الرئيسية / أخبار النجوم / حاتم صلاح .. داهية الملاعب كاد أن يلعب في البرازيل

حاتم صلاح .. داهية الملاعب كاد أن يلعب في البرازيل

الخليل/فايز نصار- 10/5/2020- عندما كنت صغيراً قرأت لقاءاً أجرته صحيفة القدس مع حاتم صلاح، الذي كان يتألق في صفوف جمعية الشبان المسيحية (YMCA)، ومما قاله صلاح يومها حول أغلى أمانيه :” أتمنى ان يشكل منتخب للخليل، يلعب مع منتخب القدس، ومنتخب للقدس والخليل، يلعب مع منتخب الشمال، ومنتخب للضفة يلعب مع منتخب غزّة، ومنتخب لفلسطين يلعب مع المنتخبات الأخرى “.

– لم يعرف بائع الكعك الشقي فايز نصار – يومها – أن كلّ هذه الأحلام ستتحول إلى حقائق ، ولم يدر في خلده أنّه سيصبح يوماً جاراً وصديقاً لهذا الداهية الألمعي … ولكن لأنّ من طبع الأيام أن تدور، تفتحت أوراق كلّ احلامنا الصغيرة، وتحول الحاتم من جلاد للحراس في الجمعية المقدسية، إلى راجمة صواريخ في الفرقة الخليلية، فارضاً نفسه نجماً لا يشق له غبار، ومدرباً يعرف من أين تؤكل الكتف الكروية، وإدارياً ترك بصماته في سجلات الشباب، والكرة الفلسطينية بأسرها .

– لم أجد صعوبة في الحصول على معلومات قيمة من أبي فراس، لأنه حريص على تخزين المعلومات، وتوثيقها بالصور … والأمر احتاج لأكثر من جلسة في بيته العامر، في محاولتي تقديم وجيز عن سيرته الكروية .

– حاتم مصطفى حسين صلاح “أبو فراس” من مواليد سنة 3/2/ 1947 في القدس.

– كانت بدايتي مع الكرة في حارات الخليل، التي تفتحت فيها موهبتي، واستفدت من سكني القريب من ملعب الحسين … وفي مدرسة ابن المقفع اكتشف الأستاذ المرحوم عبد الرحيم القاضي موهبتي، وأشركني كحارس مرمى، لأنتقل بعد ذلك إلى مدرسة ابن رشد، مع الأستاذ عبد المغني جويحان، الذي حولني إلى مهاجم .

– بدأ الحلم يتحول إلى حقيقة، عندما ضمني نادي شباب الخليل، الذي لعبت له مع أفضل النجوم، وشاركت معه في بطولة الدوري الأردني، حيث صعدنا إلى الدرجة الممتازة عن الضفة العربية سنة 1966 … وبسرعة لفتُّ أنظار القائمين على منتخب مدارس الأردن، فتمّ ضمّي لمنتخب مدراس المملكة، وشاركت معه في دورة الألعاب المدرسية الثالثة في دمشق سنة 1966 .

– ولمّا أُغلق نادي شباب الخليل بعد عدوان 1967، التحقت بنادي سريان بيت لحم لمدة سنة ، قبل لعبي سنة أخرى في سلوان المقدسي، الذي كان يضم عدداً من نجوم فلسطين، مثل ابو السباع، وعارف عوفي، ورجب شاهين، وناجي عجور، وشفيق الناظر .. ثم التحقت بنادي شباب أريحا، الذي كان بدوره يضم ثلة من النجوم، ومنهم رجب شاهين، وفايز وفريد عبد العال، وجميل الهرباوي، والمرحوم الحارس زياد السباسي .

– وكانت محطتي الهامة في جمعية الشبان المسيحية، التي كانت تشكل منتخبا مصغراً للمنطقة، بوجود موسى الطوباسي، وإبراهيم نجم، وجبريل الدراويش، وعبد الله الكرنز، ويوسف البجالي، ويوسف الدلياني، وسامر بركات، وعزيز البشيتي، وعقيل النشاشيبي، ومصطفى العلمي .. ومع الجمعية نلت الكثير من الألقاب الجماعية والفردية، أبرزها اختياري في استفتاء خاص، كثاني أفضل لاعب في البلد بعد عارف عوفي، الذي حلّ اولاً برصيد 232 نقطة مقابل 230 نقطة لي، ومتقدما على الثالث اسماعيل  المصري “ابو السباع” .

– وكانت سنة 1974 محطة أكثر أهمية في حياتي، حين عدت إلى بيتي الأول نادي شباب الخليل ، لأصبح هداف الفريق لمدة طويلة، ولأحمل مهمة كابتن الفريق بعد اعتزال الأستاذ رجب شاهين، ولأساهم مع الشباب في نيل كثير من البطولات المحلية ، قبل اعتزالي اللعب يوم 10/3/1984 .. وفي شباب الخليل لعبت إلى جانب كلّ من رجب شاهين، ومنذر الشريف، وغازي غيث، وماهر سلطان، واسحق العيدة ، والمرحوم جبريل الدراويش، ورشاد الجعبري، وعدنان الحداد، وشاكر الرشق، ومحمد خليل كوجاك ، وحسين حسونة، وأخي حازم، وجويد ورشاد وعبد الرزاق وفيصل الجعبري، ويسري الاشهب، ووليد وفايز كستيرو، وعدنان الحداد، وطالب ونايف ناصر الدين، وخليل بطاح، وعبد العظيم أبو رجب .. وغيرهم كثيرون .

– وكان اعتزالي اللعب سنة 1984 في مباراة مع جمعية الشبان المسيحية، وشارك في المهرجان اللاعبان واكد العقبي، وخليل البرهم، وتحولت المباراة إلى كرنفال تكريم كبير لي … لن أنسى تلك المباراة .

– وبعد اعتزالي اللعب أصبحت مدرباً للفريق، ونلت معه العديد من الألقاب، أبرزها بطولة الكأس في نهائي أمام مركز طولكرم سنة 1985، وبطولة الدوري سنة 1987، وكنت مدرباً لشباب الخليل في رحلاته الخارجية إلى الأردن وفرنسا والكويت … لتشمل رحلتي التدريبية  بعد ذلك أندية الأهلي، وطارق بن زياد، وجمعية الشبان المسلمين، والخضر .

– قبل انتقالي من الجمعية للشباب فزنا على الشباب على ملعب الحسين بخمسة أهداف نظيفة، سجلت منها هدفين، وبعد لعبي مع الشباب مباشرة فزنا على الجمعية مرتين على الحسين، وعلى المطران .

– لا أنسى هدفي في مرمى غزة الرياضي من مسافة أربعين ياردة، وسجلته من أمام المنصة، التي كان يجلس فيها رئيس البلدية المرحوم الشيخ محمد علي الجعبري، ويومها كان حارس الرياضي ماهر حميدة ، وانتهت المباراة بفوز الشباب 4/3 .

– ولا أنسى مباراتي مع الجمعية أمام سلوان ، حيث كان فريق سلوان متقدما 2 / صفر قبل 22 دقيقة من النهاية، وفي ريمونتادا كروية، انتفض فريق الجمعية وسجل أربعة اهداف، تقاسمتها انا، وموسى الطوباسي، وسامر بركات، وجبريل الدراويش، لتنتهي المباراة 4/2 للجمعية … وبعد المباراة صرح المرحوم أحمد عديلة :”الآن أستطيع القول إن خط هجوم الجمعية، هو خطّ الهجوم الوحيد في الضفة والقطاع ، القادر على تغيير نتيجة أي مباراة، في أيّ لحظة .

– ولا أنسى أيضاً فوزنا مع الجمعية على المركز بستة أهداف لهدفين على ملعب خضوري ، وبعد اللقاء قال المدرب ريمون زبانة للأستاذ عرسان ابراهيم من اتحاد نابلس : الأسبوع القادم عندكم ، فردّ الأستاذ عرسان :” بعد اللي شفته اليوم، ما بقدر أقلك تعال ”

– في غياب المنافسات الرسمية في السبعينات، كثرت بطولات السداسيات، التي كانت تنظم في كلّ مكان، والحمد لله حصلت على كثير من ألقاب هذه السداسيات الفردية والجماعية .

– ومن ذكريات السداسيات ما حصل في بطولة شركة السجائر سنة 1976، حيث كان النهائي بين الجمعية والشباب، وفزنا بالنقاط 11/8، ويومها سجلت ثلاثة أهداف من خارج الصندوق في مرمى الحارس محمد نزال .

– ومن ذكريات سداسيات الربيع التي نظمها سلوان سنة 1977 حصولنا في النهائي على ضربة جزاء، فحركتها لأخي حازم الذي سجل في مرمى حارس بيت ساحور اميل هلال، لأنّ ضربة الجزاء تحسب نقطتين، والهدف الملعوب يحسب 3 نقاط، مع العلم ان الركنية كانت تحسب نقطة دون ان تلعب !

– في منتصف السبعينات حضر شخص فلسطيني من عائلة الواوي يقيم في البرازيل، ورتب لنا أن نلعب مع أحد الأندية البرازيلية أنا وأخي حازم، ولكن الأمر لم يتم، وبعد مباراة لي مع الجمعية أمام منتخب بيت ساحور، فزنا بنتيجة ستة أهداف، سجلت منها أربعة، فتحدث معي سمسار لاعبين، وعرض على اللعب مع أحد أندية الداخل، ولكني رفضت الفكرة .

– أفضل من لعبت بجنبهم أخي حازم، والمرحوم زكش، والمرحوم ماجد أبو خالد، ورجب شاهين، وإبراهيم نجم، والطوباسي.. وغيرهم كثيرون .

– مثلي الأعلى في الملاعب الجوهرة بيليه ، ومثلي في العمل ريمون زبانة .

– مستوى شباب الخليل متذبذب بسبب كثرة تنقل اللاعبين، وكثرة تغيير المدربين، والمطلوب خطة واضحة، تعتمد اولاً على أبناء أكاديمية النادي .

– المرحوم الحاج محمد العويوي “أبو حمدي” أعطى كلّ ما يملك للرياضة، وساهم بشكل كبير في إنجازات شباب الخليل .

– من النجوم الذين خسرهم الشباب بسبب السفر الحارس فيصل الجعبري، ويسري الأشهب، والمرحوم شاكر الرشق، وعبد الرزاق الجعبري، وإيهاب القيسي، وإسلام شاهين، وأيضاً عادل الناظر الذي ترك الملاعب مبكراً، مع أنه كان بإمكانه أن يكون نجماً كبيراً .

– سبب تراجع مستوى الدوري يعود لعدم وجود الانتماء الحقيقي، وتغلب النظرة المادية على العطاء من قبل اللاعبين، ومن ذلك كثرة تنقل اللاعبين بين الأندية، وعزوف الجماهير عن الملاعب .

– في السبعينات كان المستوى متقارباً بين الضفة وغزة، ولكن المستوى في غزة تحسن بعد ذلك، فيما أصبح المستوى أفضل في الضفة بعد الاحتراف، بالنظر لقدوم عدد كبير من لاعبي غزة ، ولاعبي مناطق ال 48 .

– كانت فرحتنا لا توصف عندما نذهب للعب في غزة وخانيونس ورفح ، فخلال ساعة كنا نصل إلى هناك ، وكنا نستمتع بوجود الجماهير العاشقة للكرة … وأذكر سنة 1974 لعبنا مباراة مع الرياضي على ملعب اليرموك، الذي اكتظ عن بكرة أبيه بالجمهور ، ويومها أحتسب الحكم المرحوم يحيى الشريف ثلاث ضربات جزاء، سجل منها ناجي عجور هدفين للرياضي، وسجلت هدفاً للشباب .

– أعتقد أنّ أشرف نعمان افضل لاعبي فلسطيني، وأنّ محمود الخطيب أفضل لاعب عربي، وبيليه أفضل لاعب عالمي .

– أفضل مدرب فلسطيني ريمون زبانة، وأفضل مدرب عربي المرحوم الجوهري، وأفضل مدرب عالمي جوارديولا .

– من النجوم الذين أتوقع لهم التألق خيري عابدين .

– الإعلام الرياضي الفلسطيني خطا خطوات هامة في السنوات الاخيرة، وأصبح أكثر مساهمة في تطور الرياضة ، وأملي أن يواصل الإعلام الرياضي تطوره .

– لم أكن ألعب إلا بالبوت الصيني ، وأذكر يوماً أنّ الوزير زهير العسيلي طلب مني أن أحضر للفريق 16 حذاء لعب من القدس، وقد جربت لبس واحد منها، ولما ذهبت إلى ملعب الحسين، خلعته بعد خمس دقائق ، وقلت لهم :” هذا قبقاب، مش بوت” … وأذكر أنه كان عندي حذاء صيني مخصص للعب، وحذاء آخر مخصص للتدريب، وحذاء ثالث مخصص للساحة في مدرسة الحسين، وكنت احتفظ بعدد من الأحذية الصينية مخزنة، مخافة ان تنقطع من السوق، علماً بان ثمن الحذاء الواحد كان دينار وربع … وأذكر يوما أنني ذهبت للعب مباراة في القدس، ولما فتحت حقيبتي اكتشفت أنني نسيت الحذاء الصيني، فاتصلت بسرعة بوالدي المرحوم مصطفى صلاح، وطلبت منه احضار البوت إلى القدس ، وخلال نصف ساعة أحضره معه ، لأنه كان حريصاً على حضور جميع المباريات .

– من اطرف المواقف التي حصلت معي في سداسيات الشتاء بأريحا سنة 1978، حيث أحرزت هدفاً صاروخياً من خارج الصندوق، فخرقت الكرة الشباك، ووصلت إلى شاحنة، كان سائقها مشجع الشباب فايز صلاح “أبو بشير”  يعمل على خط عمان، وفور وصوله قفز من الشاحنة، وأخذ الكرة، وراح يجري في الملعب، وهو يقبل الكرة، حتى وصل نقطة المنتصف ووضعها هناك، في مشهد مثير ضحك منه الجميع .

– ومن الطرائف أنّ احد أصدقائي تعود كلما احرزت هدفا أن يدخل إلى الملعب ويقوم بتقبيلي، وفي احدى المباريات سجلت هدفاً، ولما جرى تجاهي لتقبيلي، ركضت بالسرعة القصوى في الاتجاه المعاكس، وراح يجري خلفي دون جدوى، في مشهد تفاعل معه الجمهور بشكل مضحك.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *