الرئيسية / أخبار النجوم / رأفت خليفة .. المتألق مع الزعيم لاعباً ومدرباً 

رأفت خليفة .. المتألق مع الزعيم لاعباً ومدرباً 

الخليل/فايز نصّار- 3/4/2021- خلّفت اتفاقيات السلام ، التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات جدلاً كبيراً ، وأحدثت  انقساماً عربياً غير مسبوق ، وصل في فترة لاحقة إلى جغرافيا مدينة رفح ، التي وقع بعض أهاليها في حيص بيص ، وتشتتوا بين شقها الفلسطينيّ ، وشقها المصريّ ، تماماً كما حصل مع المعلم رأفت خليفة ، الذي ولد في رفح المصرية ، وبقي فيها بعد عودتها للحضن المصري .

    وبدأت ملامح نبوغ أبي الحسن الكروية من المدارس ، التي تدرج في مراحلها ، وكان دائماً كابتناً لفريقها الكروي ، دون أن يستطيع التألق في الدوري المصري ، الذي لم يكن يسمح لذوي الأصول الفلسطينية بالمشاركة في مبارياته ، ليظهر صاحبنا باللعب مع منتخب شمال سيناء أمام نجوم الدراويش في لقاء لا ينسى .

   ولمّا عاد خليفة إلى رفح مطلع التسعينات وجد أنّ النجوم علقوا الأحذية، لأنّ استحقاقات الانتفاضة أجلت الاهتمام بالجلد المنفوخ .. وبقي الأمر كذلك حتى عاد النشاط تدريجيا ، فانخرط ضيفنا رأفت في صفوف الزعيم الرفحي ، ولعب له عدة سنوات ، محققاً معه العديد من البطولات .

  وفي مرحلة لا تقل أهمية انضم أبو الحسن لصفوف العميد غزة الرياضي، الذي لعب له ثلاث سنوات ، قبل أن يعود للتألق لعدة سنوات مع شباب رفح ، وجماعي رفح .

  وترك المثابر الرفحي بصمات مؤثرة في مجال التدريب ، بدأت بصعوده بالجماعي إلى الدرجة الممتازة ، ثم بنجاحه مع العديد من أندية الدرجة الممتازة التي دربها ، ليتوج الأمر بنيل كلّ البطولات مع شباب رفح .

  وكان الخليفة ضمن الطاقم الفني للمنتخب الأولمبي لثلاث سنوات ، قبل أن تحول بيرقراطية الاحتلال دون حصوله على تصريح الوصول إلى رام الله ، للمشاركة في معسكرات الأولمبي ، فترك الأمر في نفسه جرحاً لا يندمل .. وتلك بداية الحكاية ، التي أتركه يحدثكم ببعض فصولها في هذا اللقاء .  

– اسمي رأفت راسم حسن خليفة “أبو حسن” من مواليد يوم 14/9/1970 برفح المصرية، حاصل على العديد من  المؤهلات العلمية التدريبية، منها شهادات الدرجة  c  b  aالآسيوية .

– كانت بداياتي مع لعبة كرة القدم مع فريق المدرسة ، حيث برزت قدراتي، واخترت كابتناً للفريق طوال فترة لعبي مع الفرق المدرسية .

– وبعد اتفاقية كامب ديفيد ، وترسيم الحدود سنة 1982 ، بقينا في رفح المصرية حتى سنة ١٩٩٠ .. ولم نستطع هناك ممارسة كرة القدم في أيّ بطولة رسمية ، لأننا فلسطينيون في الأراضي المصرية ، ولكن ذلك لم يحل دون لعبي مع منتخب شمال سيناء ، في مواجهة النادي الإسماعيلي المصري على ملعب السويس .

– وفي خضم الانتفاضة الأولى عدنا إلى رفحنا الحبيبة ، حيث كانت الانشطة مجمدة ، ولكن سرعان ما عاد النشاط الرياضي ، فلعبت لنادي  شباب رفح منذ سنة ١٩٩٢ ، الذي حققت معه العديد من البطولات ، وبرزت كصانع للألعاب ، مع تألقي في التسديد من مسافات بعيدة ، ولعبي للكرات البينية الطولية ، بالوجه الخارجي للقدم .

– بعد ذلك لعبت للعميد نادي غزة الرياضي ، وظهرت بشكل جيد ، ولولا انتفاضة الأقصى لكان لنا حضور قوي في المنافسة على البطولات الرسمية ، لأعود بعد ذلك إلى النادي الامّ شباب رفح ، الذي لعبت معه حتي عام ٢٠٠٧ ، قبل انتقالي إلى نادي جماعي رفح كلاعب ومدرب ، وصعودي معه في أول تجربة تدريبية إلى الدرجة الممتازة ، بعد عشر سنوات من التواجد في الدرجة الأولى .

– وخلال مسيرتي التدريبية تنقلت بين عدة أندية في الدرجة الممتازة، أبرزها جماعي رفح، وشباب رفح “أربع مرات” ، واتحاد خانيونس وخدمات خانيونس، وغزة الرياضي “مرتان”، والصداقة “مرتان” .. ومنذ عام ونصف أنا المدير الفني للزعيم شباب رفح ، الذي حصلت معه سنة 2013 علي أول بطولة دوري في تاريخه ، بما شكّل علامة فارقة في تاريخي التدريبي ، بالنظر لكوني توليت التدريب نهاية الدور الأول ، حيث كان الفريق في المركز السابع ، وبفضل الله وتوفيقه حصلنا على بطولة الدوري .

– وبفضل الله عدت الموسم الماضي إلى شباب رفح ، بعد انطلاق مرحلة الاياب بمباراتين ، ويذكر الجميع أنّ وضع الفريق كان صعباً جداً ، حيث كان يحتل المركز قبل الأخير ، ويعيش ظروف نفسية صعبة ، لأنّه كان مهدداً بالهبوط ، ولكن بحمد الله وتوفيقه تمكنا من الوصول بالفريق إلى برّ الأمان ، واستعدنا هيبته ، وتمّ تثبيته في الدرجة الممتازة بكل قوة ! .. لنكمل مسلسل النجاح بالظفر في بطولة كأس القطاع ، بعد فوزنا المشهود في الثلث الأول من النهائي ، بثلاثية أمام العميد غزة الرياضي ، وببطولة السوبر أمام الجار خدمات رفح .. وبفضل الله نحن نتصدر جدول ترتيب الدوري الممتاز بعد انتهاء الدور الأول ! وذلك بفضل الله ، ثم بجهود كلّ من يعمل معي ، من أعضاء الجهاز الفني ، الذين أعتز بهم كثيراً .

– وخلال مسيرتي التدريبية تشرفت بالعمل لمدة ثلاث سنوات، كمدرب مساعد للمنتخب الأولمبي مع الكابتن عبد الناصر بركات ، ثم مع الكابتن عبد الفتاح عرار ، ولكن الظروف لم تسمح لي بالخروج من غزة ، بسبب عدم صدور التصريح اللازم  ، فتمّ استبعادي فجأة  ، ودون سابق إنذار ! وكانت تلك من أكثر الذكريات ألماً في رحلتي في الملاعب ، لأنّ عدم السماح لي بالذهاب الى الضفة الغربية، للالتحاق بالمنتخب سبب حزناً كبيراً بالنسبة لي ، وخاصة بأنّه كان هناك تأكيد لي علي صدور التصريح، وكنت كلً مرة أستعد ، وأجهز حقيبتي، ولكن اتضح أنّ كله كلام فاضي !

– مثلي الأعلى في الحياة أبي رحمه الله، أمّا في عالم التدريب فمثلي أستاذي الفاضل نايف عبد الهادي فلسطينياً ، ويورغن كلوب عالمياً .. ولا أنسي أكثر إنسان تأثرت به ، وتعلمت منه الكثير ، ولا زال حبيبنا الغالي أبو الوفا ، الكابتن نهاد صوقار .

– باختصار أعتقد أنّ المدرب الغزيّ هو المدرب المظلوم ، لأنّ معظم مدربي غزة لم يحصلوا على الفرصة الكافية في العمل مع المنتخبات الوطنية .. ومن أجل تطوير المدربين الفلسطينيين اقترح التعاقد فوراً مع الكابتن نهاد صوقار ، ليكون رئيس لجنة تطوير المدربين في اتحاد الكرة !

– بالنسبة لي أفضل لاعب فلسطيني جمال الحولي، وأفضل لاعب عربي محمد أبو تريكة، وأفضل لاعب في العالم زين الدين زيدان، أمّا حالياً فأرى أنّ أفضل لاعب فلسطيني سليمان العبيد محليا، وأفضل لاعب عربي قفشة، وأفضل لاعب في العالم موديرتش .

– أرى أنّ الأكاديميات الكروية أمر ممتاز، لأنها  تساهم في بروز الموهوبين، من الأعمار السنية المختلفة، وهذا بالتأكيد يساهم في تنمية مهارات اللاعبين ، بما ينعكس بشكل إيجابي على مستوي كرة القدم في الأندية ، وفي المنتخبات .

– أخيراً أتمنى الفلاح والصلاح لجميع أبناء أسرة كرة القدم الفلسطينية ، آملاً أن تتحقق أمنيات شعبنا في الحرية والانعتاق ، وأن يوفق الله الجميع لما فيه مصلحة كرتنا الفلسطينية .. وكلّ الاحترام والتقدير لجميع اللاعبين من أبناء جيلي ، ممن لعبت معهم في مختلف الأندية ، وخاصة أحبتي في نادي شباب رفح ، ولكل المدربين الذين تدربت علي أيديهم ، ولجميع العاملين في منظومة العمل الرياضي في قطاعنا الحبيب ، وعلي رأسهم الحبيب الغالي عبد السلام هنية ” أبو إسماعيل ” .. وكلّ التحية لجماهيرنا الحبيبة ، ومجالس الإدارة ، وكل المحبين ، شاكراً لك هذه اللفتة الطيبة .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *