الرئيسية / الرياضة الدولية / كُله تَحت السيطرة الصهيونية

كُله تَحت السيطرة الصهيونية

  • بالعربي الفصيح

كتب/ خالد أبو زاهر: 3/3/2022- عندما سألتني إحدى وكالات الأنباء المحلية عن رأيي في قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بمعاقبة روسيا على غزوها لأوكرانيا، من خلال توجيه مجموعة من الأسئلة، كنت سأرسل لهم مقالاتي التي كتبتها في هذا الموضوع لأخذ ما يرونه مناسباً لتقريرهم عن القضية، ولكن لفتت انتباهي جزئية صغيرة وبسيطة جداً في السؤال الموجه لي وهو: (كيف يمكن قراءة قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم منع مشاركة المنتخبات والفرق الروسية في ظل الحرب على أوكرانيا وصمته إبان الحرب الإسرائيلية على غزة وعدم إصداره قرارا مشابها؟).

وعلى الرغم من سهولة السؤال وبساطته، وسهولة الإجابة عنه، فإنه دفعني للكتابة وعدم استخدام المقالات السابقة لتزويد تقرير الوكالة، لأنه ومع كل يوم تزيد قناعتي أن هذه الكرة الأرضية وما عليها من دول ومؤسسات، مُسيطر عليها صهيونياً، إلا ما رحم ربي.

فقد أتت الأزمة الروسية الأوكرانية لتكشف عن الوجه الحقيقي القبيح للمجتمع الدولي بكل تفرعاته، فهو مُجتمع عنصري لدرجة لم نكن نتصورها قياساً مع ما كان هذا المجتمع يُظهر زوراً وبُهتاناً وجه الإنسانية المزيفة في كل القضايا.

والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يكيل بمكيالين، واحد للعرب والمسلمين ودول العالم الثالث، والثاني للجنس الأوروبي، حيث أثبتت الكثير من المواقف عبر العصور، عنصرية وعِرقية الأوروبيين تجاه العرب والمسلمين، من حيث التعالي والتعامل بفوقية، ناهيك بالتردي والانحطاط الأخلاقي الممنهج.

ومهما حاول الاتحاد الدولي تبرير ما قام به من فرض عقوبات سريعة على روسيا، وتغاضيه عن معاقبة دولة الاحتلال، فإنه لن يستطيع إقناع العالم بالتبرير لسبب واحد ووحيد، وهو أنه لن يتمكن من طرح مُبرر واحد يُثبت أن القانون يجب أن يُطبق على الجميع، ولأنهم يتعاملون مع الصهيونية والصهاينة بطريقة فيها نوع من الخوف على المصالح من جهة، والخوف منهم كمتسلطين على العالم من خلال تحكمهم بالاقتصاد من جهة أخرى.

كما لفت انتباهي السؤال الثاني الذي تضمن تفسيري لسرعة القرارات تجاه روسيا من الاتحاد وصمته تجاه الاحتلال الإسرائيلي ودلالات ذلك، حيث ثبت أن سرعة القرارات دليل على أن الفيفا تتعرض لضغوط صهيونية يهودية كبيرة لا تستطيع الصمود أمامها، وهذا الاعتقاد له ما يُثبته، ولا سيما الديانة اليهودية والجنسية الإسرائيلية للرئيس الأوكراني، وهذا بحد ذاته يؤكد أن الصهيونية العالمية تُسيطر على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والرياضية في العالم.

ولكون القرارات تم اتخاذها بهذه السرعة دون دراسة أو عرض على المكتب التنفيذي للفيفا أو على الجمعية العمومية للاتحاد الدولي، فإن الأمور باتت واضحة أن الفيفا مؤسسة تُحكَم من الخارج وفق المصالح الإسرائيلية.

أما فيما يتعلق بالسؤال الثالث الموجه لي عن كيفية استثمار تصريحات اللاعب المصري محمد أبو تريكة بهذا الخصوص، وما المطلوب لاستثمار وتشجيع غيره على انتقاد الاتحاد الدولي لكرة القدم وعنصريته، فإنني أعتقد أننا لسنا بحاجة لتشجيع الأصوات العربية الإسلامية الشريفة للتعبير عن مواقفها الوطنية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، فهذه الأصوات كانت وما زالت وستبقى تصدح بكلمة الحق، ولن يُرهبها أحد حتى في ظل العقوبات المفروضة عليها مثلما حدث مع البطل الجزائري فتحي نورين، الذي تمت معاقبته بالحرمان من ممارسة رياضته 10 سنوات متتالية، بسبب رفضه مواجهة خصم صهيوني.

ولكن من المفترض أن تعمل الجهات الرسمية الفلسطينية سواء كانت جهات سياسية أو مجتمعية أو رياضية، على تعزيز التواصل مع أصحاب كلمة الحق في العالم العربي والإسلامي وفي مقدمتهم أمير القلوب المصري محمد أبو تريكة.

كما علينا أن نستثمر هذه الأصوات المؤثرة في العالمين العربي والإسلامي من أجل تعزيز ثقافة مقاومة الاحتلال وعدم الركون إلى الظروف والأوضاع والمتغيرات، وعلينا أن نستثمر مواقفهم من أجل إزاحة الظلم عن فلسطين وإحقاق حقها، إلى جانب تعزيز ثقافة عدم مواجهة الخصوم الإسرائيليين في الساحات الرياضية، لأن من شأن ذلك تضييق الفجوة بين الحق والباطل، وعلينا أن نساند كل من ساندنا وتعرض لعقوبات من أجل نصرة قضيتنا، لأن كل ما هو خاضع اليوم للسيطرة الصهيونية، فقد اقترب أن تنقلب المعادلة وأن ينتفي هذه السيطرة وأن تعود لفلسطين أرضها وكرامتها وشخصيتها.

شاهد أيضاً

شهيد استشهاد أحمد عبيد غزة الرياضي كرة الطائرة غزة

استشهاد لاعب نادي غزة الرياضي

اللجنة الاعلامية/نيللي المصري -2023/10/7- استشهد لاعب نادي غزة الرياضي لكرة الطائرة احمد عبيد اليوم خلال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *