، ومشاركته في بعض المنتخبات المحلية، والتفاهمات الكروية في القدس وعمان.

 ولم يطل المقام بنمر الملاعب في مجالات تدريب الحراس، لأنّه وجد بيريقراطية فظة، لا تساهم في نقل خبراته المحلية والدولية للحراس الواعدين، ففضل الابتعاد عن الملاعب، في قصة تصلح بداية لعرض ذكرياته في ملاعب الوطن والمهجر، وأتركه يحيكها لكم في هذا اللقاء.     

– اسمي زاهر عباس اسحق النمري “أبو بكر” من مواليد يوم 26/9/1961 بالقدس الشريف .

– بدأت اللعب في حارات وأزقة العاصمة القدس، وظهرت في المدرسة البكرية، حيث ساعدني معلم من عائلة الجولاني، ثم انخرطت في صفوف نادي شباب بيت حنينا، الذي لعبت له في صغري، ليتحول حلمي إلى حقيقة بانضمامي لجمعية الشبان المسيحية، حيث لعبت مع فريق الأشبال والفريق الثاني، بإشراف الكابتن عقيل النشاشيبي.

– وبسرعة تمّ ترفيعي للفريق الأول في الواي، فلعبت أول مباراة أمام ثقافي طولكرم وعمري 15 سنة ، ويومها كان الثقافي متقدماً بهدفين، ولما نزلت في الشوط الثاني – كبديل للحارس الكبير محمد نزال – حافظت على نظافة شباكي، وانتهت المباراة بنتيجة 2/1 للثقافي، ولم أشعر يومها بالرهبة، رغم لعبي بجانب نجوم عمالقة مثل موسى الطوباسي، وابراهيم نجم، ودرويش الوعري، ومحمد نزال .. وبحمد الله كان الجو في الجمعية يساعد على تطوري بوجود المحمدين نزال، وصندوقة، وبإشراف المدربين ريمون زبانة، وعقيل النشاشيبي.

– وكانت محطتي الأكثر أهمية في موسم 77/ 78 حيث اجريت اختبارات مع النادي الفيصلي الأردني، وقد اعجب بي المدرب الراحل محمد عوض، وطلب مني التوقيع للفيصلي فوراً ، فقلت له : سأوقع عندما أعود   من القدس.. ويومها رجعت إلى القدس، وبعد ستة أشهر عدت إلى عمان فجربت حظي في الوحدات، وفوراً طلب رئيس النادي عبد الجابر تيم توقيعي للفريق الأخضر، الذي لعبت له عدة سنوات.

– ومع الوحدات حققت أول بطولة مطلع الثمانينات، وكان التنافس كبيراً مع الحارس الدولي باسم تيم، وبعدها انضم معنا ابراهيم عمار، وبحمد الله كنت أنا الحارس عندما يغيب باسم، ولعبت ثماني مباريات في موسم التتويج الأول، وكنت اساسياً في معسكر خضناه بالعراق، حيث لعبنا مباراتين، وفي احداها استطعت صدّ ركلة جزاء في أخر دقيقة أمام فريق صلاح الدين ، الذي كان من أفضل أندية العراق وقتها ، ويومها نلت إعجاب المدرب الراحل عزت حمزة ، ومساعده عثمان القريني .

– وكان لي شرف مشاركة الوحدات في بطولة الوحدات العربية، ولعبت مباريات أمام أندية صلاح الدين العراقي، والأنصار اللبناني، والعربي القطري، ولعبنا مباراة مع نادي غزة الرياضي، ثم لعبنا مباراتين في قطر مع النادي العربي، وهناك تلقيت عرضاً للاحتراف في قطر، ولكن لسوء حظي لم يكن يسمح بانتداب الحراس الأجانب!

– وفي الوحدات شاركني التألق النجم الكبير غسان بلعاوي، الذي ترك أفضل البصمات في ملاعب الأردن، ونجح مع ناديي الوحدات والفيصلي، كما لعب معي في الوحدات النجم عبد الحميد ابو فردة من مدينة دورا، وقد أعجب به كلّ فنيي الوحدات ، ولكنّه عاد إلى الوطن بسبب ظروف خاصة .

– وخلال وجودي في الأردن لعبت عدة مباريات مع منتخب الجامعات، وسافرت معه سنة 1983 إلى تونس ، حيث لعبنا في العاصمة تونس ، وفي مدينة سوسة ، وحققنا نتائج جيدة ، وكان معنا في المنتخب النجوم توفيق الصاحب ، وحسام سنقرط ، وخالد سعيد ,، وعصام التلي ، وحلمي طه ، وعلي بلال .

– وشهدت محطتي الثالثة العودة إلى الوطن سنة 1987، ولكن الأنشطة الرياضية كانت معطلة على خلفية أحداث الانتفاضة، فلعبت مع فريق أبناء اللد في الداخل الفلسطيني.. ومنذ مطلع التسعينات اقنعني الإعلامي الراحل محمد العباسي باللعب لنادي سلوان، ثم تنقلت بين أندية القدس الرياضي، والهلال، وجبل المكبر.

– وكان فريق جبل المكبر طلب مني المشاركة معه في البطولة العربية منتصف التسعينات، ولكن نادي هلال القدس رفض إعارتي، فالتحقت بعد ذلك بنسور الجبل ، ولعبت معهم عدة مواسم ، وأذكر أيضاً أنّ نادي شباب الخليل لعب مع نادي الوحدات منتصف الثمانينات ، وبعد ذلك عرض علي اللعب معه في بطولة خارجية ، ولكن ظروفاً خاصة حالت دون لعبي مع الشباب ، الفريق الذي كنت أتمنى اللعب في صفوفه ، لأنّه يمثل الوجه المشرق للكرة الفلسطينية .

 – ولعل من سوء حظّ أبناء جيلي أنّه لم يكن في وقتنا منتخب يشارك في المنافسات الخارجية ، فاقتصر ظهوري على مباريات لمنتخب الضفة ، وتفاهم القدس ، وتفاهم عمّان ، وفي مقابل ذلك شاركت مع المنتخب الفلسطيني في رحلة بريطانيا سنة 1996، حيث تشرفت باللعب مع النجوم غسان سالم، وخضر عبيد، وأحمد عيد، وخالد ابو غوش، وماهر وعبد الناصر بركات، وعماد ناصر الدين، وخلدون فهد، ومحمد عودة ، ونائل أسعد، وماهر بكر، وأيمن صندوقة ، وهشام أبو ظهير ..وغيرهم .

– أعتقد ان المدرب عقيل النشاشيبي، والمدرب ريمون زبانة كان لهما دور كبير في بداياتي الكروية، ولكن أكثر من استفدت منه المدرب الراحل عزت حمزة، والمدرب اليوغسلافي فويا، الذي كان يخصص لي تدريبات احترافية استفدت منها كثيراً .

– بصراحة منذ صغري كنت معجباً بحراس الجمعية عوني الكالوتي، ومحمد نزال، كما كنت معجباً بالحراس سليمان هلال، وخليل بطاح، وزياد بركات، ورباح كببجي، الذي يملك امكانيات كبيرة، وكنت أحب الوصول إلى مستوى الحارس الألماني الكبير سيب ماير، ناهيك إعجابي بالحارس السوفييتي رينات داساييف، والحارس الانجليزي بيتر شيلتون.

– وخلال مسيرتي في الملاعب تشرفت باللعب مع كثير من النجوم المبدعين، وأبرزهم موسى الطوباسي في الجمعية، وابراهيم نجم في الجمعية، وخالد سليم، وغسان جمعة في الوحدات، وأفضل المدافعين الذين لعبوا أمامي سفيان جعفر في الجمعية، ومصطفى ايوب، ووليد قنديل في الوحدات.

– وبعد اعتزالي اللعب جربت حظي مع التدريب، فعملت كمدرب لحراس نادي جبل المكبر أيام المدرب الكبير سمير عيسى، ولكن أموراً غير احترافية حالت دون مواصلة عملي في مجال التدريب.

– وخلال مسيرتي الطويلة في الملاعب مررت بكثير من المواقف الصعبة، ولعل أصعبها يوم لعب زميلي باسم تيم مباراة يوم الأربعاء، فتمّ اختياري للعب مباراة يوم الجمعة أمام الجزيرة، وبعد استعدادي للعب من خلال الأحماء، تفاجأت بأنّ الكابتن باسم يستعد للعب، فخلعت لباس الحارس ورميتها، وغادرت إلى المدرجات، في موقف تألمت منه كثيرا، ولكن إدارة الوحدات استرضتني بعد ذلك، وخاصة تناول الموضوع من قبل الصحف الأردنية، التي كتبت ” النمري يترك الملعب بصورة غريبة!”

– أخيراً أتمنى النجاح والتوفيق لكل العاملين في مجال الكرة الفلسطينية  وأتوجه بالتحية لكل حراس مرمى فلسطين، ممن تألقوا في الماضي، وممن يتألقون حالياً ، شاكراً لك استضافتي، وتعويضي عن شيء من الإهمال الذي وجدته منذ اعتزالي !

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *