الرئيسية / أخبار المدربين / خضر عبيد .. ملك الألقاب وشيخ المدربين

خضر عبيد .. ملك الألقاب وشيخ المدربين

الخليل/فايز نصار – 11/5/2020- لعل أكثر نجوم فلسطين إثارة للجدل ، المدرب واللاعب خضر عبيد، الذي ولد وكرة القدم بين يديه، وتعالى على آلام اليتم،  متخذاً من حارات بلدة القدس القديمة موئلاً لنبوغه الكروي، ليتنقل بسرعة بين عدة أندية، قبل الانطلاق مبكراً في إلى عالم الاحتراف، الذي اخذه إلى ملاعب خيرة أندية الجارة الأردن.

ومثلما كان ابو معن مثيراً للجدل بكثرة تنقلاته كلاعب، أصبح مثيراً  للجدل أكثر ، عندما أصبح مدرباً ناجحاً، عرف كيف يحلب في آنية البطولات، رافعاً لواء التحدي في كلّ الاندية التي دربها، ومحققاً رقم قياسياً في البطولات، سيكون محرجاً لكل مدربينا مستقبلاً .

من خاصرة القدس بالعيسوية، إلى جبل المكبر، فالأهلي، فسلوان، فشباب الخليل، وهلال القدس كان للرجل في كلّ بطولة نصيب، دون أن يمنع ذلك من تزايد الحديث حوله، مشيداً بنجاحاته المختلفة، واخذاً عليه بعض المواقف، التي قد لا يكررها لو رجع به الزمن الأول !

باحترافية تعامل أبو معن مع حواري، وباحترافية راوغني في بعض الاجابات، لنخرج بهذه الباقة الرياضية، من بستان الجوال المقدسي أبو معن.

اسمي خضر محمد صالح عبيد (ابو معن) من مواليد القدس يوم 1/2/1968 ولقبي وانا صغير كاكي، وفي التدريب  شيخ المدربين .

كانت بدايتي مثل معظم اللاعبين في حارات البلدة القديمة بالقدس، وكنت ألعب في منطقة في باب الحديد، واحياناً عند في باب المجلس … وتواصل الأمر في مدرسة الأيتام “دار الأولاد” التي كانت تشتمل على ساحة، كنا نلعب فيها وفي ملعب ترابي مجاور كرة القدم … من هنا تفتحت موهبتي، فأخذني الرياضي مسوى الخرس، لألعب مع فريق البراعم في نادي الموظفين، قبل أن أنتقل إلى براعم  هلال القدس، مع المدرب سمير عبد الكريم، والأستاذ معن القطب، فتطورت موهبتي… لأنتقل لاحقاً إلى جمعية الشبان المسيحية ymca)) للعب مع المدرب النموذجي، الاستاذ عقيل النشاشيبي ، الذي رفّعني مباشرة الى فريق الأشبال، فصرت ألعب كلّ يوم جمعه مباراتين، مع البراعم، ومع الأشبال، وبعد أقل من سنة، تمّ ترفيعي لفريق الناشئين (الثاني).

ومع معظم أولاد حارتي لعبت مع نادي أبناء القدس، وهنا حصلت احدى “النهفات” الرياضية في حياتي، حيث كانوا في الجمعية ينادون عليّ ” كاكي” وقد انتقلت معنا ألقاب الدلع إلى نادي أبناء القدس، مع الأشبال،  ومع الناشئين، وفي أبناء القدس برزت كهداف للفريق، ولم ألعب مباراة دون ان أسجل فيها !

وعندما حصلت مشكلة في الفريق الأول لهلال القدس، عرض علي الانتقال إلى ناشئي الهلال بشكل رسمي، ومباشرة تمّ ترفيعي للفريق الأول، كأصغر لاعب بالفريق، وذلك في الأيام الأخيرة للكابتن موسى الطوباسي، الذي كان لي الفخر في اللعب معه.

هناك الكثير من المدربين، الذين  لهم فضل عليّ، وقد ذكرت معظمهم، ولن انسى هنا المرحوم مفيد سماره، وأخوه عادل سماره، وكذلك الراحل ماجد ابو خالد، وإبراهيم نجم.

قصتي مع الاحتراف الخارجي طويلة، فبعد الانتهاء من دراستي في الثانوية العامة سنة ١٩٨٧ في القدس، نصحني الأخ مفيد جبر بالذهاب للأردن، لدراسة التربية الرياضية هناك، وفعلاً حصلت على كتاب من الهلال، وذهبت إلى الأردن،  وتدربت مع الوحدات، الذي أعجب مسؤولوه بمستواي، ولكن فترة التسجيل كانت منتهيه … يومها قدمت أوراقي للجامعة، وخلال فترة اختبارات القبول للجامعة، جاءني السيد معاذ خير، وقال لي : إذا انضممت لنادي عمان، سأحضر لك قبولاً في الجامعة، فقبلت الفكرة، وتدربت مع نادي عمان، وكان الجميع معجب بأدائي، إلا المدرب المصري احمد سوكارنو، الذي لم يشركني في أيّ مباراة ، ولم يوافق على تسجيلي في الكشف.

بعد ذلك تمّ ضمي لمنتخب الجامعة الأردنية، فأصبحت الأندية تتصل بي للعب معها، وخاصة الجزيرة، من خلال الدكتور بسام هارون، فيما طلب مني أحد حراس الجامعة بأن أجرب حظي مع الفيصلي، فذهبت لمسابقة الاختيار، وكان معي في الاختبارات ماهر العبكه قادماً من ثقافي طولكرم، وكان الكابتن غسان البلعاوي، والكابتن باسم تيم قادمين من الوحدات للفيصلي، وبصراحة  لم أتوقع النجاح بين هذه الكوكبة، ولكن – والحمد لله – برزت في التدريب بشكل واضح، متجاوباً مع استفزاز المدرب المرحوم  مظهر السعيد، الذي قال لي : اثبت قدراتك .

وبدأت المغامرة  الاحترافية ، حيث لم أعلم في البداية  أنني ممكن أن أستفيد من كرة القدم مادياً، بعد أن كنت أدفع من جيبي سابقاً، فقدم لي الفيصلي عرضا ماليا مغريا، فلعبت للفيصلي موسمين، قبل الانتقال للوحدات، في الفترة الذهبية بالنسبة لي، مع الإشارة إلى أنني لعبت في الفيصلي ظهير أيمن، وبعد إجراء نجم العرب رائد عساف عملية جراحية، اختارني الوحدات لتغطية مكانه، والحمد لله لعبت هناك ٣ مواسم ناجحة .

قصتي مع المنتخب لم تكن طويله للأسف، فكنت كابتن للمنتخب الوطني المشارك في خمسة مباريات وديه في بريطانيا، ولم استطع العمل طويلاً في تدريب المنتخبات، بسبب ظروف عملي، واقتصر الأمر على عملي مدرب عام مع المدير الفني موسى بزاز، في مباراة منتخبنا مع منتخب الإمارات الودية، التي  كانت مباراة رائعة ، أبلى فيها اللاعبون بلاء حسنا.

أفضل من شكلت معه ثنائي الكابتن يوسف العموري، والكابتن إبراهيم سعديه، أمّا محلياً فمع ربحي الرجبي حتى نهاية حياتي الكروية، وقبلها مع عماد الزعتري، ومحمد الترياقي، وفادي لافي.

مع الأسف لم تنظم لي مباراة اعتزال، بسبب انتفاضة الأقصى المجيدة الثانية، وتوقف النشاط الرياضي.

مثلي الأعلى في الملاعب الاستاذ عقيل النشاشيبي، والمرحوم ماجد ابو خالد، وخارج الملاعب والدتي رحمة الله عليها التي ربتنا أيتام.

بدأ مشواري التدريبي في العيسويه، حيث صعدت بالفريق، وشكلت منه فريقاً مميزاً ، فاز على فرق كبيره، لأنتقل لتدريب جبل المكبر في أول دوري، حيث  كان الهدف البقاء في الممتازة، وقد نجحت مع جبل المكبر في المنافسة، والوصول إلى المركز الثالث، قبل انتقالي للأهلي، والصعود معه إلى الاحتراف، ثم الثبات في الاحتراف، ثم صعدت مع سلوان من الدرجة الثانية إلى الاحتراف الجزئي، ثم إلى دوري المحترفين .. بعد ذلك دربت شباب الخليل،  وحصلت معه على كأس السوبر، وبطولة الدوري ليكون أهم إنجاز لي مع هلال القدس، حيث حصلت معه على بطولة الدوري ثلاث مرات متتاليه، اضافة إلى بطولة الكأس، وبطولة السوبر مرتين، وكأس فلسطين، دون نسيان الإنجاز الجيد على مستوى البطولة الآسيوية… وفي فترة صعود الأهلي للاحتراف دربت أيضاً هلال القدس، خلفاً للكابتن القدير جمال محمود، وحصلنا على بطولة الدوري .

للأسف هذا العام لم أنجح في تحقيق هدفي في الحصول على بطولة الدوري للسنة الخامسة على التوالي مع شباب الخليل.

ارى أنّ الدوري الاحترافي بحاجة إلى تنظيم أكثر، حتى يرتفع المستوى، لذلك أقول بصراحة :للأسف دورينا ضعيف، وأعترف كمدرب أنّ النجاح يأتي من الروح القتالية، والإخلاص في الإداء، فالأمر بعيد عن التكتيك الخططي، لأنّ معظم اللاعبين لا يؤدون واجباتهم التكتيكية، وتمركزهم غير مفهوم، لذلك يظهر التذبذب في مستوى الفرق.

هناك فرق في مستوى الدوري بين غزه والضفة، ففي غزه الدوري أنجح جماهيرياً، وفي الضفة المستوى أعلى، وقدرات اللاعبين هنا افضل، لان معظم لاعبي غزة المميزين يلعبون في دوري الضفة.

لاعبي المفضل محلياً عدي الدباغ، وعربيا رياض محرز، ودوليا ميسي رغم كوني “ريالي”.

مدربي المفضل محلياً عبد الناصر بركات، وعربياً عبد الله ابو زمع، ودولياً مورينيو.

من النجوم الذين  أتوقع لهم التألق هاني عبد الله ، وخيري عابدين ، ومحمد اديب ديرية ، ومحمد أبو ميالة

طموحي المستقبلي التدريب خارج فلسطين، فأتمنى ان تتاح ليّ فرصة التدريب في الدول العربية، الاردن أو الخليج.

لو رجع الزمان لن أسجل في مرمى شباب الخليل دون وجود منافس ، لأنّ ذلك  منعني من دخول الخليل لمدة خمس  سنوات، ولو رجع الزمان لن أشارك بتاتاً في أيّ نشاط  مع الجانب الآخر، ولو رجع الزمان أكيد سأشرك حارس المرمى كمهاجم إذا حكمتني الظروف، كما حصل معي سابقاً، ولو رجع الزمان لن أغير أسلوبي في تصريحاتي الصحفية، رغم أن هناك انتقادات لي بسببها، ولكن أحترم هذه الانتقادات، وأنا مقتنع بأسلوبي في التعامل مع الصحافة .

في الوقت الحالي، وبسبب ظروف عملي لا أستطيع تدريب أحد المنتخبات، ولكن اذا اقتضى الامر ذلك، بإيجاد حلّ، سأقبل إذا كان العرض يناسبني

أقول لأندية غزة : كان الله في عونكم .. أرفع لكم القبعة ، وأنتم تصمدون في هذه الظروف الصعبة، متمنياً لكم مواصلة الاهتمام بالفئات العمرية، فأنتم دائماً منبع للنجوم.

أتمنى على اتحاد الكرة وضع رزنامة واضحة لجميع البطولات، من أول يوم إلى آخر يوم في الموسم، دون حدوث اي تغيير، مع الأخذ بعين الاعتبار كلّ المشاركات الخارجية، وعدم توقف البطولات بتاتاً، وأمنيتي الثانية أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *